|
فيلم «إنه معقّد ـ
Itصs Complicatedz يغلف موضوعه الجريء داخل ابتسامة كبيرة ساخرة وساحرة، فهو عن الوحدة
والإحساس بالحب والاندفاع إلي مشاعر الرومانسية مع تعدي عمر الخمسين.
أما الابتسامة فهي أن تكتشف المرأة حقيقة حبها للرجل الذي انفصلت عنه
لخيانتها، وبعد سنوات طويلة من التأقلم مع الطلاق ومسؤولية الأولاد، تقع في
العديد من المفارقات والضحك المغموس بالمرارة وتصبح في مشكلة شديدة التعقيد
تحتاج إلى قرار حاسم بالاستمرار أو البدء من جديد مع شخص آخر مطلق يكن لها
قدرا كبيرا من المشاعر الناضجة والملتهبة أيضا. صانعة الفيلم هي المخرجة
نانسي ميرس التي تقدم في هذا العمل خامس أعمالها وسمعتها تبدو جيدة في
الوسط الفني، فقد حاز فيلمها «العطلة» على نجاح جماهيري مقبول، فيما قدمت
قبله فيلما بعنوان «شيئاً يمكن إعطاءه» والذي نافس على جوائز التمثيل
النسائية في عام 2003.
ومن المعروف أن «نانسي» تكتب سيناريوهات أفلامها بشكل منتظم ومنها هذا
الفيلم الذي ينتمي إلى مدرسة الكوميديا ذات الطابع الرومانسي.يقوم ببطولة
فيلم «إنه معقّد»، ميريل ستريب التي تعد واحدة من أبرز نجوم هوليوود، تنتقي
أدوارها بعناية ودقة، تحضر للدور بجدية وحرص، تؤدي أدوارها بروعة وإتقان،
فرضت نفسها على ترشيحات الأوسكار 12 مرة، وفازت بها مرتين، وترشحت للغولدن
غولب 16 مرة وفازت بها ثلاث مرات، كما أنها فازت 6 مرات متتالية بجائزة
(اختيار الجماهير) الأميركية، ومرشحه عن دورها في هذا الفيلم للحصول على
جائزة الغولدن غلوب كأفضل ممثلة للعام الحالي.
يلعب دور الزوج أليك بالدوين الذي أشتهر كممثل تلفزيوني في المسلسل
الكوميدي «30 روك» وحاز عنه جائزة إيمي، واختير للمشاركة في استضافة حفل
الأوسكار لعام 2010، أما دور الصديق فيؤديه ستيف مارتن أشهر نجوم الكوميديا
والذي اشترك في بعض الأفلام الروائية والرومانسية ولكن شهرته وحب الناس له
تكونت من أفلامه الكوميدية «والد العروس» و«سجين الأسبانية» و«الفهد
الوردي».
تدور أحداث الفيلم حول جاين أدلر، وهي امرأة مطلقة معتزة بنفسها تدير
مخبزا في سانت باربرا، انفصلت عن زوجها جايك منذ ما يقرب العشر سنوات،
وتقوم بتربية ثلاثة من أبنائها.
وتسير عجلة الحياة هادئة وبطيئة إلى أن يأتي يوم تخرج أحد أولادها،
وفي حفل العشاء تلتقي بجايك زوجها السابق الذي نادرا ما تراه إلا في
المناسبات العائلية، وتنشأ بين الاثنين علاقة حب من جديد، في نفس الوقت
الذي يظهر فيه آدم مهندس الديكور الذي استأجرته جاين لإعادة تصميم مطبخها
وبيتها، وبدأ يشعر نحوها هو الآخر بالصداقة التي تتطور إلى الحب.
وتختلط مع تطور أحداث العمل المشاعر المتضاربة بتفاصيل واقعية تنطوي
على قدر كبير من الأمل، ويتمحور الموضوع بالكامل حول ثلاث شخصيات تعقدت
حياتها فجأة، فجاين التي لعبت دورها ميريل ستريب كانت بالكاد تتذكر حياتها
الأولى، فمضت في حياتها بثبات.
ولكن يبدو أن جايك (أليك بولدوين) الذي يلعب دور زوجها السابق هو الذي
يعيش في فوضى عارمة بعد ارتباطه بفتاة تصغره بكثير مع ابنها الصغير الذي
يسبب له المزيد من الصخب والمتاعب، ويكتمل المثلث بدخول آدم (ستيف مارتن)،
وهو فنان موهوب يعمل في إدخال تحسينات على مطبخ وبيت جاين ويعيش حياة
مضطربة بعد طلاقه من زوجته، ويرغب في تطوير علاقته بها.
تتعدد المفارقات وتكثر المواقف المضحكة مع أداء الممثلة العملاقة
ميريل ستريب، التي لديها قدرة فائقة على تجسيد الإحساس بالصدق الانفعالي
والنفسي المطلوب، خصوصا عندما تخفي مشاعر عودة علاقتها مع زوجها السابق عن
أولادها، وما تتعرض له من مشاهد محرجة مع خطيب ابنتها الذي يراها .
وهي تصعد إلى غرفة فندق مع جايك، ومن المشاهد التي لا تملك فيها سوى
إطلاق الضحكات بصوت عال، مشهد جاين وآدم وهما يتناولان سيجارة محشوة
بالممنوعات، أو لقاءات جاين مع صديقاتها وتحريضهن لها على خيانة زوجة جايك
الصغيرة كما فعلت هي معها سابقا.
الفيلم كله رحلة في الأعماق، من خلال مواقف شديدة البساطة ولكنها
عميقة المغزى تعكس ما حفرته السنون من تجارب ومعاناة وذكريات، فالشخصيات
تلتقي وتمارس حياتها اليومية العادية، أحيانا تتحاور وأحيانا تلوذ بالصمت،
ولكن جمال الفيلم في التعبير عن هذا التدفق الإنساني والمواجهة بين جفاف
المشاعر واليأس وبين عذوبة الحب والاحتفال بالحياة.
ويحسب لهذا العمل البراعة العالية في التصوير، وضبط إيقاعه رغم قلة
المشاهد الخارجية فيه، وينتهي الفيلم (ساعة و58 دقيقة) وكأننا أمام قصيدة
سينمائية تم غزل الكوميديا الساخرة فيها بلمسات شديدة المهارة دون إسفاف أو
تهريج أو أية حركة غير محسوبة.
البيان الإماراتية في
06/01/2010 |
