السينما، كما هو معروف، فن متميز، لكنه، من ناحية أخرى، يتكون من مزيج
فنون وآداب سابقة على السينما، لهذا كثيرا ما يتحدث الباحثون عن الحاجة إلى
سينما صافية منقاة من شوائب الفنون والآداب .
تاريخيا، لم تكن السينما يوما فنا صافيا، وكانت العناصر المكونة
للسينما والمستعارة من الفنون والآداب تتناوب على احتلال موقع الصدارة في
البنية الشكلية للأفلام . في مرحلة السينما الصامتة التي جرى فيها استكشاف
واكتشاف أهم عناصر التعبير السينمائي، أو لغة السينما حسب التعبير الشائع .
كانت الأولوية تعطى لوسائل التعبير البصري، من دون التخلي عن الارتباط مع
فن السرد القصصي المستعار، بالطبع، من الأدب الروائي . في مرحلة السينما
الناطقة تقدم الحوار إلى الصدارة، في مرحلة السينما الملونة، أخذ الاهتمام
بالبنية الجمالية التشكيلية للصور يزداد اتساعا سواء من حيث التكوين أم من
حيث التلوين، في مرحلة تطور التقنيات وصولاً إلى السينما الحديثة منها
تنامت أهمية ودور المؤثرات البصرية التي قربت السينما من أعمال السحر، هكذا
كان من الشائع في فترة ما أن يقال عن الأفلام على سبيل المدح أنها مثل
قصيدة، وفي فترة أخرى يشاد بالأفلام على أنها لوحة فنية، وفي فترة تالية
توسم الأفلام إيجابا بأنها مبهرة .
بالمقابل جرت في تاريخ السينما، ومنذ فترات مبكرة منه، محاولات عديدة
لصنع أفلام تسعى وراء سينما صافية، لكن هذه الأفلام تمخضت عن مجرد محاولات
وصفت بأنها أفلام تجريبية، وهي أفلام لم تحقق الغاية المرجوة منها ولم تنجح
في أن تصبح نوعا سينمائيا متكرسا و ذا شرعية، كما أنها ضلت الطريق، في
غالبيتها نحو السينما الصافية، لأن بعضها سعى إلى تقليد اللوحة التشكيلية
بوسائل الصور المتحركة، وبعضها الآخر حاول إيجاد معادل بصري حركي للنوتة
الموسيقية .
السينما الصافية، إذن، حلم لم يتحقق ولا يبدو في المنظر القريب على
الأقل أن ثمة أملا في الوصول إليها، غير أن هذا لا يعني أن السينما وبسبب
كونها مركبة من مزيج الآداب والفنون لا تملك تميزها الخاص، بالأدب في
السينما ليس هو المتوفر في الكتب، والتشكيل في السينما ليس نفسه الموجود في
اللوحة، والأمر نفسه يقال عن الموسيقا فهي من خلال الفيلم تختلف عنها مسجلة
على الأشرطة.
السيناريو الأدبي وهو الأساس لأي فيلم والمحتوي على قصة مشوقة
والمكتوب بلغة أدبية مبدعة و المصاغ كسيناريو بحرفية عالية، لا يعكس ما في
الصورة المتحركة المرفقة بالصوت من تعدد دلالات ومشاعر ونوعية وقوة تأثير .
اللوحة التشكيلية بالمقابل تعكس الحدث أو المقطوعة اللحظة في حالة
ثبات وليس في حالة حركة وتطور كما هو الحال عليه في الفيلم السينمائي .
المقطوعة الموسيقية تسمع لكنها في السينما تلعب دورا مساعدا للعين فهي تمر
عبر الأذن لتجعل العين ترى والنفس تشعر بقوة أكثر . المسرح قد يكون الأقرب
إلى السينما، فهو مثل السينما فن زماني مكاني، وهو مثل السينما يستفيد من
الحركة والتشكيل والموسيقا والحوار والتمثيل، لكن تصوير الواقع في السينما
يختلف عنه في المسرح، حيث إن وسائل التعبير في المسرح هي أكثر شرطية
ومجازية، ففي المسرح نعتقد بحقيقة الأحداث بمجرد تمثيلها وتجسيدها بوسائل
مصطنعة وبعناصر غير حقيقية ولا حاجة في المسرح لتجسيد الأحداث كما هي إنما
يكفي الإشارة إليها و الإيحاء بها، في حين أن السينما تعتمد على الواقع
وتصوره عاكسة من خلال ذلك حقيقة الأحداث والمكان وحتى الزمان وهذا ما يلائم
طبيعتها وخاصيتها، فالمكان الحقيقي كما يظهر في السينما هو أكثر إقناعا من
الديكورالمنصوب فوق خشبة المسرح .
يستمد الفيلم عناصره من كل الفنون والآداب الأخرى، يستمد من الرسم
عناصر التأثير البصري للصورة، ومن الموسيقا الانسجام والإيقاع في عالم
الصوت، ومن الأدب فن السرد، ويستمد من المسرح فن التمثيل، ولكن كل هذا يتم
بطرق إبداعية تضفي على مكنوناتها الكثير، لذا فالسينما هي الفن الذي يربط
الفنون بعرى دقيقة، فن السينما يرفع الحدود و الحواجز بين فن الكلام والسرد
والتشخيص والفن التشكيلي والموسيقا، فالفيلم يسيطر على الزمن و على الشكل
معا، والفيلم يستمد عناصره من كل الفنون الأخرى، حيث يستمد من الرسم عناصر
التأثير البصري للصورة، ويستمد من الموسيقا إحساس الانسجام والإيقاع في
عالم الصوت . ومن الأدب يستمد إمكانية التعامل مع المواضيع الحياتية
المختلفة، ويستمد من المسرح فن الممثلين، وكل هذا بطرق إبداعية تضفي على
مكنوناتها الكثير، غير أن هذا المفهوم لا يعني بأنها فن عام، فهي فن له
خصوصياته، كما لباقي الفنون خصوصياتها في التعبير والتقديم .
الخليج الإماراتية في
27/02/2010
عز: نصحونا
بألا نفعلها
الظواهري يدخل السينما
القاهرة – من محمد
الحمامصي
احمد عز يلعب دور الرجل الثاني في القاعدة في فيلم مصري
جديد بات في مرحلة الكتابة النهائية.
الرجل الثاني
والأبرز في تنظيم القاعدة بعد أسامة ابن لادن، د.أيمن الظواهري، سيكون
محورا لفيلم
سينمائي يحمله اسمه، ويلعب دوره الفنان أحمد عز، وأبرز المرشحين لمشاركته
البطولة
الفنانون باسم السمرة، دينا سمير غانم، آسر ياسين وانتصار.
الفيلم في مرحلة الكتابة النهائية، إذ يعكف الكاتب حازم الحديدي على
بلورة
الرؤية الأخيرة للحوار والسيناريو، وقد تم الاتفاق مع المخرج أحمد علاء
والمنتج
وائل عبد الله على البدء في التصوير خلال أسابيع قليلة، ليلحق الفيلم
بالموسم
الصيفي القادم.
وعلى الرغم من أن الكثيرين من المقربين لفريق عمل الفيلم وعلى رأسهم
الفنان أحمد
عز، نصحوا بالتراجع خوفا من ردود فعل القاعدة، إلا أن هناك إصرارا من جانب
الجميع،
أحمد عز والمخرج والمنتج والكاتب.
وقال عز إنه والمخرج أحمد علاء اتصلا بصديقهما الكاتب حازم الحديدي من
أجل البحث
عن عمل قوي مشترك يبدأون في العمل عليه للموسم الصيفي القادم، فعرض الحديدي
عليهما
فكرة فيلم الظواهري "أعجبنا بها وقررنا العمل عليها فورا".
الفيلم يتعرض لـ"الإرهاب" لكن ليس بشكل مباشر ولا في صورة شخصيات
حقيقية "كل ما
يريد الفيلم قوله أن مصر يمكن أن تنجب زويل كما يمكن أن تنجب الظواهري، حسب
الظروف
التي تؤثر في تغيير مسار الإنسان وأفكاره، خاصة أن الظواهري هو طبيب في
الأساس".
واعترف عز أن هناك من نصح بعدم فتح باب المشاحنات مع المتطرفين
والجماعات
المتشددة وكل ما له علاقة بفكرة "الإرهاب" أو "الجهاد".
إن سيرة إيمن الظواهري طويلة وغامضة، وقد رفض صناع الفيلم الإدلاء
بأية تفاصيل
حول المرحلة التي سيناقشونها في حياة الظواهري، وهل سيناقشون حياته فعلا أم
أن
الأمر سيكون مجرد تلميح لا تصريح؟
والظواهري من مواليد 1951 ينتمي إلى عائلة جلها من العلماء سواء في
الطب أو
الأدب أو الدين، كان أول ظهور له حين انضم إلى منظمة الجهاد الإسلامي
وانتظم فيها
إلى أن أصبح زعيم التنظيم ومن المسؤولين عن تجنيد الدماء الجديدة في صفوف
التنظيم.
وحينما اغتال خالد الإسلامبولي الرئيس السادات، نظمت الحكومة المصرية
حملة
اعتقالات واسعة وكان الظواهري من ضمن المعتقلين، إلا أن الحكومة المصرية لم
تجد له
علاقة بمقتل السادات وأودع السجن بتهمة حيازة أسلحة غير مرخصة، وفي سنة
1985 أفرج
عنه فسافر إلى المملكة العربية السعودية ليعمل في أحد
المستشفيات ولكنه لم يستمر في
عمله هذا طويلا.
وبعد ذلك سافر إلى باكستان ومنها لأفغانستان حيث التقى أسامة بن لادن
وبقي في
أفغانستان إلى أوائل التسعينات حين غادرها إلى السودان ولم يغادر إلى
أفغانستان مرة
ثانية إلا بعد أن سيطرت طالبان عليها بعد منتصف التسعينات.
ميدل إيست أنلاين في
27/02/2010
ثقافات / سينما
فاز "نبي" بـ 9 جوائز سيزار، جائزتان منها لطاهر رحيم
إيلاف خاص من باريس
للمرة الأولى في تاريخ مهرجان السيزار السينمائي، أن يفوز ممثل
بجائزتين كما حصل اليوم للممثل المغربي الأصل طاهر رحيم على دوره في فيلم
"نبي": جائزة افضل ممثل وجائزة افضل أمل في دور ثانوي... وهكذا تحققت
توقعات معظم النقاد بأن فيلم جاك اوديارد "نبي" سيفوز بعدة جوائز رئيسية في
الدورة الخامسة والثلاثين من مهرجان السيزار السينمائي. ففيلم "نبي" الذي
شاهده 1.2 مليون مشاهد، رُشح لـ 13 جائزة. وبالفعل، فقد فاز فيلم "نبي"
بتسع جوائز منها افضل فيلم وافضل مخرج وافضل ممثل. وتدور قصة الفيلم حول
شاب سجين لايعرف لا القراءة ولا الكتابة، فيجد نفسه تحت سيطرة عصابة
كورسيكية... لكنه سرعان ما يتعلم لعبة السجن وقوانينه، فيتحول الى سيد في
السجن. والجوائز التسع التي نالها فيلم "نبي" هي:
- جائزة أكبر أمل في دور ثانوي لممثل واحد: الممثل طاهر رحيم
- جائزة افضل سيناريو، وهم ثلاثة كتاب
- جائزة افضل تصوير
- جائزة افضل ممثل في دور ثانوي: الممثل نيل اريستروب
- جائزة افضل مونتاج
- جائزة افضل ديكور
- جائزة افضل مخرج
- جائزة افضل ممثل: طاهر رحيم..
- جائزة أفضل فيلم
من ناحية أخرى فازت ايزابيل عجاني بجائزة افضل ممثلة على دورها في
فيلم "يوم التنورة" الذي منع عرضه في فرنسا لأنه ينقد طريقة التعليم في
المدارس. وفاز فيلم كلينت ايستوود "غران رينو" بأفضل فيلم أجنبي، وقد حضر
ابنه الموسيقار كيل ايستوود مكان أبيه لأخذ الجائزة. وقد ترأست مهرجان
السيزار في دورته هذه الـ35، الممثلة ماريون كوتيار التي اشتهرت في دورها
ايديث بياف قبل عامين، وحضره ضيف شرف الممثل الأمريكي فورد هاريسن. وعلى
خشبة المسرح، تناوب غاد المالح وفاليري لومرسييه لتقديم هذه السهرة على
طريقتهما المميزة بالخفة والمرح.
إيلاف في
27/02/2010 |