لن يكون مسلسل «ذاكرة الجسد» المقتبس عن رواية أحلام مستغانمي، العمل
الوحيد الذي يطل فيه النجم السوري هذا العام. ها هو يُعدّ العدّة لتصوير
مسلسل مصري يتوقّع أن يثير الكثير من الجدل
غاب جمال سليمان عن الدراما السورية في موسمها الأخير، مكتفياً بعمله
المصري «أفراح إبليس» الذي عزّز جماهيريته في أرض الكنانة. ورغم نجاحاته في
الدراما التلفزيونية، يكاد لا يجد سبباً يشعره بالفخر أكثر من علاقته
بجمهوره. يقول: «رغم ما أتعرض له من نقد وتعتيم إعلامي على نجاحاتي، إلا
أنني تمكّنت خلال ربع قرن من بناء علاقة متميزة مع المشاهد. وأنا حريص على
هذه العلاقة التي جعلتني أعتذر عن عدم المشاركة في أعمال كثيرة من بينها
مسلسلات سورية طرحت عليّ في العام الفائت». ويضيف النجم السوري «ربما ضيعت
على نفسي ملايين الليرات لقاء الأدوار التي اعتذرت عن عدم تأديتها. خلال
مسيرتي، لم أقدم سنوياً أكثر من عمل واحد أو اثنين».
الممثل السوري الذي ارتبط اسمه دوماً بالوسامة، يفصح بأنه سيكون هذا
الموسم في عمل سوري مع المخرج نجدة أنزور هو مسلسل «ذاكرة الجسد» الذي تعد
له السيناريو حالياً الكاتبة ريم حنا عن رواية أحلام مستغانمي. يقول:
«الرواية من أجمل الأعمال العربية وتحتاج إلى تجسيدها تلفزيونياً بسبب حاجة
المشاهد دوماً إلى متابعة قصص حب قوية في الدراما». هنا يستثني سليمان
الأعمال التي تطرح قصص حب خارج سياقها الزماني والمكاني وخارج ظرفها
الاجتماعي. ويعود ليؤكد أنّ «رواية مستغانمي نابعة من التاريخ الاجتماعي
والسياسي الجزائري. وهي تمثّل جزءاً من تاريخ العرب المعاصر». وعن إمكان
تحقيق المسلسل نجاحاً يوازي نجاح الرواية، يجيب النجم السوري «ربما يكمن
الجواب في التوصيف الذي أطلقه المخرج هيثم حقي على المسلسل. إذ قال إنّه
رواية تلفزيونية، وهو ما نطمح إلى أن نصل إليه في مسلسلاتنا، وخصوصاً في
عمل مقتبس عن رواية مهمّة». ويضيف «هناك كتّاب استطاعوا تحقيق هذه
المعادلة. ربما، يكمن المَخرج لأزمة المسلسل التلفزيوني في اللجوء إلى عالم
الرواية، شرط ألا يكون هذا اللجوء نوعاً من الاستعارة الفظة لعمل أدبي أو
الاتكاء عليه على نحو غير مهذب من دون أن يقترن بمعرفة عميقة بالرواية
المقتبس عنها. عموماً، لامست الرواية العربية بعض المحظورات السياسية
والاجتماعية. لذا، يجب أن يكون كل ذلك حاضراً في مسلسل بطريقة تصل أحداثها
إلى شرائح بسيطة من الجمهور الذي قد لا يعرف القراءة».
من جانب آخر، يذهب جمال سليمان إلى مشكلات الدراما العربية، وخصوصاً
السورية. ويعتبر أنّ اللحاق بالرائج يمثّل أولى المشكلات التي تواجه
الدراما السورية. عندما ينجح عملٌ بيئي، تقلّده فوراً كل المسلسلات في
العام التالي. كذلك عندما يقدّم مسلسل عن العشوائيات يلقى صدى جماهيرياً،
ترى عشرات الأعمال التي تدور حول الموضوع نفسه. هنا، يقول سليمان «كأننا
نتوجه حالياً في إنتاجاتنا نحو السيت كوم. لا مشكلة لدي مع هذه الأعمال،
لكن المشكلة الحقيقية تكمن في التقليد الأعمى».
لن يكون «ذاكرة الجسد» العمل الوحيد الذي يطل فيه سليمان هذا العام.
إذ يُعدّ العدّة ابتداءً من مطلع آذار (مارس) المقبل، لتصوير مسلسل اجتماعي
مصري يحمل عنوان «حضور وانصراف» من إنتاج مجموعة «العدل غروب»، وتأليف مدحت
العدل، وإخراج إيمان الحداد. وستكون المغنية روبي شريكة سليمان في بطولته
«يطرح العمل قصة حب بين شخصين غريبين في ظروف غريبة للغاية. أتوقع أن يثير
المسلسل الكثير من الجدل» ويضيف أن العمل يلامس الكثير من القضايا
الاجتماعية التي ربما يجهلها بعضهم بسبب بعده عنها. إذ تدور الأحداث في
مدرسة ويكون مديرها هو بطل
القصة.
ستشارك روبي الممثل السوري في بطولة مسلسل «حضور وانصراف»
وعما قاله الممثل سامي العدل في برنامج «بدون رقابة» إنّ جمال سليمان
لم يكن مشهوراً قبل عمله في مصر، يردّ النجم السوري بأنه يستطيع وصف تجربة
الفنان السوري في مصر بالناجحة، وخصوصاً بالنسبة إلى الممثلين الذين شاركوا
في مسلسلات مشتركة بين مصر وسوريا، فهذه الأعمال عرّفت الجمهور المصري
بالممثل السوري. فيما يجد سليمان أن خصوصية المسلسل المصري تكمن في أنّه
خلق لنفسه مكانة جعلت سعره أعلى بأضعاف من العمل السوري. وهو ما ينعكس على
أجور الممثلين. ورغم أنّه اعتذر عن عدم تأدية دور السلطان أبو الحسن في
الجزء الثاني من مسلسل «أهل الراية»، إلا أنه تمنّى التوفيق لعباس النوري
الذي سيلعب الدور، مشيراً إلى أنّ هذا الأخير ممثل يعشقه الجمهور في هذه
الأعمال. وحين ينتقل الحديث إلى الفن السابع، يقول سليمان: «السينما حلم
بالنسبة إليّ لكن شرط أن تكون على مستوى لائق. أما إذا كانت الفرص التي
تتاح في التلفزيون أفضل، فسأبقى أقدّم الدراما».
أخيراً يشعر جمال سليمان بظلم الصحافة السورية له، إذ إنّ الكثير من
النقاد شككوا به شخصياً بعيداً عن المهنية ويضيف: «وحده الجمهور أنصفني».
منتج مع وقف التنفيذ
جمال سليمان من المساهمين في «سامة»، إحدى أكبر شركات الإنتاج
السورية. إلا أنه لا يتدخّل في إدارتها لأنّه عاجز عن استبعاد ممثل وترشيح
آخر أو التقليل من أجر أحد الفنانين كما تفعل شركات الإنتاج عادة. ويعتبر
أنّ تجربة الإنتاج قامت على أكتاف الفنانين السوريين، إذ إنّهم أول من
غامروا بإنتاج الأعمال مثل فيصل مرعي وهيثم حقي (الصورة) وطلحت حمدي.
يومها، كانت الأمور تسير صحيحة وفق سليمان. كان الكاتب يلتقي المخرج ثم
يستعين بشركة إنتاج. لكن السنوات الأخيرة قلبت المعادلة وباتت شركات
الإنتاج تستقدم الكاتب لكتابة مواضيع لا تفقه فيها شيئاً، ثم تأتي بمخرج
يكون أشبه بموظف عندها.
الأخبار اللبنانية في
12/02/2010 |