عامان من الأزمات والمشاكل عاشها أحمد السقا فى تصوير فيلم «الديلر»،
الذى أصبح وصفه فى الوسط هو «الفيلم المنحوس».
فى حواره مع «المصرى اليوم»، تحدث السقا عن موقفه من مشاكل الفيلم،
وحقيقة سرقة الشركة الأوكرانية عدداً من المشاهد، كما تكلم عن المؤامرة
التى تردد أنه تعرض لها لحساب كريم عبدالعزيز، وعن حقيقة إنتاجه فيلم «ابن
القنصل»، وعلاقته بعادل إمام ومشروع فيلم «ناجى عطا الله».
■
ما حقيقة مشاكل «الديلر»، ولماذا فضلت الصمت طوال هذا الوقت؟
- أنا نفسى أعرف لماذا حدثت كل هذه المشاكل، ولا أعتقد أن أى شخص داخل
الفيلم يمكنه أن يضع يديه على السبب الرئيسى، ولو قيل إن الفيلم منحوس
فبالتأكيد ليس بسببى، فأنا لم أقصر يوما فى أى شىء تجاه هذا العمل، والتعطل
ليس فى مصلحتى بل إهدار لوقتى ومجهودى، لأن التمثيل مورد رزقى الوحيد، أما
حكاية النيجاتيف، فقد سمعت أن الشركة الأوكرانية التى حدثت مشاكل بينها
وبين منتج الفيلم حسن رمزى استولت على النيجاتيف، والله أعلم بحقيقة الأمر.
■
لم تعطنا حتى الآن سببا واحدا للمشاكل؟
- كل ما أعرفه أن هناك مشاكل إنتاجية متعددة حدثت أثناء التصوير بين
المنتج محمد حسن رمزى والشركات التى تولت تنفيذ الإنتاج فى تركيا مرة، وفى
أوكرانيا مرة أخرى حتى وصلنا إلى هذه النتيجة.
■
وما سبب المشاكل الحادة بين المنتج والمخرج أحمد صالح، ومن منهما على حق؟
- أخذت عهدا على نفسى أن أكون بعيدا عن المشكلات تماما ولا أتدخل فى
أى مشكلة، فيكفى ما عانيناه أثناء التصوير، ولا أستطيع الانحياز لأى منهما،
ورأيى فى رمزى أن الفلوس فلوسه ومن مصلحته عدم وجود مشاكل، ورأيى فى أحمد
صالح أنه مخرج جيد ربما تعرض لمشاكل سببت ما حدث، ولأننى لست طرفا فى
المشاكل وصلت لمرحلة أن أفكر فى نفسى فقط وفى الفيلم وفى الأموال التى
صرفت.
■
لكنك انحزت للمخرج عندما استبعده رمزى من الفيلم بعد أزمة مصر والجزائر
لجذوره الجزائرية؟
- هذا موقف عام منى تجاه العمالة الجزائرية فى مصر، فأنا ضد قطع
الأرزاق لأننا كمصريين أكبر وأعقل من اتخاذ قرارات ظالمة فى لحظات غضب،
وهذا كان رأيى تجاة الأزمة بوجه عام، وليس فى مشكلة استبعاد أحمد صالح فقط.
■
بعد كل هذه المشاكل وانتهاء تصوير٪٩٥ من المشاهد، كيف ترى المحصلة النهائية
للفيلم؟
- الفيلم بذل فيه مجهود كبير جدا من الجميع، وتم إنفاق ملايين عليه،
لكننى أنتظر حتى أرى النتيجة النهائية بعد اكتماله.
■
لماذا اخترت هذا الفيلم رغم أنه أكشن مثل عدد كبير من الأفلام التى قدمتها؟
- الفيلم مختلف جدا فى الموضوع والتناول، والأكشن عالم واسع لا يمكن
أن يصنف على أن وجوده فى فيلم معين تكرار لأعمالى، فلو حدث أن كررت نفسى
سأعتزل فورا، لأن هذا معناه إفلاس، وكل أفلامى مختلفة عن بعضها حتى إن كان
فيها بعض مشاهد أكشن، التى لو لم تكن غير ضرورية دراميا سأكون أول من
يرفضها، وأنا رجل مهنته التمثيل ولست مجرد «بتاع أكشن»، ولست رقم واحد فى
الأكشن مثلما يقال، بل لست رقم واحد فى أى شىء، ولا يوجد شخص رقم واحد فى
أى شىء فى الدنيا، لأن الكمال لله وحده، وأنا لا أفصل السيناريو على مقاسى،
وإذا كان المنتجون يروننى فى الأكشن «فيبقى كتر خيرهم».
■
أى نجم يحرص على تفصيل السيناريو، ويتدخل لحذف مشاهد وإضافة أخرى، فهذا
أصبح من سمات النجومية؟
- أقسم بالله العظيم أنى لم أحاول فرض رأيى ولا التدخل يوما ولا
التفصيل على مقاسى، ولم أكلف يوما مؤلفا بأن يكتب لى عملاً أو فكرة، بل
أتفق على الفيلم بعد كتابته بالكامل، وطبعا أجلس مع المؤلف ونتشاور فى كل
شىء، ونتفق قبل التنفيذ فهذا حقى، ثم بعد ذلك أدخل الفيلم كممثل مثل أى
كومبارس، وأنفذ التعليمات الحرفية للمخرج.
■
هل ترفض المشاهد الساخنة أفلامك لتقد سينما نظيفة؟
- السينما سينما، ولا أعترف بهذه المسميات، وأنا لا أضيف أو أحذف أى
كلمة من السيناريو، خاصة إذا كانت قبلة أو حضناً، وكل أفلامى فيها قبلات أو
أحضان مثل «مافيا» و«العشق والهوى» و«تيمور وشفيقة»، فأنا لست ضد القبلات
طالما ليست رخيصة ولا تهدف للإثارة وموظفة دراميا، لكننى ضد مشاهد الفراش
والمشاهد التى بها إيحاءات جنسية، وأنا فعلا أستحى أن أقدم مشهداً فى
الفراش.
■
أنت متهم بأن معظم أفلامك بعيدة عن القضايا الجادة والسياسية؟
- مع احترامى لكل الأفلام التى قدمت وستقدم وتحمل قضايا، السنيما
مهمتها الرئيسية الترفية والامتاع، وهى سلعة فعلاً تباع وتشترى وتربح وتفتح
بيوت، وليس ضرورياً فى كل الأفلام أن نحملها قضايا دون داع، ومع إذا قدمنا
المضمون الذى نريده فى الفيلم دون أن يشعر أحد بأننا نتعرض لقضية فهنا يكون
الفيلم ناجحاً بالفعل فى تقديم القضية بشكل سينمائى،
ففى «تيتو» تعرضنا لقضية أولاد الشوارع وما يتعرضون له، وفى «إبراهيم
الأبيض» قدمنا قضية العشوائيات والإجرام والعنف فى تلك المناطق وخطورة ذلك
على المجتمع، وعموما أنا طموحى ليس له حدود، وإذا أعطانى الله العمر سأقدم
كل ما أحلم به، فأنا أحلم بأفلام مثل «السادات» و«ضد الحكومة» و«الهروب»
و«البرئ»، لكن كل شىء يأتى فى وقته وأنا أتحرك خطوة خطوة.
■
ألا يزعجك سيطرة بعض الأفلام الكوميدية على الإيرادات؟
- المنافسة فى حد ذاتها لا تقلقنى، وليس معناها أن أكون رقم واحد فى
سباق النجوم والإيرادات، وأهم شىء أن يفعل كل واحد ما عليه بضمير، ولا يوجد
فيلم لى «خسر فنيا ولا تجاريا» رغم أنه أحيانا كثيرة قد تتعرض أفلام جيدة
للفشل نتيجة عوامل إنتاج أو توزيع وفى النهاية النجم والمخرج «هما اللى
بيشيلوا الفشل».
■
هل تعترف بوجود منافسة قوية بين النجوم الشباب، بدليل عدم مشاركتكم معا فى
أى عمل؟
- طبعا أنا معترف بوجود منافسة، لكن ليس معناها العداء، وهناك زملاء
أصدقاء يساندوننى ويحبوننى، وهناك زملاء غير ذلك، وعموما أنا لا أقابل الشر
بالشر، وعلى فكرة أنا لا أرفض المشاركة مع أى زميل فى عمل مشترك، وقد عرضت
على كريم وعز أكثر من مرة أن نقدم عملاً معا لكن ظروفهما وارتباطاتهما منعت
هذا التعاون .
■
تردد أن هناك مؤامرة من شركة «الثلاثى» التى عرضت فيلم «ولاد العم» فى موسم
العيد لمصلحة كريم عليك، بينما عطلت فيلم «الديلر» لأن فيلمك القادم ليس
معها؟
- لا أستطيع أن أقول إن هناك مؤامرة، ولا يمكن أيضا أن أجزم أنه لا
توجد مؤامرة، لكن أريد أن أقول شيئاً واحداً إننى لست بالضعف الذى أجعل أى
شخص يتآمر علىّ، ولا أسمح أن يقهرنى أحد، فأنا فى أحسن حال «ومش قاعد فى
بيتنا، أنا شغال وزى الفل».
■
لماذا أعتذرت لعادل إمام عن عدم المشاركة فى فيلم «ناجى عطا الله»، وهل
السبب ما حدث بعد فيلم «إبراهيم الأبيض» مع محمود عبدالعزيز؟
- أنا لم أعتذر حتى الآن عن «ناجى عطا الله»، وجلست مرتين مع الأستاذ
عادل وتكلمنا فى خطوط عريضة للفيلم، لكنى حتى الآن لم أقرأ السيناريو، وشرف
لى أن أشارك ولو بمشهد مع عادل إمام أو أى نجم، وأحلم بالعمل معهم لو حتى
كومبارس،، كما أن كل ما قيل عن مشكلات حدثت مع محمود عبدالعزيز بعد فيلم
«إبراهيم الأبيض» غير صحيح.
■
ما تفسيرك للهجوم العنيف من النقاد عليك فى «إبراهيم الأبيض»؟
- لا أعرف لماذا هاجمنى النقاد بهذا الشكل، ومع ذلك أنا أحترم النقد
جداً، ولن أقول أننى لا أهتم بالنقد، بالعكس، أنا أقرأ كل كلمة تكتب عنى
وأحترم رأى صاحبها مهما كان، وعموما هذا الفيلم ظلم فى كل شىء، رغم أنه حصل
على تقدير وجوائز فى الخارج، إلا أنه ذبح فى مصر.
■
هل تشارك فعلاً فى إنتاج فيلم «ابن القنصل»؟
- عرض على عمرو عرفة سيناريو الفيلم وكان مكتوباً وجاهزاً ولم أتدخل
فيه كما سيقول الناس بعد ذلك، وقررت عمله فوراً، خاصة أنه لايت كوميدى، وله
مضمون سيكون مفاجأة ومختلفاً عن أى فيلم قدمته فى حياتى، وهو عودة للتعامل
مع عمرو عرفة وخالد صالح ولأول مرة مع غادة عادل، أما حكاية مشاركتى فى
الإنتاج فهى مجرد شائعة، والفيلم إنتاج وليد صبرى ويحيى شنب.
■
متى تقرر إنتاج فيلم؟
- إذا كنت «هاموت على فيلم ولا أجد منتج يتحمس له سأنتجه مهما كانت
النتائج حتى أشبع رغبتى فى التمثيل، وحتى لو خسرت «تحويشة العمر».
■
لماذا ترفض العمل فى المسلسلات التليفزيونية رغم أن معظم نجوم السينما
اتجهوا إلى الدراما؟
- أنا لست رافضاً للمسلسلات، لكن عندى تعاقدات أفلام لابد أن أنفذها
أولا، ولم أرفض مسلسل «الخيال» بل قلت إننى غير مستعد الآن لعمله، لكن ما
يرعبنى من الدراما التليفزيونية هو أن الفضائيات ضيعت زهوة المسلسل الذى
كان له احترامه وكانت الناس تنتظر موعده، فالآن المسلسل متوفر على مئات
القنوات بشكل يثير الملل، وهناك عشوائية فى توزيع المسلسلات لدرجة فعلا
ترعبنى، لكن قد أتشجع وأفعلها قريبا.
المصري اليوم في
16/01/2010 |