كل محاولات إنصاف الكرد الداخلية والخارجية، كانت عبث فرسان
يستغلون جحوشا، كما هو موثق، بدء بأكراد ولاية ( قرمباغ
Qurmbag)
وتجنيد برزاني
الأب (ملا مصطفى) ضابطا في الجيش الروسي في العصر السوفييتي، حتى تجنيد
تبعه
طالباني (مام جلال) ضابط احتياط دروع قبل نصف قرن من زمن 'جمهورية العراق'
الأول،
ثم توظيفه في مبنى يحميه من سيده ملا مصطفى بارزاني، في شارع
فلسطين، في بغداد،
عاصمته بصفته رئيسا منتخبا لجمهورية العراق التي هي أول من أعلى عاليا راية
كرد
العراق، طوعا وفق دستور العراق ..نصف قرن من الزمن دار بين
Qurmbag
وبغداد Baghdad.
فيلم وثائقي واحد عن الأكراد هو فيلم ( أكراد أرمينيا السوفييتية)،
الذي انتجته التلفزة الأرمنية قبل نصف قرن من الزمن، عام
1959م، حول واقع الأكراد
في أرمينيا، وما أجراه العصر السوفييتي من تغيير في حياتهم. فيلم انتج
للدعاية
السياسية، سيما وان عودة اكراد العراق، بقيادة ملا مصطفى بارزاني، من اتحاد
العصر
السوفييتي إلى العراق كانت عام 1959م، وان دستور الإنتقال
المؤقت لجمهورية العراق،
عرف العراق بأنه وطن مشترك بين العرب والأكراد، فيلم يعود لجهات عسكرية!،
ومن أفلام
وثائقية، عن سقوط (جمهورية مهاباد)، قيل، من مصادر أكاديمية موثوقة، انه
محفوظ في
العاصمة 'باكو' العصر السوفييتي!، ورغم كون الأكراد يتوزعون بين جمهوريات:
جورجيا،
أذربيجان، أرمينيا، كازاخستان، إلا انه لم يصور عنهم أي شيء
يذكر، باستثناء فيلم
قصير انتجته تلفزة جورجيا عام 1972م بعنوان (نحن أمميون)، وآخر بعنوان( نحن
الأكراد) عام 1981م، فيلم يعرض مساهمة الأكراد بإحدى العروض الاحتفالية
العصرسوفيتية، مع مقابلات شخوص كرد ساهمت في الحرب
'السوفييتية' العظمى ضد
'النازية'،
إلى جانب تقرير عن المسرح الكردي في جورجيا.
فيما يخص حياة الأكراد،
في انهم كانوا يعيشون حياة رعوية، غير مستقرة، وذلك لعدم تملكهم للأرض،
لذلك فليس
اعتباطا أن تولي السلطة السوفييتية بعد ثورة أكتوبر الاشتراكية
العظمى اهتماما
للاكراد وتبذل جهودا لتمكينهم من الاستقرار، ومن أجل تنوير حياتهم المظلمة
وتخليصهم
من الجهل والأمية في روسيا القيصرية، إذ بين 125 ألف كوردي كان هناك فقط
طالبان (2)
لا غير!
وان عبادة الشيطان بينهم متأتية من أنه الشر المحض ولا يصدر عنه غير
الشر، فيرون التعبد له واجبا، إتقاء لشره وخوفا من نقمته، لا
احتراما له وطمعا في
جزائه، وعذرهم في ذلك هو ان الله هو الخير المحض، لذا لا لزوم لعبادته، كما
لهم بعض
العادات والطقوس التي تميزهم عن بقية الكورد المسلمين، مثل ايمانهم بالطائر
المقدس
(الملك
الطاووس)، الذي يعتقدون انه كان موجودا قبل جميع الكائنات، وانه حاضر في كل
الجهات، وذلك للتفريق بين الظلال والهدى، والكفر والايمان، كما ان لديهم
كتابا مقدس
اسمه ( الكتاب الأسود) الذي وُضع عام 1422م!، وفيه معظم تعاليم اليزيدية
وعاداتهم
وتقاليدهم.
الفيلم الذي اخرجه (Martirosyan)
الذي يفترض من اسمه انه يتحدث عن
هذه المجموعة من الكورد، لا يعرض من تقاليدهم سوى مسألة السجود للشمس عند
شروقها
وغروبها. فالراعي سمي رئيس جمهورية العراق ('جلال' - الممثل نرسيسيا)، يذهب
بقطيع
الغنم التابع للشيخ (خانو - الممثل جانان) إلى المراعي، وزوجته
تنقل الماء إلى دار
الشيخ، بينما تغط زوجة الشيخ في نوم عميق، و رجل الدين، يقف فوق قمة الجبل
ساجدا
للشمس.
ومنذ مطلع عقد عشرينات القرن الـ20م، وبدعم السلطة الحزبية البيروقراطية،
وعبادة الشخصية، والعنف ضد المعارضين، ومصادرة الحريات
المدنية، وغير ذلك، واعتمادا
على حلم بناء المجتمع الانساني، بدأ السينمائيون السوفييت في آسيا الوسطى
بتأسيس (سينما) قومية،
بين هؤلاء كان السينمائيون (الأرمن) يشقون طريقهم في ارض وعرة،
في طليعتهم المخرج الأرمني الشهير
(Amu Beck Nzarian)
الملقب (بيك نزاروف)، الذي
يُعد من أهم مخرجي السينما السوفييتية في عقد عشرينات القرن
الـ 20م، وأحد مؤسسي
سينما القوميات لشعوب آسيا الوسطى، فمع أسم ( بيك نزاروف) لا يرتبط تاريخ
سينما
القوميات حسب، انما يقترن اسمه مع اسم أهم أفلام جمهوريات العصر السوفييتي،
ويرتبط
مع أسم أول فيلم سوفييتي عن الأكراد.
فقبل أن يعمل (بيك نزاروف) في أرمينيا كان
أخرج أفلاما عدة في جمهورية جيورجيا السوفييتية، مثل ( قاتل أبيه - عام
1922م)،
وفيلم (الكنز المفقود - عام 1924م) وفيلم (نتيلا - عام1925م)، وحين جاء
للعمل في
أرمينيا أخرج عام 1925م فيلمه الشهير(ناموس)، الذي يعد أول فيلم روائي في
السينما
الأرمنية.
لقد حظي فيلم (بيك نزاروف) بشهرة واسعة، سيما وانه اعتمد التراث
الثقافي القومي لشعبه، وعلى التقاليد الفنية للسينما الروسية،
عالج فيه المشاكل
الاجتماعية بحكمة وحماس ثوري صادق.
ففي عام 1926م قاد المخرج فريقه السينمائي
وتوجه إلى منطقة جبال (Arakasi)
حيث يعيش الكورد، ليخرج فيلمه الروائي (زاريـا)،
الذي يتحدث فيه عن حياة الكورد قبل ثورة أكتوبر 1917م.
يدور فيلم ( زاريا) حول
قصة حب في إحدى القصبات الكردية، حيث يحب الراعي (سعيد - الممثل نيرسيسيلي)
الفتاة
الفقيرة (زاريا - الممثلة تينازي)، إلا ان الإقطاعي (تيموربيك-
الممثل كاركاش)
يحاول أن يتخذ منها زوجة ثانية له رغم علمه بقصة حبها، وحينما تبدأ الحرب
العالمية
الأولى، تُصدر السلطة القيصرية قرارا بتجنيد الشباب الأكراد ودفعهم كحطب في
أتون
الحرب المدمرة، ويحاول (تيمور بيك) من خلال علاقاته بجندرمة
السلطة القيصرية ان
يعفي اعوانه من الخدمة، ويدفع المبالغ من أجل ان يُساق(سعيد) و(زوربا -
الممثل
مارتيروسيان) شقيق (زاريا) الأكبر، (الذي صار فيما بعد مخرجا، واخرج الفيلم
الثاني
عن الأكراد)، للحرب!. يتجه (سعيد) إلى القرية، إلا أن (تيمور بيك) وأعوانه
ومن تبقى
من جُند السلطة يلقون القبض عليه ويزجون به في السجن. ثم تتراكم الأحداث،
حيث يعود
(زوربا)
من الحرب جريحا ليموت في كوخهم المزري وسط صراخ عائلته، ويخطف أعوان البيك (زاريا) ليتزوجها رغم إرادتها، إلا أنها
تصده عنها ولا تسمح له بالاقتراب منها،
وأثناء ذلك يحاول (خدو- الممثل خاجانيان)، مجنون القصبة وشقيق
(زاريا) الأصغر، أن
يحرر (زاريا) ويستردها من (تيمور بيك)، وحين يرفض ارجاعها يطلق(خدو) النار
عليه،
فيصيبه بجرح، بيد أنه يموت بطعنات خناجر أعوان البيك الذي يتشافى سريعا
ليقيم حفل
زفافه من (زاريا)، وفي هذه الاثناء يهرب (سعيد) ثانية ويقرر مع
بعض اصدقائه
الانتقام من البيك.
لكن البيك، حين لا يستطيع أن يباشر (زاريا) يقرر الانتقام
منها، فيعلن للناس بأنها غير عذراء، فيركبونها على حمار، بشكل
معكوس، حيث يكون
ظهرها مواجها لرأس الحمار، ويلطخون وجهها بسخام المواقد، ويدورون بها وسط
القصبة،
بين تعليقات العجائز وشتائم نسوة القرية، وفي هذه اللحظات يصل (سعيد)
ورفاقه
ليصرعوا (تيموربيك) وأعوانه ويهربوا مع (زاريا) إلى الجبال.
لقد استطاع (بيك
نزاروف) من خلال شخصية (سعيد) تجسيد الملامح الشرقية الايجابية للفارس،
وتجسيد قيم
الرجولة والشجاعة والنبل، لا جحوش الفترة المظلمة
(العثمنليبعثية)،
ورغم ذلك فليس
من خلال شخصية (سعيد)، عكس المخرج فهمه الجديد لعلاقته مع الشخصية
الإنسانية وتطور
وعيها، كما يقول (صابر رضايف) في كتابه (السينما الروائية
الأرمنية) الصادر في Jerevan
يرفان عام 1963م، إنما شخصية المجنون ( خـدو)، التي لاتقل عن شخصية (سعيد)،
فالتحولات الفكرية والنفسية تبرز في شخصية (خدو) أوضح مما تبدو في شخصية
(سعيد)،
كمهرج ومجنون، لكن مع تطور الحدث واصطدامه مع جندرمة السلطة القيصرية،
وخلال
المواجهات اليومية مع (تيمور بيك) وأعوانه، تعمق وعيه، واندفع لتلمس الواقع
بوضوح،
خصوصا بعد موت (زاريا)، وسجن (سعيد).
فيلم بعنوان (تحت سلطة الأكراد under the authority of the Kurdsh)
الذي مثله مجموعة من الأرمن الهواة عام 1915م، بإشراف
المنتج السينمائي (Minervyna).
تاريخ العرض الأول للفيلم كان في 25 تشرين
الأول/اكتوبر 1915م، الفيلم مفقود، حسبما جاء في المرجع، وليس هناك من
تعليق على
الفيلم سوى انه (تراجيديا عن الحياة في الجزء التركي من أرمينيا) ، وفي
مصادر أخرى
وجدت صورة عن لقطة من هذا الفيلم تتضمن مشهدا لرجل مسن يحاول بعض المهاجمين
قتله!
،
ومن المؤكد بان الفيلم كان يتعرض للمذابح التي تعرض لها الأرمن
في الأمبراطورية
العثمانية، وكانت حرب الأبادة ضدهم قد قامت بدعاوى دينية، وقد ساهم
الأكراد، الذين
شكل منهم 'كمال أتاتورك' سرايا جيوش (جحوش) الحميدية.
أنتجت روسيا القيصرية
الافلام العديدة التي تروي الأحداث المأساوية المروعة التي جرت للأرمن
الذين كانوا
يعيشون غربي أرمينيا، في حدود الأمبراطورية العثمانية، بداية
الحرب العالمية
الأولى!
ورد في كتاب (الاكراد - ملاحظات وانطباعات
The Kurdsh - The observations and impreions)
للمستشرق الروسي (مينورسكي)، الصادر في
(Petrograd)
عام 1915م، في معرض تعريفه للاكراد في روسيا، بأنهم يسكنون مقاطعة (Yerevan)يريفان
في الاقسام التي تتصل بجبل (Ararat)، و مناطق مختلفة من
(Ardahan)
و(Akkakzman)
في
منطقة (قارس)، فضلا عن منطقة (koud Znkh false)
و(Jawancher)
و(Warsh
en Gabriel)
في مقاطعة
(Elizabeth Paul)، وكان عددهم في(Yerevan)
عام 1910م (125) ألف، منهم (25)
من اليزيديين Yezidi s.اليزيديون،
ملة من الاكرد، يختلفون عن بقية الاكرد
الآخرين في ديانتهم، وكما يذهب العلامة الكردي المؤرخ الجليل (محمد أمين
زكي) في
كتابه (تاريخ الكورد وكردستان)، في ان أصل (اليزيدية) يرجع الى مذهب (المانوية)
و(الزارادشتية)، حيث ان (اليزيدية) تقر ايضا بوجود آلهين. 'محمد أمين زكي'
في كتابه 'خلاصة تاريخ الكورد وكردستان - ط2 - بغداد
1961م' يقرر بأن الحكومة البلشفية التي
تم تأسيسها في
(Yerevan)
الأرمنية، أدخلت جانبا من الكورد في بلاد هذه الجمهورية
السوفييتية الفتية، سيما أكراد ولاية(Qurmbag).
ويؤكد العلامة (د. عبد الرحمن
قاسملو) في كتابه (كردستان والاكراد - بالعربية- ت. ثابت منصور)، ان هذه
المناطق
الكردية أصبحت جزءا من روسيا عام 1813م، عقب معاهدة(كلستان) بين ايران
وروسيا، وبعد
ذلك تم ضم قسم من الاكراد لولاية
(Yerevan)
وفقا لاتفاقية (تركمانجاي) عام 1828م،
وضم اكراد قارس وArdahan
لروسيا أيضا.
وإثر ثورة أكتوبر الإشتراكية، واستنادا
إلى المعاهدة المعقودة بين روسيا السوفييتية وتركيا في 21 آذار(مارس) عام
1921م،
أُعيدت منطقتا قارس وArdahan
إلى تركيا، ولم يبق في الإتحاد السوفييتي، سوى آلاف
قليلة من الأكراد الذين يعيش معظمهم في أرمينيا.
المستشرق السوفييتي (Azyrev)
في
مقالته 'الأكراد والمسألة الكردية' المنشورة في مجلة 'آسيا
وأفريقيا اليوم'، عدد 12
لعام 1983م، يؤكد بأن نسبة اكراد الاتحاد السوفييتي السابق بلغت 1 ' من
نسبة الكورد
ككل، واستنادا لرقم يعتمده (Azyrev)
عن نفوس الكورد، ويقدره بـ20 مليون نسمة، رغم
أن النسبة أعلاه غير دقيقة، فإن اكراد الاتحاد السوفييتي
يقدرون نحو 200 ألف
نسمة.
كانت السلطة الروسية القيصرية تستغل الكورد، كما كان العثمانيون
يستغلونهم، حيث يذكر
(Meanorski)
في كتابه آنف الذكر، مستندا لتقارير سرية
للدبلوماسيين والقادة الحربيين الروس، بأنه كلما اندلعت حرب
فيما وراء القفقاس
إزداد اهتمام السلطات بالكورد، ففي الحرب الروسية - التركية عام 1829م،
كانت هناك 4
فرق إسلامية، واحدة منها كردية مؤلفة من 400 فارس (جحش)، كان قائدها روسيا
ومعاونه
كرديا، وكذلك في حرب القرم كانتا فرقتين كرديتين، الأولى من
قارس والأخرى من Yerevan.
*كاتب من العراق
القدس العربي في
07/03/2010 |