ساعات ويغادرنا عام 2009.. بحلوه ومره.. شهد فيه الفن مواقف صعبة كثيرة
ومطبات أصعب ومر علي السينما ربما أسوأ مما سبقه.. واختفي نجوم كانوا ملء
السمع البصر وظهر نجوم ليحتلوا الشاشات وظل آخرون في مواقعهم لا يزحزحهم
أحد..
ليصبح عام 2009
حقا هو عام المطبات الصعبة علي السينما وأهل الفن..
وفي السطور التالية نقدم رصدا لظواهر
السينما التي كانت في عام 2009
ونحلل الأحداث.
عام 2009 من الأعوام السيئة التي مرت علي السينما المصرية في العقد الحالي
حيث شهدت إنتاج حوالي ثلاثين فيلما فقط مقابل خمسين فيلما عام 2008
ليتقلص العدد كثيرا ربما كانت الأزمة المالية العالمية سببا رئيسيا في ذلك
لانسحاب عدد كبير من منتجي الأفلام ورؤوس الأموال من السوق..
كما كان دخول شهر رمضان في قلب الموسم
الصيفي سببا مباشرا لهرب المنتجين من عرض أفلامهم خوفا من الخسارة مما دعا
دور العرض ولأول مرة منذ سنوات كثيرة للاستعانة بأفلام أجنبية لعمل الدور
الخالية من أفلام عربية.
وكانت الظاهرة التي لفتت انتباه الكثير من النقاد والجمهور هي اختفاء محمد
سعد من سباق الصيف بل وسباق الموسم كله فقد شهد عام 2009
عدم وجود أي فيلم لمحمد سعد وهي المرة الأولي منذ انطلاقته الصاروخية في
فيلم الليمبي.. وجاء اختفاء سعد بعد فشل فيلمه بوشكاش العام الماضي مما
جعله يفكر مليا ويقف طويلا ليعيد حساباته من جديد ويعود بقوة..
وهو الأمر الذي فعله محمد هنيدي منذ عامين
بعد فشل فيلمه »عندليب الدقي«
ليتوقف لإعادة الحسابات التي كان منها
تغيير ميعاد نزوله فبدلا من الصيف اختار نهاية العام في الشتاء مراهنا علي
وجوده وحده في الساحة ليعود في نهاية العام الماضي بفيلم
»رمضان مبروك أبوالعلمين حمودة«
ليحقق به نجاحا كبيرا،
يستمر به حتي بدايات الموسم الصيفي ويحقق إيرادات خيالية لم يحققها هنيدي
منذ فترة ويعود هذا العام ليطرح فيلمه »أمير البحار«
أيضا في نهاية العام 2009..
ويحقق
أيضا إيرادات كبيرة ويعيش بسببه حالة من الانتشاء.
ويستمر أحمد حلمي في تقديم نوعية الأفلام التي اشتهر بها والتي تعتمد علي
كوميديا الموقف وليس الإفيه ويستمر في تغيير جلده كل عام ليظل متربعا علي
القمة بفيلم »1000 مبروك« محتلا به قمة الإيرادات وينال استحسان النقاد في
ظاهرة جديدة من ظواهر السينما المصرية.. في حين فقد الزعيم عادل إمام جزءا
مهما من النجاح الذي استمر عليه في السنوات السابقة فبعد أن قدم عدة أفلام
نالت استحسان الجمهور والنقاد مثل »حسن ومرقص« و»مرجان أحمد مرجان«
وغيرهما عاد ليقدم فيلم
»بوبوس« الذي لم يلق الترحيب أو القبول مثل سابقيه سواء من الجمهور أو
النقاد.
وكان من آثار الأزمة المالية العالمية اختفاء الظاهرة التي انتشرت بصورة
كبيرة العامين الماضيين وهي أفلام اللانجوم والتي تعتمد علي القصة والإخراج
دون أن يكون فيها نجوم معروفون وهذه الأفلام حققت نجاحا كبيرا في العامين
الماضيين وسط الشباب ومالوا إليها ووجدت أيضا حفاوة بالغة من النقاد إلا أن
عام
2009 شهد اختفاء هذه الأفلام تماما علي إثر الأزمة الاقتصادية وخوف
المنتجين من الخسارة ووضع أموالهم في مغامرة
غير محسوبة.
أما علي المستوي الدرامي فقد شهد موسم الدراما عام 2009
نشاطا ملحوظا وزاد عدد الأعمال الدرامية عن العام 2008
بكثير حيث وصلت الأعمال الدرامية والمسلسلات إلي رقم لم تصله من قبل فقد تم
تصوير أكثر من 55 عملا هذا العام تنافست للعرض في شهر رمضان.
وهو ما دعا إلي تكرار الوجوه العاملة في تلك المسلسلات حتي إنه عرض لنجوم
كبار أكثر من عمل مثل نور الشريف وحسين فهمي وفاروق الفيشاوي.
شهد عام 2009 حدثين مهمين.. ليس في ذاتهما ولكن لما حدث فيهما..
الأول مهرجان القاهرة السينمائي الدولي
والذي كاد يشهد هذه الدورة ولأول مرة مفاجأة من العيار الثقيل وغير السار
للسينما المصرية وهي ظهور المهرجان دون فيلم مصري واحد في المسابقة الرسمية
بل دون فيلم عربي سوي فيلم مغربي واحد وهو الأمر الذي عده كثيرون سواء من
النقاد أو الفنانين كارثة تحيق بالسينما المصرية ولولا جهود الفنان العبقري
عزت أبوعوف رئيس المهرجان
الذي نجحت مساعيه في أن يشترك فيلم »عصافير النيل«
في المسابقة ليخرج المهرجان من مأزق كان كفيلا بتصدع جدران السينما المصرية
في المهرجانات والمحافل العالمية فترة طويلة.
أما الحدث الثاني فكان انتخابات نقابة الممثلين والتي شهدت أحداثا ساخنة
ومواقف جميلة من الفنانين أثبتوا من خلالها أنهم أسرة واحدة تقف خلف اليد
التي تبني.. حيث تم انتخاب النقيب أشرف زكي لدورة ثانية وبإجماع أغلبية
فناني مصر بكل فئاتهم حتي أن المرضي صمموا علي الحضور للإدلاء بأصواتهم..
كما شهدت نقابة الممثلين في انتخاباتها دخول ثلاث سيدات إلي المجلس كعضوات
وهو الأمر الذي غاب عن مجلس النقابة منذ فترة،
وهن
صابرين ونهال عنبر ونشوي مصطفي.
آخر ساعة المصرية في
29/12/2009 |