نجاح جماهيري كبير حققه الفيلم الأميركي «أفاتار»، الذي اعتمد في تصويره
على كاميرات ثلاثية الأبعاد «3D»، ليحقق إيرادات تجاوزت مليار دولار على مستوى
العالم، ما وجه أنظار صناع السينما في مصر والوطن العربي إلى هذه النوعية
من الأفلام لتحقيق إيرادات أكبر، ووضع حدٍ للقرصنة على الأفلام.
لكن هل تنجح التجربة في ظل وجود دور عرض غير مؤهلة إلا للأفلام العادية، أم
يتم تجديد هذه الدور بما يتواءم مع الثورة التكنولوجية على مستوى العالم،
وهل سيمر وقت طويل لدراسة الأمر، أم أننا سنسارع للحاق بركب التقدم؟
..تفاصيل أكثر في السطور التالية ..(السينما ثلاثية الأبعاد تحتاج إلى جهد
مكثف وتقنيات عالية في الجرافيك والكمبيوتر لكي تمنح التأثيرات نوعًا من
التجسيم المبهر).. بهذه العبارة بدأ المنتج السينمائي إسماعيل كتكت حديثه،
مشيرا الى أنه لا بد من ارتداء نوع معين من النظارات للتمكن من مشاهدة
الأفلام ثلاثية الأبعاد.
وبغيرها ستظهر الصورة على الشاشة مشوشة لكونها عبارة عن صورتين منفصلتين
متراكبتين يتم تصويرهما بواسطة اثنتين من الكاميرات، وتقوم النظارة بتحديد
إحدى الصورتين لكل عين ليكتمل الأمر، ويخلق التأثير ثلاثي الأبعاد.وبالتالي
سيكون هذا النظام هو الطريق الوحيد للنجاة من قراصنة الأفلام الذين يقومون
بسرقتها أثناء المونتاج أو في دور العرض، وأحيانًا في أماكن التصوير، فلن
يتمكنوا كعادتهم من سرقتها؛ لأنهم حتى لو أتيحت لهم القرصنة فلن يتمكنوا من
مشاهدتها بالشكل ثلاثي الأبعاد في المنزل أو على شاشات الكمبيوتر.
مهددة بالفشل
ويستدرك كتكت: لكن الأمر المؤسف هو أن شركات كبرى تعكف على تطوير أجهزة
التلفزيون المنزلية لتستطيع عرض الأفلام ثلاثية الأبعاد، لتسهل دور
القراصنة بعد ذلك في نسخ الأفلام ثلاثية الأبعاد عن طريق استخدام كاميرات
فيديو مع (فلاتر) معينة لفصل الصورة.
وبالتالي لن تمر سوى شهور قليلة حتى يعودوا إلى سرقة الأفلام، ما يهدد
التجربة بالفشل قبل البدء فيها ويعود المنتجون إلى الشكوى من جديد،
وبالتالي سيزداد تهافت المخرجين على اعتماد العرض الثلاثي الذي يخرج
المشاهد من هامش المتلقي السلبي ليحوله إلى مشارك حقيقي بعد أن بدأت
السينما الأمريكية في إنتاج وعرض هذه النوعيات.
لكنها قبل أن تبادر بهذه الخطوة جهزت لعرضها في أكثر من 700 دار عرض، وهناك
آلاف الصالات في انتظار التجهيز بعد أن تجاوب الجمهور مع أساليب العرض
الجديدة؛ لذلك بدأ صناع السينما والدراما العربية في التفكير في التجربة.
ضد القراصنة
التكلفة العالية لمثل هذه النوعية من الأفلام قد تحول دون تنفيذها في بعض
الدول العربية، حسبما تؤكده الناقدة خيرية البشلاوي من أن هذه المسألة لن
تتحقق إلا بعد 4 أعوام على الأقل؛ لأنها لا تزال بحاجة إلى وقت، خاصة في ظل
انخفاض أعداد دور العرض في مصر التي تعرض مثل هذه النوعيات من الأفلام.
والتي لا تزيد على 7 دور، جميعها في القاهرة؛ لذلك ليس من المنطقي أن يتم
إنتاج فيلم ليتم عرضه في 7 دور عرض فقط، وعلى الرغم من الإقبال الجماهيري
فإنه ليس من المؤكد أن يقبل الجمهور على أفلام مصرية من هذه النوعية، كما
يحدث مع الأفلام الأجنبية التي يثق فيها أكثر.
لن تنجح
الكاتب أسامة أنور عكاشة يؤكد أن تقنية ال(3D)
لن تنجح عربيا بسبب نوعية القصص التي لا تناسب هذه النوعية، فليس من
المنطقي أن يتم إنتاج فيلم عاطفي بصورة ثلاثية الأبعاد، بخلاف الأفلام
التاريخية والأسطورية.
كما أن محدودية دور العرض المخصصة لهذه الأفلام ضئيلة للغاية، كذلك النظارة
المستخدمة لا تزال مرهقة للعين ولا تصلح لاستخدام الكثيرين الذين يعانون من
مشاكل في الإبصار.
بل ستنجح
الى ذلك تؤكد الفنانة إسعاد يونس رئيس مجلس إدارة الشركة العربية للإنتاج
والتوزيع السينمائي، أن نجاح (أفاتار) يعتبر أكبر دافع لاتجاه صناع السينما
في مصر والعالم العربي وشركات الإنتاج نحو تطوير الفكرة حتى تصل إلى درجة
الربح الذي وصلت إليه الأفلام الأمريكية التي استخدمت تلك التقنية.
مشيرة إلى تحمس كبار النجوم وصناع السينما لتطوير الفكرة وتطبيقها على
الدراما التليفزيونية على نطاق عربي، وأنه سيمتد البعد الثالث ليشمل
مباريات كرة القدم، بعد أن تأخر الاهتمام بتلك التجربة كثيرًا بسبب
البيروقراطية وصخرة الروتين.
مخاوف وأضرار
وعلى الرغم من كون التجربة مثيرة، فإن بعض الدراسات العلمية خرجت لتحذر من
مداومة مشاهدة الأفلام ثلاثية الأبعاد، وكذلك أجهزة التليفزيون التي تتسم
بنفس الميزة؛ خوفا من مشاكل كثيرة للعين.
وهذا ما يحذر منه د.أحمد براده أستاذ طب العيون، فيقول: كثير من المصريين
والعرب يعيشون بمشاكل صغيرة في العين لا تؤثر على رؤيتهم للأشياء، مثل
انعدام توازن العضلات، فيتعامل معه المخ في الظروف العادية بشكل طبيعي، لكن
في حالة مشاهدة الأفلام ثلاثية الأبعاد فإن ذلك يؤدي إلى إظهار تلك
المشاكل.
ويكون الشخص عرضة للصراع المزمن بسبب الإرهاق الشديد الذي تتعرض له العين
نتيجة بذل المجهود المضاعف، كما أن هناك بعض الأشخاص لا يتمتعون بالإدراك
ثلاثي الأبعاد للمرئيات ولا يملكون الرؤية الثلاثية على الإطلاق، خاصة من
يعانون من مشاكل في عضلات العين.
ويضيف أنه من المحتمل أن يعاني من هذه التقنية أيضًا مشاهدو التليفزيون
المزود بالبعد الثالث، فالمشاهد في المنزل لن يشعر بالارتياح، لتنقل العين
في حدود 144 مرة خلال 5 دقائق، ما يؤدي إلى ضغط شديد على المخ، يشعر بعده
المشاهد بالصداع والغثيان؛ لذلك من المحتمل ألا تلقى هذه التقنية رواجًا
كبيرًا.
تسويق
وعلى الرغم مما يقال عن الأضرار الصحية الناتجة عن مشاهدة أفلام (3D)، فإن شركات تكنولوجيا المعلومات تتوقع أن تشهد صناعة الشاشات
المنزلية ثلاثية الأبعاد نشاطًا خلال الفترة المقبلة، بعد أن زاد الطلب
عليها من المستهلكين؛ حيث لا تتوافر إمكانيات صناعتها محليًا، لكن من
المحتمل أن يتم استيرادها من عدد من الشركات الرائدة في هذا المجال.
وفي هذا يرى شوكت إبراهيم، خبير تكنولوجي، أن تصنيع هذه الشاشات في مصر
والدول العربية مستبعد في الوقت الحالي؛ لأنها تعتمد على تقنيات تكنولوجية
عالية للغاية لا تتوافر إلا في بعض الدول الأوروبية، وتسيطر عليها كوريا
الجنوبية واليابان، ويتطلب إنتاجها محليًا استثمارات ضخمة.
وإذا كانت مصر قد وضعت خطة لتجميع الأجهزة منذ بداية 2010، فإن الدول
الأوروبية شهدت طفرة هائلة في تصنيع هذه الشاشات منذ ثلاثة أعوام، بعد أن
لفتت نظر عدد كبير من المستهلكين خاصة زوار المعارض الإلكترونية، فالاتجاه
السائد لدى صناع السينما يميل إلى هذه النوعية.
وهذا ما سيحدد مستقبل هذه الشاشات، خاصة أن المصانع المحلية يمكنها تجميع
وإنتاج هذه الشاشات في حالة زيادة الطلب عليها، ومن هذا المنطلق بدأت بعض
الشركات في تطوير خطوط إنتاجها.
إعلانات 3D
وإذا كان المستقبل لأفلام ومسلسلات البعد الثالث التي تجعل المشاهد يتعايش
مع العمل الدرامي بعقله ووجدانه ويكون عضوًا مشاركًا، فهل ستشهد الإعلانات
الطفرة نفسها وتتعامل أيضًا بالتقنية نفسها وهل سيتقبلها الجمهور أم لا؟
الخبراء أكدوا أن السوق المحلية تزداد بصفة مستمرة في نشر التقنيات الحديثة
خاصة الجرافيك، الذي يخدم شريحة كبيرة من المعلنين، إضافة إلى تقديم نماذج
لمحتويات إعلانية تجذب المشاهدين، وأشاروا إلى أن الفترة الحالية لم تشهد
حتى الآن إقبالا من المعلنين على تقنيات البعد الثالث، ربما يكون السبب في
ذلك تخوفهم أو عدم اقتناعهم بالتجربة الجديدة.
ومن الممكن أن يعود السبب إلى ندرة عدد الاستوديوهات التي تقوم بتصوير تلك
النوعية من الأفلام، أو قد يكون التأخر في تطبيق تقنيات البعد الثالث على
الإعلانات سببه عدم توافر أدوات تحقق المشاهدة الكاملة مثل الشاشات
التليفزيونية المخصصة لهذه النوعية، كذلك النظارات التي تجعل المشاهد يدخل
في جو المحتوى، وهذا ما يؤكده الخبير الإعلاني محمد شعبان قائلا:
إن تصوير محتوى إعلانات البعد الثالث لا بد أن تستخدم فيه كاميرات مخصوصة
تنتج عنها صور أكثر دقة وأكثر تقنية باستخدام تصميمات الجرافيك التي تمكن
المشاهد من التفاعل مع المحتوى؛ حيث تحتاج إلى خبرات عالمية لا تتوافر سوى
في السوق الأجنبية؛ لذلك لا بد من الاستعانة بخبرة هؤلاء حتى لا تتأخر هذه
التقنية في مجالات الإعلانات.
على النقيض، يتوقع مصممو المحتوى الإعلاني أن تتأخر إعلانات البعد الثالث
إلى 3 أعوام على الأقل لوجود بعض المعوقات، منها تخوف المعلن من عدم وصول
إعلانه إلا لشريحة معينة فقط، وهي التي تمتلك أجهزة تلفزيون تستطيع عرض تلك
النوعية.
وهم لن يزيدوا في أي حال من الأحوال على 10%؛ لذلك من الممكن أن يعصف
انصراف المعلنين عن إعلانات الـ (3D) بالتقنية بالكامل، لأنها تعتمد في المقام الأول
على الإعلانات، وإذا خلا أي عمل من الإعلانات لن يستطيع المنتج استرداد جزء
من المنصرف؛ لأن التوزيع لن يحل المشكلة.
البيان الإماراتية في
15/03/2010
6 جنسيات عربية تحلّق في فضاءات «أبواب الغيم»
دبي - جمال آدم
(أبواب الغيم) عمل درامي جديد يتطرق إلى الحياة البدوية في منطقة الخليج
العربي من خيال وأشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس
الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي .
وفيه يمضي سموه بتوثيق سيرة حياة العرب في منطقة الخليج من خلال رصد
عاداتهم وأحوالهم وعلاقاتهم اليومية مع الحياة . وتعد مبادرة المكتب
الإعلامي لحكومة دبي بإنتاج عمل درامي ضخم يحاكي تلك المرحلة شكلا من أشكال
تقديم تصورات فنية ما ترقى الى مستوى الحكاية الأصلية وامتدادا للمشروع
الأول الذي قدم قبل عامين بعنوان (صراع على الرمال) العمل الأضخم في تاريخ
الدراما العربية . النجم السوري غسان مسعود الذي يقدم شخصية الطاري بن رماح
أحد زعماء القبائل في العمل يشير إلى أن العمل احتفاء حقيقي بالحياة
البدوية وهو مكتوب بذكاء شديد ، لافتا الى أن البدو لم يكونوا معزولين عما
حولهم ولم تكن حياتهم داخل الخيم فقط بل كانت لديهم أحلام وآفاق واسعة
تجاوزت حدود البيئة التي يعيشون فيها.
ولأجل هذا ثمة الكثير من الإشارات التي يتضمنها العمل و توحي الى أن هناك
ثقافة مهمة لدى البدو تقوم على فهم الآخر والتواصل معه ومحاولة فهمه بمختلف
الطرق ، الأمر الذي تم التمهيد له بشكل حرفي في الحكاية الأم .والتي اجتهد
الكاتب المحترف عدنان عودة من أجل تقديمها ضمن تصورات نصية تحقق تكاملا مع
الحكاية التي صاغها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والتي تنتمي
إلى الحكايات الإنسانية الموثقة .ولفت غسان في معرض حديثه إلى (الحواس
الخمس) حول هذا العمل الى أن العمل يعد الناس بفرجة احتفالية طيبة كون
التأليف والإنتاج والإخراج والتمثيل عماد هذه الفرجة .
ومنبها إلى أن دبي تكاد تكون البلد العربي الوحيد الذي يقدم انتاجا ضخما
موفرا كل العناصر المثالية لعمل فني كبير وبالتالي من الضرورة الإشارة الى
ان هذه واحدة من ميزات العمل الجوهرية . النجمة سلافة المعمار تشارك بعد أن
حققت حضورا لافتا لها في مسلسل زمن العار قادها لأن تكون النجمة الأولى في
استفتاءات شهر رمضان الماضي وقد حضّرت سلافة لهذا الدور لتقدمه كأحد
الخيارات المهمة لشهر رمضان المقبل . ويؤكد الفنان الشاب قصي خولي انه يعمل
في مسلسل بدوي للمرة الأولى وأن الكثير من الإغراءات قادته للموافقة على
العمل بالدرجة الأولى ، القصة مكتوبة بأبعاد ملحمية تتيح للفنان قدرا كبيرا
من أن يحقق فيها ذاته.
بالإضافة إلى تكامل العناصر الفنية للعمل بدءا من المخرج حاتم علي وباقي
الطاقم الاحترافي ، ويتوقع قصي أن يحقق العمل حضورا فاعلا في الموسم
الرمضاني المقبل .
ويطل الفنان عبد المحسن النمر للمرة الأولى في عمل من إخراج حاتم علي،
متوجا بجائزة أفضل ممثل في مهرجان الإعلام العربي في القاهرة، وثمة مشاركة
مهمة نجاح سفكوني وفارس الحلو وندين نجيم وجولييت عواد ومحمود سعيد وغيرهم
من الأسماء التي ستجعل من أبواب الغيم واحدة من العلامات الفارقة في
الدراما العربية.
أحداث متغيرة ترصد علاقة المكان بالزمان
يعكس مسلسل (أبواب الغيم) الذي رصدت له ميزانية مفتوحة للخروج بنتائج
ايجابية لافتة في الدراما العربية ، تطور الحياة في الجزيرة العربية من
خلال التعريف بمصائر عدد من الشخصيات في فترة زمنية مضطربة، شهدت تواجد قوى
مختلفة في تجاذباتها (أتراك وانجليز)، وتركت تأثيرها على حياة هؤلاء البشر.
غير أن العامل الأهم في بلورة الشخصيات التي يتحدث عنها العمل، صراع هذه
الشخصيات مع ظروف حياتها القاسية، حيث يجهد العمل في إبراز طموح هذه
الشخصيات في حياة كريمة، حرة، عبر شبكة معقدة من العلاقات الإنسانية من حب.
وغيرة، وأنانية، وكرم، وتضحية، وكل تلك الصفات تنصهر فيما يعرف بوسط إنساني
واجتماعي يسعى لان يوجد استقلالية له في أوقات تشهد تقلبات كثيرة وذات
اتجاهات مختلفة.
تحوّل العمل إلى ملحمة كبيرة، بتعدد شخصياتها وحكاياتها ضمن إطار تاريخي،
يعتمد على مرجعيات زمانية ومكانية محددة.
ويركز العمل على علاقة البدوي بتفاصيل حياته، بأرضه، وعاداته، ومنظومة
تقاليده الاجتماعية، والأهم علاقته بالخيل كشريك أساسي في حياة مضنية
متقشفة، كل ذلك في محاولة للكشف عن سر (البدوي)هذه الشخصية الخاصة، التي
تعرضت للتهميش في الأدب والفن، وربما التاريخ أيضاً، عبر معالجات سطحية،
أدت إلى تنميط هذه الشخصية وحرمانها من عمقها الإنساني، ومن دورها التاريخي
بالقدر نفسه.
البيان الإماراتية في
15/03/2010 |