الممثلة الأمريكية الشهيرة بطلة فيلم “إليانز” سيجورني ويفر لم تسأم
السينما، ولن تتخلى السينما بسهولة عنها .وويفر التي رشحت لجائزة الأوسكار
لثلاث مرات، ولا تمل أبداً من السفر، شاركت مؤخراً في فيلم “أفاتار” لجيمس
كاميرون .وتقول ويفر بعد مرور 30 سنة على ذلك الانجاز الذي حققته في فيلم
الخيال العلمي “إليانز”: لن أبقى لأعيش على أمجادي القديمة، بل ها أنا أبلغ
الستين، وعدت من جديد إلى السينما مع “أفاتار” الذي أؤدي فيه دور عالمة
النبات جريس أوجستين التي تشرف على تعليم شاب متهور من جنود البحرية
الأمريكية يدعى جايك سالي (سام وورثينفتون) في الأدغال الجميلة والخطيرة في
باندورا وهو الكوكب المأهول الذي يأمل البشر غزوه للحصول على موارده
الطبيعية .وتعتبر ويفر من أشهر الممثلين في طاقم فيلم “أفاتار” وكانت في
غاية الشوق للعمل مع المخرج كاميرون الذي وجهها في “إليانز” . وعن هذه
التجربة حاورتها مجلة “إيل” الفرنسية .
·
ما هو الشعور الذي انتابك عندما
وجدت نفسك في “أفاتار” زرقاء اللون على الشاشة؟
- لم أتعود بعد على شكلي الجديد، لكن أعتقد أن الشيء الأغرب تمثل في مسألة
الانفصام العقلي الذي يرافق شخصيتي في الفيلم، فجراس تلك السيدة العالمة في
مختبرها العلمي تعتبر شخصية متحكمة لها احترامها، وفي المقابل، نجد أنها
على الكوكب باندورا تشعر أنها أكثر شباباً وتحرراً، ولذا فإن هذا الدور
المزدوج كان مسلياً جداً وفكاهياً في الوقت نفسه .
·
ما هو الشيء المشترك الذي يجمعك
بشخصيتك في “أفاتار”؟
- أحب طبعها الجاف الفظ .
·
ما الذي تعلمته عن نفسك من خلال
هذا الفيلم؟
- إنني أجسد شخصيتي، وكنت أتمنى لو أنني أصبحت عالمة نبات، واعتقد أنها
عندما قررت ترك كوكب الأرض، فذلك لأنها لم تعد تجد شيئاً يثير اهتمامها،
فلقد درست كل شيء عن النبات، ثم جاء الإنسان ليدمرها، إنها بهذه الطريقة
استطاعت أن تتخلص من أخطائها وأوهامها وترضي غليلها .
أما على كوكب باندورا، فكانت الصدمة بالنسبة لها، فلقد وجدت مكاناً أشبه
بالجنة . وعلى الرغم من أن هذا الفيلم كان من نوع الخيال العلمي، إلا أنه
أعادني كثيراً إلى شخصية (ديان فوسي) التي أديتها في فيلم “غوريلات في
الضباب” الذي ظهر في 1988 وكان من إخراج ميكائيل أبتيد، ففي هذا الفيلم كنت
أكثر قرباً من الخارج، وكنت على تواصل قريب مع الطبيعة، وهو ما كنت أتمناه
في فيلم “أفاتار” .
·
كنت ولا تزالين أفضل الممثلات
اللاتي أدين أفلام الخيال العلمي بشكل بارع لا سيما في فيلم “إليانز”، فهل
تشعرين أنك فتحت الباب لممثلات أخريات أمثال أنجلينا جولي للعب هذا الدور
كما حدث معها في فيلم “لارا كروفت” أو مع ميلا جوفوفيتش في المسلسل
“ريزيدنت إيفيل”؟
- كان ذلك كما يقولون “في الزمن الغابر” عندما كانت المرأة في ثمانينات
القرن العشرين تشغل مناصب مهمة في المجتمع، واستطاعت ان تنافس الرجل في
كثير من المجالات، وإذا كنت اليوم أؤدي دور نساء قويات كما في “أفاتار”
فهذا لأنني ما زلت أسير على هذا المنهاج وهذه الحركة الاجتماعية إزاء
الشاشة الكبيرة، لكن هذا لم يمنعني من لعب دور النساء التافهات الضعيفات
كما في فيلم “جالاكسي كويست”.
·
يحكى أنك كنت في بداياتك شديدة
الخجل، وذلك على النقيض من الصورة التي تظهرين بها على الشاشة؟
- طولي الفاره لم يكن دائماً بالأمر المفيد، لكن اعتقد أن المسرح ساعدني
كثيراً على تدعيم ثقتي بنفسي أثناء مواجهتي مع الجمهور مباشرة، كما أن
التجربة أسهمت هي الأخرى في تعزيز هذه الثقة، ولذا أبحر اليوم وأنا فخورة،
وهامتي عالية في بحار “هوليوود” وغاباتها المدلهمة .
·
عملت تحت إدارة المخرج رومان
بولانسكي في فيلم “الشابة والموت” فما هو رأيك بقضيته الراهنة؟
- أتعاطف كثيراً مع رومان وهو رجل يسخر نفسه لعائلته وأب يعشق أطفاله، وأرى
أنهم تجاوزوا الحدود بالطريقة التي أذلوا فيها هذا الرجل كما أن الطريقة
التي تم إيقافه بواسطتها مخيفة جداً إلى درجة أن الناس أصبحوا يرون فيه
الشيطان الأكبر لأنهم خلطوا بين الإنسان والأفلام التي أخرجها . وألمح هنا
إلى فيلم “روز ماري بيبي” الذي أخرجه بولانسكي في 1968 . وأقول لهؤلاء: لا
بد أن تعلموا بأن رومان تغير وكنت أتمنى أن أراه حراً لأعبر له عن تعاطفي
الشديد معه .
·
كانت والدتك ممثلة وكان والدك
مالكاً ومديراً لإحدى المحطات التلفزيونية الأمريكية، كما أن زوجك يعمل
مخرجاً في المسرح، فهل ورثت ابنتك هذه الموهبة الفنية؟
- يا لها من مسكينة، بالطبع لديها شيء ما من هذا، لكنها لا تفضل أن تصبح
ممثلة، بل يكفي بالنسبة لها أن والدتها عملت في هذا المجال، إنها اليوم
تذهب إلى الكلية وهي رسامة مبدعة وكاتبة جيدة وأتوقع لها مستقبلاً في كتابة
السيناريو .
·
احتفلت قبل فترة وجيزة بمرور 25
سنة على زواجك، ألم يكن أفضل أدوارك هو دور الزوجة؟
- بل كان الأصعب، لأنه لا يتضمن أية مؤثرات خاصة ولا إضافات أخرى .
·
هل عملت في المسرح تحت إدارة
زوجك؟
- عندما أعود إلى المنزل، أكره الحديث عن العمل ومتاعبه، فأنا أفضل الفصل
بين عملي كممثلة ودوري كزوجة، وهذا ما يقدره زوجي جداً، فالتساؤلات والشكوك
والاختلافات الفنية تبقى خارج المنزل فهذا أفضل لصحة الأسرة .
·
هل لديكما مشروع مشترك في
المستقبل؟
- لدينا في نيويورك مسرح ننتج فيه مسرحيات واستعراضات للرقص والموسيقا
ونفكر جدياً في بناء مكان أكبر في مركز المدينة . وأعتقد انه لإطالة عمر
العلاقة الزوجية لا بد أن يكون بين طرفيها مشروع مشترك حقيقي يعملان على
تحقيقه وصيانته، وهذا واحد مما نفكر فيه أنا وزوجي، فالمشروع لا يجمعنا
فقط، بل إن إنشاءه معقد ويحتاج إلى أن نعمل معاً .
·
بعد أكثر من 30 سنة في الفن، هل
تشعرين أنك ضحيت بالكثير من الأشياء في سبيله؟
- لا أدري إن كنت ضحيت بالكثير، لكن ما استطعت أن ألاحظه من حولي بأنه يبقى
من الصعب على المرأة أن تدير حياتها المهنية والزوجية بطريقة متناغمة
تماماً، لأنه لا بد أن يكون ثمة تقصير في جهة ما، وأنا أتحدث عن تجربتي في
هذا المجال، فقد جاهدت كثيراً بين عملي وبيتي وكنت في غالب الأحيان أصل إلى
خشبة التصوير أو المسرح متأخرة، لأن رغبتي في البقاء بجانب أسرتي كانت أقوى
بكثير من حبي لعملي خاصة أن ابنتي كانت صغيرة، وكان من الصعب جداً عليّ أن
أتركها وأذهب للعمل .
·
هل أنت نادمة على شيء ما في
حياتك؟
- نعم، وهو أنني لم أكن موجودة مع ابنتي لوقت أطول، لأن تربيتها كانت أهم
شيء في حياتي بل إن حياتي المهنية هي أمر ثانوي بالنسبة لهذا الأمر .
الخليج الإماراتية في
18/02/2010 |