منذ ظهوره على الساحة السينمائية المصرية، يعتبر الممثل المصري عمرو
واكد فناناً مثيراً للجدل، له موقف سواء اتفقت أو اختلفت معه، لا تحمل له
إلا كل احترام لجرأته واختياراته التي يدافع عنها باستماتة، أمام كل من
يهاجموه . بدأ في 1999 مع المخرج أسامة فوزي في فيلم “جنة الشياطين” ثم
“جنينة الأسماك” مع يسري نصرالله، ثم أفسح لنفسه مكاناً على السينما
العالمية وشارك جورج كلوني ومات دامون في فيلم “سيريانا” وفي فيلم “منزل
صدام” لعب دور حسين كامل صهر الرئيس العراقي الراحل صدام الذي اغتيل فور
عودته للعراق عزز به بصمته العالمية، وأثار الجدل مع نقابة المهن التمثلية
في مصر، التي اتهمته بالمشاركة في فيلم يلعب بطولته فنان “إسرائيلي” يدعى
“ايجال ناعور” . عمرو شارك مؤخراً في مهرجان دبي السينمائي، كمنتج لأحدث
أفلام المخرجة السعودية عهد كامل كما شارك كممثل في فيلمها “القندرجي” الذي
عرض ضمن مسابقة المهر للأفلام الروائية القصيرة، في المهرجان التقينا عمرو
واكد على هامش المهرجان في الحوار التالي:
·
ما انطباعك عن مشاركتك للمرة
الأولى في مهرجان دبي السينمائي؟
مشاركتي في المهرجانات في الأساس للتبادل الثقافي والفني وليشاهد صناع
الأفلام أعمال بعضهم بعضا، ويبقى الجمهور هو الملك، وشاركت للمرة الأولى في
مهرجان دبي، بفيلم قصير كممثل في فيلم يحكي قصة عراقي “قندرجي” أو صانع
أحذية يعتقل، والفيلم تبدأ أحداثه بعدما خرج الرجل من سجنه الذي امضى فيه
عامين، ليبدأ حياته من جديد .
·
هي ليست المشاركة الأولى لك على
مستوى الأفلام القصيرة؟
دائماً أفضل المشاركة بهذه النوعية من الأفلام لأنها تجعل أمام الفنان
المساحة ليتخلى عن العنصر التجاري، لأنه يكون حينها في عمل فني بحت يفتقد
السوق الذي يباع فيه والجمهور الذي يقطع تذكرة ويذهب للعمل، الفنان حينها
يكون حراً نفسه، وهذا أجمل شيء .
·
لكنك أيضاً لا تستطيع الاستغناء
عن الجمهور والأفلام التي يريدها، وبالتالي السوق؟
طبعاً فأنا ممثل محترف، أتقاضى أجراً نظير عملي، أمثل وأعيش من هذا
الأجر، وإن حدث في وقت ما أن أصبح الجميع سيئين فأنا اختار أحسنهم، وإلا
فإن البطالة الفنية هي المصير أو العمل كل 6 سنين، لأنه معظم ما يعرض علينا
اليوم أفلام تجارية، ولكن عندما تأتي الفرصة لأن أقدم شيئاً جيداً فلا
أتردد مطلقاً، سواء كان الفيلم طويلاً أم قصيراً .
“جنة الشياطين” فيلم متميز جداً وبعيد مطلقاً عن
النمط التجاري وفيلما “جنينة الأسماك” و”لي لي” من نوعية الأفلام الخاصة
جداً التي قمت ببطولتها “المسافر” و”قندرجي” عملان خاصان جداً، أي أنني
أحاول أن أصنع ما أريده وما يريده السوق في نفس الوقت .
·
أيهمك فوز الفيلم في المهرجانات؟
يشارك البعض في المهرجانات ويغفل أنه لو كانت الجائزة متاحة لفيلم بين
5 أفلام ولم تذهب للبقية فإن ذلك لا يعني فساد ذوق الأفلام الأربعة الأخرى
بل يعني أننا نحتاج إلى نظرة بعيدة ودراسة لأجندة أي مهرجان، وما يركز عليه
وما يطلبه في الأفلام المقدمة له في المرات المقبلة .
·
ألا تعنيك النجومية وشباك
السينما؟
لا يوجد في قاموسي هذا الشيء، الفيلم ككل في رأيي هو النجم، صناعة
السينما للأسف ضعيفة وإيراداتها محدودة، كما أن الجمهور الذي يمكن أن يحضر
الأفلام الجيدة يفضل مشاهدتها من بيته، لا نعرف كيف ندير المسألة، وندفع
الناس لتشاهد السينما الجيدة، لذلك تتباعد المسافات بين محاولات الظهور
بفيلم ناجح في الجمع بين الفنية العالية والنجاح التجاري .
·
هل هناك أسماء معينة تحب التعامل
معها وأسماء أخرى ترفض التعامل معها؟
أحب التعامل مع المخرج الجيد والصانع الجيد والمنتج الأمين والشخصية
التي تشاكس فيّ أيه أمور أحب الانتصار عليها، أحب العمل مع كل الناس، وفي
الفيلم الأخير “إبراهيم الأبيض” سعدت كثيراً بتشجيع الجمهور والعمل مع
نجوم، وعلى استعداد للعمل مع أحمد السقا مجدداً .
·
ولكنك حزنت بسبب طريقة وضع اسمك
على الملصقات الخاصة بفيلم “المشتبه” ولم تحضر العرض الخاص به؟
هذا جزء من الموضوع وليس كله، فهناك ما هو أسوأ من ذلك ويتلخص في أن
الفيلم حينما شاهدته قبل إقامة العرض الخاص وجدته ضعيفاً جداً فطلبت من
مخرجه محمد حمدى ضرورة إعادة تصوير مجموعة من المشاهد لتقوية الفيلم
لمصلحته أولاً خاصة أنه مخرج جديد ليس له تاريخ يذكر وبالتالي فإن ظهور
الفيلم بهذه الصورة سيدفع المنتجين حتماً لعدم الاستعانة به في أي أفلام
أخرى إلا أنه للأسف لم يستمع لنصائحي وأصر على طرحه في دور العرض كما هو
وبالتالي فعليه أن يتحمل نتيجة سقوط الفيلم .
·
هل لديك أسماء قررت عدم التعامل
معها؟
بالفعل لدي أسماء من تلك النوعية ولكني لا أحب أن أذكر أياً منها .
·
ما هي الاعتبارات التي تضعها
للتعامل مع غيرك من الفنانين؟
منها الراحة في العمل أو ما يتعلق بكون من أعمل معهم صالحين أو فاسدين
أو أنهم أساؤوا إليّ في العمل أو يتعلق بحقوقي سواء كانت أدبية أو مادية،
لأنه يوجد منتجون حتى اللحظة لم استلم منهم حقوقي عن أفلام مثلت فيها،
وهناك منتجون اتفقت معهم على أشياء ولم تنفذ، وبعض الممثلين لم أسعد بالعمل
معهم وشعرت أنهم شخصيات غير جيدة وأن لدى البعض منهم جنون النجومية ولا أحب
ذلك، لأني أعتبر أننا عائلة واحدة فنية، كلنا نعمل كفريق وأسرة تخاف وتساند
بعضها البعض .
·
وكيف ترى تجربة الإنتاج
للمهرجانات التي تخوضها حالياً؟
أنتج منذ 2002 ، ولكني أنتج أفلاماً قصيرة روائية وأحيانا أفلاماً
تسجيلية وحملات تلفزيونية وهي مؤهلات لآخذ خطوة باتجاه الفيلم الروائي
الطويل .
·
وما أبرز أعمالك في هذا الإطار؟
نفذت فيلماً لمكتب مكافحة الجريمة والمخدرات للأمم المتحدة بالقاهرة
بعنوان “ودع حلمك” يتناول خطورة المخدرات المحقونة وعن العواقب الخاصة
بالإدمان، وفيلماً روائياً قصيراً بعنوان “اعرف نفسك” وكان عن طريق نقل
العدوى لفيروس نقص المناعة المكتسبة الايدز، وعملت أفلاماً تسجيلية كثيرة
أبرزها “اسطبل عنتر” وعرض في المهرجان القومي للسينما في مصر ونال جائزة
أحسن فيلم تسجيلي في 2007 وفي مهرجان الإسكندرية نال جائزة لجنة التحكيم .
·
ألا تعتبر أن عملك مع أسامة فوزي
ويسري نصر الله هو الأفضل بالنسبة لك؟
لا يوجد شخص محدد أفضله، وسعدت بالعمل في كل أفلامي، وأحدثها “إبراهيم
الأبيض” مع محمود عبد العزيز ومروان حامد وأحمد السقا .
·
ومع من تحب العمل من الفنانين؟
ليس لدي فنان معين أفضل العمل معه، فنجمي المفضل يتأرجح بين الأعمال
الجيدة وغيرها فليس لدي أحكام مطلقة فأفضل نجم هو الجمهور .
·
ماذا عن أحداث أعمالك العالمية؟
فيلم إيطالي بعنوان “الأب والغريب” وسيعرض في برلين، ونأمل أن ندخل
المسابقة الرسمية للمهرجان ونحاول المشاركة به في مهرجان “كان” لنقدم تجربة
تسعد الناس .
·
أو تكفر بها عن عملك مع إيجال
ناعور في فيلم “منزل صدام”؟
أبداً، أنا سعيد جداً والفيلم أني عملت فيه، وفخور جداً به، ولماذا
أكفّر؟ لم أفعل شيئاً خاطئاً، من يقول ذلك لا يفهم .
·
ولكن مشاركتك وقتها في فيلم
يشارك فيه فنان صهيوني أثار ضجة؟
الموضوع انتهى ولا أحب الكلام عنه مجدداً .
·
وماذا عن ردود الفعل ضدك في
نقابة المهن التمثيلية بمصر؟
الله يسامح من كان السبب، والموضوع انتهى
·
وماذا عن مشاريعك المستقبلية؟
عهد كامل مخرجة سعودية أعمل معها كمنتج منفذ للفيلم الجديد لها
وعنوانه “ابتسم أنت في جدة” .
البيان الإماراتية في
04/01/2010 |