ينشغل المخرج محمد جناحي حاليا لتصوير المشاهد الأخيرة من فيلمه
‘’أيام يوسف الأخيرة’’ في أحد المحلات التجارية بالمنامة وكانت
‘’الوقت’’ على موعد
مع طاقم العمل والأطفال الثلاثة الذين يجسدون محور العمل ومعانيه، كانوا
متسمرين
وراء واجهة أحد محلات بيع الدراجات الهوائية، يسبقهم أخوهم الأصغر يوسف
وكأنهم
متولعون ومنبهرون بما هو معروض من خلف الزجاج، هكذا بدا لي
المشهد الأول ولنتعرف
على الأجزاء الأهم من الفيلم التقت ‘’الوقت’’ بطاقم الفيلم لتدخل إلى عالمه
والقيم
التي يريد إيصالها فيلم ‘’أيام يوسف الأخيرة’’.
كان لقاؤنا الأول مع أطفال
العمل، أولهم محور العمل عبدالله مشعل الذي يبلغ من العمر 9 سنوات ويجسد
شخصية ‘’يوسف’’ في الفيلم والذي وصف دوره قائلا
‘’هذه هي التجربة السينمائية الأولى
بالنسبة لي، ويتلخص هذا العمل حولي، وكيف أن إخوتي يحبونني ويهتمون بي حتى
أتعرض
لحادث سير وأتوفى’’.
كان لتكرار تصوير المشهد ذاته وقع مزعج في نفس عبدالله الذي
بين لنا أنه تعب من التصوير وأنه يشعر بألم في رجله، ولكن مع هذا التعب
يقول ‘’تعلمت كيف يجب أن يهتم الأخوة ببعضهم
البعض’’، وأضاف’’أنا وحيد وليس لدي إخوة،
ولكنني تعلمت كيف أهتم بإخوتي لو كان عندي إخوة’’.سألناه إذا
كان يريد أن يمتهن
التمثيل فأجاب بسرعة ‘’لا، أريد أن أصبح عسكريا’’.
أما الطفل عبدالعزيز محمد 11
عاما فأجاب بسهولة مطلقة أن التمثيل بالنسبة له هواية ، وحلمه الأكبر أن
يكون رجل
أعمال في مجال العقارات بهذه العبارات سطر لنا عبدالعزيز ‘’علي’’ في
الفيلم- حلمه
الأكبر، ويسرد لنا قصة الفيلم قائلا ‘’أنا أخ يوسف ونحاول أنا
ومحمود أن نهتم به
لأن أمنا قد توفيت، أما الأب فابتعد، والخال منشغل بعمله في البحر، ورغم أن
القصة
حزينة إلا أننا فرحنا لوجودنا مع بعضنا البعض’’.
وبالنسبة إلى الأخ الأكبر فهد
نبيل الذي يجسد شخصية ‘’محمود’’ وصف دوره قائلا ‘’أجسد دور الأخ الأكبر
وتعد هذه
المرة الأولى التي أمثل فيها، وسأمثل مرة أخرى من خلال مسرحية لي في
المدرسة’’. ومن
الممكن أن يستمر فهد في التمثيل لمجرد ممارسة هوايته، فهو أحب
تجربة التمثيل ولكنه
يشعر بالتعب أحيانا خلال تصوير المشاهد.
لكي لا يظل النص حبيس
الأدراج
بين المخرج محمد جناحي أن بدايته كانت مع الطفل، ولكن الأطفال المشاركين
في العمل لم يعتادوا على المشاركة في فيلم سينمائي وإنما
تجربتهم تقتصر على المسرح،
‘’ففهد الذي يجسد شخصية ‘’محمود’’ واجه صعوبة في الأداء لأنها التجربة
الأولى له
ولكنه أدى دوره بشكل جيد، أما بالنسبة لدور علي فله تجربة سابقة من خلال
فيلم ‘’حنين’’ ويوسف فتركته على طبيعته’’.
ويوضح جناحي أن السبب الأكبر لتنفيذ هذا
العمل هو أنه ‘’من الحرام أن يظل النص حبيس الأدراج في تلفزيون البحرين،
وأنا مرتاح
لتعاوني مع عادل شمس حيث أعمل معه’’.
كما القتينا بالمخرج المنفذ للعمل الفنان
عادل شمس الذي قال ‘’كان من المفترض أن ينفذ هذا العمل قبل عامين ولكن
واجهتنا
صعوبات لكي يتم تنفيذه، فمنذ البداية كان المرشح لإخراج العمل هو محمد
جناحي، وكانت
للتلفزيون وجهة نظر أخرى ومن بعدها تم الاستقرار على محمد، حيث
كان من المفترض أن
ترصد للعمل موازنة أكبر ولكن الموازنة الحالية المرصودة أقل من المتوقع،
ولكننا
مصرون أن نعمل ونقدم هذا العمل، فمعظمنا قد تنازل عن أجره’’.
ويتابع ‘’القصة
للكاتب عبدالقادر عقيل، ولأمين صالح فعندما يلتقيان لابد أن يكون العمل
مميزا،
إضافة إلى تصدي المخرج محمد جناحي لإخراج العمل والمعروف عنه حبه خوض تجربة
الأفلام
السينمائية القصيرة، رغم أن هذه التجربة تعتبر من الأفلام الروائية الطويلة
تمتد
إلى حدود الساعة، فأنا وجناحي كنا نرغب في أن نتعاون من خلال
عمل منذ فترة طويلة،
وهذا يعد أول مشروع يجمعنا’’.
ويصف شمس الفيلم قائلا ‘’يعد هذا الفيلم من النوع
السهل الممتنع، فهو بسيط جدا أحداثه عادية، مشاهده قصيرة، ولكنها تعتمد على
الحالة
النفسية للشخصيات وقريبة أكثر إلى الطرح الواقعي، فكل واحد يشاهد الفيلم
يشعر أن
الألم قريب منه، حيث تروي قصة الفيلم كيف باستطاعة الإنسان أن
يعيش يتيما في ظل
وجود ذويه من حوله ويفقدهم شيئا فشيئا’’.
ويعتقد شمس أن الفيلم سيحقق نجاحا ‘’على
مستوى المهرجانات التي سيشارك فيها ، كما أتمنى أن يأخذ حقه من قبول
الجمهور،
فنحن نحاول أن نسابق الزمن لكي يشارك العمل في مهرجان دبي السينمائي حيث تم
تأجيل
قبول المشاركات إلى 25 من الشهري الجاري أي تم تأجيله 10 أيام،
ونتمنى أن يكون هذا
التأجيل في صالحنا ونحاول أن ننتهي من تصوير العمل’’.
ويتابع ‘’إذا حالف الفيلم
النجاح في المهرجان بالتأكيد سيحصل دعم إعلامي أكثر بعد عرضه، على أقل
تقدير نتمنى
أن يكون هناك ارتياح من قبل النقاد بغض النظر إذا حصل على جائزة أم لا، ومن
المفترض
أن يعرض العمل على تلفزيون البحرين في إحدى السهرات’’.
ومن الواضح أن العمل
يتطرق إلى معاناة أطفال يعانون اليتم، وبما أن التجارب السينمائية القصيرة
على
كثرتها إلا أنها مقلة في تناول الطفل كمحور مهم، أجاب شمس ‘’لم
تكن تجربة الخوض في
عالم الطفل مقصودة، فالنص فرض نفسه، فلما قرأنا النص وقررنا أن نقدمه علمنا
حينها
أننا يجب أن نتطرق إلى الجوانب النفسية للطفل، إضافة إلى جوانب أخرى،
وبالطبع هناك
صعوبة في التعامل مع الأطفال فهم جيدون وأذكياء ولكن تجربتهم
القصيرة في الحياة
تجعلهم لايتعرفون على الجانب النفسي الذي نريد إيصاله، فيحتاجون إلى قسوة
مع نفسهم
ليتفهموا الإحساس الذي لا يعيشونه في الواقع، بقدر استطاعتنا نحاول أن نوصل
لهم
الإحساس، وهم أجادوا أدوارهم إلى حد كبير’’.
و’’نتمنى أن نوصل إحساس الطفل وأن
يشعر المشاهد بما يشعر به الطفل حينها، ونوصل المعنى وكأن الطفل هو الذي
يريد
إيصاله ليصبح المشهد متكاملا إحساسا’’.
ويكمل ‘’إضافة إلى رؤية المخرج لكل مشهد
وطريقة استخدامه للإضاءة، حركة الكاميرا، وهذه أمور يجب أن تكون مميزة،
وهذه تجربة
ستضاف لرصيد المخرج الذي هو حريص على كل مشهد’’.
‘’أيام
يوسف الأخيرة’’ من تأليف
عبدالقادر عقيل، سيناريو وحوار الكاتب أمين صالح، والممثلون عبدالله
السعداوي،
بروين، ياسر القرمزي، إسحاق عبدالله، عادل شمس، محمد الصفار. تصوير سمير
بوجيري،
مدير اللوكيشن
هشام جناحي، المشرف العام على الإنتاج إسحاق عبدالله صاحب من مؤسسة
سوفت آرت، المونتير حسين العرادي، مساهمة فنية حسان الحلواجي،
الاضاءة أحمد عيد،
الصوت جعفر سرحان، الموسيقى التصويرية لأحمد جناحي.
الوقت البحرينية في
20/02/2010 |