أبدي الناقد والكاتب سمير الجمل استياءه الشديد من الأفكار التي
تطرحها الافلام هذه الفترة واتهم الكتاب الذين يكثرون من مناقشة العشوائية
في أفلامهم بأن لديهم عشوائية في أفكارهم.. ونفي الجمل خلال الندوة التي
حضرها لمناقشة وتقييم افلام العيد بحضور الناقدة ماجدة موريس والناقد الفني
رامي عبدالرازق أن يكون الشعب المصري بهذه العشوائية وقال إن 90% من
المصريين لاتنطبق عليهم الموضوعات التي تطرحها الافلام والتي تنحصر في
العشوائية والبلطجة والشذوذ والانحراف الأخلاقي بدرجة غير معقولة.
وأوضح الجمل أن كتاب السينما يحاولون النزول بأفكارهم إلي مناقشة
النبض الحقيقي العام للشارع المصري علاوة علي خلق رؤية درامية لمتطلباتهم
واحتياجاتهم في الكتاب.
أضاف أن القصص السينمائية والتليفزيونية تعاني من أزمة في تصحيح
الأفكار.. مشيراً إلي أنه إذا حقق أحد المؤلفين نجاحاً في عمل ما.. يلتف
المنتجون حوله علي الرغم من عدم تطوير أسلوبه في تناول أفكاره.
موضحاً أن هذا هو ما حدث مع الكاتب يوسف معاطي عندما حقق نجاحاً في
طريقه معالجته وتناوله لفكرة فيلم "رمضان أبوالعلمين حمودة" وجاء ليخسر في
موقعة فيلمه الأخير "أمير البحار" الذي يخرج منه المشاهد لا يعرف عنه شيئاً
سوي اسمه نظراً لغياب الهدف وعدم وجود رسالة واضحة للفيلم علي الرغم من
أهمية الضحك وإسعاد المشاهد بذلك..
وفي معرض حديثه عن فيلم "ولاد العم" أشاد الجمل بطريقة الإخراج التي
اعتمد عليها المخرج شريف عرفة للدرجة التي جعلت المشاهد يتخيل أن المشاهد
تتم تصويرها في تل أبيب بالفعل. كما أشاد باداء مني زكي في دور "سلوي"
ووصفها بأنها زينة بنات جيلها تليها "منة شلبي".
وقال: من الأشياء الإيجابية أن نشاهد عملاً يعكس الصراع العربي
الإسرائيلي.. لكنه أبدي اعتراضه علي الشكل المبتذل الذي تقدمه الدراما
العربية للشخصية الإسرائيلية ويري أنه من غير اللائق أن يتم تصوير شخصية
العدو بهذه "التفاهة" والتفكك في البنية.
وقال إن أفلام الجاسوسية تنجح بالأفكار وخيال المؤلفين معاً بجانب
طريقة المعالجة.
شاركه الرأي رامي عبدالرازق الناقد الفني وأضاف أن طريقة المعالجة
الجيدة تحقق النجاح للعمل ويتم بلورة الفكرة بشكل فني أكثر من طريقة
التناول للقصة الحقيقية علي أرض الواقع مثلما حدث في "أحلام الفتي الطائر"
و"الطريق إلي إيلات" بعكس فشل فيلم "يوم الكرامة" الذي اعتمد علي احادية
الفكرة في التناول.
وقال رامي: فيلم "ولاد العم" بمثابة رد علي الفكرة التي يرددها
الإسرائيليون بأننا -العرب والمسلمين- ولاد عمهم وأكد أن الفيلم نفي صحة
هذه المقولة مشيراً إلي أن الفيلم يعد جمعاً لكل ما جاء في الدراما الخاصة
بالصراع العربي الإسرائيلي والتي تمت خلال ال30 عاماً الماضية.
من جهة أخري أكد رامي أن شخصية "سلوي" التي جسدتها مني زكي كانت أكبر
وأهم شخصية في "ولاد العم"وعلي الرغم من ذلك لم يفهمها الناس حيث تم معالجة
تلك الشخصية بشكل أحادي البعد. وهو الذي خلق نوعاً من فقدان المصداقية لدي
المشاهدين. وقال: كيف تستمر سلوي في علاقتها مع زوجها بهذا الشكل بعدما
اكتشفت حقيقته الخطيرة؟! وأكد رامي أن ولاد العم يعد فيلماً سياسياً في
الأساس علي الرغم من وجود الأكشن والحبكة المخابراتية.
وعلي صعيد نقده لفيلم "أمير البحار" قال رامي: علي الرغم من أن أحداث
الفيلم تدور عن القراصنة إلاأنه تم تصويده في مياه الإسكندرية وكان من
المفترض أن يتم التصوير في مياه البحر الأحمر. واعتبر هذا من قبيل "دلع
النجوم".
أشار إلي أن الفنان محمد هنيدي ينجح في تقديم أفلام يستطيع من خلالها
مخاطبة جميع أفراد الأسرة. وقال إن فيلم "عندليب الدقي" اختلف تماماً مع
فيلم "أمير البحار" أخذاً بمبدأ يحكم من يستطيع أن يملك.
وأبدي استياءه من عدم وجود خارطة توزيع محددة لدي شركات توزيع الأفلام
وأصبحت الفضائيات هي البديل المعتاد للموزع الخارجي وأضاف أن الغرب
يتعاملون مع مواسم العرض بشكل فني وهذا ما نفتقده في العالم العربي الذي
يتعامل معها بشكل تجاري فقط.
وحول تحديد معيار نجاح أو فشل الأفلام الثلاثة موضوع النقاش أكدت
ماجدة موريس الناقدة الفنية أن العيد ليس معياراً لنجاح الأفلام وكذلك
تذاكر الحجز.
أشارت موريس إلي أن مصر ليس فيها ما يسمي بضخامة الإنتاج السينمائي
خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية التي أثرت بدورها علي توزيع الفيلم
المصري.
وقالت إن مايشاع عن ضخامة ميزانية فيلم معين يعد من قبيل الدعاية
للفيلم.. وأضافت أن ما أشيع عن تدخل الرقابة في فيلم "عزبة آدم" حتي لا
يكون الفيلم سبباً في تشويه الصورة النمطية لضباط الشرطة لم يكن له تأثير
واضح علي الفيلم.. ورأت موريس أن هذا يعد أيضاً نوعاً من أنواع الدعاية
للفيلم.
أضافت: من الظلم أن نعلق أخطاء الفيلم وخلل البناء في شخصياته علي
الرقابة خاصة بعدما ظهر الفيلم بشكل يمثل تكراراً لتجارب سينمائية سابقة.
انتقدت موريس الطريقة التي أراد بها مؤلف "عزبة آدم" إنهاء الفيلم
بموت جميع أبطاله!
وعودة إلي فيلم "ولاد العم" قالت موريس: كان من المفترض وضع علامة
تعجب "!" بعد اسم الفيلم.
المساء المصرية في
27/12/2009 |