في سبيل تقديم فيلم جماهيري يغازل الشباك..
استطاع خالد يوسف أن يغير جلده في فيلم »كلمني..
شكرا« وهو ليس من أحسن أفلام خالد بل ربما أسوأها..
وذلك بداية من اسم الفيلم الرخيص الذي يدل
علي محتواه.
فالفيلم ليس وفقا لمبادئه..
ويبدو انه أخذ الدرس من استاذه يوسف شاهين لان أفلامه لم تكن تحقق النجاح
الجماهيري في مصر بقدر ما تحققه في الخارج ليصبح اسم شاهين معروفا في
الخارج ضمن أهم المخرجين العالميين..
فبعد ان قدم خالد يوسف فيلم
»العاصفة« وهو فيلم اجتماعي سياسي استطاع ان ينجح علي المستوي الجماهيري
والفني.. شارك بعد ذلك في اخراج فيلم »هي فوضي«
مع استاذه..
ويعتبر من أهم الأفلام التي تنتقد السلطة وسلبيات المجتمع.. اتجه خالد يوسف
إلي العشوائيات ليقدم فيلم »حين ميسرة«
الذي حقق نجاحاً كبيراً
بالنسبة للجمهور
والنقاد.
ولأن الفيلم حقق نجاحاً
جماهيريا منذ هذا حذوه الكثير من المنتجين والمخرجين..
ثم قدم بعده
»دكان شحاتة« لم يستطع خالد أن يخرج من دائرة العشوائيات ليقدم لنا الجديد
فاختار سيناريو سيد فؤاد عن فكره لعمرو سعد.
ويبدو ان منتج الفيلم وافق علي السيناريو بعد نجاح
»حين ميسرة« .. فلايهتم الافكار والمبادئ الجريئة (التي يتمتع بها خالد
.. بل اعتمد في هذا الفيلم »العشوائي«..
ان صحت هذه التسمية..
يقدم فيه كل الموبقات التي تحدث في الحي الشعبي العشوائي علي المكشوف..
فقدم الجنس بطريقة »فجة وهو
ماقدمته غادة عبدالرازق -الحصان الرابح في أفلام الإغراء-
فهي تقدم الرقص بطريقة مبتذلة..
كما تقدمه الجنس لكل من يدفع
.. حتي مع صاحب العمارة التي تسكن فيها حينما عجزت عن تسديد الإيجار.. حتي
انها أجادت دور العاهرة بتميز..
ولكن المخرج أخطأ حين وافق علي طريقة
ملبسها..
فالعاهرات في مثل تلك الأحياء لايلبس قميص النوم المكشوف في
الشارع أو رداء يكشف اكثر مما يستر..
أما الأزياء وقمصان النوم التي ارتدها
غادة فحدث ولا حرج..
وطبعا هذا مايرضي الجمهور من المراهقين..
اما اختها »حورية فرغلي«.. التي تعتبر منافسة لغادة في الاغراء فهي عاهرة
من نوع آخر.. فهي تمارس الجنس والكشف عن جسدها امام كاميرات الانترنت مقابل
الحصول علي المال وكروت الشحن.. وهو مشهد جنسي صارخ.
اما بطل الفيلم »عمرو عبدالجليل«
الذي غاب عن السينما سنوات طويلة يعود ليقدم لنا دورا مهما في »حين ميسرة«
.. وهو يقوم بدور البطولة في هذا الفيلم..
وبالرغم من البطولة فإن أدواره السابقة
أحسن بكثير من هذا الدور الذي يؤكد فيه انه ممثلا كوميديا..
فهو يقوم بدور »إبراهيم توشكي«
ولا اعرف لماذا توشكي ربما لانه عمل فاشل..
فهو يعمل كومبارس في البرامج يتطلع الي الشهرة وتحقيق حلمه ولكنهم يستغلونه
في أدوار مشينة منها الشذوذ الجنسي..
وهو ايضا عامل سنترال يقوم بتركيب وصلات الدش..
لكي يعرض ماتشات الكرة غير المذاعة للاولاد مقابل خمسة جنيهات لكل فرد.
وعمرو في هذا الفيلم يستغل كل التلميحات والافيهات الجنسية.. كما قدمها من
قبل محمد سعد في افلامه وأصبحت مكررة وممجوجة . اما شويكار فهي أكبر من
الدور بكثير.
ودائما أفلام ما تصحب افلام خالد يوسف الكثير من القضايا من الرقابة..
وهو ايضاً نوع من الدعاية لكن يبدو أن الرقيب الجديد »بيفوت«
الكثير من الألفاظ البذئية التي لاتضحك ولكنها تفضح.. وقد انتشرت هذه
الألفاظ في معظم الأفلام الآن وهي الفاظ جارحة بدون مناسبة.. واري أن
الرقابة لم تقوم بدورها لمنع مثل هذه الألفاظ المخلة بالآداب التي يتربي
عليها ابناؤنا.
يقدم ايضا خالد الشرطة بشكل جيد مختلف تماما عن
»حين ميسرة« .. وهو نوع من التصالح مع الشرطة بالرغم من فساد البعض الذين
يعاملون المتهم علي انه مجرم .. وكم من الضحايا ماتوا من التعذيب في أقسام
البوليس.. اما في هذا الفيلم فالشرطة تتعامل بتفهم ورفق ودون اهانة او
ضرب.
وهل من المعقول ان كل الذين يعيشون في المناطق الشعبية والعشوائيات من
العاهرات والمخالفين للنظام؟
لقد التقيت بسائق تاكسي يعيش في احد المناطق العشوائية وقال لي
: »ان هناك كثيرين من الناس الكويسين«.
اضف إلي ذلك تناول خالد يوسف لرغيف العيش الذي مر عليه مرور الكرام..
وهو مافعله مع كل القضايا التي تناولها لذلك بدا الفيلم مشوشا غير مترابط
لايخضع لخط درامي محدد ولايخضع لقيمة..
وانما مجموعة من المشاهد الجنسية، والاسكتشات التي يعتمد فيها علي الافيهات التي يلقيها بطل الفيلم.
كما استخدم خالد يوسف شبكات الانترنت في موضوع النصب.
ان خالد يوسف قدم الكثير من القضايا..
لكنه تناولها بشكل سطحي ولم تعالج بشكل درامي جيد.
> > >
لقد دخلت لمشاهدة الفيلم في أول يوم عرضه جماهيريا..
لانه من اخراج خالد يوسف الذي تعودنا منه أفلاما ذات قيمة اجتماعية وسياسية
وفنية.. لكن يبدو أنني اخطأت صالة العرض لاشاهد فيلما ليس في مستوي خالد
يوسف الذي انحصر في منطقة العشوائيات ولم يستطع أن يخرج منها!
أخبار النجوم المصرية في
28/01/2010 |