بأفيش مثير للجدل، وموضع حساس يتناول أدق تفاصيل غرف النوم والعلاقة
بين الزوجين يعود المخرج هانى جرجس فوزى لإثارة الجدل حوله من جديد فى
فيلمه «أحاسيس» الذى حظى بقدر كاف من الهجوم بمجرد عرض إعلان الفيلم، لما
يحتويه من إيحاءات ومشاهد جنسية.. أزمات «أحاسيس» وموقف الرقابة منه
واستقبال الجمهور له فى حوار هانى جرجس فوزى لـ«المصرى اليوم»:
■
مرة أخرى أفلام صادمة.. لماذا فيلم عن مشكلات المرأة الجنسية؟
- لأن مشكلات المرأة العربية الزوجية بسبب الجنس زادت بنسبة ٨٠ %،
وغالبا ما تظهر بعد الزواج بـ٤ سنوات حيث تصاب العلاقة بالفتور، مما يؤدى
إلى حالات خيانة أو طلاق، والشخصية الرئيسية فى العمل مأخوذة عن قصة
حقيقية، والبعض يرى أن الحب والمشاعر تظل موجودة طول العمر، وهذا غير صحيح،
لأن الزواج عن حب يفقد بريقه بعد فترة من الزواج.
■
كيف استقبلت ردود فعل الجمهور بعد عرض الفيلم؟
- ردود الفعل متباينة فهناك من توقع أن الفيلم أقل من مستواه واكتشف
العكس، وهناك من دخل الفيلم للبحث عن الجنس الموجود فى العمل وفوجئ بأن
مساحة الجنس فى العمل أقل من المتوقع وخرج حزيناً، وأرى أن موضوع الفيلم
والمشكلات الجنسية التى يتناولها كانت تحتاج إلى مساحة أكبر من هذا، حتى
تتضح الصورة للمشاهد لتعميق الفكرة، لكننى فضلت تقديم مشاهد أقل من خط
الرقابة، حتى لا أستفز الجمهور لأن هناك تياراً ضد هذه النوعية من الأفلام،
وكمان عيب أن أتعمق فى هذه المشاهد.
■
بصراحة.. تعاملك مع هذه النوعية من الأفلام والمشاهد الجنسية فيها ضرورة
درامية أم توابل لتسويق العمل؟
- طبعا المشاهد ضرورة درامية، لأن الجمل الحوارية أضعف فى التعبير،
ووصول المعلومات للمشاهد من الصورة المرئية، كما أننى خفت من الرقابة ورد
فعل الناس تجاه الفيلم إذا استخدمت المشاهد الواقعية، لذا حرصت على
التخفيف، رغم أن هذه المشاهد كانت تقدم فى السبعينيات بشكل عادى ودون أدنى
اعتراض، وإذا فكرت فى تقديم الفكرة نفسها فى تونس أو المغرب كنت سأقدمها
بشكل أجرأ مما هى عليه، وأعتقد أن الفيلم لا يفهمه إلا الكبار فقط، ولذلك
وافقت على طلب الرقابة وضع عبارة «للكبار فقط» وحاولت الابتعاد عن المشاهد
المثيرة وتعاملت معها بشياكة حتى لا أخدش حياء الناس، وأخرجت الموضوع من
قالب القضية الصريحة التى يقدمها إلى دراما تدخل وجدان ومشاعر المشاهد.
■
العكس هو المفروض.. لأن الحوار أفضل من المشاهد الحية فى هذه النوعية من
الأفلام؟
- هذا غير صحيح، لأن الفن يحتاج إلى صورة حية والفن ذوق، وأغلب من
حضروا الفيلم خرجوا منه وهم يبكون، وبالمناسبة معظمهم سيدات فى مراحل سنية
مختلفة، كما أن السيدات العاملات فى الرقابة اللائى شاهدن الفيلم خرجن منه
أيضا وهن يبكين.
■
البعض انتقد أداء الممثلين، وأرجع ضعفهم إلى المخرج، وأنه لم يستطع توظيف
طاقاتهم.. ما ردك؟
- أعترف أن هناك عيوباً فى بعض الممثلين أمام الكاميرا لكننى حاولت
إخراج طاقات كل منهم التمثيلية، واضطررت إلى إعادة عدد كبير من المشاهد،
وتعبت جدا فى مونتاج العمل، لكن المعاناة الحقيقية كانت فى اختيار الممثلين
وإقناعهم بأدوارهم، حيث تخوف عدد كبير منهم من جرأة الموضوع، ومن البطولة
الجماعية.
■
ماريا ومروة كانا أضعف نقطة فى الفيلم حسب تأكيد بعض النقاد.. لماذا قررت
الاستعانة بهما فى الفيلم؟
- لا جدال على أن معظم نجوم الفيلم أدوا أدوارهم بحساسية شديدة، أما
ماريا، فأعتقد أنها تحسنت كثيرا وبنسبة ٧٠% عن دورها فى فيلم «بدون رقابة»،
خاصة أنها تلقت تدريبات على التمثيل مع الدكتور محمد عبد الهادى، فضلا عن
دورات اللغة العربية واللهجة المصرية، أما مروة فإمكانياتها كممثلة محدودة.
■
لهذا ظلمت مروة فى الأفيش؟
- مين مروة فى الوسط الفنى، ومتى وضعت صورتها على أفيش فيلم، وعملت
إيه فى السينما، دى قدمت فيلمين ماحدش يعرف عنهم حاجة غير كلمة «مابيعرفش»،
وإيه اللى يخلينى أحطها أعلى من ماريا وأحمد عزمى، لقد أخذت حقها بوضع
صورتها على أفيش الفيلم، كما أن الأفيش وترتيب الأسماء عليه ليس مسؤوليتى،
ولست مسؤولا سوى عن أفيش السرير لأنه فكرتى.
■
البعض برر هجومك على مروة بأنها رفضت تقديم بعض مشاهد الإغراء فى الفيلم؟
- بالعكس، كل المشاهد التى تطلبها السيناريو قدمتها ولم تعترض إلا على
مشهد المايوه ورفضت الظهور به لأنها بدينة، وقالت لى شكلى فى المايوه وحش.
■
بمناسبة الأفيش.. لماذا اخترت السرير؟
- لأن الفيلم يناقش المشاكل الجنسية التى تحدث فى السرير، وبصراحة كان
نفسى يكون هذا الأفيش الرئيسى للفيلم، كما أننى غير راض عن بقية أفيشات
الفيلم، خاصة أن إسعاد يونس منتجة وموزعة الفيلم رحبت بأفيش السرير، وطلبت
أن نركز عليه فى الدعاية.
■
لكن تكرار مشهد الاغتسال فى الحمام أثار استياء عدد كبير من حضور الفيلم فى
السينما؟
- المشهد لا يعبر عن المعنى المباشر له، إذ يدل على مشكلات يعانيها
بعض الأشخاص فى حياتهم الجنسية، وحاولت أن أوضح أنهم لا يعيشون حياة جنسية
طبيعية سواء بممارستهم العادة السرية أو عدم قدرة بطلات الفيلم على
الاستمتاع مع أزواجهن، والقصد من المشهد هو الطهارة فى الجسد وفى النفس.
■
المجتمع يرفض أى إشارة لممارسة العادة السرية، فكيف تجرأت على تقديمها بهذا
الشكل فى الفيلم؟
- قدمتها بشكل غير مقزز، وهناك أفلام قدمت هذه المشاهد بصراحة، وأى
شىء لا يقبله الجمهور، وموجود فى المجتمع واستطعت طرحه فى السينما يحسب لى.
■
إذن يعجبك وصف البعض لك بأنك مخرج «مثير للجدل»؟
- ده شىء مش وحش، وأعتبره نجاحا، ولو أنا مخرج نكرة ماكنتش أثرت كل
هذا الجدل حولى.
■
تثير الجدل بموضوعات مهمة شىء وتثير الجدل بمشاهد ساخنة شىء أخر؟
- أحاول كمخرج أن أكون الاثنين، لكن كمنتج الأمر يختلف، فقد كان من
الممكن أن أنتج فيلما لا يدخله عدد كبير من الجمهور لأننى أشعر أن الفيلم
سوف يضيف لتاريخى الفنى، والعكس فى الإخراج أشعر بالفشل عندما أجد الجمهور
يهرب من العمل، ولا أعتبر التركيز بالكاميرا على أجسام البطلات عيبا، بقدر
ما أعتبره نوعا من التوابل الجماهيرية التى لا تضر بمضمون الفيلم.
■
لماذا اعتمدت على الفلاش باك الأبيض والأسود والألوان فى مشاهد كثيرة
وأغلبها جنسى؟
- بالعكس، لم أقدم سوى ٣ مشاهد فلاش باك، وأغلبها مجرد ذكريات
رومانسية ومشاهد جنس قليلة، كما أن هذا اللون من الفلاش باك نوع جمالى جديد
لم يتم استخدامه من قبل.
■
كيف ترى موقف الرقابة من العمل؟
- موقف يحترم ويدل على وعى وفهم لأنها لم تحذف مشهدا.
■
وما المشاهد التى حذفتها من السيناريو قبل التصوير؟
- مشاهد حشو لا تؤثر فى الفيلم ولا فى المضمون.
■
رغم أن البطولة جماعية لكن مشاهد علا غانم كانت أكثر.. لماذا؟
- لأن الخط الأساسى فى الفيلم حكاية علا.
■
بعد أحداث ساخنة تركت نهاية الفيلم مفتوحة.. وسلمى خسرت حبيبها وزوجها..
لماذا هذه النهاية المحيرة للمشاهد؟
- هذا يؤكد أن مشاعر «سلمى» مازالت مع حبيبها بعد مرور ٧ سنوات على
زواجها، وتركت النهاية مفتوحة لأعكس اختلاف أفكار الناس، وأن الرجل الشرقى
لا يقبل أن تعشق المرأة رجلا آخر غيره، فكان لابد من هذه النتيجة.
المصري اليوم في
09/02/2010 |