نقابة السينمائيين.. وانتخابات ساخنة مختلفة عما سبقتها.. أثارت
تساؤلات ووضعت إجابات أكثر.. رفض البعض وصفها بالمعارك.. وآخرون رأوا
أنفسهم «أبوزيد الهلالي» فأعلنوا «يا أهلا بالمعارك».. وضعت السينمائيين في
مشهد خاص جدا أمام أنفسهم لم يتخيلوه من قبل أو يتخيلوا تصويره والكادر
الأهم الذي يؤخذ منه.. أو الديكور المناسب له، فخرج علي طبيعته دون تدخل
منهم ليسجل مشهد «uncut» أو بعيد عن المونتاج.. وبعده.. ما هي مطالب السينمائيين من النقيب؟
ماذا يريدون.. ماذا يحلمون.. أصحاب الفن السابع.. القوة الناعمة، من يعزفون
علي أوتار المشاعر والأفكار وواقع معاش ليعبروا عنه مرددين.. أكشن.
المعاشات
الفنانة الكبيرة شويكار تقول.. نقيب السينمائيين يجب أن يهتم
بالمعاشات وأن يجد لمن لا يعملون عملا داخل المهنة وأن يدعم السينما
المصرية لتقدم أفضل ما لديها وهذا سيحدث من خلال التعاون مع مؤسسة الدولة
حتي تتواجد أفلام جيدة والعودة إلي العصر الذهبي وأن يحدث اتصال بين وزارتي
الثقافة والإعلام لنهضة السينما المصرية، ولهذا نري أن النقيب لابد أن
يتميز بالكاريزما والطموح وعدم الاعتراف بالفشل وأن يأخذ في اعتباره أن
الرقابة علي السينما لها حدود لا تفوقها لأن معظم النقباء السابقين كانوا
مجرد موظفين.
أما الفنان محمد صبحي فيري أن النقيب الأفضل هو الذي يطلب منه الناس
الترشح ولا يحدث العكس، فلا يحارب من أجل الكرسي وأن يطور المهنة ويحافظ
علي شرفها.
العاملون الصغار
أما الفنانة القديرة كريمة مختار فتري أن نقيب السينمائيين يجب أن
يراعي مصلحة العمال الصغار داخل المهنة ويقدم خدمات جيدة للسينمائيين خاصة
من يصعب عليهم الحصول علي هذه الخدمات.. فالنقابة تحتاج للدفاع عن العاملين
بها وأخذ حقوقهم خاصة الشباب منهم الذين هم بحاجة إلي فرصة للعمل من أجل
الظهور والوصول إلي النجومية.
قوانين قديمة
أما المخرج يسري نصرالله فيري أن النقيب الجديد أمامه مهمة لمراجعة
القوانين التي هي منذ ثلاثين عاما ولا تناسب وقتنا هذا خاصة مع تغيرات
السينما، وأن يمارس ضغطا ليس كمنتجين بل كمبدعين لحماية حقوقنا من السرقة،
خاصة مع سرقة الأفلام وبيعها علي الأرصفة في حين هي متواجدة علي شاشة
السينما فالفيلم يري بهذا الشكل بطريقة قبيحة ومشوهة.
ويتوقع نصرالله منه أن يهتم بالتأمينات الاجتماعية وإلغاء عقود
الإذعان للسينمائيين فلا يعيشون وكأنهم يستجدون من الدولة خاصة في حالات
العلاج، ويضيف نصرالله أنه يحتاج إلي نقيب يشتبك مع الواقع بشكل جيد ويقصد
الواقع السينمائي وذي شخصية قوية قيادية متمكنة تمكنه من إعادة السينما
لوضعها الأهم علي الساحة خاصة عندما يكون له باع في العمل السينمائي لأن
نقابة السينمائيين تحتاج إلي فهم.
لها صوت
أما المخرج سامح عبدالعزيز فيطلب من النقيب الجديد أن يساهم في عودة
اسم نقابة السينمائيين للتردد علي الساحة مرة أخري وأن يكون لها «صوت»
ويعيد اهتمام الأعضاء بها مرة أخري ، وتقول الفنانة نهي العمروسي نتمني من
النقيب أن يحقق للسينمائيين رغباتهم للعمل بحرية ودون قيود وتقارن بين
الممثلين وتشير إلي إن أشرف زكي طوّر النقابة وجعل لها ردود أفعال في حماية
الفنان المصري وتأمين صحي جيد وحق اللجوء إليه لحل مشكلاته وهي تتمني أن
يحدث ذلك مع نقابة السينمائيين التي تنسي دفع اشتراكها من كونها غير واضحة
الدور.
فهي كما تعبر «منسية» ليس لها دور في حياة السينمائيين وهامشية وتطلب
من النقيب أن يدافع عن الحقوق ويجعلها نقابة قوية لها من ردود الأفعال ما
يضعها في الاعتبار وأن يساعد من لا يعمل من المهنة خاصة العمال الصغار،
وتنهي نهي حديثها مؤكدة أن السينمائيين هم الصفوة أصحاب العمل الحساس
والفني لهذا يجب أن يوضعوا في الاعتبار.
سيمفونية
أما سيد عثمان مهندس ديكور وممثل.. فيري أن النقيب مهمته الأولي ضبط
العملية الفنية المتكاملة كسيمفونية بين كل فروع النقابة من مخرجين ومصورين
وممثلين وكتاب سيناريو ومهندس الديكور بجانب قضية مهمة وهي «دخلاء المهنة»
ممن يدعون الإبداع وليس لهم صفة بالمهنة من قريب أو بعيد يحتاج هذا إلي
وقفة معهم، ويطرح عثمان قضية مهمة وهي وجود مقر مناسب للنقابة لأن المقر
الحالي مجرد شقة غير مناسبة وغير لائقة وأهمية وجود ناد اجتماعي جيد يليق
بالمهنة وزمن زكي طليمات ونيازي مصطفي وسعدالدين وهبة.
ويضيف عثمان أنه يجب الاهتمام بالبعد الاجتماعي لعضو نقابة
السينمائيين وزيادة المعاشات التي هي لا تناسب الحياة ولا تناسب الفنان
بجانب أن الحد الأدني من السقف للعملية الصحية قد لا يناسب رحلة العطاء لأي
مبدع أو فنان.
الدولة تكره السينما
أما المخرج علي رجب والذي كان غاضبا مما يحدث لنقابة السينمائيين فعلق
قائلا: «لا أحد يسأل في السينما»، وغرفة صناعة السينما نائمة لا تفعل شيئا
وتتحكم في 7000 عضو في النقابة.
يطلب من النقيب أن يحاول إدخال الدولة في عملية الإنتاج السينمائي
بشكل أكبر كما كان يحدث في الماضي فالإنتاج كله لا يتعدي 200 مليون جنيه
مصري لماذا لا تشتري الدولة الأفلام لتوفر علينا ما يحدث، مؤكدا أن القوي
الناعمة هي السينما غير موجودة علي الساحة العربية فيري أن الدولة تكره
صناعة السينما لهذا لا تحاول مساعدتها ويتساءل عن دور وزارة الثقافة وما هي
فائدة جوائز الدولة ذات الجائزة 100 ألف جنيه ليلتقط الفنان الصورة مع
الوزير فقط لا غير.
الأهالي المصرية في
24/02/2010
ممدوح الليثي يتوقع إلغاء الرقابة ويرفض تغيير نهاية
«المشير والرئيس»
طعن وزارة الثقافة غلطة عمرها بسبب «الأقلية المرتعشة»
جهاز السينما يعمل «علي أد فلوسه» والأزمة الاقتصادية لم
ترحم
حوار : نسمة تليمة
تميز بقدرة بارعة علي اختيار موضوعات تتناول الظروف السياسية
والاقتصادية والاجتماعية، فكتب العديد من السيناريوهات ذات المغزي السياسي
مثل «ثرثرة فوق النيل، السكرية، الكرنك، المذنبون، حب تحت المطر» وعمل
مراقبا للنصوص والسيناريو عام 1973، ومراقبا للأفلام الدرامية عام 1979،
وشغل منصب نقيب السينمائيين لفترة وهو الآن.. رئيس اتحاد النقابات المهنية
ورئيس جهاز السينما لنجده يدخل في صراع «المشير والرئيس» الفيلم المثير
للمشكلات منذ بداية الحديث عنه حتي وبعد أن أجازت المحكمة تصويره طعنت
وزارة الثقافة في الحكم لتعيد الكرة لملعب القضاء وبعد الجلسة الأخيرة تم
التأجيل لأول مارس.. إنه ممدوح الليثي كان لـ «الأهالي» معه هذا الحوار.
·
ما رأيك في وضع السينما المصرية
الآن ومدي تأثير الأزمة الاقتصادية عليها؟
- بالطبع أثرت الأزمة الاقتصادية بشكل كبير عليها «لا توجد أفلام يتم
تصويرها الآن» وهذا دليل علي ذلك فالأزمة أثرت علي كبار الموزعين وهم
المسئولون عن شراء الأفلام هنا فتوقفوا عن الشراء وثلاثة أرباع المنتجين
انسحبوا من الساحة لأن الأفلام ليس لها مشتر وهذا ما لا يعرفه الكثيرون بعد
أن كنا نصور عشرة أفلام نصور فيلما واحدا أو اثنين، بالإضافة إلي ضعف
الإقبال علي السينما.
·
إذن هذا هو السبب في قلة إنتاج
جهاز السينما؟
- نعم نعمل «علي أد فلوسنا» فيلمين أنتجهمها وأبيعهما والفلوس التي
تخرج أدخل بها في فيلمين آخرين «ماعنديش فلوس» والحل في رأيي أن تنتهي
الأزمة وتعود السينما للرواج مرة أخري.
إنقاذ
·
هل لهذه الأسباب صرحت بأهمية
تدخل الدولة لإنقاذ صناعة السينما في مصر؟
- نعم وهذا هو المفروض إذا لم تتدخل الدولة فمن سيتولي صناعة السينما
وإنقاذها.
·
ما هي الشروط التي يختار علي
أساسها جهاز السينما الفيلم الذي يقوم بإنتاجه؟
- أختار الموضوع الذي يرتقي بذوق الناس من الناحية الفنية والأخلاقية
والاجتماعية ومن خلال خبرتي أشعر بأهمية الفيلم وجاذبيته بالنسبة للناس مثل
«شقة مصر الجديدة»، «واحد صفر»، «لعبة الحب»، «حب البنات» كلها تجارب
أنتجها جهاز السينما ونجحت.
·
لماذا صرحت «واحد صفر» كان
مغامرة ناجحة.. هل نجاح السينما أصبح معتمدا علي المغامرات؟
- نعم لأنها تبدأ بفكر جديد للناس يلقي إعجابهم فالناس شبعت دراما
تقليدية وتحتاج إلي كل ما هو جديد وواحد صفر قدم هذا فنجح جماهيريا بجانب
نجاحه علي مستوي النقاد.
المسطول والقنبلة
·
هل هاجر الأدب السينما أم العكس؟
- بالطبع الأدب هاجر السينما، هناك فقر أدبي في المكتبة لا توجد
روايات يمكن تحويلها إلي أعمال سينمائية ناجحة ورأيي أنه بعد نجيب محفوظ
والسباعي وإحسان عبدالقدوس اختفت القصة الأدبية الجميلة، ولهذا عندما وجدت
«المسطول والقنبلة» لمحفوظ حولتها لعمل فني سيكتبها مصطفي محرم ويخرجها
محمد خان.
·
لماذا صرحت بأن مراحل ازدهار
السينما المصرية كانت في القطاع العام؟
- لأنه بالفعل هذا ما حدث فازدهار السينما كان في الستينيات
والسبعينيات قدمت خلالهما السينما المصرية أهم أفلامها وأجرأها بالرغم من
أننا الآن لدينا إمكانات أعلي ولكن وقتها لم يكن هناك قيود مثل الآن
فالمسئولون أصبحوا غير واعين ومتخبطين.
·
لماذا لا تنجح المهرجانات
المصرية كما يجب؟
- لأن الإمكانات المادية سيئة فلماذا نقارن بين مهرجان سينمائي مصري
إذا تكلف مليون جنيه يكون كويس بمهرجان آخر عربي يتكلف 50 مليون دولار وهي
تكلفة مهولة ودعاية مقدمة له «للركب» ومعلنين علي أعلي مستوي.
غلطة
·
لماذا تعترض وزارة الثقافة علي
فيلم «المشير والرئيس»؟
- أراها غلطة من وزير الثقافة كيف يعترضون علي فيلم بهذا الشكل يعطي
حرية للوزارة وعدم الإخضاع لأي سلطة في الإشراف كان مفترضا أن يفرحوا بحكم
المحكمة وإجازته وليس الطعن فيه.
·
صرح مخرج الفيلم خالد يوسف بأنه
لا يجوز الاعتراض علي الفيلم من خلال السيناريو.. لماذا الاعتراض من وجهة
نظر كاتب الفيلم؟
- بسبب الأقلية المرتعشة التي تخشي المسئولية فالفيلم ليس به شيء سيء،
وذكرنا في المحكمة هذا وما يحويه الفيلم يعرفه رجل الشارع فلا توجد أسرار
الآن وزمن الأسرار انتهي فلماذا يخشونه.
·
طارق الشناوي في إحدي مقالاته
«شروط سرية لخروج المشير والرئيس تتعلق بالنهاية».. هل قد تغير النهاية
لعرض الفيلم؟
- سأرفض تغيير النهاية وأريد أن أوضح أن النهاية في الفيلم تقدم بين
أحدهما يقول إنه انتحر والآخر يقول إنه قتل والمشاهد يختار ما يريده.
·
ما هي الأسرار العسكرية التي قيل
إن الفيلم يتضمنها؟
- لم يتضمن الفيلم أي أسرار عسكرية وهي معلومات معروفة لجميع الناس
خاصة بحرب اليمن، والتنحي وقد ناقشنا المحكمة في ذلك وأجازت تصوير الفيلم
ولكن وزارة الثقافة طعنت أمام المحكمة الإدارية العليا.
·
وماذا كان موقفك من وزارة
الثقافة؟
- تحدثت مع الوزير فاروق حسني وأكد لي أنه غير موافق علي ما حدث ولكن
الإدارة القانونية لوزارة الثقافة هي التي اتخذت الإجراءات.
·
كيف تري علاقة الفن بالرقابة؟
- ما يحدث اليوم يؤكد أنه آجلا أم عاجلا سيتم إلغاء الرقابة لأنني
ببساطة أري ما أريده اليوم علي شاشة التليفزيون والإنترنت ولكن بمرور الوقت
ستتحول إلي رقابة عائلة ولن اعتمد علي الدولة في مراقبتي.
·
ولكن ألا تري أن تدخل الدولة في
السينما في بعض الأحيان يكون مناسبا؟
- لا، فتدخل الدولة لا يشكل أهمية، الدولة يجب أن تركز في مسئولياتها
الأخري.
·
لماذا صرحت بأنك غير متفائل
بسينما 2010؟
- لأن عدد الأفلام التي يتم تصويرها الآن واحد أو اثنين بالكثير زمان
كنا بنصور 15 فيلما في السنة، معمل جهاز السينما متوقف نتيجة الأزمة.
·
ما هي الأفلام التي رأيتها في
الفترة الأخيرة وأعجبتك؟
- ولاد العم، رسائل بحر، أحاسيس، إحكي يا شهر زاد وطبعا واحد صفر.
الأهالي المصرية في
24/02/2010 |