يتساءل البعض متعجباً لماذا كل هذا الصراع حول »الملكة نازلي«
مسلسلان في نفس الوقت نادية الجندي مع
الكاتبة »راوية راشد«، ومعها أيضاً
كاتب السيناريو »د. رفيق الصبان«، والمخرج »محمد زهير رجب«..
علي الجانب الآخر هناك فريق
»نازلي« مكون من »نيكول سابا« ومعها المخرج »جمال عبدالحميد «مأخوذة عن كتاب »البرنسيسة
والافندي« تأليف »صلاح عيسي«.. حياة »نازلي« زوجة الملك »فؤاد« وأم الملك
فاروق أراها بالطبع شخصية ثرية علي المستوي الدرامي.. فقد لعبت دوراً مؤثراً
في توجيه الحكم في مصر زوجة ملك وأم ملك وتعددت
علاقاتها مع الرجال وتنصرت في السنوات الأخيرة،
والبعض يعتقد خطأ أن الثراء الدرامي هو المرادف للقيم الإيجابية والأخلاق
الحميدة، والحقيقة هي أنه لا بأس بالطبع من توفر كل ذلك إلا أن القيمة
الدرامية تستند إلي عوامل أخري مثل لحظات التوتر والمواقف المصيرية
والانقلاب الدرامي، وأحياناً الضعف البشري يصبح هو تحديداً
القوة الدرامية ورغم ذلك هناك شخصيات مثل
»جمال عبدالناصر« و»أنور السادات«
و»أم كلثوم«
رأينا في حياتهم القيم النبيلة وأيضاً
المواقف المصيرية والانقلاب الدرامي شخصياتهم ثرية وما قدموه لمصر وللأمة
العربية يضعهم دائماً في المقدمة، والواقع أن الحكم المسبق علي الشخصية الدرامية لا
يخضع لقيم إيجابية بالضرورة والدليل أن »ريا
وسكينة« هما أشهر قاتلتين في تاريخنا المعاصر قدم عنهما ثلاثة أفلام
ومسرحية بداية من فيلم »صلاح أبوسيف« الشهير »ريا وسكينة« عام ٥٥٩١، ثم
فيلم للمخرج »حمادة عبدالوهاب«
بعده بعام واحد فقط اسمه »إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة«
مع نفس البطلتين نجمة إبراهيم
»ريا« زوزو حمدي الحكيم »سكينة«
إخراج
»حمادة عبدالوهاب«
ثم فيلم »ريا وسكينة«
لأحمد فؤاد بطولة »شريهان«
و»يونس شلبي«،
وجاءت المسرحية الشهيرة لحسين كمال بطولة »شادية«
و»سهير البابلي«
و»عبدالمنعم مدبولي«
و»أحمد بدير« لتتوج تلك الحكاية الدموية في واحدة من أهم المسرحيات المصرية
طوال تاريخنا.. وبعد ذلك قدم المخرج »جمال عبدالحميد«
قبل ثلاث سنوات مسلسل »ريا وسكينة« عبلة كامل وسمية الخشاب تأليف »مصطفي محرم«..
بالطبع فإن »ريا وسكينة« هما نموذج لأكثر الشخصيات قبحاً
في التاريخ،
أتذكر أنني سألت مرة المخرج الكبير »حسن الإمام«
عن السر وراء تقديمه لشخصيات لعبت أدواراً سلبية في حياتنا،
والمعروف أن »حسن الإمام« قدم حياة أشهر الراقصات المصريات »بديعة مصابني«،
»ببا عزالدين«، »امتثال زكي«، »شفيقة القبطية« وغيرهن
قال لي »حسن
الإمام« هل في حياة »هدي شعراوي« أو »صفية زغلول« أو »سيزا نبراوي« قفشة أو
رقصة أو غنوة أو نكتة..
الناس تذهب للعمل الفني من أجل المتعة..
أراد »حسن الإمام« من خلال تلك الإجابة تبسيط السبب في أقل عدد من الكلمات
أي أنه يسأل ما هي الجاذبية، وبالطبع فإن الدراما تبحث عن الجاذبية وليست
كلها تدور في فلك الرقص والنكات والأغنيات والدليل »أنعام محمد علي«
بعد أن قدمت مسلسلها الشهير
»أم كلثوم« أخرجت حياة محرر المرأة »قاسم أمين«
وهي حالياً
بصدد تقديم حياة »د.
مصطفي مشرفة«
عالم الذرة المصري الشهير إلا أن ذلك لا يعني أن حياة هؤلاء كانت جافة
عندما قدم مسلسل »إمام الدعاة« الذي تناول حياة الإمام »محمد متولي الشعراوي«
تمت إضافة شخصية راقصة وهي بالطبع واقعة خيالية تربط بين الشيخ وتلك
الراقصة وذلك حتي تصل تفاصيل حياة الشيخ »محمد متولي الشعراوي«
أشهر داعية إسلامي في تاريخنا المعاصر تابعه الناس وتأثروا به ولايزال حتي
ولو كانت للبعض ملاحظات فإن هذا لا يعني سوي أن الشيخ »الشعراوي«
شخصية لها حضورها وكان ينبغي أن يصل إلي الناس بحكاية شعبية وقدم النجم
»حسن يوسف« بعدها العديد من الشخصيات الدرامية الإسلامية المعاصرة
والتاريخية، ولكن لم يحقق أي منها نجاح الشيخ »الشعراوي«
وذلك لأن حياة الشيخ كان بها فيض من الثراء الدرامي.. في حياتنا شخصيات
مؤثرة ولكن لم يتحمس أحد حتي الآن لكي يقدم لها فيلم أو مسلسل كامل مثل
»محمد عبدالوهاب«
عاش بيننا
١٩
عاماً
عاصر متغيرات سياسية وثقافية واقتصادية، ورغم ذلك فإن مشروع تقديم مسلسل عن حياته ظل مجرد
مشروع لمدة سنوات ولكنه غير قابل للتنفيذ حيث ان
»عبدالوهاب« يبدو وكأنه يضع في إطار من »السوليفان«
علي حياته لا تستطيع أن تمسك به،
كما أن الشعبية والجماهيرية تميل أكثر ناحية »أم
كلثوم« و»عبدالحليم« ولهذا قدم لكل منهما مسلسل وفيلم..
بينما
»عبدالوهاب« ظل مشروع تقديم مسلسل عن حياته يتردد فقط في أروقة شركات
الإنتاج.. »عبدالوهاب« كان في واقع الأمر يملك شخصية ابن البلد في داخله
لكنه صدر للناس ملامح الرجل الارستقراطي وأغلب الكتابات التي تناولت شخصيته
وضعته في تلك المكانة البعيدة عن الناس.. القيمة الدرامية للعمل الفني هي
الأساس، وأتصور أن مسلسل
»الملك فاروق« من خلال شخصية »نازلي«
التي كتبتها
»لميس جابر« وأدتها باقتدار »وفاء عامر«
طرح قيمة درامية وجاذبية كانت السبب وراء
النهم لأكثر من شركة إنتاج..
صار مسلسل
»نادية الجندي« هو الأقرب للتنفيذ ورغم ذلك فإن شركة الإنتاج الأخري لن
تتوقف ولا يمكن اقتصادياً تقديم مسلسل ثان عن حياة »نازلي«
بعد عام من تقديم مسلسلها..
الأمر في هذا الحال ينطبق عليه تعبير »اللي سبق أكل النبق«
لن يقدم عن حياة »نازلي«
سوي مسلسل درامي واحد،
وإذا تصورنا جدلاً أن مسلسل سبق الآخر فإن الثاني لن يري النور مع افتراض أن المسلسل
الأول لم يحقق نجاح ولهذا إما أن نري المسلسلان معاً
في رمضان القادم أو نري فقط مسلسل »نادية الجندي«..
مثلاً مسلسل »ليلي مراد« لم ينجح جماهيرياً، ورغم ذلك فإنه لا يمكن أن يقدم في القريب العاجل أي في السنوات العشر
القادمة مسلسل آخر عن »ليلي مراد«..
ورثه »ليلي مراد« قد أعلنوا عن هذا المسلسل ولكن لم تتحمس له أي شركة
إنتاج!!
وأغلب الظن أننا في رمضان القادم سوف نري نازلي »نادية الجندي«
تواجه نازلي »نيكول سابا« والمتفرج هنا عليه أن يختار »نازلي«
واحدة فقط..
أخشي أن يترحم الجميع علي أيام نازلي »وفاء عامر«!
أخبار النجوم المصرية في
18/02/2010 |