ثمة انفعالات متباينة تجيش في أوردتي كلما شاهدتها، تلك الفتاة القروية
الفقيرة «هنادي»، التي ساقها خالها وشقيقتها «آمنة» لتعملان كخادمتين في
بعض البيوت، فساقها القدر إلى أن تعمل لدى مهندس عازب استغل سذاجتها
الريفية لينجح في إغوائها، ويعتدي على أعز ما تملك، تتحطم حياتها الغضة،
يصل الخبر إلى الخال الذي يتذكر الآن أن له شرفا ولا بد أن يمحو عنه العار،
فيقوم بذبحها في استسلام عجيب من جانبها، ويعود إلى والدتها وشقيقتها آمنة
بعد أن تلطخت يداه بالجريمة قائلاً بلهجة لا تقبل النقاش: «هنادي أخذها
الوباء»!!..
وكان من المفترض بعد هذه العبارة أن ينسى الجميع أمر هنادي، لكن العكس
تماماً هو الصحيح، لقد ظلت هنادي علامة فارقة في تاريخ الزهرة.. زهرة
العلا.. تلك الفنانة التي يأتينا طيفها من زمن الفن الجميل بكل كلاسيكياته
وأخلاقياته.. تلك الفنانة التي آثرت أن تبتعد عن الجديد بعدما حلت عليه
الغوغاء الفنية، فضلت النسيان عن الزيف والبهتان.. لكن من ينسى هذه
الزهرة.. دعونا نتعرف على سيرة وأحوال هذه الفنانة الجميلة التي اعتذرت عن
الحديث مباشرة نظراً لظروف صحية، وفضلت أن تكون المعلومات التالية من خلال
ابنتها المخرجة منال الصيفي.. تابعوا معنا رحلة زهرة السينما المصرية.
في حي محرم بك بمدينة الإسكندرية ولدت الفنانة زهرة العلا في العاشر من
يونيو عام 1934م، لأسرة بسيطة، بدت عليها موهبة التمثيل والتقليد أثناء
دراستها الثانوية، فقد كان والدها صديقاً للفنان يوسف وهبي، فقدمها إليه
والذي أشاد بموهبتها، مؤكداً أنها مثال للفتاة العذراء البريئة المغلوبة
على أمرها.. ومن ثم التحقت بمعهد التمثيل بمساعدة الفنان زكي طليمات وتمتعت
بحس رومانسي عال، فحصلت على دبلوم المعهد العالي للسينما عام 1954 وكانت
الأولى على دفعتها..
زهرة برية
قبل 55 عاماً، وبالتحديد في عام 1955، بدأت زهرة العلا مشوارها الفني، كانت
بالفعل (زهرة) متفتحة على الحياة، تعيش كما الزهور البرية، متنقلة من مكان
إلى آخر، وانتهى بها المطاف إلى كواليس مسرح (رمسيس) حيث التقت لأول مرة
الفنان يوسف وهبي الذي كان صديقاً لوالدها..
وتتذكر أول لقاء جمعها معه، مؤكدة أنها بكت في هذا اليوم كما لم تبك في
حياتها أبداً، بسبب رفضه انضمامها إلى فرقته، وذلك ليس اعتراضاً منه على
موهبتها، وإنما لصغر سنها، فقد كانت آنذاك في الثالثة عشرة من عمرها، يومها
قال عملاق المسرح لوالدها: (دعها تستمتع بطفولتها).
وبعد هذه الصدمة وأثناء بكائها اقتربت منها أمينة رزق وربتت على كتفها
مطيبة خاطرها، وحينما وجدت إصراراً كبيراً منها قامت بإعطائها خطاباً
للفنان زكي طليمات ليقوم بضمها إلى فرقته، وكان الأمر صعباً للغاية بسبب
صغر سنها الذي يتنافى مع قانون المعهد، لكنه وافق على دخولها المعهد من أجل
أمينة رزق، وقام بضم زهرة إلى فرقته المسرحية التي قام بتكوينها عام 1951.
وضم فيها خريجي المعهد، وشاركت في عروض مهمة منها البخيل، المتزحلقات،
بجماليون، وبعد فترة انضمت إلى فرقة إسماعيل ياسين.. وشقت زهرة العلا
طريقها فى دنيا الفن، مثبتة أنها صاحبة موهبة من نوع خاص، لم تبتذل نفسها
يوماً في أدوار رخيصة، بل قدمت أعمالاً أصبحت في عداد الكلاسيكيات منها
(دعاء الكروان)، (رد قلبي)، (المرأة المجهولة) وسواها من الأفلام التي
تجاوزت 120 فيلماً و50 مسلسلاً..
لهذا السبب ابتعدت
تعيش زهرة هذه الأيام حالة من الصفاء النفسي برفقة أحفادها، معهم تجد
متعتها الأساسية، لا تنشغل من قريب أو بعيد بما يحدث حالياً فى المشهد
الفني سينمائياً كان أوتليفزيونياً أو مسرحياً.. لم تعد معنية إلا بمتابعة
الكلاسيكيات التي شاركت في صنعها.
وكذلك أعمال بنات جيلها أمثال فاتن حمامة، ماجدة، سميرة أحمد، هند رستم،
لبنى عبدالعزيز، شادية، وتموت ألف مرة من الضحك وهي تشاهد إسماعيل ياسين
متذكرة مشاهده معها في العديد من الأفلام التي جمعتهما.. لم تبتعد عن
المشهد الفني كما روج البعض لعزوف المخرجين عنها جراء أعراض الشيخوخة، إنما
الحضور الذهني الكبير الذي تعيشه حالياً مع أحفادها يؤكد أنها ابتعدت بعدما
وجدت رئتيها لا تستطيعان التنفس وسط المناخ الفني السائد خلال السنوات
الأخيرة..
كيف تستطيع الانسجام مع أفلام العنب والخضار وبحبك يا حمار، وهي التي قدمت
عشرات الأفلام التي عُدت من كلاسيكيات السينما المصرية ومنها: (خدعني أبي)،
(أنا بنت ناس)، (الإيمان)، (صورة الزفاف)، (حضرة المحترم)، (يسقط
الاستعمار)، (جحيم الغيرة)، (طريق السعادة)، (شريك حياتي).
(بعد الوداع)، (عائشة)، (اللقاء الأخير)، (غلطة العمر)، (نافذة على الجنة)،
(المال والبنون)، (أنا الحب)، (بنت الجيران)، (آثار على الرمال)، (الملاك
الظالم)، (أسعد الأيام)، (ارحم دموعي)، (ليلة من عمري)، (انتصار الحب)،
(مملكة النساء)، (عاشق الروح)، (كابتن مصر)، (أحلام الربيع)، (أماني
العمر)، (أيامنا الحلوة)، (نداء الحب)، (قتلت زوجتي)، (الغريب)، (الجريمة
والعقاب)، (سجين أبو زعبل)، (الوسادة الخالية)، (إسماعيل ياسين فى
الأسطول)، (بور سعيد)، (طريق الأمل)، (حتى نلتقي)، (سواق نص الليل)، (توحة)،
(بحبوح أفندي)، (حياة امرأة)، (جميلة بوحريد)، (بافكر في اللي ناسيني)،
(الله أكبر).
(الحب الأخير)، (المرأة المجهولة) بالإضافة للفيلم الكوميدي (سر طاقية
الإخفاء)، وبالطبع أحد أهم الأفلام في تاريخ السينما العربية (دعاء
الكروان).. وبداية من فترة الستينيات بدأ مشوارها التليفزيوني فكانت أحد
رواده الأوائل، حيث بدأت بمسلسل (بنت الحتة) الذي حقق نجاحاً لا يوصف.. ثم
شاركت في أفلام (رجل بلا قلب)، (ثلاث وريثات)، (الرباط المقدس)، (نهر
الحب)، (زوج بالإيجار)، (في بيتنا رجل) و(أنا وبناتي)، (الترجمان)، (عاشور
قلب الأسد).
وفي عام 1962 قدمت (غداً يوم آخر)، (الليالي الدافئة)، (ملك البترول)،
(جمعية قتل الزوجات)، (أنا الهارب)، وابتداءً من عام 1963 بدأت تقلل من
أفلامها السينمائية فاعتذرت عن عدد كبير من الأفلام فلم تقدم في عام 1963
سوى فيلم (المجانين في نعيم) مع إسماعيل ياسين وفي عام 1964 قدمت فيلمين
هما (من أجل حبي)، (بنت الحتة) الذي تم تحويله للسينما بعد نجاحه الضخم في
الإذاعة.. وفي عام 1965 اكتفت بفيلم (الشقيقان) .
وعام 1966 (مبكى العشاق) و(الزوج العازب)، ثم عادت في عام 1967 لتكثف
نشاطها السينمائي، فقدمت (أشجع رجل في العالم)، (الست الناظرة)، (ابن الحتة)
ليرد على (بنت الحتة) بالإضافة إلى فيلم (اللقاء الثاني) الذي كان بمثابة
النقلة الكبرى في حياتها لأدوار الأمومة.
أجمل الذكريات
في بداية حياتها الفنية، وبعد أن اشتركا معاً في الفيلم الشهير (رد قلبي)،
تزوجت زهرة من الفنان الراحل صلاح ذوالفقار، لكن لم يستمر زواجهما سوى عام
واحد، انفصلا بعده وظلا صديقين وزميلين فقط، ومن ثم تزوجت المخرج حسن
الصيفي، عاشت معه 42 عاماً كانت الأجمل طوال عمرها حتى وافاه الأجل قبل عدة
سنوات، وأنجبت منه ابنتيها (أمل) والمخرجة (منال)..
وعلى الرغم من إيمانها المطلق بالقضاء والقدر وبالموت، فإن شعورها برحيل
زوجها حسن الصيفي كان صعباً للغاية، فقد كان يمثل بالنسبة إليها كل شيء،
فهو الرجل الذي عاشت معه أجمل وأحلى سنوات عمرها، لم تلق منه سوى كل معاملة
حسنة تتمناها المرأة، عاشت معه أكثر مما عاشت مع أبيها وأمها وأخواتها،
رحلتها معه كانت طويلة وبصماتها محفورة في كل لمحة جميلة في حياتها.
البيان الإماراتية في
15/02/2010
«كلمني شكراً» كوميديا عشوائية
القاهرة ـ دار الإعلام العربية
كثير من متابعي الأفلام السينمائية من المشاهدين البسطاء تجذبهم أسماء
النجوم الكبار على غلاف الأفلام، والتي تعتبر من الناحية الإنتاجية عامل
الجذب الأول للمشاهد، ولكن هذه المعايير تغيرت في وقتنا الحالي، وأصبح
تصنيف نجومية الفنان له قواعد أخرى أكثر جاذبية من أدائه التمثيلي المحترف،
وانحدر تصنيف النجوم والنجمات لمستوى العري، فلقب نجمة الآن يمكن أن تكتسبه
أي ممثلة حتي لو كانت مبتدئة طالما عندها القدرة على خلع أكبر قدر من
ملابسها أمام الكاميرا لتنافس زميلاتها الأخريات.
العري في حد ذاته لا يقلل من قيمة أي عمل فني عندما يكون وسيلة يستخدمها
المخرج لتوصيل هدف أو فكرة معينة يضمها السياق الدرامي للفيلم، ولكن عندما
يصبح العري على الشاشة هدفا أو غاية أساسية يسعي لتقديمها المنتجون، ومن ثم
المخرجون ليلفتوا النظر إليهم بطريقة أو بأخرى فيصبح حينذاك العري جريمة
أخلاقية في حق ثقافة المجتمع الذي يمتص أغلب ثقافته البدائية من الإعلام
والفن، فالجمهور العادي باختلاف ثقافاته وتنوع مستوياته يتأثر بشكل أو بآخر
بالفن الذي يمثل جزءا مهما وحيويا من حياته اليومية والاجتماعية والأخلاقية
أيضاً، فهل أصبحنا نعيش في مجتمع منحل حتى النخاع؟! هذا ما يحاول دائما
المخرج خالد يوسف إقناعنا به من خلال أعماله التي تحاول تضخيم كل ما يحيط
بنا من سلبيات وتوصيلها إلى حد الفجور، وليس إظهارها في صورة فساد أخلاقي
واجتماعي من الجائز حدوثه، وحشوها على شاشة السينما في عمل فني يسمى فيلماً
سينمائياً.
فالسينما هذا العالم الفضائي الذي يؤثر ويتأثر بتحولات المجتمع بل يسجل
شهادة تاريخية على الأزمات والتغيرات الزمنية التي تصيب أي مجتمع، ما هي
إلا سلاح في أيدي صانعيها إن أرادوا أن يوجهوا أي شعب إلى المسار الصحيح أو
العكس من خلال التأثير فيهم بصناعتهم التي أصبحت مادة غنية في أيدي السلطة
توجه بها الناس حيث تريد، وآخرها كان انتشار موجة أفلام العري لمجرد العري
وتشويش أفكار المجتمع الذي يلهث معظمه نحو ملذاته، وترك أحداث أكثر أهمية
يمكن تناولها، في مقابل أن يشاهد فيلماً ترفع فيه هيفاء وهبي ذيل فستانها،
أو تقوم غادة عبدالرازق فيه بدور عاهرة، وخلف مشهد يخلع فيه الطلبة ملابسهم
في قاعة المحاضرات. فهذه الميزانيات الضائعة لو اجتمعت على فكرة لها مضمون
أو هدف حقيقي يلامس هموم شعب مثقل بالمشاكل ربما تكون سبباً في تبديل فكر
جيل جديد من دونية التفكير بأجساد مطربات وفنانات يعتمدن على إثارة
المشاهدين بما يمتلكن من مغريات جسدية يستعرضن بها داخل فيلم ينتج بأكبر
ميزانية ويرمى في سلة المهملات بعد شهور من عرضه.
«كلمني شكرا» أحدث أفلام المخرج خالد يوسف صاحب أفلام «العاصفة، جواز بقرار
جمهوري، إنت عمري، ويجا، خيانة مشروعة، حين ميسرة، ودكان شحاتة»، ومهما
اختلفنا في السابق مع ما طرحه مضمون أعمال خالد يوسف المدعي دائماً تمرده
على السائد ومحاولاته المستمرة تغيير مسار السينما إلى الواقع الذي اختصره
في بعض أعماله في البيئة الشعبية والعشوائية المهمشة على اعتبار أنها اكثر
البيئات قهراً وظلماً وجهلا، يكسبها كل هذا ثراء فنيا وتعددا لا نستطيع
مناقشته ولو حتي في مائة فيلم.
فالأعمال المذكورة كلها كانت تحمل سياقا دراميا وفنيا معتدلا، وتعبر عن
وجهة نظر صانعيها من خلال رؤية كاتبها وصورة مخرجها وسخاء منتجها ومجهود
فنانيها، بتنوع أشكالها الدرامية بين الكوميدي والأكشن والدراما الاجتماعية
أو البوليسية والسياسية، مما يجعل المشاهد دائما في حالة جدل مع الذات
ويصيبه بالقلق والتوتر النفسي..
أما في هذا العمل «كلمني شكرا» الذي يقدم فيه خالد يوسف الممثل عمرو
عبدالجليل في أول أدوار البطولة المطلقة على شاشة السينما بعد تاريخ فني
طويل، حاول المخرج تقديم شتى أنواع الدراما داخل العمل الواحد لكن بشكل
عشوائي مزق ترابط السيناريو الهزيل الذي كتبه سيد فؤاد عن قصة الممثل عمرو
سعد، فلم ندرك فكرة واحدة مكتملة الأحداث.
بل شخصيات طوال الوقت في حالة تخبط مع الواقع دون أن نعلم أبعاد شخصياتها
ولا دوافعها النفسية لهذه الأفعال كشخصية إلهام «غادة عبد الرازق»، فهي
امرأه تطارد جارها طوال الوقت «إبراهيم توشكى» وتحاول إقناعه بأنه الأب
الشرعي لابنها الوحيد «علي»، بعدما تهرب من زوجها السجين.
وتعاود من جديد إغراء إبراهيم «عمرو عبد الجليل»، مع الإشارة دائما لتعدد
علاقاتها مع الرجال والتركيز على سلوكها المشبوه مع معظم رجال الحي الذي
تسكنه، دون أن نعرف لماذا تحولت إلى عاهرة، وبالتتابع أختها التي تبيع
الهوى الشفوي مقابل كروت شحن للهاتف المحمول وكأنهما ولدتا بالفطرة
عاهرتين.
يحاول خالد يوسف تغيير حالة السواد التي قدمها في عدة أعمال أخيرة تعرضت
للواقع بكل جوانبه إلى أن وصل بها إلى الحضيض، وذلك من خلال تقديمه هذا
العمل على اعتبار أنه عمله الكوميدي الثاني بعد فيلم «جواز بقرار جمهوري»،
مع الفارق الشاسع بين مستوي العملين.
فهنا استثمار واضح للشعبية التي حققها الممثل عمرو عبدالجليل من خلال دوره
في فيلم «دكان شحاتة» حيث قدم شخصية الأخ خفيف الظل الذي لفت نظر الجمهور
بتقديمه للشخصية الكوميدية بطريقة جادة اعتمد فيها على تلعثمة بالكلام،
ومنها اختلاق عدة مواقف كوميدية ساخرة، امتد بنفس تفاصيل هذه الشخصية إلى
الفيلم التالي «كلمني شكرا» حتى أصبح تكرار الأسلوب والإلقاء هو الذي يصيب
المشاهد بالسخرية.
وليس الحوار المفتعل، على غرار محمد سعد عندما قدم في فيلم «الناظر» شخصية
اللمبي، ولاقت عند بعض الجمهور نوعا من الترحيب في البداية، ومنها اعتقد
بعض المنتجين أن تفرد هذه الشخصية الساخرة من خلال عمل مستقل سيعطيها مساحة
أكبر وأوفر للانتشار والنجاح، فضخمها المخرج وائل إحسان في فيلم حمل نفس
الاسم وتقبلها المشاهدون مرة أخرى.
لكن التطويل في التكرار الهزلي لشخصية كوميدية احترقت معالمها في أكثر من
عمل أفقد الشخصية جانبا كبيرا من تأثيرها على الجمهور، فلم تعد تجذبهم
الحركات البلهاء وتلعثم الكلام.
وفي هذا العمل أيضاً الذي يصنف عملا كوميدياً وهو في الواقع يخلو من أبسط
أنواع الكوميديا تأثيرا، فانتظر المشاهد عله يجد مضمونا أكثر تأثيرا من
الاستظراف المبالغ فيه، فإذا به لم يجد سوى عري إلهام «غادة عبد الرازق»،
وحوارات الأبطال البذيئة التي لا تحمل أي مدلول فني ولا فكري سوي استقطاب
فئة معينة من الجمهور، وهي جمهور الشارع الذي سيجد في هذا الحوار حديثه
اليومي على النواصي.
إبراهيم توشكى شاب يعيش وسط حي شعبي مع أخته ووالدته الفنانة شويكار،
ويحاول أكثر من مرة البحث عن أي فرصة عمل يحصل منها على دخل يجعله ينفق على
زواجه من جارته «داليا إبراهيم» التي يبدي حبه لها، وفي نفس الوقت يقوم
بخيانتها مع إلهام، فيعمل مرة في النصب على شركة المحمول، ومرة في توزيع
وصلات الدش لجيرانه نظير أجر وبشكل مخالف لقوانين حقوق الملكية، وكلها
أعمال غير أخلاقية.
إبراهيم لم يحاول ولو مرة واحدة البحث عن عمل شريف ولا حياة نظيفة كأنه
نموذج لمواطن ولد من رحم الحرام، هو وأصدقاؤه الذين يتبع كل منهم مسارا
مختلفا عن الآخر نشأوا على شرب الخمر والمخدرات.
فصديقه الأول صاحب مخبز وصاحب ذقن وجلباب أبيض وصاحب مال، وابنه يفقد بصره
في إحدى جلسات السمر حول الخمر والمخدرات مع أصدقائه أسوة بوالده فهو ليس
إلا امتدادا لهذه البذرة من جيل الآباء إلى جيل الأبناء الذين يمثلون في
النهاية ماضي ومستقبل المجتمع.
البيان الإماراتية في
15/02/2010 |