في ظل انشغاله الشديد بالتحضير للمعركة الإنتخابية لنقابة السينمائيين
يواجه المخرج »خالد يوسف«
انتقادات لاذعة بسبب فيلمه »كلمني شكرا«
الذي يعرض حاليا وسط موجات من الذهول
من مدي جرأة واختلاف الفيلم..
الفيلم يواجه اتهامات عديدة بالإسفاف والترويج للإيفيهات
الجنسية الصارخة والاسكتشات الطويلة وتشوش القضايا
. بالتأكيد لن نحاكم الفيلم أخلاقيا لاننا ننتصر دائما لحرية الابداع التي
تحتاج الي جرأة غير محدودة، لكن المشكل تبدأ عندما يتم توظيف العري
والفجاجة الزائدة في مغازلة الجمهور دون أن يكون لهما مبرر درامي، واجهنا خالد يوسف بكل الانتقادات التي وجهت له وفتح صدره ليرد بصراحة
..
وسواء اتفقنا معه أو اختلفنا يظل
هو المخرج المثير للجدل دائما الذي يرصد
بشكل حقيقي مشكلات المجتمع المصري في الفترة الاخيرة .
·
هل تري أن عنوان الفيلم كلمني
شكرا ملائم لمضمون الفيلم؟
-
طبعا..
العنوان ملائم
٠٠١٪ وإلا لما كانت اخترته..
فالفيلم يتحدث عن المتغير الجديد في الحياة المصرية خلال الـ
٠٢ سنة الاخيرة وهو ثورة الاتصالات المتمثلة في الانترنت والموبايل
والقنوات الفضائية وهذا المتغير تعبر عنه كلمة »كلمني شكرا«
وهو عنوان دال جدا علي الحال الذي أصبحنا عليه ففيما مضي كان المواطن »بيشحت«رغيف
عيش للأكل اما الآن فقد أصبح المواطن »بيشحت«
مكالمة هاتفية بواسطة هذه الرسالة المجانية وبذلك يكون العنوان معبرا عن
مضمون الفيلم وليس مجرد اسم تجاري.
·
لماذا أخذت قضايا الفيلم المهمة
حيزا ضئيلا من الفيلم مقارنة بمساحة الاسكتشات؟
-
لا أري ذلك فموضوع ثورة الاتصالات استحوذ علي معظم مساحة
الفيلم من خلال قضية
القنوات المشفرة والصراع علي المباريات والاستخدام
السييء للانترنت وتقليد الاطفال الأعمي لما يحدث داخل عالم النت بالاضافة
الي القنوات الفضائية الاخري التي تركز علي ابراز مساويء مصر..
كل هذه خطوط درامية مهمة جدا داخل الفيلم وقمت بالتركيز عليها وبالتالي
تعمدت أن تكون معظم الخطوط الدرامية تتحدث عن هذا المتغير الجديد بشكل عام.
·
ولكن حشد كل هذه القضايا من
»أزمة رغيف العيش«
و»البطالة«
و»القنوات الفضائية«
و»التشفير« و»الشهرة« و»الانترنت« وغيرها داخل فيلم واحد يشتت المشاهد ويجعل تركيزه يحيد عن القضية الرئيسية للفيلم؟
-
لا اتفق معك في ذلك..
فالفيلم يحكي حدوتة مواطن اسمه »ابراهيم توشكي«
وهو مواطن يحلم بأن يصبح ثريا جدا وأحلامه
وصلت به أن يشارك نجيب ساويرس ويحلم أن يصبح نجما وليس لديه مؤهلات
النجومية ولا الموهبة وليس لديه مؤهلات الثروة »مفيش في جيبه جنيه«
وهو يسير في حياته بهذا المبدأ يصطدم بكل الأزمات الموجودة في الفيلم سواء
أزمة رغيف العيش أو أزمة الاتصالات وتسول المكالمات وأيضا البرامج الملفقة
لانه يتم استغلاله فيها وليس هناك قضية في الفيلم لويت عنق الدراما من أجل
اقحامها فأنا لم استخدم »ابراهيم توشكي«
للتحدث عن البرنامج النووي الايراني مثلا..
فكل القضايا التي قدمتها تماشت مع حياة هذا الشخص وليست جسم غريب علي
الفيلم.
·
ولكن هذا انتج لنا فيلما متشعبا
رأي بعض النقاد أنه
غير متماسك فنيا في خط أساسي..
لأن كل قضية تصلح بمفردها كمحور في فيلم مستقل.
لازلت عند رأيي كل القضايا مرتبطة بحياة البطل..
وفي »كلمني شكرا« الدراما هي التي فرضت وجود هذه القضايا..
هذا الشخص طبيعته انه بيسرق خطوط التليفون
ويتاجر بوصلات الدش
غير الشرعية ويحلم بالتمثيل وليس لديه الفرصة فيتم
استخدامه..
اذن فشخصية الفيلم فرضت علينا كل القضايا الموجودة فيه
فالمواطن البسيط عندما يبدأ يومه يتعرض لكل هذه المشكلات البطالة وأزمة
العيش والمواصلات والانترنت اذن فهذا المواطن حتميا يتقاطع مع كل المشكلات
التي ابرزتها في الفيلم.
·
هل كان لاختيار اسم توشكي دلالة
محددة؟
-
طبعا..
له دلالة فهو شخص يعيش في دنيا البطولة
الوهمية..
فهو بطل وهمي غير متواجد الا في خياله فقط..
يعتقد انه سيصبح نجما وهو ليس لديه موهبة ويعتقد انه سيصبح رجل أعمال ناجح
وليس لديه ثروة حتي ليس لديه الطاقة التي يطور بها نفسه..
وهو بطل وهمي مثل مشروع
»توشكي« الذي لم نسمع شيئا عن نتائجه منذ
٠٢
عاما ولم نري نصف شبابنا يعملون هناك مثلما حدث في »السد العالي«
وبالتالي أصبح
»توشكي« هو رمز للوهم وفكرة الاستعانة بتوشكي نابعة من مواصفات الشخصية
نفسها.. التي أصبحت مشتركة في معظم الشباب..
فالشباب يحلم بأن يصل بسرعة للثراء
والنجومية دون أن يكون مؤهلا لذلك ودون حتي بذل الجهد للوصول الي أحلامه.
وللأسف الشباب لهم حق أن يكونوا كذلك لان نماذج النجاح أمامهم هي
نماذج من النجاح العشوائي..
متصدرة الساحة سواء السياسية أو الفنية أو
الاجتماعية..
فالنجاح أصبح عشوائي..
فهناك نجم يتصدر الساحة الفنية وهو ليس موهوبا..
وهناك شخص في ثانية أصبح أغني الأغنياء من العدم..
كل هذا يجعل الشباب يحلم بالوصول السريع عن
طريق الصدفة مثل هؤلاء....
·
هل تعتبر شخصية
»توشكي« رسالة إلي الشباب بعدم الانغماس في أحلامهم؟
-
لا..
الاحلام مشروعة ولكن مثلا زمان كنا نحلم
ولكن نعرف اننا لن نصل الي هذا الحلم إلا بالعرق وبذل الجهد..
الآن الشباب لا يريد التعب يريد الوصول إلي القمة مباشرة دون خطوات.
·
ولماذا تناولت مثل هذه القضايا
في قالب
كوميدي بعد كل أفلامك الجادة؟
-
عندما عرض »عمرو سعد«
الفكرة.. شعرت ان هذه التيمة عندما يتم معالجتها بشكل كوميدي سوف تكون أفضل
وأكثر تأثيرا وكنت استطيع أن أقدمها تراجيدي فهذا في منتهي السهولة..
فأحيانا التيمة نفسها تعطي المخرج مفتاحا ومفتاح هذه التيمة هو معالجتها
بشكل كوميدي وعدم الاغراق في المأساوية..
وأنا أراها كوميديا سواء وأنها أصلح للدراما الخاصة بالفيلم.
·
ولكن كمية الايفيهات والاسكتشات الممطوطة والألفاظ
الخارجية..
ليست كوميديا حقيقية؟
-
حقيقة الأمر انني لا أري أن الفيلم يوجد به أي ايفيهات خارجة
أو استكشات ليس لها داعي في الدراما..
بالعكس كل كوميديا الفيلم هي كوميديا موقف فمثلا »إيفيه«
»أنا كعاطف انبسطت«
هذا الإيفيه أضحك الجمهور في السينما ليس لأنه
ايفيه لفظي ولكن لانه اعتمد علي ٤
أو
٥ مشاهد فيما قبله تم بناء هذا الايفيه عليه..
أي أن الايفيه بناء علي القصة من البداية
علاقته بعاطف وكذلك ايفيه »
احنا اسفين
ياصلاح« .
·
ولكن الجزء الأول كله من الفيلم
لا يحتوي الا علي اسكتشات وايفيهات ليس لها معني؟
-
مثل ماذا؟..
اعطيني مثالا لهذه الاسكتشات
·
مثل المشهد الطويل الذي حمل
حوارا جنسيا صارخا بين عمرو عبدالجليل
وداليا ابراهيم علي السرير!!
الايفيهات الجنسية جزء كبير جدا من اضحاك الجمهور لأن البنات والشباب
في حياتهم العادية يتناولون النكات الجنسية في جلساتهم ويضحكون عليها..
اذن المشهد الذي يحتوي علي هذه الايفيهات الجنسية ليس المقصود به اثارة
الغرائز والترويج للجنس ولكن المقصود به الضحك فقط لاغير..
وطالما ان الايفيه لم يثر الغرائز ولا يحتوي علي جملة فجة لم تجرح مشاعر
الطفل لانه لن يفهمها والشباب الناضج سوف يضحك ولكن لن يثار جنسيا.
·
ولكن هذه النقطة بالتحديد مثيرة
للجدل لأن تأثير المشاهد والايحاءات الفجة مختلف نسبيا بين شاب وآخر؟
لا يوجد أي فجاجة في الفيلم ولا كلمة واحدة جارحة مثل التي نسمعها
يوميا في الشوارع وأي شاب ناضج لو أثير جنسياً
من مثل هذه المشاهد العادية اذن فهو معقد ولديه مشكلة جنسية حقيقية.
·
عمرو عبدالجليل
نفسه أكد أنه كان متحفظاً علي هذا المشهد بالتحديد؟
-
هذا صحيح وتناقشنا في المشهد وقال إن المشهد سيكون
»أوڤر« لكني أقنعته بوجهة نظري أن المشهد عادي ومضحك وفي النهاية جسد
المشهد وهو له حق المناقشة طبعاً.
·
إذن..
لماذا يري البعض أن الفيلم حافل بالمشاهد والموضوعات الجنسية الفجة.. دون
داع؟
-
لأن الناس أصبح لديها ثقافة الاستسهال..
خالد يوسف يقدم عري وخلاص،
ولو رأوا ظفر امرأة أيضاً
سيقولون عري.. والسبب الأساسي طبعاً هو أن المجتمع أصبح أكثر تحفظاً
وأنه مقبل علي فترة شديدة التحفظ
زمان في عصر النهضة كان التركيز علي الأفلام اما في هذا العصر المتردي أصبح
التركيز علي ٢ سينتمتر من جسم فتاة.
·
لسنا ضد الجرأة الموظفة فنيا
بطبيعة الحال لكن عندما تكون غير مبررة تصبح بعيدة عن المنطق فهل من الطبيعي
ألا ترتدي البطلات سوي ملابس مكشوفة معظم الوقت؟
- »أشجان«
هي امرأة سيئة السمعة و تجلس في بيتها ومن
الطبيعي جلوسها في المنزل بقميص النوم.
·
ولكن حتي الفتيات السيئات السمعة
والشعبيات لا يرتدين هذا
في الشارع؟
- »أنا مش أهبل«
حتي أظهرها في الشارع بقميص النوع كان ذلك
في البلكونة وأثناء الفرح..
والبنات الشعبيات في الافراح يرتدين كذلك
لانهن لا يمتلكن أي ملابس في حياتهن إلا يوم الفرح لكي يرتدين ملابس عارية
وهم ستات مع بعضهن فقط.
·
نهاية
الفيلم التي كتبها »سيد فؤاد«
متناقضة مع نهاية الفيلم..
فبدلا من الهروب مع عشيقته وابنهما سلم نفسه للشرطة لماذا؟
لأنني تعمدت رفض فكرة الهروب ولكن الطبع
غلاب مازال هو نفس الشخص الذي يكذب ويعيش في بطولته الوهمية وحتي بعد
تسليمه نفسه للشرطة مازال مصرا علي أوهامه.
·
بصراحة..
هل يعتبر »كلمني شكرا« عربون صلح للداخلية؟
-
أنا لم أعادي الداخلية من الأساس وأنا لا أصالح أحدا..
أنا قدمت نموذجا منحرفا في الداخلية وأحارب الانحراف في أي مؤسسة.. فأنا
أكون عبيط لو حاربت الشرطة فنحن تحت حمايتها في النهاية فكيف أحاربها..
وعندما يكون هناك انحراف ليس معناه أن هذه المؤسسة كلها منحرفة.. قدمت ذلك
في »هي فوضي« ولست مجبرا أن أقدم الصورة السيئة للشرطة في كل أفلامي..
الدراما هي الفيصل في النهاية.
·
قدمت في
»كلمني شكرا« انحراف القنوات الفضائية وفبركتها البرامج من أجل الاساءة
لسمعة مصر.. والفيلم كله يحتوي علي موضوعات تسييء لسمعة مصر..
ما تعليقك؟
-
مبدأي هو »المكاشفة«
وابراز مشكلاتنا وإلقاء الضوء عليها..
وعندما انتج العرب برامج تبرز أمراض
المجتمع المصري لم أكن ضد ذلك..ولكن كل تحفظي انهم
يعرضون علي مشاكلنا فقط ولا يقدمون مشاكلهم وأصبح المواطن المصري عندما
يجلس بجانب المواطن العربي يتم »معايرته«
بما وصلت اليه مصر وأنا هنا أقول
»لا تعايرني ولا اعايرك الهم طايلني وطايلك«
فأنت لديك ما هو اسوأ ولكن لا تبرزه..
لان بعض المجتمعات أنظمتها لا تعطيها مثل هذه الحرية.
·
ولكنك تفعل ذلك بتقديمك
العشوائيات والمخدرات في الفيلم؟
-
لا..
طبعا هذه بلدي وهؤلاء ناسي أنا أبرزهم
لانني متعاطف معهم واريد حل سريع وجذري لقضاياهم لذلك ألقي الضوء علي
المشكلات التي نعاني منها وليس مطلوبا ان نداري عليها ولكننا سنرفض أيضا أن
يعايرنا العرب بذلك لان لديهم أقذر من ذلك.
·
متي ستتخذ قرار التوقف عن
استخدام خلطة السياسة والجنس..
كخلطة ضامنة للنجاح؟
-
لا اسميها خلطة ابدا..
ولكنه عندما اتطرق الي الجنس فهذا شيء أساسي في حياتنا لأن لدينا مشكلة في
الثقافة الجنسية وأصبح الجنس هو هاجس الشباب ويقضون معظم أوقاتهم في
التفكير في الجنس.. عندما اقول انه لدينا مشاكل جنسية اذن أنا كفرت؟ هذا
أمر واقع ونحن لدينا مشاكل في السياسة طبعا وتلقي ظلالها علي كل مناحي
الحياة الاجتماعية.. »لو عايزين تسموها خلطة أنتو حرين«
ولكن هذه قضايا تمس حياة المواطن العادي.
·
ولماذا لم تتعمق بما فيه الكفاية في أزمة كبيرة
مثل »رغيف العيش«؟
-
لم اتعمق لان الدراما هي التي حكمت..
هذه كانت شخصية من شخصيات الفيلم عنده فرن ويبيع الدقيق في السوق السوداء
ولم يكن الشخصية الرئيسية في الموضوع..
وعندام اتطرق لها يكون ذلك بشكل عابر لانها ليست
قضية الفيلم الأساسية.
·
بصراحة..
إلي أي مدي أنت راضي عن »كلمني شكرا«؟
- ٠٠١٪..
كل ما اصنعه أرضي عنه بنسبة
٠٠١٪ ولكن بعد مدة قد لا أرضي عنه فمثلا لست راضيا عن الـ
٠١
أفلام الذين قدمتهم وأريد أن اقدم الافضل..
وطاقتي كلها اضعها في الفيلم في وقته ولكن مداركي
تتفتح بعد سنة مثلا وهذا من طبائع الامور لان من الطبيعي
أن أري الامور بشكل مختلف بعد مرور الوقت ومن الأفضل أن يطور الفنان نفسه.
أخبار النجوم المصرية
في
28/01/2010 |