كانت السينما في
أربعينيات القرن الماضي مزدهرة بشكل كبير، كانت دور العرض تشغل العديد من
المساحات
في شتى الأحياء الشعبية فضلا عن المشهورة منها في وسط البلد، وكانت متعة
لنا نحن
الذين كنا صغارا في ذلك الوقت أن نطوف كل الأحياء لمشاهدة
الأفلام المصرية التي
قدمتها شركات الانتاج في ذلك العصر، كما كنا شغوفين بأفلام أجنبية نظرا لما
كانت
تموج به أفلام رعاة البقر من مغامرات ومعارك تثير في الناشئة روح الحماس
وحب
المغامرة.
وإذا ما حاولنا أن نعرف نوعية الأفلام المصرية التي كانت تستهوينا
حينئذ، سنجد الأفلام الغنائية تأتي في المقدمة لأن مصر كانت تموج بأصوات
غنائية
ممتازة ساعدت المنتجين في تقديم أفلام غنائية واستعراضية على
مستوى عال، نذكر من
هؤلاء: محمد عبدالوهاب الذي قدم 'دموع الحب' و'يوم سعيد' و'يحيا الحب'
و'ممنوع
الحب'، و'رصاصة في القلب'، و'لست ملاكا' ومن أفلام نالت شهرة كبرى نظرا
لشهرة
عبدالوهاب الغنائية قبل أن يقتحم عالم السينما، واختار لفيلم
'يحيا الحب' الفنانة
ذات الصوت الذهبي ليلى مراد ولفيلم 'ممنوع الحب' المطربة رجاء عبده ومن
قبلهما كان
قد اختار المطربة نجاة علي لتقاسمه بطولة 'دموع الحب' ونجاة علي في ذلك
الوقت كانت
من أشهر مطربات العشرينات والثلاثينيات والأربعينيات حتى
أعتزلت سنة 1958، وكانت
نجاة من اللاتي نافسن سيدة الغناء العربي أم كلثوم.
ومن المطربين الذين نالوا
شهرة عظيمة في عالم السينما 'فريد الأطرش' الذي قدم العديد من
الأفلام الناجحة خاصة
مع الفنانة سامية جمال وقدم للسينما المصرية أول راقصة من الجزائر الشقيق
وهي 'ليلى
الجزائرية'، كما لعبت أمامه أدوار البطولة العديد من نجمات السينما مثل:
تحية
كاريوكا وشادية ومديحة يسري وماجدة الصباحي وفاتن حمامة وغيرهن.
ومن المطربين
الذين طوروا الفيلم الغنائي والاستعراضي 'محمد فوزي' الذي كانت له صولات
وجولات في
عالم السينما، وقدم العديد من الأفلام الناجحة، وكان أول فيلم مثله هو 'سيف
الجلاد'
مع الفنان الكبير يوسف وهبي، ثم توالت
أفلامه الغنائية الاستعراضية بعد ذلك تقاسم
البطولة مع الشهيرات من فنانات ذلك الزمن مثل: مديحة يسري،
التي ارتبط معها بالزواج
بعد وفاة زوجها الثاني المخرج والممثل أحمد سالم كما كانت له بطولات مع
سامية جمال
وكريمة فاتنة المعادي التي ارتبط بها بالزواج بعد طلاقه لمديحة يسري.
ومن أبطال
أفلام ذلك الزمن ايضا الفنان عبدالعزيز محمود الذي قدم للفنان المصري صورة
غير
مسبوقة وقد شغف مطربنا بالإيقاعات المختلفة وبدأ حياته الفنية بطلا لفيلم
معروف
البدوي مع بدرلاما والراقصة نبوية مصطفى كما استعان به الكثير،
من المخرجين بعد ذلك
لتقديم أغنيات في أفلامهم نظرا لشهرته العظيمة وشغف الجمهور المصري بالمطرب
الكبير
حتى شعر أنه قادر على أنه يقوم ببطولة أفلام يقدم فيها فكره في موسيقاه
المبتكرة ثم
كان أن أصبح بطلا لعدة أفلام غنائية ناجحة مثل:' شباك حبيبي' الذي شاركته
البطولة
فيه نور الهدى وفيلم 'أسمر وجميل' مع سامية جمال و'منديلي
الحلو' مع تحية كاريوكا،
وكان عبدالعزيز محمود في أربعينيات القرن الماضي أشهر مطرب يقوم بإحياء
حفلات
الأفراح وكانت الأسر تحدد أيام أفراحها طبقاً لأوقات فراغه هو.
ومن مطربي ذلك
الزمن أيضا كارم محمود الذي قام ببطولة عدة أفلام غنائية ومحمد سلمان ومحمد
البكار
القادمان من الشام وكان لكل واحد منهما لونه في الأداء، كما كان هناك
مطربون
اشتركوا بالغناء فقط في الأفلام وشهرتهم في الغناء لا تقل عن
أبطال الأفلام، نذكر
منهم: عباس البليدي ومحمد قنديل وإسماعيل شبانة وسيد إسماعيل، وشفيق جلال
الذي قام
بدور البطولة في فيلم واحد هو 'عودة طاقية الاخفاء' سنة 1946 وكان لم يزل
فتى صغيرا
وفشل يومها الفيلم فشلا ذريعا.
ومن المطربات الشاميات اللاتي جئن إلى مصر ولعبن
أدوار البطولة، نور الهدى وصباح ونورهان وسعاد محمد ونجاح سلام، أما اللاتي
لم يقمن
بأدوار بطولة وكان لهن الوجود في السينما عن طريق الدوبلاج فاننا نذكر
منهن: شافية
أحمد وعصمت عبدالعليم وحورية حسن التي أدت دور البطولة في فيلم
'شمشون' ولبلبة
ومديحة عبدالحليم وعائشة حسن وبرلنتي وغيرهن.
أفلام المآسي
ومن
الأفلام التي شغف بها جيل الأربعينيات، التراجيديات أوالمآسي وهي النوع
الذي برعت
فيه الراحلة أمينة رزق ومن قبلها بهيجة حافظ ثم فاتن حمامة وماجدة، في نفس
الوقت
برعت شركات الانتاج في تقديم أفلام الكوميديا واعتمدت عند ظهور
السينما على أبطال
المسرح الكوميدي خاصة علي الكسار الذي قدمه توجو مزراحي في العديد من
العروض التي
تثير الضحك، وكان الإقبال عليها شديدا، وقبل الكسار قدم توجو ابن بلدته
شالوم في
أفلام تحمل اسمه مثل: شالوم الرياضي، وجاء توجو بممثل جعله رفيق شالوم في
كل أفلامه
وهو أحمد الحداد وهو غير أحمد الحداد الذي لمع في برنامج 'ساعة لقلبك'، ثم
كان هناك
نجيب الريحاني في عدد محدود من الأفلام وجاء إسماعيل ياسين
ومحمود شكوكو ليمثلا
ثنائيا رائعا حتى انفصل إسماعيل ياسين وأصبح هو بطل الكوميديا بلا منازع
وقدم عدة
أفلام تحمل اسمه، وفي نفس هذه الفترة كان هناك النجوم: عبدالفتاح القصري
وسيد
سليمان وعلي عبدالعال وزينات صدقي وماري منيب ونجوى سالم.
إغلاق معظم دور
السينما
هذا قليل من كثير قدمته السينما المصرية والذي كان متعة لكل جماهير
مصر وكان الفيلم يعرض، لأول مرة، في دور السينما الضخمة أو الفخمة ثم ينتقل
بعد ذلك
الى دور السينما الشعبية وكانت الأفلام تجد إقبالا عظيما من
جماهير مصر، ثم بدأ
الإرسال التليفزيوني ففضل الكثيرون قضاء السهرة في المنزل مع المسلسل أو
الفيلم
الذي كان التليفزيون يعرضه ثم جاء بعد ذلك الفيديو، وكان لابد أن تغلق دور
السينما
أبوابها الواحدة وراء الأخرى. وفي موضوع قادم نستعرض مع القارىء الكثير من
دور
السينما التي أغلقت أبوابها.
القدس العربي في
29/01/2010
السينما المصرية بين الأمس واليوم (2-2)
دور العرض 'القديمة'
أغلقت أبوابها والأفلام الحديثة في 'المولات'!
القاهرة - من عبدالفضيل طه
تحدثنا في موضوع
سابق عن بعض نوعية الأفلام التي كانت متعة المشاهد في أربعينيات وخمسينيات
القرن
الماضي، وكانت هناك العشرات من دور السينما التي تقدم هذه الأفلام.
واليوم
نستعرض معك أيها القارىء العزيز دور السينما التي أغلقت أبوابها.
ولنبدأ من وسط
البلد، ابدأ من دور السينما الفخمة، وأول ما نذكر في هذا الشأن 'سينما ريتس'
التي
تقع في شارع عماد الدين وعلى ناصية شارع نجيب الريحاني، وكانت هذه السينما
مسرحاً
تملكه مدام 'مارسيل' ثم تحول إلى سينما باسم 'الهمبرا' وعندما
أسس طلعت حرب ستديو
مصر اشتراها وأطلق عليها اسم 'سينما ستديو مصر' وكانت تقدم الأفلام التي
تنتجها
شركة مصر للتمثيل والسينما، وقد شهدت أول عرض للعديد من كلاسيكيات السينما
المصرية،
ثم تحول اسمها بعد ذلك الى 'ريتس' حتى أغلقت أبوابها أخيرا.
وعلى الناصية الأخرى
من تقابل شارعي عماد الدين ونجيب الريحاني 'قنطرة الدكة سابقا' رأينا سينما
'كوزمو'
وقد هدمت أخيرا وشيد مكانها عمارة ضخمة.
وقدمت سينما 'كوزمو' العديد من أفلام
العرض الأول ثم تحولت بعد ذلك الى المرتبة الثانية وكان يؤمها
الكثير من (الصنايعية)،
يوم الأحد بالذات حتى ذهبت مع الأيام، وتحول مسرح 'الماجستيك' في شارع
عماد الدين إلى دار للسينما بنفس الاسم، وظلت تقدم عرض الأفلام
في العرض الثاني حتى
شب فيها حريق منذ سنوات.
وفي شارع عماد الدين كانت هناك سينما 'الكورسال' والتي
كانت تتحول إلى ملعب 'باتيناج' حيث يقوم الأجانب بمزاولة هذه اللعبة التي
كانت
جالياتهم منتشرة في مصر، خاصة اليونانيين والإيطاليين، وكانت
'نقابة الممثلين'
تواجه سينما 'الكورسال' واشتهر بالأداء الفني للباتيناج 'مصطفى أرباب' ومعه
بوسي
وهما اللذان اشتهرا بعد ذلك في الملاعب المصرية وكانا نجمين
السكة
الحديد.
وبجوار 'الكورسال' نرى سينما 'لوكس' وهي لا تزال تعرض الأفلام حتى
اليوم
بعد أن تداول ملكيتها أكثر من واحد وهيئة وقد تغير اسمها من 'لوكس' إلى
'كوزموس'،
وبها الآن أكثر من صالة عرض وتقدم في هذه الصالات عدة أفلام جديدة بعضها
عربي
وأقلها أجنبي.
كان في نفس الشارع سينما 'مصر' وسينما 'القاهرة' وكلتاهما أغلقتا
بعد أن تركهما 'أحمد الحاردفي' الذي استأجرهما، وسينما 'كريم 'التي قدم
فيها يوسف
شاهين عدة أفلام من انتاجه بعد أن حصل على حق إدارتها من مؤسسة
السينما، وهي سينما
قديمة كان إسمها 'فيمينا' ثم 'كابيتول' وأخيرا 'كريم'.
وعلى ناصيتي شارعي 26
يوليو ومحمد فريد شهدت القاهرة سينما 'كليبر' وهدمت وبني مكانها فندق ضخم،
ومما
يذكر أن 'كليبر' كانت معدة كمسرح وقدم فيها محمود شكوكو أوبريت 'الأراجوز'
لأنه أول
من نقل هذا الفن من الشارع الى المسرح واشترك معه العديد من كبار فناني
العرائس بعد
ذلك مثل صلاح السقا وأذكر أن الأوبريت قدمه شكوكو في بدايته:
الأراجوز يا سلام،
يا سلام
أبو الحظوظ ده المتكلم، يا سلام
الأراجوز، اللوز، اللوز
وفي شارع
الألفي رأينا سينما 'سان جيمس' وبجوارها سينما 'ركس'، ومكانها الآن مبنى
الثورة
والتأمين، وفي ممر متفرع من شارع الألفي، كانت هناك سينما 'متروبول' وتحولت
في
أواخر خمسينيات القرن الماضي الى مسرح منوعات بأدراة أشهر وكيل
للفنانين وقتئذ 'عرابي'
وهو الذي قدم نجوى فؤاد إلى عالم الفن حيث بدأت عنده كاتبة على الآلة كاتبة
بعد أن وصلت من يافا بفلسطين ثم وجد انها تجيد الرقص فكانت نجوى فؤاد
وتزوجها
الموسيقار أحمد فؤاد حسن الذي حملت اسمه، أما الآن فقد تحول
المقر الى مسرح تابع
الى هيئة المسرح، واختفى اسم، سينما 'متروبول'، وأصبح مسرح 'متروبول'.
وفي شارع
الألفي نفسه هناك واحدة من أقدم دور السينما، وهي 'ديانا' التي لا تزال
تستقبل
الأفلام أول عرض، وتوجد دار سينما واحدة في شارع الجمهورية تعمل في فصل
الصيف فقط
هي سينما 'حديقة النصر' التي مازالت تعرض الأفلام الأجنبية حتى
الآن.
رمسيس،
أوليمبيا
في ميدان العتبة اشتهرت 'أوليمبيا' وهي أول سينما متكاملة شيدت في
مصر، ومن حسن الطالع انها لا تزال تستقبل الأفلام حتى اليوم، وهي في شارع
عبدالعزيز
وهو الشارع الذي يحمل اسم السلطان عبدالعزيز خليفة المسلمين في العهد
العثماني.
وهناك أيضا سينما 'رمسيس' التي كانت تقدم الافلام العربية مع مسلسلات
أجنبية وكانت هذه المسلسلات تقدم على حلقات وعلى مدى شهور، وأشهرها: 'كابتن
أمريكا'، و'الآنسة زورو' و'سر الجزيرة الغامضة 'وغيرها، وكانت
كل حلقة تقدم خلال
اسبوع ثم الحلقة التالية، وهكذا.
وامتازت سينما 'رمسيس' بأن لها شاشة رئيسية
يقدم عليها الفيلم وشاشتين صغيرتين على يمين ويسار الشاشة
الرئيسية وعليهما ترجمة
المسلسل او الفيلم الأجنبي الذي تقدمه السينما، وكانت 'رمسيس' من السينمات
الشعبية
ولم تكن أثمان التذاكر تزيد على ثلاثة قروش للصالة، وقرشين للترسو، اما ما
يتعلق
بدور العرض السينمائية من الدرجة الأولى والثاني، وفي ميدان
رمسيس أو باب الحديد
كما كان يسمى في الزمن الذي نتحدث عنه، كانت هناك أرخص دور السينما ليس في
القاهرة
فحسب، ولكن في كل أنحاء مصر، كان اسمها 'النيل' وتذكرة الترسو بها كانت
بقرش صاغ
واحد.
وكان يجاورها كازينو البوسفور الذي قتلت فيه صاحبته الراقصة 'امتثال
فوزي'
واستأجرته بعد ذلك المطربة 'إحسان عبده' التي كانت تقدم تابلوهات غنائية
ويشترك
معها العديد من المطربين القدامى والجيل المتوسط امثال محرم
فؤاد ومحمد عبدالوهاب
حلمي شقيق المطربة حفصة حلمي، وجاء حسني شريف والد المطرب تامر حسني، كما
أنها أول
من قدمت نجاة الصغيرة على مسرح غنائي ومعها المطربات زينب عبده ونوال عبده
وسميرة
عبده والعديد من الراقصات، كما أن محمد الموجي استأجر المسرح
فترة من الزمن وقدم
فيه ألحانه الأولى التي تغنت بها المطربة سميرة عبده ثم أعطاها بعد ذلك الى
المطرب
عبدالحليم حافظ، منها أغاني: 'صافيني مرة'، و'بتقوللي بكرة'، و'ظالم'.
أما
السينما نفسها، ' النيل' فقد كانت مواجهة لقسم الأزبكية قبل أن ينتقل الى
مقره
الحالي في شارع الجلاء وأصبح مكانه حديقة اليوم، ولعل جوار السينما للقسم
السبب
الذي اطلق إشاعة حول أن كل من يدخل دار سينما 'النيل' يكون
مصيره 'الكراكون' كما
كان يسمى زمان، قسم الشرطة، والحقيقة انني كثيرا ما ذهبت الى سينما 'النيل'
ولم أر
في يوم من الأيام شرطياً يقبض على أحد من روادها.
حي الظاهر، كان يموج بدور
العرض، وكانت 'ريالتو' الشتوي والصيفي هي الأشهر في هذا الحي،
واليوم أغلقت أبوابها
وتحولت الدار الصيفي الى 'كراج'، تليها في الشهرة 'الظاهر بالاس' وكانت
تقدم
الأفلام في العرض الثاني واشتهرت 'الظاهر' في أوائل الخمسينيات بتقديم
العروض
الغنائية بين فصول الأفلام التي تقدمها، وكان من أشهر من غنى
على مسرحها، محمد
عبدالمطلب ومحمد قنديل وإبراهيم حمودة ودنيا زاد والمنولوجست محمد الجنيدي
والمونولوجست الصغير في ذلك الوقت شكوكو الصغير.
وهو مطرب الأطفال الآن، وعمر
الجيزاوي، والراقصات: ليلى سلام وفيفي سلامة التي كانت ترقص
على أنغام غناء زوجها
زكي سلامة، وكانت هذه العروض الغنائية تجذب المشاهد بشكل كبير وكانت الفرقة
التي
تصاحب معظم المطربين في هذه الحفلات فرقة عازف القانون محمد عطية وهو والد
طلعت
عطية وكان معظم العازفين معه من أولاده ومنهم 'صلاح' الذي قاد
فرقة موسيقية صاحبت
عشرات نجوم الغناء مثل: عبدالعزيز محمود ومحمد الكحلاوي، أما اليوم فقد
تحول مقر
السينما الى 'كراج' للسيارات.
وبعد 'الظاهر بالاس' بخطوات كانت هناك سينما
'شريف'،
وفي شارع الخليج المصري 'بورسعيد الآن' سينما فيكتوريا التي كان اصحابها
مغرمين بتقديم أفلام حمد الكحلاوي خاصة 'طاقية الاخفاء' الذي عرضوه اكثر من
ثلاث
مرات في أوقات متقاربة، وهناك سينما 'فليري' في ميدان المدبح
'الظاهر بيبرس حاليا'
وفي السكاكيني كانت هناك سينما 'بارك'، وفي شارع الجيش 'فاروق الأول سابقا'
سينما 'مصر' التي هدمت وبني مكانها عمارة سكنية
وأمامها سينما 'هوليوود' التي لاتزال تقدم
عروضها حتى الآن، وفي شارع العباسية كانت سينما 'سهير'.
وفي شارع 26 يوليو 'فؤاد
سابقا' أيضا، لاتزال سينما 'ريفولي' تعرض أفلاما في أكثر من
صالة بها، وكانت في أول
أمرها سينما درجة أولى تعرض فيلما واحدا، وأعتقد انها بنيت في أواسط
الأربعينيات
عندما اشترى أولاد جعفر محلا شهيرا كان يمتلكه عبدالعزيز مصطفى راضي وهدموا
المحل
وقاموا ببناء سينما 'ريفولي' الحالية مكانه، وفي عام 1947 عرض
بها فيلم 'سجى الليل'
بطولة الفنان عماد حمدي.
وفي شارع فؤاد أو 26 يوليو كانت هناك داران للسينما
ولكن في المنطقة الشعبية من امتداد الشارع، أي في حي بولاق ابو العلا،
الأولى هي:
'علي
بابا' وتغير اسمها من سنوات الى 'الكورسال' وهي لاتزال تعرض الافلام حتى
اليوم، والثانية سينما 'فؤاد' وأغلقت أبوابها منذ شهور قليلة، وفي السبتية
كانت
هناك سينما 'السبتية'، وفي البولية سينما 'شبرا بالاس'، وفي
حدائق القبة سينما 'هونولولو'،
وسينما 'الزيتون' في حي الزيتون، وسينما 'روض الفرج'.
وفي عابدين،
وبشارع الجمهورية 'إبراهيم باشا سابقا'، كانت هناك سينما 'رويال' وبجوارها
سينما 'ايديال'، الأولى هدمت و اقيم مكانها الآن
مسرح الجمهورية الذي يقدم أعمالا غنائية
تابعة لدار الأوبرا، أما مكان السينما الثانية فقد بني مكانها
عمارة سكنية، وهو نفس
ما حدث بالنسبة لسينما 'ستراند' في شارع البستان حيث بني مكانها عمارة سميث
باسم
السينما 'عمارة ستراند'.
وفي السيدة زينب، كانت هناك دور العرض 'الأهلي والهلال
وإيزيس والشرق' وكلها هدمت!
سينما المولات
كان لوجود التليفزيون
والفضائيات دور كبير في إختفاء ما ذكرنا من دور السينما، لكن عوض هذا
الاختفاء مئات
دور السينما التي انتشرت في 'المولات' المختلفة في مصر خاصة في القاهرة
والإسكندرية، وما تقدمه سينما المولات يختلف جذرياً عما كان في
سالف الزمن، ففي كل
مول دوار سينما حديثة أو قديمة ثم تحديثها أكثر من صالة عرض وتقدم أكثر من
فيلم عرض
أول في الأسبوع الواحد، ومعظم النجوم الشباب لهم أفلام تعرض أسبوعيا، مثل
محمد
هنيدي وهاني رمزي وأحمد حلمي وغيرهم.
القدس العربي في
30/01/2010 |