بعد غياب طال 8 سنوات ظل ينتظرها فيم الجمهور عادت الفنانة الكبيرة
"شويكار" مرة أخرى بشكل قوي إلى شاشة السينما من خلال فيلم "كلمني شكرا "
من إخراج خالد يوسف في تجربة تعيد فيها أنسجة من الفن الحقيقي الذي
أفتقدناه بأدائها الصعب في الدور الذي كان جديدا عليها ولكن كان سهلا
بالنسبة لها بتاريخها الذي شاركت فيه مع عمالقة السينما العربية بظهور دائم
مع الأستاذ "فؤاد المهندس" وتجارب مع "محمود مرسي" مرورا بأعمالها مع "نور
الشريف " و"محمود يس" عودة شويكار لم تكن للتكريم ولكن لأحتياج الفيلم
والجمهور لها كما أكدت في مقابلتها مع "أيلاف".
·
في البداية.. ما تقيمك لدورك
الذي قدمتيه في فيلم "كلمني شكرا"؟
- دور ظريف يوضح طيبة الأمهات المصريات وحسن نيتهم الدائمة مما يجعلهم
لعبة في يد بعض النصابين أو أصحاب المصالح الخاصه، وقد رأيت وأقتنعت بأنني
الأنسب للدور ولم أفكر لحظة في قبوله خاصه أنه لم يكون دور ضيفة شرف، كان
دورا أساسيا لا يختلف في أهميته عن دور "عمرو عبد الجليل "أو "غادة عبد
الرازق" وأعتقد أنني قدمته بشكل مناسب مثلما قيمه المخرج والنقاد
والصحفيين، والدور تم كتابته بشكل راقي يوضح الأم المصرية التي تحب أولادها
وتضحي من أجلهم وتعيش على طبيعتها وهي شخصية بريئه جدا
·
هل هذا الدور من الممكن أن نضمه
إلى أهم أدوارك الذي قدمتيها طوال الخمسين عاما الماضية؟
- لا طبعا.. هناك فارق كبير، لقد قدمت أدوار في أفلام لا تقارن بأي
شكل من الأشكال، ومع نجوم لن تعوض في تاريخ السينما المصرية والعربية،
فمازلت أتذكر كل أفلامي مع الأستاذ "فؤاد المهندس " التي كانت لغة سينمائية
جديدة واكتشفت مدارس فنية قوية في الستينات والسبعينات ليس في مصر فقط ولكن
في لبنان ولكن الفيلم أعادني للحياة.
·
لماذا وافقتي على العودة مع
"كلمني شكرا" بالرغم من كثرة الأعمال التي تعرض عليك؟
- السبب في عودتي هو أنني سأعمل مع المخرج "خالد يوسف "، فهذا المخرج
أقدر أعماله جيدا لأنه صاحب رسائل احتماعية ويتعرض لموضوعات يعاني منها
الناس ويفهمها جيدا ولا يخجل من تقديم أي قضية ولايخاف من كون أن ما سيقدمه
سيزعج الحكومة أو سيكون معارضا لها، وبالطبع أعماله دائما يكتب لها النجاح
الجماهيري ورأيت أن الدور جديد عليه وسيكون تحديا لي ولهذا قبلته.
·
هل العودة شجعتك على الأستمرار
في قبول الأدوار بعد ذلك؟
- لا أقبل أي دور، وعندما تأتي أدوار أكون مقتنعة بها سأقبلها ومخرجين
على مستوى عالي ونفس الأمر بالنسبه للقصة والسيناريوهات والممثلين الذين
سيشاركوني
·
البعض يقول أن خالد يوسف أختارك
كمجاملة وتقديرا لتاريخك الفني؟
- لن أنتظر بعد كل هذه الأعمال مجاملة من أحد،أذا وجدت أن هناك شبهة
مجاملة لرفضت وجلست في منزلي أفخر بتاريخي، ولكن كان هناك أحتياج لي كما
أكد لي صناع الفيلم الذين شاركوني في أصغر الأمور وأكبرها داخل البلاتوة من
خلال أداء الممثلين والرؤية السينمائية،والمخرج وشركة الإنتاج لم تجاملني
عندما وضعوا صورتي على أفيش الفيلم،أنا فنانة كبيرة ووضعي على الأفيش مكسب
للفيلم
·
ألم تفكرين في الفيلم خاصه أن
أفلام خالد يوسف دائما مرتبطة بالعري والإغراء؟
- أنا لا أرى أن خالد يقدم إسفافا او ابتذالا ونجاح الفيلم ليس
بالعري، وليس معنى هذا أنني أعارض العري الذي أراه قيمة فنية، ونجاح الفيلم
لا يكون بالعري، فالعري وسيلة لتوصيل رسالة، المشكلة أن تفتكر دائما "اللي
قلع واللي لبس" ويغمضون أعينهم على الموضوع والتكنيك والرسائل التي يوصلها
الفيلم والأنذارات التي تقدم بشكل ساخن
·
ولكن نجد الآن اكتساح للابتذال
في السينما من خلال الإغراء؟
- الأبتذال لا يكون أبدا في العري، الأبتذال الأن في الكوميديا
والأغاني الركيكة التي أصبحت مهانه نخجل منها جميعا، وهذا واضح في
الكوميديا التي يراها البعض عندما يسب أحد بوالديه على الشاشة والرجال
الذين يتحزمون ويرقصون فيروا أن هذه هي الكوميديا أو ممثل يضرب زميله ويلحق
به الأهانه ويروا في النهاية أنهم يقدمون كوميديا ولذلك أقول عمر ما العري
كان أسفافا أو أبتذالا
·
بما أنك ممثلة قدمتي إغراءا في
أفلامك بشكل نظيف.. كيف تري هذا النوع في تقديمه الآن؟
- في السبعينات قدمت أدوار إغراء كثيرة ولا يوجد فرق بين الإغراء في
السبعينات والآن ولا يوجد شئ اسمه سياق درامي، فالممثلة يجب أن تنفذ ما
يراه المخرج مناسبا مادامت قبلت الدور، فمن الطبيعي أن تتعرى الممثلة التي
تقدم دور عاهرة مثلا أو راقصة ويجب عندما تحب ويكون لها علاقة في الفيلم أن
تظهر كما يتطلب الدور، فأنا كنت "أتحضن" و "اتباس" في أدواري وهذا ليس
ابتذال مخرجين وكنت أتعامل مع مؤلفين محترمين ولم أقدم شيئا رخيصا، ولذلك
لم أتعرض لاي هجوم في أدواري الجريئة لأنه كان في سياق الحديث، ولم أقدم
أشياء خارجة وكان عندي حدود التي لا أحب الخروج عنها، كنت أرتدي ملابس
مثيرة وليس عارية
·
ما أهم المميزات التي أعجبتي
فيها من خلال القائمين على الفيلم؟
- عجبني جدا تعامل الجميع معي بشكل صحيح وهو أنني قيمة فنية وكان هناك
التزام واحترام داخل اللوكيشن وبالنص ومن جانب المخرج والشركة المنتجه، وكل
الممثلين يتعاملون بخوف لخروج الفيلم على أكمل وأجمل صورة.
·
ما رأيك في عودة "عمرو عبد
الجليل " بهذه الصورة؟
- عمرو "دمه شربات" وشخصية محترمة جدا ويستطيع أن يشعر بالجمل الحلوة
ويقولها بشكل مبدع بالرغم من أن مواقفة الكوميدية بالفيلم قليله ولكن
استطعامه الجيد جعله يقدم الدور بشكل إنساني رائع وعودته مكسب وأعتقد أنه
سينطلق في الفترة القادمة وسيكون ورقة رهان للمنتجين في الكوميديا وغيرها
لأنني أراه في أعمال الأكشن
إيلاف في
09/02/2010
ثقافات / سينما
فيلم "القهّـار" مانديلا هو المدرب الملهم لتحقيق ما لم يكن
ممكنا تصوره
إعداد لؤي محمد
يقدم لنا المخرج كلينت ايست وود في فيلمه الجديد
Invictus (لقهّار، المنيع، المتعذّر قهره) موضوعا شيقا يمس شغاف القلب ويثير
التفكير لدى المشاهد على الرغم من البساطة وتجنب المبالغة في إثارة العواطف
وهنا يقدم لنا الفيلم لحظة من سيرة نيلسون مانديلا (مورغان فريمان) بعد عام
على توليه رئاسة جنوب أفريقيا. وتلك اللحظة في حياته شكلت منعطفا تاريخيا
لبلده. وهذه اللحظة تنقل الظروف التي أحاطت ببطولة الرغبي العالمية التي
جرت في جنوب أفريقيا عام 1995.
يستند الفيلم إلى كتاب جون كارلين "اللعب مع العدو" وهو حول دعم
مانديلا غير المتوقع لمنتخب جنوب أفريقيا المعروف باسم "سبرينغ بوكس" للعبة
الرغبي. وهو فريق ذو أغلبية ساحقة من اللاعبين البيض وكان معبودا للبيض
ولذلك كان مرتبطا معهم في أذهان الأغلبية السوداء من سكان جنوب أفريقيا
وكان أحد العلامات البارزة لنظام الفصل والتمييز العنصريين اللذين ميزا
النظام السابق في جنوب أفريقيا.
مع ذلك أدرك بدهاء أن دعم "سبرينغ بوكس" هو أفضل رهان بين يديه لتجنب
نفور البيض من النظام الجديد وأنه الأداة لتوحيد الأمة تحت علم رياضي. لذلك
فهو كرس كل جهوده ليلعب دورا أبويا محفزا للفريق المحاصر تحت قيادة الكابتي
فرانسوا بينار(مات ديمون).
لم يكن واضحا ما كان يقوم به مانديلا خلال سنوات رئاسته الخمس الأولى
فهو قد قام بجولة عالمية تضمنت الظهور في مقر الأمم المتحدة لكن الفيلم
يركز على هذه المناسبة التي جاءت بعد عام على توليه الرئاسية. فدعم منتخب
جنوب أفريقيا للرغبي هو حسبما يؤوله مانديلا "ليس حسابا سياسيا.. بل حسابيا
انسانيا". مع ذلك فإنها مبادرة يقوم بها سياسي بارع في مجال العلاقات
العامة. فهو يقول في لقائه الذي سبق المباراة النهائية ضد منتخب نيوزيلاندا
المخيف لكابتن منتخب بلده فرانسوا: "هناك مليار شخص يشاهدوننا؟ إنها فرصة
عظيمة".
وهنا تكمن النقطة التي سلط المخرج ايست وود الضوء عليها في فيلمه هذا
حسب رأي صحيفة الاندبندنت اللندنية: إنه نشاط من أنشطة العلاقات العامة
الهادف إلى رفع المعنويات، وهو موضوع تناوله في فيلمه "أعلام أجدادنا" عام
2006 وما حققه مانديلا من خلال لقائه بالكابتن فرانسوا هو جعله يؤمن بأهمية
المباراة النهائية لتحقيق شعور بالوحدة يسمح بتجاوز جراح الماضي وفتح صفحة
جديدة في تاريخ جنوب أفريقيا. فيلم يهز المشاعر ويثير قدرا كبيرا من
التساؤلات عن حالات متشابهة في بلدان أخرى ظلت آثار الماضي السياسي القاسية
حاجزا أمام تحقيق وحدة الوطن وبروز شعور عميق بالمواطنة خارج ثقل الماضي
وجراحه.
إيلاف في
09/02/2010 |