في عددها الصادر مؤخراً لشهر شباط/ فبراير، خصصت المجلة السينمائية
البريطانية "سايت أند ساوند" الجزء الأكبر من صفحاتها لمراجعة سينمائية
للعقد الأول من القرن الحادي والعشرين. اختار نقادها ثلاثين فيلماً،
اعتبروها الأكثر تعبيراً عن التحولات السينمائية والأكثر حضوراً خلال
السنوات العشر الأخيرة. وكتبوا حول السينمات الوطنية المتألقة خلال العقد
الأخير وعن "حكايات" موت السينما الأميركية، الى سقوط نظام النجوم وانتشار
"السينما البطيئة" والتغيير الذي فرضته التكنولوجيا الرقمية على الفيلم.
نظراً إلى أهمية هذا الملف في الاضاءة على سينمات العالم وحضورها خلال
العقد الاول من القرن الحادي والعشرين، سنقوم بترجمة هذه المقالات خلال
الاسابيع المقبلة والبداية اليوم قراءة في أفضل ثلاثين فيلماً بحسب "سايت
أند ساوند" مقدِّماً لها رئيس تحرير المجلة الناقد نيك جايمس.
المثير في هذه اللائحة الثلاثينية أكثر من تفصيل. ففي حين درجت المجلة في
استفتاءاتها السابقة على إشراك نقاد سينمائيين من حول العالم، آثرت هذه
المرة في اختيارها أفضل أفلام العقد الأخير الاتكاء على آراء كتابها (نيك
جليمس، كييرون كورليس، جايمس بيل، ايزابيل ستيفنز ونيك برادشو) بشكل كامل.
وفي حين تسرّبت دائماً الى الاستفتاءات السابقة عناوين أفلام تجارية او
جماهيرية، كان الاصرار في هذه المرة على التركيز على الأفلام التي تحمل في
جوهرها ملامح القرن الجديد. انطلق النقاد من العناوين السينمائية التي ميزت
العقد الماضي ومن ثم جسدوها في اختيارهم للافلام. فإذا كان من عناوينه صعود
سينمات جديدة (وتحديداً في رومانيا والأرجنتين وكوريا والمكسيك)، فإننا
نعثر في لائحة الأفلام المختارة على أفلام تمثل تلك الدول وسينماتها
الوطنية.
على هذا النحو، تمضي اللائحة في اختيارات مبررة ومدعّمة بنظرة نقدية عامة
للنتاج السينمائي في ميل واضح الى الفيلم "الروائي" وفي غياب مقصود للدراما
التلفزيونية والفيلم الوثائقي بما هو موقف يعبّر عن اعتقاد كتاب المجلة ان
العام 2010 "قد يكون اللحظة الأخيرة المؤاتية" للفصل بين الروائي وكل ما
عداه من أشكال فنية أخرى. كذلك، تختزن الافلام المختارة تحيات متعددة الى
مخرجيها وكتابها واساليبها. فاختيار فيلم واحد لبيدرو المودوفار او مايكل
هانيكي، لا يتوقف عند كونه احتفالا بهذا الفيلم فقط وانما هو اختزال
لأعمالهم الاخرى.
على الرغم من الإتجاه الواضح في تشكيل اللائحة الى الافلام التي لا تنتمي
الى السينما السائدة، تطالعنا فيها أفلام تتلاعب بالنوع (genre).
فحضور فيلم مثل "اقتباس"
Adaptation (سبايك جونز، 2002) هو ايضاً احتفال بموهبة كاتبه تشارلي كوفمن الذي
قدم خلال العقد الفائت مجموعة من الافلام متوسطة الموازنات بأسلوب كتابي
تجريبي لجهة السرد ("اعترافات عقل خطير"
Confessions of a Dangerous Mind، "الإشراق الابدي للذهن الساطع"Eternal Sunshine of the Spotless Mind وSynecdoche, New York
باكورته الاخراجية). ينطوي ذلك الاختيار ايضاً على التفاتة الى كاتب
سيناريو آخر اشتغل على السرد المتشظّي هو غويليرمو أرياغا الذي كانت له
اليد الطولى في اعادة احياء السينما المكسيكية مع اليخاندرو غونزاليس
ايناريتو في
Amores Perros (2000) ومن ثم انتقاله الى هوليوود مع ايناريتو من خلال
الفيلم المميز 21
grams (2003) ومع تومي لي جونز في "جنازات ميليكياديس استرادا الثلاث"
The Three Burials of Meliquiades
Estrada (2005).
السينما الأميركية ذات الموازنات الضخمة غائبة عن اللائحة. ويكشف نيك جايمس
ان فيلم التحريك
Wall.E كان من بين أفلام اللائحة الأولية ولكنه سقط منها بعد المناقشات على
اعتبار ان "الفيلم يخيّب الآمال بعد نصف الساعة الأولى منه" الواعدة. بهذا،
بقي فيلم تحريك يتيماً في اللائحة النهائية هو
Spirited Away (ميازاكي هاياو، 2001). اما بالنسبة الى سينما الحركة (الأكشن)
الاميركية، فيرى كناب المحور ان تراجعها خلال العقد الأخير عائد بشكل اساسي
الى اعتمادها على أبطال "المجلات المصورة" (سلسلة "المتحولون"Transformers
على سبيل المثال لا الحصر)، وإن كان بالامكان تمييز الجزء الأخير من
"باتمان"، "الفارس الأسود"
The Dark Knight، كاستثناء. أما التجارب الأخرى في هذا المجال لسينمائيين متميزين من
أمثال مايكل مان (Public Enemies)
ومارتن سكورسيزي (The Departed)
فتعاني من انصياعها لأسلوب التقطيع السريع وسرعة الإيقاع، بما يسيطر على
أداء الممثل في معظم الأحيان. ولعل هذا التجاهل لقدرات الممثل في تلك
الافلام مسؤول بشكل أساسي عن تراجع موقع النجم في السينما الأميركية، فضلاً
عن عمليات التجميل التي خضع لها كثيرون والتي تحيل دون قدرة الوجه على
القيام بوظائفه التعبيرية. كذلك لا نهمل عنصراً مهماً في مسألة تراجع موقع
النجم وهو تشريع حالته الخاصة على الإعلام وبشكل مستمر بما يفقده الكثير من
هالته وموقعه.
لعل المثال الذي يشذ عن تلك القاعدة- وهو ليس يتيماً بطبيعة الحال- ووجد
طريقه الى اختيارات النقاد هو فيلم بول توماس اندرسن "ستكون هناك دماء"
There will be Blood الذي يقدم فيه دانييل داي-لويس أداءً رائعاً، هو العائد خلال العقد
الأخير الى السينما بقوة وشغف بدايةً بفيلم سكورسيزي "عصابات نيويورك"
The
Gangs of New York مفتتح العقد عام 2002 ولاحقاً بشريط أندرسن
المذكور ومؤخراً بفيلم روب مارشل "تسعة"
Nine. في شريط أندرسن، يقدم الممثل شخصية دانييل بلاينفيو مختزلاً الجشع
الذي يمكن ان نتصور انه أودى بنظام المصارف الى الكارثة الاقتصادية
الاخيرة.
على اللائحة فيلم أميركي آخر يبدو حضوره غريباً. فعلى الرغم من كره النقاد
والمجلة المعلن لاسلوب "مايكل باي" في المونتاج السينمائي (ولأفلامه بمعنى
اشمل)، نجد أحد انتاجاته فيها وهو فيلم
The Bourne Ultimatum
الذي أخرجه الكندي الاصل بول غرينغراس. ويبرر النقاد مناقضتهم لأنفسهم
باختيار ذلك الفيلم بالقول ان اسلوبه يعبر تماماً عن رجل يحاول استرجاع
ذاكرته في عالم مراقب. ويصفونه، اي الفيلم، بأنه "التجربة التي جسدت معنى
العيش داخل الأنا في مدينة كونية في ظل قوانين ما بعد 11 أيلول."
ولكن إذا كانت السينما الأميركية قد فقدت القدرة الحقيقية على انتاج افلام
حركة ذات أبعاد تحليلية نفسية، فإن السينما الفرنسية تبدو في أحسن حالاتها
في تلك المساحة مع أفلام مثل
The Beat that my Heart Skipped وA
Prophet
لجاك أوديار و"الصف"
The Class
للوران كانتيه. دخل فيلم أوديار الاول اللائحة وذلك لأن
A Prophet (الذي احتل المرتبة الاولى في استفتاء المجلة حول أفضل أفلام العام
2009) خرج في الصالات البريطانية في العام 2010. بينما بقي فيلم كانتيه
خارجها بفارق بسيط جداً في التصوير.
في أفلام النوع (genre) ايضاً، اختار النقاد أعمالاً تقوّض النوع او تستلهمه وتخضعه. شريط
بونف جون-هو "ذكريات جريمة"
Memories
of a Murder
فعل ذلك من خلال مقاربة النوع البوليسي. اما الاخوان البلجيكيان داردين
فذهبا في فيلمهما "الإبن"
The son
أبعد من شعرية الواقعية الاجتماعية التي تقوم عليها أفلامهما الى تبني
"الثريللر الانتقامي" في
The Son
والمطاردات في "الطفل"
The Child، تاركين أثراً عميقاً بتجربتهما.
قبل حمى افلام الديجيتال التي برزت خلال السنوات الاخيرة، أنجز الروسي
ألكسندر سوكوروف فيلمه المذهل
Russian Ark الذي صوره في متحف "سانت بيترسبورغ"، مستنطقاً الشخصيات التاريخية
والرسوم واللوحات في لقطة واحدة كأنها رحلة في تاريخ روسيا. بالطبع لم يكن
ذلك ليتحقق لسوكوروف تقنياً لولا الكاميرا الرقمية التي حررت مخرجاً كبيراً
آخر هو الايراني عباس كياروستامي من المحظورات السياسية والانتاجية. فيلمه
"عشرة" 10 يتنقل ببساطة بين كاميرتين موجهتين الى داخل سيارة أجرة يدخلها
ركاب مختلفون ويتحادثون مع السائق. التقنية نفسها مكّنت دايفيد لينش في
فيلمه الأغرب حتى اليوم،
Inland Empire، من الاستغناء عن المصور، بينما أخذت المخرج بيدرو كوستا خطوة أبعد
بانجاز أفلامه وحيداً، محولاً حيوات وذكريات أهالي "كايب فيرد" (التي كانت
في ما مضى حي المشردين) مادة لفيلمه
Colossal
Youth
الذي يرد في لائحة أفضل ثلاثين فيلماً.
وكما يختزل شريط بون-هو
Memories
of a Murder
السينما الكورية المتألقة خلال العقد الأخير، هكذا سُمي فيلم كريستي بيو
"موت السيد لازاريسكو"
The Death of Mr. Lazarescu
عنواناً لنهضة السينما الرومانية خلال العقد الأخير، متفوقاً في اختيارات
النقاد على "4 اشهر، ثلاثة اسابيع ويومان" 4
Months, 3 weeks and 2 days (كريستيان مونغيو، 2007) و "أحلام كاليفورنيا"
California Dreamin
(كريستيان نيميسكو، 2007) و"12:08 شرق بوخارست" 12:08
East of Bucharest (كورنيليو بورومبيو، 2006). واختيار فيلم بيو لم
يكن صدفة او مجرد مفاضلة ولكن لأنه الفيلم الذي أرسى للاسلوب المتفرد. اما
فيلم "في انتظار السعادة"
Waiting for Happiness للموريتاني عبد الرحمن سيساكو ففُضل على فيلمه الأحدث
Bamako
وهو بدوره يقف شاهداً على انتاج افريقيا السوداء السينمائي غير المستوفى
حقه في النقد والمتابعة.
يمثل شريط كارلوس ريغاداس "معركة في الجنة"
Battle in Heaven
انبعاثة السينما المكسيكية وهو الفيلم الثاني في مسيرة هذا السينمائي
المتميز بعد
Japon (2001)
وقبل
Silent Light (2007).
وهي مسيرة تميزه عن مواطنيه ايناريتو وأرياغا وغويليرمو ديل تورو (صاحب
التجربة الجميلة
Pan Labyrinth)
وبالطبع ألفونسو كوارون الذي ذهب من باكورته البارزة
Y tu Mama Tambien (2001) الى اخراج أحد أفلام سلسلة "هاري بوتر" ومن ثم الى
Children of Men (2006)
في ما يمكن ان يوصف بالنقلة السينمائية الاغرب خلال العقد.
السينما البريطانية حاضرة بفيلم واحد فقط في اللائحة وذلك بحسب النقاد لأن
"أفلاماً بريطانية كثيرة كانت مثيرة للاهتمام خلال العقد الاخير ولكنها
نادراً ما استطاعت ان تتفوق بابتكار ما هو جديد". اختار النقاد فيلم كيفن
ماكدونالد
Touching the Void الذي يؤفلم واقعة متسلقي جبال باسلوب يمزج بين
المتخيل والتوثيق. ولعل في اختيار النقاد لهذا الفيلم ما هو منطقي تماماً
حيث ان قدرة الفيلم الحقيقية تكمن ليس فقط في قدرته على استعادة تلك الرحلة
ولحظاتها وانما ايضاً في قدرته على تسمير المشاهد امام الشاشة ومتابعة
الاحداث بترقب على الرغم من ان الفيلم يكشف منذ البداية عن مصير تلك الرحلة
(يقابل في مونتاج متوازٍ الشخصين الحقيقيين بما يؤكد انهما خرجا حيين من
تلك التجربة). من الافلام البريطانية الاخرى التي تمت مناقشتها:
Last resort (باول بوليكوفسكي، 2000)،
Sexy Beast (جوناثن غلايزر، 2000)،
The House of Mirth (تيرينس دايفيس، 2000)،
Shaun of the Dead (ادغار رايت، 2004)،
Man On Wire (جايمس مارش، 2007) وبالطبع
Hunger (ستيف ماكوين، 2008) أكثر الافلام البريطانية تميزاً في الاعوام
الاخيرة.
المخرج الصيني جيا زانغي حاضر في اللائحة بفيلم واحد هو
Platform.
ولكن بالنسبة الى النقاد فإن أفلامه جميعها تستحق التنويه. لعل القول الذي
يختزل اعمال هذا المخرج هو ذاك الذي أطلقه غودار من ان "ل الافلام الروائية
العظيمة تميل نحو الوثائقي، وكل الأفلام الوثائقية العظيمة تميل في اتجاه
الروائي". وبقدر ما ينطبق ذلك على فيلم ماكدونالد
Touching the Void، ينطبق على أعمال زانغي المتنوعة بين الوثائقي والروائي (In Public،
Unknown Pleasures،
Still Life) وعلى قوله: "من الاسهل اظهار بعض الحقائق في الروائي لأنها تبدو
حقيقية أكثر".
في إطار تماهي الحدود بين التوثيقي والروائي، شهدت السنوات العشر الاولى من
القرن الحادي والعشرين تجارب بارزة في هذا المجال ابرزها ربما فيلم المخرج
الياباني المعروف واكاماتسو كوجي
United Red Army الذي لم يدخل السباق على اللائحة لعدم خروجه في الصالات البريطانية
حتى الآن. الفيلم القائم في جزء منه على وثائق وصور أرشيفية للحركة
الطلابية اليابانية لا يلبث ان ينقلب روائياً عندما يأتي المخرج يممثلين
لاعادة تمثيل يوم في حياة الجيش الاحمر الذي كان المخرج منضوياً تحت جناحه.
كذلك من التجارب المثيرة للاهتمام في هذا المجال
The Five Obstructions الذي يقوم على لعبة بين المخرج الدانماركي لارس فون ترير وزميله
يورغن ليث قوامها اجبار ترير له باعادة انجاز فيلمه القصير
The Perfect Human (1967) خمس مرات وفي كل مرة تحت شروط مختلفة.
الشيء نفسه ينطبق على فيلم المخرجة الفرنسية أنييس فاردا
The Gleaners
and I الذي انضم الى اللائحة وفيه تلاحق المخرجة المشردين الذين يعثرون على
طعامهم في حاويات القمامة. ولكن عندما يطاول الحديث العلاقة بين الواقع
والمتخيّل، فإن أحداً لن ينافس المخرج النمسوي مايكل هانيكي في مقاربته
المركبة لتلك العلاقة في فليمه
Hidden.
كما في فليمه الذي افتتح القرن الـ21
Code Unknown، يوظف المخرج قدراته في نصب أفخاخ نوع (GENRE) التي تقود المتفرج الى استنتاجات خاطئة في كل مرة. ولكنها قدرته على
تلمس معاني الذنب والعنصرية في شخصياته كما عند المشاهد هي التي أوصلت
فيلمه
Hidden
الى مكانة رفيعة من الكمال الفني.
بعيداً من اكتشاف الثيمات السينمائية الطاغية خلال العقد السينمائي الأخير
والقيام بوظيفة البحث عن الافلام التي تمثلها أفضل تمثيل، تبقى "سايت أند
ساوند" مجلة منحازة الى المخرج المؤلف او "الأوتور" (auteur)
وبعض أفلام اللائحة اختير على هذا الاساس. لم يكن ممكناً تجاهل فيلم مثل
Eloge de Lamour
لأكبر المخرجين الاحياء جان-لوك غودار، او شريط الارجنتينية لوكريسيا مارتل
La Nina Santa عن تربيتها الكاثوليكية. التركي نوري بيلج تشيلان متفرد لاسيما
بخاتمة سيرته
Uzak
الذي اختير لما هو عليه وليس لتمثيل السينما التركية. كلير دوني كانت شخصية
سينمائية فاعلة خلال العقد الاخير بأفلام مثل
Vendredi Soir (2002)،
The Intruder (2004)
ولكنها الدراما العائلية الاخيرة 35
Shots of Rhum التي أنجزتها هي التي بوأتها مركزاً في لائحة الثلاثين فيلماً.
أخيراً وليس آخراً في اللائحة فيلمان صينيان يستحقان وصف "التحفة":
A
One and a Two للتايواني ادوارد يانغ الذي وصفه النقاد بأنه أكثر من اي فيلم آخر
"يفهم العلاقة بين زاوية الكاميرا والموضوع ومدة اللقطة واللقطة السابقة
واللقطة التي تليها وأحاسيس المشهد". اما التحفة الثانية فهو
In the Mood for Love من دون شك لوان كار-واي الذي "يفهم اكثر
من اي فيلم آخر القدرة المغوية للديكور والأزياء والاضاءة ووجوه الممثلين
المعبرة."
(إعداد وتقديم ريما المسمار)
الافلام الثلاثون
1.
Adaptation
-
سبايك جونز
2.
Battle in
Heaven - كارلوس ريغاداس
3.
The Beat tht my Heart Skipped -
جاك اوديار
4.
The Bourne
Ultimatum - بول غرينغراس
5.
Colossal Youth -
بيرو كوستا
6.
The Death of Mr. Lazarescu -
كريستي بيو
7.
Eloge de Lamour -
جان-لوك غودار
8.
The Five Obstructions -
يورغن لث ولارس فون ترير
9.
The Gleaners and I -
آنييس فاردا
10.
Hidden -
مايكا هانيكي
11.
Inland Empire -
دايفيد لينش
12.
In the Mood for Love -
وان كار-واي
13.
Memories of Murder -
بونغ جون-هو
14.
La Nina Santa
- لوكريسيا مارتل
15.
A One and a Two -
ادوارد يانغ
16.
Platform -
جيا زانغي
17.
Russian Ark -
الكسندر سوكوروف
18.
The son -
جان-بيير ولوك داردن
19.
Spirited Away -
ميازاكي هاياو
20.
Talk to her -
بيدرو المودوفار
21.
10
- عباس كياروستامي
22.
There will be
Blood - بول توماس اندرسن
23.
35
shots of rhum - كلير دوني
24.
Touching the Void -
كيفن ماكدونالد
25.
Tropical Malady -
ابيتشاتبونغ فيراستاكول
26.
United Red army -
واكاماتسو كوجي
27.
Uzak -
نوري بيلج تشيلان
28.
Waiting for Happiness -
عبد الرجمن سيساكو
29.
Werckmeister Harmonies -
بيللا تار
30.
workingmans death -
مايكل غلافوغر
العرض القادم
"بيرسي جاكسن وآلهة الأولمب" بين "هاري بوتر" و"سيد الخواتم"
يكاد المرء أن يخطىء الإسم في عنوان فيلم كريس كولومبوس الجديد، فيقرأ
"بيتر جاكسن" بدلاً من "بيرسي جاكسن". ويكاد المشاهد إزاء الاعلان الترويجي
للفيلم أن يعتقد أن بطله الشاب لوغن ليرمن إنما هو دانييل رادكليف في شخصية
"هاري بوتر". ليست هذه التهيّؤات بعيدة تماماً من واقع الفيلم الذي ينبىء
بوقوعه في مكان ما بين ثلاثية بيتر جاكسن "سيد الخواتم"
Lord of the Rings وسلسلة "هاري بوتر" التي شارك المخرج كريس كولومبوس في صنعها من خلال
اخراجه الجزءين الاول والثاني وانتاجه الثالث. ومع اقتراب هذه السلسلة من
خاتمتها حيث يجري حالياً التحضير لاقتباس الجزء الأخير "هاري بوتر والقدس
المميت"
Harry Potter and the
Deathly Hallows
في فيلمين منفصلين، يبدو ان الحاجة الى إطلاق سلسلة فانتازيا جديدة بدت
طبيعية قياساً على ما درّت السلسلتان (سيد الخواتم وهاري بوتر) من أرباح
وفرصة لشركة فوكس الحصول على فرصتها في هذا المجال شأنها في ذلك شأن
غريمتها "وورنر بروذرز" منتجة "هاري بوتر" و"سيد الخواتم" (الأخير من خلال
"نيولاين سينما" المتفرعة من "وورنر").
"بيرسي جاكسن وآلهة الأولمب" عنوان لسلسلة كتب مغامرات خيالية للكاتب ريك
ريوردن، بدأها العام 2005 وأنهى منها خمسة أجزاء حتى يومنا هذا. والفيلم
الذي انطلقت عروضه في الولايات المتحدة الأميركية في 12 شباط/فبراير وتبدأ
عروضه المحلية في الخامس والعشرين منه هو اقتباس للجزء الاول في السلسلة في
عنوان "سارق البرق"
The Lightning Thief. تتمحور حكايات الاجزاء الخمسة حول شخصيات ثابتة،
مستوحاة من الميثولوجيا الاغريقية وآلهتها. بطل الحكاية هو المراهق "بيرسي
جاكسن" الذي يعيش في أميركا الحاضر وانما يتحدر من جذور إغريقية حيث انه
ابن "بوسايدن"، إله البحر والزلازل. ينطلق كاتب السلسلة من فرضية ان آلهة
الإغريق ومخلوقاتها لايزالون أحياء، يعيشون في جبل "اولمبس" الذي يقع اليوم
في الطايق الستمئة الإفتراضي من مبنى "إمباير ستايت". يكتشف "بيرسي" هذه
الحقائق في الجزء الأول وتُلقى على عاتقه مهمة إعادة "صاعقة" كبير الآلهة "زيوس"
المسروقة لإنقاذ والدته الرهينة ولمنع حرب وشيكة بين "الآلهة". يشارك في
الفيلم عدد كبير من الممثلين من بينهم: أوما ثورمن، شون بين، بيرس بروسنان،
كاثرين كينر وسواهم.
سلسلة "بيرسي جاكسن وآلهة الأولمب" هي أولى مؤلفات ريك ريوردن، أستاذ
الميثولوجيا الإغريقية للصفوف المتوسطة. انطلق المشروع عندما بدأ برواية
حكايات من الميثولوجيا الإغريقية لابنه "هايلي". وعندما نفدت الحكايات التي
يعرفها، اخترع شخصية "بيرسي جاكسن" بمواصفات قريبة من شخصية ابنه (كلاهما
الابن والشخصية المتخيلة يعانيان من عسر القراءة ونقص في التركيز المصحوب
بالنشاط المفرط
ADHD) وبدأ لاحقاً بكتابة السلسلة نزولاً عند طلب الأخير. انتهى ريوردن من
مسودة السلسلة في العام 1994 وبدأ البحث عنمن يتبنى مشروعه ليعثر عليه في
العام 1997 من خلال "بانتام بوكس". وفي العام 2004، اشترت "ميراماكس بوكس"
(Miramax Books)
حقوق الكتاب الذي صدر في تموز/يوليو 2005 وبيعت منه أكثر من 1،2 مليون نسخة
كما تُرجم الى عدة لغات.
من الواضح ان الاقتباس السينمائي للأجزاء التالية سيكمّل وسط الاستقبال
الجماهيري الجيد وعلى الرغم من الاستقبال النقدي الفاتر له. أما كربس
كولومبوس، إلى جانب اسهامه بجزءين في سلسلة "هاري بوتر"، فمعروف بأفلام
الفانتازيا مثل
Night at the Museum وFantastic Four
وThe Bicentennial Man
والكوميدا العائلية مثل "وحدياً في المنزل"Home
Alone بجزءيه و"السيدة داوتفاير"
Mrs. Doubtfire وسواها.
غسان سلهب الى "الجبل"
بدأ المخرج اللبناني غسان سلهب قبل يومين تصوير فيلمه الروائي الجديد
The Mountain ("الجبل" عنوان مؤقت بالعربية) الذي سيستغرق العمل عليه قرابة الشهر.
وستُصور معظم أحداث الفيلم ومشاهده في منطقة فيطرون الكسروانية حيث سيمكث
فريق عمل مصغر في أحد فنادقها، (حيث سيجري التصوير ايضاً) لمدة اسبوعين.
واللافت في ذلك ان سلهب سيغادر بيروت للمرة الاولى في أفلامه، بعد ان كانت
المدينة قلب أفلامه الروائية الثلاثة، "أشباح بيروت" و"أرض مجهولة" (عُرض
في مهرجان كان عام 2002 في فئة "نظرة ما") و"أطلال"، فضلاً عن تجاربه
القصيرة في الفيديو وعمله "الوثائقي" الأخير "1958". والواقع ان خروج سلهب
في هذا المشروع الجديد من بيروت هو خروج في شكل الفيلم ومضمونه أيضاً، حيث
يتابع السيناريو رحلة رجل، يزعم انه مسافر ويتوجه الى المطار بالفعل ولكن
ليستقل سيارة أجرة من هناك متجهاً الى الجبل. في الشكل ايضاً، يخوض
السينمائي تجربة خاصة، مبقياً على الجزء الأكبر من السيناريو غير منجز، بما
يمكن ان يتحول "مختبراً" لأدواته ولعلاقته بالممثل الاساسي في الفيلم فادي
أبي سمرا. في غرفة الفندق التي سيستقر فيها الرجل ستدور أكثر من نصف أحداث
الفيلم التي يلخصها سلهب بوصفها تختزل "إنجراف رجل" خارج عالمه أولاً وخارج
العالم برمته لاحقاً. على أن هذا النوع من الشخصيات ليس غريباً تماماً عن
أفلام سلهب، بدءاً بشخصية "الميت" (عوني قواص) العائد الى الحياة في "أشباح
بيروت"، مروراً بشخصيات "أرض مجهولة" التي تحيا في عوالمها المنعزلة او
المتخيلة (ربيع مروة وكارول عبود وآخرون)، ووصولاً الى "دراكولا" (كارلوس
شاهين) "أطلال" الذي ينسحب الى عالمه الليلي وعزلته بالتوازي مع تحولاته
الجسمانية. الواضح في مسارات هذه الشخصيات السينمائية انها تضيق أكثر فأكثر
من تجربة الى أخرى، فيما الشخصيات نفسها تزداد عزلة وكآبة. على صعيد آخر،
من المتوقع أن يخرج "1958" في عروضه الجماهيرية في بيروت خلال شهر
نيسان/أبريل المقبل.
المستقبل اللبنانية في
19/02/2010 |