استطاع المخرج محمود كامل أن يلفت إليه الأنظار خلال العام
الماضي، فهو الوحيد الذي عرض له ثلاثة أفلام دفعة واحدة،
الأول مع بداية العام "ميكانو"،
والفيلمين الآخرين مع نهاية العام أدرينالين،
وعزبة آدم،
كامل تعرض عقب عرض فيلمه الأخير إلي هجوم شديد من النقاد، وهو الأمر الذي جعل
عيونا كثيرة تترقب اخباره حتي الشخصية والتي كان آخرها،
نشر قضية أخري تتعلق
بتركه طليقته وأطفاله دون نفقة،
كل هذه الأحداث والمناوشات كان محمود بعيدا عنها
لفترة طويلة، إلي أن خرج عن صمته وتحدث من ولاية كاليفورنيا حيث يمكث هناك
منذ
أشهر لإعداده رسالة الماجستير في الإنتاج والإخراج هناك.
·
ما رأيك في هجوم النقاد علي فيلمك الأخير
"عزبة آدم"؟
-
بداية أوضح أن هناك ردود أفعال متباينة،
هناك العديد من ردود الأفعال الجيدة،
وهناك من اهتم وتحدث عن الفيلم بحيادية، كما أن إيرادات الفيلم تشهد بأن الجمهور
أحب العمل، و8 ملايين جنيه ليس رقما قليلا في ظل موسم قوي مثل عيد الأضحي
تنافست فيه مجموعة من الأفلام القوية،
ولكن كانت هناك بعض الأمور المخيبة
للآمال، وهي طريقة تفكير ووجهات نظر النقاد، للأسف فهناك نقاد كنت أحترمهم
كتبوا آراء غريبة، ناقد كبير يكتب أنني كنت أطارد الأرانب، لأن الفيلم به
مواضيع كثيرة، فهل هذه العبارة يصلح أن تخرج من ناقد،
واللافت أن معظم مقالات
النقاد أصبحت حكيا للفيلم، وهو شيء
غريب،
فأنا لا أقرأ هذه المقالات حتي لا
أفقد متعة مشاهدة الفيلم، فمن الذي قال لهم أن النقد هو حكي الفيلم،
وفي نفس
الوقت آراء سطحية وانطباعية دون تحليل ولكني في النهاية أصنع أفلاما للناس
وليس
للنقاد ولا يهمني آراءهم.
·
آراء النقاد كلها كانت بهذا
الشكل؟
-
لا ليس كلها، فقليل منها كان إيجابيا ومفيدا،
ولكن
هناك الكثير من الآراء الانطباعية فمثلا هناك من قال أن فيلم
عزبة آدم شبيه بفيلم
الجزيرة، وهو شرف لي بالطبع، ولكن لماذا نحكم علي الأفلام من هذا المنظور،
ولماذا نختزل كل فيلم في عمل مثله؟ في الوقت الذي يقتبس فيه
أفلام من أفلام أخري
بشكل واضح وصريح ولا يتكلم أحد،
المشكلة أن هؤلاء النقاد هم من ينادون بالسينما
الجيدة، ولكنهم يعودون ويهاجمونا ويصفون أفلامنا
بالتافهة.
·
هل الإيقاع السريع جدا والأحداث المتلاحقة التي
لم نعتد عليها في مصر هي السبب في هذه الموجة من الانتقادات؟
-
الإيقاع السريع الناس تقبله من الأفلام الامريكية بصدر رحب،
ولكن بالنسبة لنا
فهو "عيب"، ولكن، وجهة نظري أن الإيقاع السريع المتوازن هو أحد الأشياء
الجيدة في الفيلم،
ولكن يبدو أن مفاهيمنا الفنية والنقدية بها نوع من الخلل،
فالتعبيرات مثل أن الفيلم سوداوي وأحداثه كثيرة وبدون أمل
تعبيرات غير فنية وغير
متخصصة، بل هي انطباعات ليس إلا،
فالإيقاع السريع اختياري،
وهو عن تحولات
شخصيات بشكل جذري، الأمر الذي جعل الناس تشعر بأن الإيقاع سريع،
وليس كثرة
الأحداث، فأنا لن أدخل لأتحدث عن التطرف الديني، فنحن تحدثنا عنه من قبل
كثيرا، وأنا هنا أركز علي استخدام الدين كبيزنس،
فهل تحدث أحد عن
ذلك.
·
ما حقيقة رفض لجنة مهرجان القاهرة السينمائي فيلم
عزبة آدم لمستواه الفني؟
-
من الأشياء شديدة الكوميدية أن
المهرجان لا يستطيع التحكم في تصريحاته أو عمله،
فأجد من يقول لي أن عزت أبو عوف
قال هذا الكلام، ثم يتصل عزت بي شخصيا وينكر ذلك،
وبعد ذلك يؤكد صحفي لي أنه
قال ذلك ولديه تسجيل فيعود رئيس المهرجان وينفي هذا الكلام ويأتي مساعدوه ويقولون
لي إنهم لا يعرفون أن كان قد قال أو لا لأنهم كانوا غير موجودين،
"فتفرق دمه
بين القبائل"، لذلك يثبت مهرجان القاهرة كل عام أنه لا يستطيع أن يجذب إليه
صانع فيلم محترم علي جميع المستويات.
·
وهل الفيلم عرض فعلا
علي لجنة مشاهدة المهرجان؟
-
الفيلم عرض بالفعل علي اللجنة،
واتصلوا بي أكثر من مرة، ولكن الفيلم لم يكن جاهزا،
ولم يقتنع المنتج أحمد
السبكي بإشراكه في المهرجان، وحاولت إقناعه، وجاءت بالفعل لجنة من المهرجان
تتكون من خيرية البيشلاوي ورفيق صبان ويوسف شريف رزق الله، وشاهدوا الفيلم
وطلبوا
مني إنجاز ما تبقي من العمل خلال
7 أيام،
وهو الشيء الذي لم أستطع عمله
فاعتذرت لصعوبة ذلك، وفوجئت بعد ذلك بكلام عزت أبو عوف.
·
يمكن السبب عرض
3 أفلام لك خلال عام واحد؟
-
أولا أنا قمت
بتصوير فيلمين في 2008 وفيلم واحد في 2009
والثلاثة عرضوا العام الماضي وهو
ليس ذنبي، رغم أنه صدمة للبعض، وتسبب لي في مشاكل أيضًا،
فبشكل ما أصبح هناك
البعض داخل الوسط يهتم بتعطيلي بعض الشيء،
وطاردتني العديد من الشائعات،
ولكن
يمكن أن يكون السبب في هذا الهجوم هو المشاكل الكثيرة التي أحاطت بفيلم
عزبة
آدم.
·
تقصد من الناحية الإنتاجية؟
-
نعم
كانت هناك الكثير من المشاكل الإنتاجية،
ففيلم عزبة آدم أكثر فيلم تعبت فيه،
وعندما عملت مع الشركة العربية كانت توفر لي كل ما أحتاجه بدون تدخل، وكنت
مستريحا معهم كثيرا في الفيلمين.
·
وما الذي واجهته مع
السبكي؟
-
كل مخرج يريد تقديم عمل فني محترم وله رؤية ولا يريد
أن يتدخل أحد في عمله ولكن يبدو أن الحفاظ علي ذلك أصبح جزءا من عمل المخرج،
وأصبح جزءًا من الصناعة كلها، وهذا ما أثر علي بشكل كبير في عزبة آدم،
ولكنني
في النهاية راضٍ تماما عن مستوي الفيلم الفني،
وراضٍ
عن أداء الممثلين فيه،
أنا مخرج لا يريد أن يتدخل أحد في رؤيتي وهذا هو السبب الرئيسي في الخلاف
بيني
وبين أحمد السبكي،
فالعمل كان صعبا جدا وفي ظروف صعبة للغاية،
خاصة في ظل
محافظتي علي رؤيتي وعملي،
فعزبة آدم فيلم به العديد من القضايا وليس به عناصر ضحك
أو رقص أو غيره،
وفي النهاية حافظت علي رؤيتي ووجهة
نظري.
·
تعني أن عزبة آدم لو كان مع شركة أخري لخرج بمستوي
مختلف؟
-
نعم، فالفيلم تأثر كثيرا بانتمائه للشركة، ولو كانت
شركة أخري هي التي قامت بإنتاجه لاختلف كثيرا،
حتي من الناحية
النفسية.
·
وهل ستتعامل مرة أخري مع
السبكي؟
-
لا مطلقا .. وتوبة.
·
ألا
تعتبر ذلك خسارة لك؟
-
بل مكسب
لعملي.
·
وما أخبار مشاريعك السينمائية
القادمة؟
-
لدي فيلم حفل نص الليل سنبدأ فيه قريبا،
وسيقوم
ببطولته نور وعلا
غانم وغادة عبد الرازق وماجد الكدواني وأحمد عزمي وإياد نصار
وياسر جلال، وهو من تأليف محمد عبد الخالق،
تدور أحداثه في يوم واحد حول حفلة
تنقلب إلي شيء آخر في نهايتها،
وهو فيلم من نوعية الإثارة،
ويتعرض لمشكلة
الفساد المتفشية، وهناك فيلم آخر يحمل اسم "البدر
هلال" مع محمد عبد الخالق
أيضا، ولكن أمامه فترة للبدء في تصويره، لأنه إنتاج عالي المستوي،
خاصة أنه
يحمل اسم النجم عمر الشريف في بطولته،
والفيلم يتحدث عن الثأر ويتعرض أيضا لمشاكل
الوحدة الوطنية، وتم الاتفاق بالفعل مع عمر الشريف.
·
وما
أخبار مسلسل القطة العمية؟
-
هو تحدٍ كبير بالنسبة لي،
والتصوير سيبدأ في مارس، وأنتظر انتهائي من الماجستير، والمسلسل بطولة النجمة
حنان ترك ومعها مجموعة كبيرة من الفنانين مثل عمرو يوسف ومحمود
القلعاوي ومحمد
محمود عبد العزيز وعلاء مرسي،
وهو من تأليف كاتب عزبة آدم محمد سليمان عبد
الملك، وهو كوميدي وبه جزء كبير عبارة عن مطاردة، حيث تدور احداثه عن شخصية
نجاة المحامية التي تجد نفسها فجأة مطاردة من أكثر من جهة وتقع
في العديد من
المشاكل.
·
بعيدا عن حياتك الفنية،
أثير مؤخرا أزمة ترك
طليقتك ولم تعطها نفقتها، وبالرغم من نشر هذا الموضوع إلا أنك لم ترد عليه..
فما حقيقة هذا الموضوع؟
عدم الرد عليها كان اتجاهي منذ بداية
إثارة هذا الموضوع،
وأنا عن نفسي لا اريد من أحد الحديث عن حياتي الشخصية، ولكن
يبدو أن عملي هذا هو السبب لانها لم
ينشر الموضوع إلا بعدما صنعت هذه الأفلام،
خاصة أن المشكلة قديمة
، فأنا انفصلت عنها منذ
2001 وبعدما اشتهرت في عالم
السينما بدأت المطاردات لأنها تريد مالاً أكثر،
وتعرضت لشكل من أشكال
الابتزاز، وهناك من ساعدها من الوسط لعمل فضيحة لي، لأنهم تضايقوا من عملي،
ولكن المنطقي هو لماذا تكلمت ونشرت في هذا التوقيت بالذات؟،
وعموما أنا بدأت
أتخذ خطوات قانونية في الموضوع، ورفعت عليها قضية تشهير.
روز اليوسف اليومية في
10/01/2010 |