أعرب المخرج الأمريكي الشهير فرانسيس فورد كوبولا، صاحب ثلاثية "الأب
الروحي" والحائز على جائزة الأوسكار خمس مرات، أنه يسيطر عليه إحساس
"التلميذ" أكثر من إحساس "المعلم" حيث يشعر وأنه شخص يخرج أفلاما للمتعة
ولمواصلة التعلم.
وقال كوبولا في حوار نشرته مجلة "باريس ماتش" الفرنسية "أنا لا أخرج من أجل
المال فأنا شديد الثراء ولا من أجل الشهرة فأنا أصبحت شهير لدرجة تزعج".
واعترف كوبولا أنه لم يكن يفكر أن مشواره الفني سيجعله سيصل إلى المكانة
التي هو عليها حاليا.
وبمناسبة عرض فيلمه الأخير "تيترو" أو "الموسوم" في فرنسا أبرز المخرج
الأمريكي أنه لأول مرة منذ 35 عاما عمل في هذا الفيلم على سيناريو هو الذي
ألفه ولم يقتبسه من أحد الكتب.
وبما أن الفيلم يشبه إلى حد بعيد جزء من السيرة الذاتية للمخرج نفسه يقول
"لقد تخلصت من كل ما كان يعذبني من عائلتي"، مشيرا إلى أن "تيترو" ملىء
بالحب الذي كان يشعر به تجاه شقيقه أوجست الذي توفي في أكتوبر/تشرين أول
الماضي.
ويضيف "لقد كانت تربطني بشقيقي نفس العلاقة التي نشاهدها في فيلم "تيترو".
وتدور أحداثه في إطار دراما اجتماعية مأسوية حول عائلة تيترو تشيني
الأرجنتينية من أصل إيطالي، في سياق أشبه بالصراع بين هابيل وقابيل.
في البداية يلتقي أصغر أفراد العائلة بأخيه تيترو، ويقرر العيش معه، ليتعلم
منه، ويكتشف من خلاله أسرار العائلة الموسومة بالتعاسة الأبدية، فهذا الأخ
الأكبر قتل والدته في حادث سير، ليعيش معذبا بذكراها إلى الأبد.
أما والده الموسيقار العظيم، فهو إنسان سطحي يسير وراء نزواته، في البداية
يحطم موهبة أخيه ويسرق الشهرة والنجاح منه، وحين يصبح موسيقارا كبيرا يجري
وراء الفتيات الصغيرات لدرجة أنه يستحوذ على قلب محبوبة ابنه، ليحطم قلبه،
ولكن ابنه كان بالفعل قد أقام علاقة معها، لينجب هذا الصغير الذي يعيش في
كنف أخيه وهو لا يدرك أنه أبوه في الحقيقة.
أفضل ما في الفيلم الذي يضم فريق عمل مكون من النجم النمساوي كلاوس ماريا
براندوير، والإسبانيتان كارمن ماورا وماريبل بيردو، والأمريكيين ألدن
ايرنريش وفينسنت جايو وآخرين، أن تصويره بالكامل يتم بالأبيض والأسود،
باستثناء لحظات الفلاش باك، فتم تصويرها بالوان، تشبه إلى حد بعيد "التكنيكلر"
في خمسينييات القدم، وكأن كوبولا أراد أن يقول للجميع أن هذه التقنيات
الحديثة مهما بلغ من تطورها فإن الفن السابع سيظل معينا لا ينضب ولا يزال
بحر الإبداع به مفتوحا للجميع.
وفي النهاية قال كوبولا أنه تعلم، من العمل الأشبه بالعمل الأثري وهو كتابة
السيناريو، ومن "تيترو" الذي لم يحصل على أي نقد حماسي، أن يفهم بصورة أفضل
دوره الإنساني.
ولذا يتشوق كوبولا حاليا للبدء في مشروع جديد في أسرع وقت ممكن ليرى إذا
كان في إمكانه الوصول إلى تعلم المزيد وما هم أبعد من ذلك.
العرب أنلاين في
28/12/2009
جدل ملكية الأفلام المصرية يتجدد مع شيوعها على «دي في دي»
دبي -
«الحواس الخمس»
يتجدد الجدل بشكل مستمر حول حقوق ورخص الأفلام المصرية، وتحديدا القديمة،
من تلك التي تشكل تاريخا ثقافيا واجتماعيا لمصر والوطن العربي خلال حقبة
طويلة من الزمن.
ومع شيوع التقنيات الحديثة، والوسائط الاعلامية المتنوعة، باتت الأفلام
المصرية «بالأبيض والأسود» متوافرة اليوم على أشرطة «دي في دي»، بصورة وصوت
يتميزان بجودة عالية، وكذلك ترجمات الى اللغات الإنجليزية والفرنسية،
ومعلومات «فيتشرز» عن أبطال الفيلم وفريق عمله، اضافة الى تسجيلات خاصة،
مضافة الى الشريط، مما يطلق عليها اسم «اكسترا».
هذه الأشرطة التي تباع في محلات مثل «فيرجن» ومحلات «روتانا» وغيرها،
وتنتشر في أكثر من دولة حول العالم، تدر دخلا اضافيا على ملاك حقوق
استغلالها، اضافة الى الدخل العائد من وراء عرضها على القنوات التي تملكها
الشركات مالكة الرخص، أو فضائيات عربية أخرى تشتريها.
وقبل سنوات، خرجت من مصر موجة اعلامية كبيرة، هاجمت بشراسة تراخي الأجهزة
المصرية الثقافية بترميم تراث السينما المصرية، الأمر الذي جعله متاحا أمام
فضائيات عربية وخليجية لشراء حقوق استغلاله تجاريا. ولا يتسع المجال هنا
لإعادة استعراض ملامح تلك العاصفة التي همدت، وإن لم تخب نارها حتى اليوم،
مع تجدد طرق استغلال هذه الأفلام.
لكن الشركات التي امتلكت هذا الأرشيف، وفي طليعتها شركة «روتانا»، احدى
شركات الأمير السعودي الوليد بن طلال، حافظت دوما على «رباطة جأشها»، ولم
تكترث بالرد على تلك الحملات، التي اعتبرت أنها غير معنية بها، فهي لم
تناقض منطق السوق القائم على البضاعة المعروضة والمشتري الجاهز.
نزار ناقرو احد رجالات «روتانا» الذي حرص على مدى أكثر من 12 سنة، على بذل
الجهود ورسم الخطط لزيادة مردودها الاعلاني، شارك «الحواس الخمس»، برأيه
حول هذا الموضوع، بحكم منصبه كرئيس «روتانا للخدمات الاعلانية».
يقول ردا على سؤاله حول الجدل الذي يثار حول طريقة شراء القناة للمحتوى
الترفيهي السينمائي المصري، وتحديدا القديم، والصفقات التي أشيع انها تمت
بأبخس الأسعار:«لم نشتر الأفلام المصرية بأبخس الأسعار.
كل ما اقدمنا على فعله هو أننا اشترينا منتجا لم يكن أحد يلتفت اليه. لم
يفكر أحد من قبلنا بشراء تلك الأفلام التي كان جزءا كبيرا منها يعاني من
التلف ويهدده الفقدان، ما كان سيمحو ذاكرة كاملة تمتدت لأكثر من مئة سنة من
تاريخ السينما المصرية. اشترينا هذه الأفلام، لكننا أيضا صرفنا الكثير
لترميم جزء كبير منها».
ويضيف ناقرو، الذي أعلن قبل ايام من دبي عن شراكة جديدة بين «روتانا»
و«ديزني»: لدينا نظام خاص ومكلف جدا لترميمم هذه الأفلام، هدفه تحسين
الصورة وجودة الصوت. وقبل فترة، كان بوسع المشاهد العربي أن يجد فارقا
كبيرا في نوعية الأفلام المشاهدة على قناة روتانا سينما، وهي القناة
المتخصصة بعرض الأفلام المصرية والعربية، والأفلام ذاتها التي تعرض على
قنوات أخرى .
لكن ذلك لم يعد ساريا حتى اليوم، بحسب قوله، إذ أن «أكثر من 60% مما يعرض
اليوم على القنوات العربية من أفلام، تملكه روتانا، التي تبيع هذه القنوات
النسخ المرممة من الأفلام لكي تعرضها، بمقتضى عقود».
ولا يبدو أن الشركة قد توقفت عن شراء الأفلام المصرية، التي ظهرت قنوات
وطنية مصرية مثل «نايل سينما» متخصصة بعرضها:«موجة ما عرف بالحمائية لم
تمنعنا من امتلاك أكثر من 65% من الأفلام الجديدة، اما عن طريق انتاج مباشر
أو إنتاج تنفيذي».
وتشير بيانات أن ثلثي أصول أفلام السينما المصرية التي تتجاوز ال 3000 فيلم
والمنتجة على امتداد أكثر من مئة عام - هي عمر السينما- تملكها اليوم قنوات
فضائية خليجية مثل«ايه ار تي»و«روتانا».
ويعترض نقاد مهتمون بالسينما في مصر على ما آلت اليه الأمر بحجة أنه كان
حريا بوزارة الثقافة أو اتحاد الإذاعة والتلفزيون في مصر شراء هذه الأفلام
من أصحابها الذين تعود ملكية الأصول إليهم، للحفاظ عليها في مكتبة
التلفزيون التي لا تحتكم الآن إلا على أقل من 200 فيلم من الثلث المتبقي.
ويعتبر هؤلاء أن عدم اكتراث الحكومة المصرية إزاء شراء أصول الأفلام
المصرية، يبدو غير مفهوما مقارنة بتصعيدها للموقف، على سبيل المثال، من
استرجاع آثار فرعونية، بإصدار قرار يقضي بوقف التعامل مع متحف اللوفر
الفرنسي وجميع المتاحف والبعثات الأجنبية التي تقتني آثارا مصرية مسروقة،
«إذ يبدو من هذا التباين في الموقف أن الحكومة المصرية لا تضع فن السينما
على ذات الدرجة من الأهمية مع الآثار الفرعونية.
بالرغم من أن كليهما يحمل ذات القيمة بما يشكلان تاريخا وذاكرة للبلد،
تستدعي نفس القدر من التشبث للاحتفاظ بها، بالإضافة إلى أهمية إيجاد مكتبة
سينمائية تعود ملكيتها للحكومة المصرية يُحتفظ بها بنسخ من هذه الأفلام
لتشكل أرشيفا مصريا، تماما كما تحتفظ مكتبة الكونغرس بنسخ من الأفلام
الأمريكية»، كما تذهب الناقدة رانيا عقلة حداد.
البيان الإماراتية في
28/12/2009 |