الثقافة عامل مهم للخروج من العزلة، وقهر البرد والثلج والأمطار، وهذا ما
حدث في الأسبوع الذي قضيته في هولندا، مدينة روتردام حيث يقام مهرجانها
السينمائي الدولي الكبير الذي اختتم عروضه مساء الأحد 7 فبراير بتوزيع
جوائز الأفلام الروائية الطويلة في مسابقة هذا النوع من الأفلام، وقبلها
بأيام، وزعت جوائز مسابقة الأفلام القصيرة، والجوائز مسماة باسم «التيجر»،
أي النمر، وهو شعار المرحلة، وهو نمر محظوظ بالطبع لأنه موجود، في نيولوك
علي كل شيء في المدينة، خاصة الجريدة اليومية التي تضاهي جرائد الصباح في
عدد الصفحات والمادة، ثلثها باللغة الانجليزية والباقي لغة البلد واسمها
(النمر اليومية) وتوزع في كل مكان بالمدينة وكأنها صحيفة قومية ، كانت
درجات الحرارة في ايام المهرجان تتراوح بين 3 فوق الصفر إلي ما تحته، ومع
ذلك فالوقت كله في قاعات السينما الكثيرة، وبين جمهور المهرجان الذي يتزاحم
علي الأفلام، مهما كان اسم الدولة، ونادرا ما يصاب بالاحباط، وكثيرا ما
يدعم اسماء يري أعمالها لأول مرة، بالتصفيق أو ابداء الرأي في ورقة تقدم له
عند الدخول لإجراء قياس جماهيري حول الأفلام، في هذا المناخ الخاص للثقافة،
وثقافة السينما تحديدا، يصبح من المتاح أن يجد مخرجون ومخرجات من ثقافات
ودول أخري مساندة لانجاز أفلامهم الأولي أو الثانية، وفي مسابقات هذه
الدورة التاسعة والثلاثين لمهرجان روتردام السينمائي الدولي عرض 45 فيلما
من 18 دولة حصلت علي دعم من صندوق (هوبرت بالس) مؤسس المهرجان، إلي جانب
أفلام أخري حصلت علي دعم من قسم سوق السينما (سيتي مارت) الذي يقوم باحضار
أكبر عدد من المنتجين من دول العالم واحضار طالبي الدعم من المخرجين
والمخرجات ليتواجه الطرفان ويحدث الاتفاق بينهما، غير أن هناك جهة دعم
ثالثة دخلت طرفا هي صندوق الأمير كلاوس ، زوج ملكة هولندا، الذي يدعم
المهرجان بدعم المشروعات التي يقدمها للآخرين، وقد بدأ هذا الدعم منذ عشر
سنوات، وهذا العام بلغ رقمه 15 ألف يورو.. ليس كبيرا ولكنه دال علي
المشاركة من الملكية.
الطفلة.. والمرأة .. والمحيط
في الفيلم الفائز بذهبية مسابقة الأفلام الطويلة. يستطيع المخرج باز
فايريجا أن يستأثر بالمشاهد من اللحظة الأولي من خلال «صورة ساخنة» إن صح
هذا التعبير، حيث يضعنا في قلب نموذج مألوف لطفلة متعددة الابناء، في بداية
أمسية يطغي فيها ضوء القمر وأجواء المناطق الحارة الملاصقة لساحل هائل هو
ساحل المحيط الباسفيكي الذي تتكدس الأسر الفقيرة في جيوبه السكنية الخلفية
بينما تتناثر المنتجعات والفنادق في المقدمة، وحيث يلتقي سكان هذه وتلك من
خلال الشاطئ الساحر،، كان الوقت هو ليلة رأس السنة التي خرج فيها أولاد
الفقراء للعب الكرة في الظلام تاركين شقيقتهم الصغيرة وحدها لتتوغل علي
الساحل وتدخل كوخا تتنزه بعربة امرأة من اثرياء المدينة جاءت بصحبة خطيبها
لقضاء الليلة علي المحيط في تلك الاجواء الساحرة.. تبوح الطفلة للمرأة
بأمور كثيرة عن حياتها مع أخوتها وابيها وأمها، فتدرك أن وراء تلك الصورة
المألوفة للأب الذي يؤثر ابنته الصغري بما لذ وطاب دونا عن اخوتها الذكور
أمورا أخري، فهو زوج عمتها وليس الأب، وفي حفاوته بها تسرد الفتاة ببساطة
سلوكيات عرس جنسي بها تعجز عن رفضها أو الاعلان عنها.. تقرر المرأة بعد
استشارة خطيبها انقاذها واخذها معها إلي العاصمة، وفي اليوم التالي لا
تجدها00 وكأنها ذابت في المحيط الذي يبتلع كل شيء حوله بحضوره الاسطوري وهو
ما يستطيع فايريجيو بالفعل أن يخضعنا له، فالمكان والشاطئ والمحيط هي ابطال
هذا الفيلم، وجماليات الصورة ودفئها في كل اوقات النهار والليل تضع المشاهد
في قلب مناخ وبشر منسجمين بأسلوب فريد (تصوير ماريا سيكو) ، وحتي اسم
الفيلم يمكننا تفسيره في هذا الإطار (هواء بارد في البحر).. فبرغم كل هذا
الدفء الذي تكتشفه في المحيط وعلي الشاطئ وحتي الرمال التي يدفن الصغار
انفسهم فيها لابد أن نجد ما يعكر كل هذا والفيلم هنا ينتمي لجنسية مخرجه
ابن كوستاريكا إحدي دول أمريكا اللاتينية الصغيرة وأن شاركت في انتاجه أربع
دول أخري هي فرنسا واسبانيا وهولندا والمكسيك، وقد حصل علي دعم هذا
المهرجان من خلال صندوق (هوبرت بالس) هو والفيلم الحاصل علي الجائزة الفضية
واسمه (تاريخ العالم) ومخرجته آنوث سويشاكورنبونج - من تايلاند تقدمه هي
الاخري كفيلمها الروائي الطويل الأول بعد عدة أفلام قصيرة، والفيلم يطرح
عملية استعادة ذاكرة شاب اصيب في حادث سيارة، وفي ايامه بالمستشفي يبدأ في
تذكر كل ما مر به في حياته بالتوازي مع محاولات ممرضته لرفع روحه المعنوية،
أما الفيلم الثالث الحاصل علي جائزة لجنة التحكيم وعنوانه (في البحر) فهو
من المكسيك ومخرجه برو جونزاليس روبيو ويقدم صورة بالغة الروعة لمجتمع
الصيادين وحياتهم وعلاقتهم بالبحر وكل ما به سواء فوقه أو ما بداخله من
كائنات بحرية، بل إن الأسماك والاخطبوط هنا تبدو ابطالا في إطار عمل يجمع
بين الروائي والتسجيلي يطرح التكامل والتكافل بين الصياد والبحر حين تصبح
الأرض عاجزة عن ايواء البشر فتصبح القوارب هي مساكنهم ووجهتهم إلي الرزق
والبقاء علي قيد الحياة.
ومع هذه النتائج فإن المسابقة ضمن عدد آخر من الأفلام المهمة التي خرجت بلا
جوائز مثل الفيلم الفرنسي الكندي (العلامات الحيوية) للمخرجة صوفي ديراسب
والذي يتناول فكرة مهمة حول العطاء وهل هو مشروط بالقدرة والمنفعة أم بمدي
إنسانية المرء وذلك من خلال فتاة تتطوع للخدمة الطبية في مركز لرعاية
الحالات الحرجة للمسنين عقب وفاة جدتها، وبالتدريج تكتشف عالم يستولي عليها
لمسنين ومسنات أعطوها ما لم تحلم به.. وفيلم (شوارع الأيام) من جورجيا
اخراج ليفان كوجاشفيللي الذي يقدم صورة لمجتمع ينهار تحت وطأة التحول إلي
الاقتصاد الحر المشغول بتلميع انجازاته بينما تتزايد معارك الشوارع بين
افراده.. وقد ضمت مسابقة الأفلام الطويلة 15 فيلما، بينما شارك في مسابقة
الأفلام القصيرة 31 فيلما ، وحصلت الصين علي ذهبيتها بفيلم للمخرج لينج
ليانج عنوان (مع خالص العزاء) والسنغال علي الفضية عن فيلم للمخرج ماتي
ديوب عنوانه (الاطلنطي) عن الهجرة عبر البحر وحصد الفيلم الأمريكي (الثانية
صباح الاربعاء) للمخرج لويس كلاهر جائزة لجنة التحكيم، ومن المهم هنا ذكر
بعض الأرقام فإذا كان عدد الأفلام في المهرجان هذا العام قد اقترب من رقم
800 فيلم موزعة علي أحد عشر برنامجا، من بينها برنامج بعنوان : المستقبل
اللامع الذي يضم 75 فيلما روائيا طويلا يتوقع المسئولون عن برامج المهرجان
نجاحا طيبا لمخرجيها في السنوات القادمة، منها فيلم واحد ناطق بالعربية،
وأحيانا بالفرنسية هو فيلم (كل يوم عيد ) للمخرجة اللبنانية ديما الحر،
والذي شاركت في إنتاجه فرنسا وألمانيا ويدور حول زيارة ثلاث نساء لازواجهن
المحبوسين في أحد السجون البعيدة وقصة كل امرأة مع الزوج المسجون وهذا هو
الفيلم العربي الوحيد في برامج المهرجان الطبيعية أي التي تتحدث عن السينما
الجديدة وصناعها، غير أنه يوجد عدد من الأفلام السودانية ضمن برنامج عن
السينما في افريقيا بعنوان «أين هي إفريقيا» وفيه أفلام من وسط وجنوب وغرب
افريقيا باستثناء مصر وشمال افريقيا.. فقط وهو أمر غريب، خاصة مع المقدمة
المكتوبة عن هذا البرنامج في كتالوج المهرجان بقلم جيرتجان زنهوف، أحد
المسئولين، والتي اختار لها عنوانا غريبا هو : أنسي افريقيا.. الجديد
بالذكر أن إسرائيل لها خمسة أفلام في برنامج بعنوان (ما بعد الانتصار) حول
الأفلام التي تقدم عن الفترات التي تعقب الانتصارات الحربية.
الأهالي المصرية في
17/02/2010
ليلي طاهر: أرفض مصطلح السينما النظيفة..
وأجلس في بيتي احتراماً لتاريخي
متابعة: محمود دوير
قالت الفنانة ليلي طاهر إنها ترفض مصطلح السينما النظيفة الذي طفا علي
السطح في الآونة الأخيرة وأكدت أن المعيار الوحيد للفن هو جودته من عدمه
فيما يحافظ علي قيم المجتمع، وأضافت خلال لقائها جمهور دمنهور بمكتبة مبارك
العامة في ندوة حملت عنوان «الفن.. رسالة»، أنها تختلف مع ما تقدمه سينما
خالد يوسف من قتامة وسوداوية مشيرة إلي أن الفن يجب أن ينقل الواقع بصدق
لكن بقليل من الجمال والأمل وانتقدت أيضا ما تقدمه إيناس الدغيدي من اهتمام
شديد بالجسد وأشارت إلي سينما الخمسينيات والستينيات التي كانت أجرأ في
تناول قضايا شائكة لكن دون انتهاك لأعراف المجتمع وقالت الفنانة القديرة
إنها ابتعدت لسنوات طويلة نتيجة غياب النصوص المناسبة وشددت علي أنها ترفض
نصوصا كثيرة لأنها لا تناسب تاريخها وحول المجتمع المصري أكدت أنه قد تغير
تماما وأن المجتمع يمر بمرحلة عنيفة في كل مناحي الحياة سياسيا واجتماعيا،
والسينما جزء من هذا المجتمع وتأثرت بالأزمة الشاملة مشيرة إلي أن السينما
الآن في معظمها تخاطب ذلك الشباب - المحروم - هادفة شباك التذاكر فقط..
وحول دور الفن أشارت إلي أن الفن ليس دوره أن يحل المشكلات لكن عليه أن
يلقي الضوء علي قضايا الوطن ويبعث رسائل للمتلقي.. وعن مشوارها الفني أكدت
أن أفضل المخرجين الذين عملت معهم كان المبدع كمال الشيخ وأنها فخور بالعمل
مع الراحل يوسف شاهين في ملحمة الناصر صلاح الدين.. من جانبه أكد الناقد
مصطفي عبدالله - رئيس القسم الأدبي بالأخبار - أن الفن المصري الآن خاصة
السينما بلا هوية فنية فلا هو يتبع مدرسة الفن للفن.. ولا الفن للحياة
والمجتمع، فنحن ورثة سفهاء لتراث سينمائي عظيم ونفتقد لسينما حقيقية تضع
وعيا حقيقيا وتجد مكانها في الساحة العالمية نتيجة الاهتمام المبالغ به
بشباك التذاكر.. وكان اللواء محمد شعراوي محافظ البحيرة قد أهدي في بداية
الندوة درع المحافظة ونموذج حجر رشيد للفنانة ليلي طاهر والناقد مصطفي
عبدالله وأشارت د. عبير قاسم مديرة المكتبة إلي أهمية الفن كواحد من وسائل
تشكيل الوعي، وضرورة أن تكون للفن رسالة ترقي بالمجتمع وتسمو به.
الأهالي المصرية في
17/02/2010
قرار إزالة عندما يقحم الآخرون أنوفهم في الحق الشخصي
كتبت سارة نجاتي
توقعت جموع الشباب التي أتت لمشاهدة فيلم قرار ازالة لمخرجه محسن عبد الغني
مشروع تخرج مدرسة السينما بمركز الجيزويت الثقافي بالاسكندرية والتي تعد
حاليا واحدة من أهم مدارس السينما المستقلة في مصر ، توقعوا أن تكون قصته
عن عمارة مهدد سكانها بالتشرد ، أو عن حي عشوائي فقير أو حتي عن فساد موظفي
الحي ... إلا أن الفيلم الذي لم تتجاوز مدته بضع الدقائق ، يبدأ بتصوير
فتاة في بداية سن المراهقة تنتابها حالة من القلق والخوف، تغلق علي نفسها
جميع الأبواب والشبابيك وتبدو وكأنها تحاول اخفاء وجودها بالشقة ...هي
وحيدة بالبيت وتشرع في اعداد شيء ما في المطبخ ... تسخن المقلاة وبها سائل
بني نفاذ الرائحة .. وفجأة تطرق جارتها الفضولية باب الشقة ، لا تجيبها
الفتاة ويتعاظم احساسها بالخوف ، تكرر الجارة محاولتها .. ثم تستسلم بعد
مدة طويلة وتعود لشقتها المجاورة لشقة الفتاة .. ولكن يبدو فيما بعد أنها
لم تستسلم كليا .. فهي متأكدة أن الفتاة بالداخل .. تشم الجارة رائحة ليمون
تحاول التلصص من خلال المنور علي شباك مطبخ الفتاة المضطربة ، وتتفاجأ
الأخيرة عندما يلتقي وجهها بوجه جارتها من خلال شباكي المطبخ المقابلين
لبعض ... يدور حوار ذو بعد نفسي مهم للغاية .. تحاول أن تسألها فيه الجارة
عن أمها وعما تفعله في المطبخ ، وتبين للفتاة بطريقة غير مباشرة أنها
اكتشفت أن ما تعده علي البوتاجاز هي حلاوة السكر، أي أن الفتاة علي وشك
القيام بازالة لشعر جسمها.. يتملك الفتاة الاحساس بالخوف أكثر ، تقوم
بالتخلص من الحلاوة دون استخدامها ، كما تحاول التخلص من رائحتها باستخدام
المعطر ، قلقها يزداد .. خوفها يزداد ..يدفعها للرغبة في الاختباء ، تجري
الي الحمام ، تغلق الباب وراءها ، تجلس علي أرضية الحمام الضيق وتتنفس
الصعداء.. المشهد الأخير يمر علي موقع الفتاة الضيق بالحمام ثم علي ماكينة
حلاقة رجالي تستقر علي الحوض بنفس الحمام.. وما إن انتهي عرض الفيلم حتي
ثبت الجميع بأماكنهم .. استغرق الأمر بضع ثوان ثم غرق الجميع في نوبة ضحك
.. فقرار الازالة كان قرار ازالة للشعر.. ولنبدأ بالعنوان الذي يحمل في
طياته الكثير .. فقرار ازالة هو عنوان ينبيء بأن الفيلم بصدد قضية كبري
فعادة ما يستخدم التعبير في سياق اجراء قانوني .. وعادة ما يتم بصعوبة لما
يصاحبه من اجراءات كثيرة ومقاومة من قبل المتضررين المهددين بالتشرد.. وضح
أكثر المخرج الشاب خلفية اختيار العنوان في المناقشة التي دارت مع الحضور
أن مساحة الحرية الشخصية للانسان في مجتمعاتنا ضئيلة جدا، حتي ان أبسط حدود
الحريه الشخصية يتم انتهاكها من قبل الاخرين ، كحرية تصرف الانسان في جسده
كما يحلو له .. ومن هنا جاءت فكرة الفيلم التي حاول أن يوضحها العنوان ..
حيث إن الحق الشخصي يصبح قضية عامة بل قضية يحق للآخرين التدخل فيها.. ربما
لم يستوعب بعض الشباب من الحضور لماذا قد يصبح ازالة الشعر لدي الفتيات أمر
بهذه الخطورة .. ولكن بعض الفتيات من ضمن الحضور أكدن ان هذا ما يحدث في
الحقيقة قد لا يكون بالمبالغة التي ظهرت في الفيلم ولكنه أمر حقيقي.. جانب
آخر وجدته متميزا في هذا الفيلم القصير ، هو البعد النفسي الذي حاول المخرج
(تجسيمه) ولا أري كلمة أنسب من تجسيمه في الحوار الذي دار بين الفتاة
والجارة والذي حاولت فيه الجارة أن تستفز مشاعر الفتاة واستغلال خوفها
عندما سألتها عن أمها .. هنا شاهدنا بعض لقطات بالأبيض والأسود (فلاش باك)
ليدين تقوم بتخريط ملوخية بطريقة عنيفة جدا ، الكاميرا تقترب من حركة
المخرطة العنيفة فوق ورقات الملوخية الصغيرة كما لو كانت تقتلها لا
تطبخها.. هذه اللقطة كانت أول ما تبادر لذهن الفتاة عندما سألتها الجارة عن
أمها .. ترددت الفتاة قليلا ثم أخبرتها بأنها خرجت.. و عند سؤال المخرج عن
هذا رد بسؤال آخر : تري ما شكل العلاقة بين هذه الفتاة بأمها اذا كان أول
ما استدعته بذهنها عند سؤال الجارة عنها هو طريقة تعاملها العنيف مع أوراق
الملوخية ؟؟ وأضاف : كل من يجيد الطبخ يعلم جيدا أن محاولة تقطيع الملوخية
بهذا الشكل لا تنتج عنها الا أكلة ملوخية سيئة للغاية.. ولكن هناك جانبا
آخر للفيلم تعجبت لعدم اثارة الأسئلة عنه وهو أن الفيلم لا يصور حالة فقط ،
بل يطرح سؤالا، فعندما جاء الكادر قبل الأخير علي ماكينة الحلاقة الرجالي
كانت النهاية هي سؤال : لماذا يتعامل الرجل مع حق بسيط كإزالة الشعر من علي
الجسد بلا خجل ، خوف أو مواربة بينما عند قيام الفتاة بنفس الفعل يصبح أمرا
منتقدا ، يستحق اخفاءه بل الخجل منه.. حركة الكاميرا ، وسرعتها وزاوية
الكادرات نقلت احساسا عاليا بمشاعر الخوف التي تعيشها الفتاة.. قرار ازالة
عمل بسيط في الفكرة ، بسيط في التكلفة ، حتي بسيط في الحالة التي يصورها
ولكنه يطرح قضية مهمة من زاوية جديدة ومختلفة ، وهو جزء من تيار جديد يحاول
إثبات وجوده ويكشف النقاب عن جيل كامل يصارع من أجل إثبات وجوده علي خارطة
العمل السينمائي الذي غلب فيه الطابع التجاري علي الفني وأصبح مهنة تتوارث
دون موهبة حقيقية أحيانا.
الأهالي المصرية في
17/02/2010 |