أشرف عبدالباقى بتطبيق النظريات
الفنية «كارت محروق» فهو نجم سينمائى.. وبطل تليفزيونى ومذيع..وشعبيا ينطبق
عليه
المثل القائل «سبع صنايع والبخت ضايع».
لكن أشرف شطب على كل ما سبق وبحجر
واحد وهو الموهبة أثبت فى عام 2009 أنه نجم استثنائى وفوق العادة فى كل
المسارات
وفى وقت واحد.
حالة التوهج والانفجار التى قدمها أشرف أهميتها أيضا أنها
فريدة من نوعها وغير مسبوقة ولا يجرؤ أحد أبناء جيله الذين سبقوه على الورق
وفى
الأفيشات وشباك التذاكر أن يقترب منها أو حتى يخطط لها.
أشرف بالحسابات
البسيطة بنفس واحد سبق الجميع بينما سقط من سقط وتراجع من تراجع ولكنه بقى
واستمر
واستحق أن يكون النجم الشامل فى كل الجبهات.
حصيلة أشرف عبدالباقى فى عام 2009
تستحق فعلا التأمل والدراسة والتحليل.. فهو بالمعنى المتعارف عليه ليس نجم
شباك ولكنه أكد أنه نجم شبابيك، ففى التليفزيون حقق الثلاثية المستحيلة فهو
نجم
لمسلسل «راجل وست ستات» كلاكيت خامس مرة، ولم يكتف فيه بإعادة
اكتشاف نفسه فقط
كصاحب بصمة لن تتكرر فى نوعية كوميديا السيت كوم بل قدم للوسط الفنى نجما
آخر «سامح
حسين»، وهو أيضا بطل لمسلسل أبو ضحكة جنان عن قصة حياة إسماعيل ياسين
باقتدار.. كما
قدم نفسه مذيعا متمكنا فى برنامج «دارك»..روعة ثلاثية أشرف هى توحد
الجماهير معه فى
إبداعاته الثلاثة.
فى المقابل لم يرفع أشرف الراية البيضاء للسينما
ومعادلاتها الصعبة - فهو وراها والزمن طويل - فقدم نفسه بطلا فى «صياد
اليمام»
وبصرف النظر عن النجاح الجماهيرى للفيلم
قدم أشرف أداء متمكنا رغم افتقاد الفيلم
لعناصر سواء إنتاجية أو فنية لكن أشرف بيعمل اللى عليه كممثل
قدير.. وبتواضع النجوم
ارتضى بدور ثان فى فيلم أستاذه نجم النجوم عادل إمام «بوبوس»، ورغم انخفاض
إيراداته
إذا ما قورن بأفلامه السابقة لم ينخفض ترمومتر الإجادة عند أشرف عبدالباقى
مقدما
دورا استثنائيا لا يخجل منه.. قبول أشرف للدور درس جديد ليس
لأبناء جيله الذين
يترفعون بدون مبرر عن هذه الأدوار بل للأجيال الجديدة فالنجومية لا تقاس
أبدا بحجم
ومساحة الدور بل بالقدرة على إثبات الذات ولو بمشهد واحد.
يستحق أشرف
عبدالباقى بين أبناء جيله من المضحكين الجدد لقب «الجوكر» الذى ينجح فى كل
الأدوار
والمهام المكلف بها وبكفاءة يحسد عليها لأنه باختصار إمكانياته الفنية
وخلفياته
الثقافية «تساعده».
إن النظرة السطحية لأعمال أشرف الفنية المتنوعة تقول إن
هذه الباقة التى قدمها خلال 2009 مجرد «شغل»، لكن أشرف كما
يعرفه الجميع لا يجرى
وراء مسمى «سبوبة» لأنه ليس بحاجة إلى أموال وهو من النوع الذى ينفق على
فنه ولا
ينظر لأرقام أجور نجوم الشباك بل إنه يجتهد ويجاهد مع كل شخصية يقوم بها
على
الشاشة، وهنا أذكر مسلسله «أبوضحكة جنان» فقه ظل على مدار عام
كامل متقمصا دور
تلميذ يبحث عن مفاتيح شخصية إسماعيل ياسين ولم يكتف بالسيناريو المقدم له
بل طاف
وجال وراء كل معلومة عنه وأذكر أن أشرف قبل بداية التصوير كان يحتفظ بصور
خاصة
أعدها بنفسه لشخصية إسماعيل ياسين على موبايله الشخصى يعرضها
للمقربين منه ليلتقط
وبذكاء شديد انطباع الجميع عنه.. «أشرف» استحضر روح إسماعيل ياسين ونجح فى
تقديم
شخصية هذا النجم العملاق بدون تزييف أو مبالغة فنال تقدير الجميع ،إن روعة
هذا
العمل أن تأثيره لن يتوقف عند عرضه فى العام الماضى بل يحتفظ
بجماليات أخرى تستحق
المشاهدة والمتابعة.
أشرف عبدالباقى ابن حدائق القبة المولود فى يناير عام
63
لمن لا يعرف هو القائد الأول لثورة «المضحكين الجدد» المبشر الأول
بهم، ففى
الوقت الذى عانى فيه جيله من البطالة كان أشرف ملء السمع والبصر على المسرح
عندما
قدمه النجم الكبير محمود عبدالعزيز فى مسرحية «خشب الورد» بينما اكتفوا
بشرف
المشاهدة والتمنى، وعندما لاحت فى الأفق تباشير مولد جيل جديد
كان معهم فى فوازير
أبيض وأسود وخرج منه زملاؤه محمد هنيدى وعلاء ولى الدين وأحمد آدم نجوم
شباك بينما
توقف أشرف رغم أنه الألفة ولم ييأس أو يستسلم.
الضربات الموجعة التى طالت
أشرف وسط المد الكوميدى والجماهيرى لزملائه وتعثر أعماله «أشيك واد فى
روكسى» «ورشة
جريئة» و«على جنب يا أسطى» ثم «صياد اليمام» لم تنل من طموحاته
- رغم أنها كانت
كفيلة بالقضاء عليه - بل صنعت منه نجما استثنائيا خلال عام 2009. ليس فقط
فى روعة
التقمص بل انفراده بكتابة عمود أسبوعى رشيق من الصعب أن ينافسه فيه أحد من
أبناء
جيله.
أشرف عبدالباقى فى عام 2009 نجم أعاد اكتشاف نفسه ونموذج استثنائى
وخاص فى النجاح والتنوع إنه صاحب «سبع صنايع» لكن البخت ليس
ضائعا.؟
روز اليوسف اليومية في
26/12/2009
المسلسل ...
جواسيس الشاشة أبطال 2009
كتب
محمد عادل
يحتل
عالم الجواسيس على الشاشة الصدارة بالفعل فى حصاد العام،
فإن نسى البعض مسلسل «حرب الجواسيس» من تأليف بشير الديك وإخراج نادر جلال
وبطولة
منة شلبى وشريف سلامة، فبالتأكيد سنتذكر فيلم «ولاد العم»، للمخضرم شريف
عرفة، ،
خاصة أن الفيلم لايزال معروضا فى دور العرض منذ عيد الأضحى القريب.
ظاهرة
أعمال الجواسيس التى تحظى - ولاتزال - بنسبة مشاهدة عالية تبدو لافتة..
لماذا أقبل
الجمهور على الأعمال التى تقدم قصص بطولة وطنية فى 2009 ؟ هذا ما سألنا عنه
صناع
العملين، فكانت الأجابة أن هذه الأعمال نجحت للأسباب التالية تبدو ملفتة،
فعلى
الرغم من أن مسلسل «حرب الجواسيس» أثار آراء نقدية متنوعة - إلا أنه حظى
بإعجاب عدد
كبير من المشاهدين، وهو نفس الحال مع «ولاد العم»، الذى حظى بإقبال غير
مسبوق من
جانب الجماهير، ربما يرجع سبب هذا فى الأساس إلى الإحباط العام فى الشارع
المصرى من
العديد من الظروف، لهذا نحن فى حاجة للانتصار - ما حدث فى مباراة مصر
والجزائر أحد
الدلائل على هذا - أو لأن الأعمال الدرامية تحظى بمشاهدة عالية، فيجلس
المشاهد فى
بيته يتخيل نفسه ما يشاء أمام الشاشة، لكنه لم يتخيل نفسه فى موقف «مصطفى
شعبان» فى
مسلسل «العميل 1001» الذى سبق «حرب الجواسيس» - وغاب عن السينما هذا النوع
من
الأعمال أيضا، لهذا كان اجتماع الشوق لمشاهدة عمل يذكرنا بـ «رأفت الهجان»
مع
الإحباط العام ربما ساهم - بشكل أو بآخر - فى نجاح «حرب الجواسيس» و«ولاد
العم».
ولا يمكن إنكار - بالنسبة لـ «حرب الجواسيس» - أنه كان هناك تطور كبير فى
أداء ممثليه، خاصة «منة شلبى» التى كانت متفهمة تماما لمراحل شخصيتها، من
حبيبة إلى
زوجة لرجل يتعرض لظروف محبطة فى بلده فيغادر البلاد إلى امرأة تكتشف خيانة
حبيبها
للوطن كله.
(1)
الغموض والتشويق:
يتفق كل من
المخرج الكبير نادر جلال والكاتب المخضرم بشير الديك على أن هذه الأعمال
يأتى سبب
نجاحها الأول فى وجود التشويق والـ
Suspence
والأكشن - كما يقول نادر جلال - وهو ما
يؤكد عليه السيناريست عمرو سمير عاطف بأن عالم المخابرات نفسه - بعيدا عن
الأعمال
الدرامية التى تصنع عنه - له هالة غموض تحيط به، وبالتالى هو جذاب ومثير
للفضول..
ويضيف بشير الديك: هذه الأعمال تحمل التوليفة المضمونة من حرفة عالية
والشعور
بالخطر المحدق بالبطل طوال الوقت، فالمخابرات تتمثل لدى الناس فى أنها حرب
ذكاء..
إلا أن بشير الديك يختلف فى فكرة الأكشن، نظرا لأن عمل المخابرات يعتمد على
الحنكة،
فهى ليست حرب عصابات، وإلا يكشف الجاسوس نفسه ومن معه، فهناك دهاء ومحاولات
إيقاع
مستمرة بين الطرفين.!
(2)الحس
الوطنى:
وهو ما
يعبر عنه المخرج «شريف عرفة» بقوله : «هناك إقبال عام تجاه أى حس وطنى وهو
الشىء
الذى تشعر به حينما يشاهد الجمهور مباراة كرة قدم للمنتخب، فهذا الإحساس لا
يظهر
سوى فى الأفلام والكورة، بدليل أنك تجد عنصرية شديدة فى جنوب أفريقيا سرعان
ما
تنتهى حينما يجدون مباراة كرة للمنتخب هناك.. وهو ما يؤكده «د. نبيل فاروق»
بقوله : «من
يقول أنه ليس لدينا انتماء فهو مخطئ، ولعل مباراة مصر والجزائر أكبر دليل
على
هذا !.. وإن عاد «شريف عرفة» بالقول : «لا أعتبر «ولاد العم» فيلما
جاسوسيا،
فالفيلم الوطنى تجد فيه نوعا معينا من التخطيط لعملية ما، ويتم هذا بإيقاع
وبطريقة
معينة مختلفة تماما عن «ولاد العم» التى تتحدث عن فكرة التعايش مع الآخر
على
المستوى الإنسانى، فليس عمل ضباط المخابرات إعادة الزوجات المصريات من
الخارج،
وللأسف هناك مشكلة لدينا فى الوعى والتفرقة بين نوعية الأعمال، لهذا
اعتبروا فيلمى
عن المخابرات
!
..
وتضيف المخرجة «إنعام محمد على» مخرجة فيلم «الطريق إلى
إيلات» فى مسألة الانتماء أن : «الشعور العام لدى الناس بأنهم فى حاجة لأن
يقوموا
بدور ما، فيشعرون بأنهم أنجزوه، بل ويحققون النصر، حينما يشاهدون عملا فنيا
ينتصر
فيه بطلهم، وهو سبب نجاح «الطريق إلى إيلات» لشعور المواطن بأنها عملية
حقيقية
ناجحة، هذا لابد أن يشاهدها وأن يغذى هذا الإحساس لديه..
(3) الغضب
الشعبى والحاجة لبطل:
يشير «عمرو سمير عاطف» إلى أن حاجة
المشاهدين لبطل يعبر عن موقفهم الرافض للوجود الإسرائيلى أو
العدو بشكل عام هو سبب
هذا الإقبال، فهو يشير - بشكل أو بآخر-
للموقف الشعبى الرافض للتطبيع على العكس من
الموقف الرسمى.. وبالرغم من أن هذا المتنفس والإحساس بالنصر متخيل كما يقول
عنه
الناقد «طارق الشناوى» فإنه يضيف السبب الرئيسى لهذا الإقبال هو : «عدم
قيام القادة
العرب بتقديم تصرفات قوية تجاه ما تقوم به إسرائيل، وبما أنه رسميا لا يوجد
متنفس
أو قرارات سياسية، لهذا يصبح المتنفس الوحيد لمشاعر الغضب هو الدراما، ولعل
هذا هو
سبب شهرة فيلم «الصعود إلى الهاوية» فى فترة اتفاقية كامب ديفيد، لهذا نجد
مبالغات
كبيرة فى هذه الأعمال مثل «أولاد العم» الذى ينتهى برجوع الزوجة المصرية
وطفليها
وانتصار ضابط المخابرات المصرى على نظيره الإسرائيلى، وهى مبالغات لا
يصدقها عقل،
لكن المشاعر لا يحكمها عقل.. وإن أضاف نادر جلال أن العالم كله - لا المصرى
والعربى
فقط - دائما فى حاجة إلى بطل، وإن لم يوجد، يصنعونه بأنفسهم، ولعل شخصية «رامبو»
الأمريكية التى تهزم الجيش الفيتنامى بأكمله خير دليل على هذا..
ويضيف «نادر
جلال» : للأسف نحن لدينا بطولات حقيقية لم تسجل بشكل يليق بها حتى الآن،
منها
انتصار 1973 على العكس منا نجد أمريكا لا تزال إلى اليوم تقدم أفلاما عن
الحربين
العالميتين الأولى والثانية، ربما يرجع هذا إلى افتقارنا للإمكانيات، كما
أن
المنتجين لدينا يحجمون هذه الأعمال بسبب التكلفة، والنتيجة أن الجيل الجديد
يفقد
حتى تاريخه القريب!
(4)
النوستالجيا :
أو «الحنين
للماضى» - كما يقول «بشير الديك» فدائما لدى الناس الشوق لمعرفة أمجاد
ماضيهم، وفى
حين أن هناك «نوستالجيا» لدى كل الدول - كما يقول «طارق الشناوى» - إلا
أنها لدى
الشرقيين «زايدة شوية»، فدائما نظرتنا للماضى هى أن به الأشياء الجميلة
التى عاشت
واندثرت فى الوقت الحالى، فى حين كان الماضى نفسه لديه مساوئ، وفكرة «النوستالجيا»
تطرح تساؤلا آخر حول السبب فى وجود مقارنات دائمة بين أعمال الجاسوسية
الماضية
والأعمال الحاضرة ودائما النتيجة لصالح الماضى ؟.. ففى الوقت الذى يرفض فيه
«شريف
عرفة» وجود فكرة المقارنات، ويؤكد أنها ليست دائما لصالح الماضى.. أما
«نادر جلال»
فيرى أن المسألة ترجع إلى أن هناك أعمالا فى الماضى علقت مع الناس كمسلسل
«رأفت
الهجان»، وأيضا «دموع فى عيون وقحة» إن لم يكن منافسا لشهرة رأفت الهجان،
لكن هناك
أعمالا ماضية أخرى لم يذكرها أحد مثل مسلسل «الثعلب» لـ «نور الشريف»
ومسلسل «السقوط
فى بئر سبع» لـ «سعيد صالح» و«إسعاد يونس»، وبالتالى الماضى كله ليس
جميلا،.
وهو ما يؤكد عليه «بشير الديك» بقوله : كان التفكير فى حرب
الجواسيس أن يكون شهيرا كرأفت الهجان على
المستوى الجماهيرى، لكن إذا حاولت بنظرة
موضوعية أن تحلل مسلسلا كرأفت الهجان ستجد أيضا به عيوب، فمعظم المشاهد فى
ديكورات
داخلية وحوارات مطولة، إلا أن شهرة بطله محمود عبد العزيز وتأجج الحس
الوطنى وقته
جعلت له مكانة كبيرة فى تاريخ الدراما.. ويضيف «طارق الشناوى» فى هذا الصدد
: «هناك
بعض الأعمال الدرامية كالترمومتر، فمثلما نجد عبد الحليم حافظ ترمومتر
المطربين،
نجد أيضا رأفت الهجان ترمومتر أعمال الجاسوسية.
(5)
عن
قصة
حقيقية :
كان التساؤل: هل لأن الأعمال الفنية عن المخابرات غالبا
ما تكون عن قصص حقيقية يسهم فى هذا الإقبال
الجماهيرى عليها ؟.. يقسم «نادر جلال»
بين نوعين فى هذا النوع من الأعمال، الأول هو المعروف بالفانتازيا، وهو على
العكس
من النوع الثانى الذى يعطينا إحساسا بالواقعية وبالتالى نوعا من المصداقية،
إلا أنه
قبل قيام «نادر جلال» مع بشير الديك بصنع مسلسل «حرب الجواسيس» المأخوذ عن
قصة
واقعية، كانا قد صنعا معا فيلم «مهمة فى تل أبيب» عن قصة متخيلة، والاثنان
نجحا
نجاحا ساحقا، لهذا ليس شرطا أن تكون هذه الأعمال عن قصة حقيقية، فمثلا نجد
«جيمس
بوند» الشخصية البريطانية الشهيرة التى قام بابتكارها «إيان فيلمنج» هى
شخصية ضابط
مخابرات متخيل، ومثلا تجده فجأة يحول عربة السجائر لطائرة !..
إلا أن هذه
الشخصية - برغم كونها متخيلة - فلا تزال إلى اليوم تحقق بأفلامها نجاحا غير
مسبوق..
وهو ما يوافق عليه أيضا د. «نبيل فاروق»، خاصة أن العالم الغربى يصنع
أفلاما كثيرة
بها التكنيك المخابراتى، حتى وإن كانت عن قصة مؤلفة وليست حقيقية، وبالتالى
إن كانت «لطيفة»
فلا باس، لكن يجب التفرقة بين الأفلام الوثائقية والدرامية عن عالم
المخابرات. ؟
روز اليوسف اليومية في
26/12/2009
النجمة ...
الوجه الجديد إلهـام شـاهـين
كتب
سهير جودة
هل الأجدر أن يُعرف الإنسان بما يفقد وليس بما يملك؟ هل
نحن دائماً نتيجة ما فقدنا؟
-
ربما كان ما فقده جيل «إلهام شاهين»
على مدى السنوات الأخيرة حافزاً لأن تجبر نفسها على المقاومة،
والمؤكد أنها تمتلك
احتياطياً كافياً من التحدى يبدو أمامه
رصيدها من الإرادة كبيراً ومحصناً ضد اليأس.
فكانت النتيجة أن إلهام شاهين قررت أن يكون 2009 ميلاداً جديداً..
مغامرة كبرى على طريقة «هاملت» أكون أو لا أكون! أو استلهاماً
لروح «زوربا» الذى كان يرقص عندما كان عليه
أن يبكى.
لم تستسلم «إلهام» رغم
قسوة فترة الغياب عندما تعاملت السينما مع سبق العمد والإصرار بإهمال مع
هذا الجيل
وكأن انقطاعا كهربيا حدث فجأة إثر ضغط عالٍ، والناتج توقف جيل كامل وقف على
حدود
غير آمنة لأن طموحات المنتجين والموزعين توقفت عند هذا الحد وكأنها تعلن
لهؤلاء:
اذهبن إلى شاشة التليفزيون فقد اكتفت السينما!
وبدأ تحليق وطيران أسماء
ووجوه جديدة اكتسحت البطولات وكسبت كل يوم مساحة أكبر على أفيش السينما
وبالتالى
كان التراجع إلى درجة التلاشى - أحياناً - يشمل وجوها وأسماء مثل: «إلهام»
«يسرا» «ليلى»
وأخريات.
إن فى الفن كما فى الحب كثيراً من الفضول والأسئلة
والتحدى، والفن ككل القضايا الكبرى فى
الحياة يحتاج إلى الإيمان به بعمق.. بصدق..
بإصرار.. عندها فقط تحدث المعجزة.. والواضح أن إصرار إلهام وعنادها المكابر
كان
لابد أن يثمر فناً حقيقياً يطرح اسمها من جديد فى أرض الواقع السينمائى،
والثمار
كانت «خلطة فوزية» ثم «واحد صفر».
قد لا يكون الفيلمان أفضل الأفضل.. وقد
لا تكون إلهام أفضل نجمات ,2009 فالمؤكد أن
هناك أخريات تألقن بقوة هذا العام ولكن
حالة «إلهام» درس مختلف فى المقاومة والوعى.. اختارت السباحة ضد التيار
فقررت عدم
الانتظار حتى اليأس والاستغراق فيه فقررت الإنتاج وكان اختيارها لنوعية
الفيلم
تأكيداً على ذكاء الاختيار، فلم تلجأ إلى الاستسهال ولم تركب «موجة
جماهيرية» مؤقتة
ومضمونة ولكنها اختارت عملاً مختلفاً وصعباً فى «خلطة فوزية»، امرأة تتزوج
خمسة
رجال،
ثم أصرت على مواصلة التحدى وكأنها تعلم أن المغامرة الحقيقية هى
الوفاء لفكرة المغامرة لأنها الأصعب حتماً فقدمت مع مجموعة من الشباب فيلم
«واحد
صفر»، لم تتردد فى قبول هذه الشخصية الملغومة، فهى امرأة مسيحية مطلقة
وتحلم بحقها
فى الحياة والحب والزواج مرة أخرى، وتقف مشاكل صعوبة الحصول على إذن ثانٍ
بالزواج
أمامها،
تعيش صراعاً بين دينها وحياتها وتضطر لتغيير ملتها، ولكنها تكتشف
أن هذه المشكلة المعقدة ليست هى الوحيدة، فهناك مشكلة اختيار، هى فى اختيار
الطرف
الثانى الذى تكتشف انتهازيته واستغلاله لها فى الوقت الذى «حملت» فيه وتريد
الاحتفاظ بهذا الحمل.. شخصية فجرت الكثير من الجدل وصلت إلى إقامة دعاوى
قضائية..
والمؤكد أن إلهام اختارت هذه الشخصية الثرية درامياً ولم ترهب نفسها بعواقب
الاختيار.
المؤكد أن «إلهام» رفضت الوقوف فى مسافة وسطية وأقدمت على هذه
التجارب باقتناع تام وبإصرار على
الاستمرار، وهى تجارب قد تتردد فى خوضها نجمة أخرى
فى عز تألقها وذروة شبابها، وربما لم تستطع إلهام نفسها فى مراحل توهجها
القصوى
وإقبال السينما عليها الدخول فى مغامرات فنية بهذا الحجم رغم أنها قدمت
مغامرة فى
بدايتها على سبيل التحدى عندما قبلت دوراً صغيراً ولكنه شديد الصعوبة لفتاة
متخلفة
عقلياً فى فيلم «أيام الغضب»، ولكنها مغامرة جاءت إليها بالعديد من
الجوائز.. بينما
مغامرتا «خلطة فوزية» و«واحد صفر» تؤكد أن إلهام تمتلك خلطة من الإرادة
جعلتها
تنتصر على نفسها وعلى المرحلة السينمائية الجديدة التى استبعدتها من
التشكيل
السينمائى لتفرض نفسها على هذا التشكيل من جديد وتحرز أكثر من هدف وتبعد
نفسها عن
منطقة الهزيمة.
الشىء الذى يدفع للاحترام أيضاً فى مغامرات «إلهام الجديدة»
أنها سوف تخوض تجربة الإنتاج بلا تمثيل لأول مرة لتفتح لنفسها أفقا فنياً
مختلفاً
أكثر اتساعاً حيث ستقوم بإنتاج فيلم لمجموعة من النجوم الشباب يقتحم مناطق
شائكة
دينياً واجتماعياً ويثير قضية حب فتاة مسيحية لشاب مسلم، وبهذا تنقل إلهام
نفسها من
دور اللاعبة فى ملعب الفن إلى صانع لهذا الفن.
إلهام حالة إنسانية مختلفة
أيضاً فهى باذخة الصراحة.. مفرطة الجرأة.. إنها تكاد تكون
الممثلة الوحيدة التى
تذكر سنها بشجاعة، فهى مواليد: 3 يناير .60
امرأة من برج الجدى برح الطموح
والتحدى.. مواليد شهر يناير شهر البدايات
الجديدة.. ولأنها تتحدى الزمن فهى تتعامل
معه باعتباره جزءا من حياتها وليست حياتها جزءا من هذا الزمن..
ولهذا فإلهام بدأت رحلة العد التصاعدى، والمؤكد أن هذه الأفلام
ليست جملة اعتراضية فى حياتها تنتهى بوضع
نقطة لتنهى درساً من أهم دروس العناد
والإصرار الفنى والرغبة فى الاستمرار.
إلهام فى «خلطة فوزية» كانت كمن
لديها جوع وعطش حقيقى للتمثيل على شاشة السينما فالتهمت كل
أشكال الأداء التمثيلى،
ثم قدمت أبعاداً أخرى تؤكد قمة النضج فى
«واحد صفر».. وصلت إلى لياقة فنية عالية
المستوى رغم أن لياقتها الجسدية لا تزال تحتاج إلى إعادة نظر.
للكاتب
الفلسطينى «جبرا إبراهيم جبرا» مقولة بليغة: الكاتب هو الذى يستطيع الصعود
والنزول
على سلم الحياة بسهولة تامة.. والفنان مثل الكاتب والمهم أن يبقى متشبثاً
بسلم
الحياة.؟
روز اليوسف اليومية في
26/12/2009
الفيلم ...
واحد – صفر لصالح السينما المصرية!
كتب
طارق مصطفي
قليلة هى الأعمال السينمائية القادرة على إثارة الجدل من حولها
لفترة زمنية طويلة.. وقليلة هى الأعمال القادرة على الاحتفاظ بذلك الجدل،
بحيث يصبح
بمرور الوقت جزءاً من تكوينها ونسيجها.. بحيث لا تستطيع فى كل مرة تتاح لك
فرصة
مشاهدة هذا العمل أن تفصل بينه وبين قدرته المتجددة على دفعك نحو اكتشاف
مناطق أخرى
للتفكير وللجمال بداخله لم تعهدها فيه من قبل.
ويبدو أن صناع الفيلم
السينمائى «واحد/ صفر» الذى عرض فى ربيع 2009 كانوا حريصين على أن ينتمى
فيلمهم إلى
تلك الأعمال النادرة سينمائيا.
وعندما نتحدث عن الجدل لا نقصد تلك الموجة
العنيفة من الانفعالات والتعليقات.. بل
والاعتراضات المتشنجة التى وصلت إلى حد رفع
قضايا على صناع الفيلم بزعم أنه يسىء إلى العقيدة المسيحية.. أو أنه يسعى
إلى خلق
بلبلة وفتن طائفية داخل المجتمع وإنما نقصد مفهومًا آخر للجدل.. مفهوماً
منح «واحد/
صفر» خصوصية تجعله الفيلم الأكثر تأثيرا فى 2009 فى نظرنا، وربما لا يكون
هو الأفضل
ولكنه بلا شك الأهم.. ذلك المفهوم يتعلق بأسئلة كثيرة.. مباشرة وغير
مباشرة.. مثيرة
للتفاؤل وللتشاؤم على حد سواء طرحها الفيلم حول معنيين لا يخلو منهما
القاموس
الحياتى اليومى للمواطن المصرى.
أهمية «واحد/ صفر» هو أنه الفيلم الوحيد فى
هذا العام الذى يعيد تشكيل رؤيتنا عن معنى
«الانتصار» و«الهزيمة» اللذين اختلت
معاييرهما وتضاربت واختلطت ببعضها البعض
فأصبحت مبهمة وغير مفهومة.
صنع فى مصر
أهم ما يميز «واحد/ صفر» هو أنه فيلم
مصرى بنسبة مائة فى المائة.. ليس مهجنا.. ولم تدخل فى تركيبته
أى عناصر أجنبية أو
مستوردة.. وليس هوليوودى المذاق أو
الميول.. وإنما هو فيلم شديد المحلية يحكى عن
أزمات يومية نعرفها عن ظهر قلب.. عن وجوه نألفها وتألفنا.. عن أشياء تزعجنا
ولا نمل
منها.. عن هموم صنعت فى مصر لم نرسل فى شرائها من الخارج.. وربما نتصور أن
الاستغراق فى المصرية هو السمة التقليدية أو الطبيعية للأفلام التى ننتجها
خلال
العام، ولكن هذا غير صحيح.. فأيضا قليلة هى الأعمال التى تحمل الهوية
المصرية بحق
دون تمسح بها أو ادعاء.
حتى على مستوى التكنيك واللغة البصرية لم تكن عدسة
«واحد/ صفر» من مريدى القصور الفخمة والديكورات المبهرة، وإنما
عشقت التجول بحرية
فى «حوارى» وأزقة وشوارع العاصمة الضيقة
والمزدحمة.. الغارقة بين صناديق القمامة
والغارقة بين السيارات الفارهة.. وكأنها تحرص على رصد آلام مجتمع كامل
بكافة شرائحه
وفئاته المختلفة.. أو كأنها كانت تحاول أن توثق لأجيال ستأتى فى يوم ما..
تفاصيل
وملامح بل ويوميات وطن بأكمله فى فترة مليئة بتحديات وصراعات وأزمات بل
وتناقضات قد
تعيد هيكلة ملامحه وبنيته وقضاياه لسنوات قادمة بدون تنظير أو افتعال.
يوميات مواطن مهزوم
«واحد/
صفر» هو فيلم ينتمى
إلى دراما اليوم الواحد.. أى تلك الأعمال التى تعرض شخصياتها
ومشاكلها وأحداثها
خلال يوم كامل.. ويحضرنا فى هذا الصدد
أمثلة كثيرة مثل «ليلة ساخنة» لـ«عاطف
الطيب»، وإشارة مرور» لـ«خيرى بشارة»..
وغيرها من الأفلام التى استفاد صناع «واحد/
صفر» من تجاربها بما تحمله من إضافات ومشاكل ليقدموا فى النهاية عملا
متكاملا
ومتزنا فى بنائه الدرامى، وفى المساحات التى يمنحها لشخوصه التى تعبر
بدورها عن
شرائح وقضايا بعينها.
الفيلم تدور أحداثه خلال اليوم الذى يلعب فيه المنتخب
المصرى أمام المنتخب الكاميرونى فى نهائى
كأس الأمم الأفريقية.. تلك المباراة التى
انتهت بفوز مصر بهدف واحد جعل الكأس الذهبى فى متناول يدها.
المباراة ليست
إلا خلفية لأزمات وشخصيات تتحرك فى إطار هذه الخلفية وفقا لقرارات فردية
ومجتمعية.
فى هذا الفيلم من الصعب ألا ترى أشكال مختلفة لأمراض المجتمع
المصرى تتشكل وتتلون أمامك على الشاشة.
إذا دققت النظر ستجد المذيع النجم
«خالد أبو النجا»- وما أكثرهم على شاشات الفضائيات- الحاكم
بأمره الذى يتصور نفسه
ملهما.. مبدعا.. وقائد راى.. فى حين أنه فى
النهاية مجرد شخص سكير يستغل المرأة
التى تحبه.. والفارق الوحيد بينه وبين
مدعية الفن التى سخر منها.. أنها تعلم جيدا
أنها تبيع جسدها فى مقابل «الحياة المرتاحة»، بينما هو ينكر ذلك ويكذب طوال
الوقت..هى قادرة على رؤية حقيقتها، أما هو فلا!
ستجد «نانا» أو «زينة»..
واحدة من أنصاف الموهوبات الجميلات اللائى يجدن استغلال هذا الجمال كمبلغ
يتم دفعه
فى مقابل أن يتم الدفع بهن نحو أضواء الشهرة الزائفة.
يمكنك أيضا أن ترى
شقيقتها «ريهام» - أو نيللى كريم - الفقيرة الكادحة.. التى تسير فى الحياة
بطرقاتها
المتعرجة وهى محجبة الرأس والقلب والروح.. قد تجد تشابها بينه وبين «الحفافة» -
انتصار - التى تبيع مستحضرات تجميل للأغنياء وتقوم بتزيينهن أملا فى الحصول
على
لقمة عيش.. متناسية أنها كتمت جمالها الذاتى بداخلها حتى إشعار آخر قد لا
يأتى! أمل
تلك «الحفافة» هو فى ابنها - صبى الكوافير - الموهوب الذى يرى فى السرقة
الحل الذى
يؤهله لأن يفتتح محله الخاص.
فى الصورة ستجد «نيفين» الأرستقراطية المسيحية
التى تريد الزواج مرة أخرى، ولكن قوانين
الكنيسة تمنعها وتقف حاجزا بينها وبين
رغبات سوية وطبيعية. بالإضافة إلى الشخصيات
السابقة لن يمكنك أن تنسى بسهولة شخصية «لطفى
لبيب».. الرجل المسن العاطل الذى يكاد يكون مصدر رزقه الوحيد بيع البانجو
والذى يستغل حادث حفيده فى ابتزاز المذيع المشهور ماديا.
صور
حقيقية
الآن تصبح صورة من صور مجتمع ما فى لحظة زمنية معينة
متكاملة أمامك.. إعلام مضلل يتحمل مسئوليته
قادة فى حاجة إلى من يقودهم إلى حقيقة
الصواب والخطأ... بقايا فن.. يتحمل مسئوليته بعض الأدعياء وأنصاف
الموهوبين.. حجاب
مجتمعى يرغمنا أحيانا على كبت رغباتنا واحتياجاتنا.. حاجة مادية ملحة
تجعلنا نبرر
لأنفسنا استخدام الوسائل غير المشروعة أحيانا.. مؤسسات دينية ترغمنا على
اتخاذ
مسارات قد لا نرضى عنها.
ومثلما تعددت المسارات تتعدد النتائج.. فالإعلامى
المضلل يكتشف حقيقة نفسه مؤخرا.. ومدعية
الفن تحاول التخلص من مروضها، ولكنها تفشل،
فتدرك أن أوان العودة قد فات.. بينما تتفاعل المحجبة التى بكت فى عزاء رجل
لا تعرفه
فقط لتنعى حالها مع الشاب الذى يرغب فى الارتباط بها، فى الوقت الذى يطمع
فيها أمين
شرطة فيلفق لهما محضر أداب.. وصبى الكوافير يفشل فى مواصلة مخططه فيكون
الحل أمامه
افتعال مشاجرة مع الرجل الذى انتزع منه حبيبته ولكنه
يخرج من معركته مهزوما.
«الحفافة»
تجد من يحاول استمالة رغباتها المستترة فى الأوتوبيس فتستجيب
وتتجاوب، ولكن الأمر يتطور دراميا ويصل إلى محاولة اغتصاب يتم إنقاذها منها
بصعوبة.
أما الأرستقراطية فتكتشف أن أزمتها ليست مع الكنيسة، ولكن فى أن الرجل الذى
حملت منه بدون زواج لا يريد الاستمرار فى العلاقة.
وهكذا تتوالى الهزائم
وراء الهزائم.. ويصبح المنتصر الوحيد هو الجد المستغل الذى نجح فى توريط
المذيع
وابتزازه ماديا بعد أن صدم حفيده بالسيارة، وتكون النتيجة حصوله على مبلغ
وقدره..
الإنسان الوحيد الذى فاز فى المعركة هو الذى خسر كرامته وآدميته، وقبل أن
يدفعها
ثمنا لحفنة جنيهات.
فى سياق كل هذه الانكسارات يأتى هدف المباراة ليصبح
بمثابة المعجزة.. فالجلاد يتحد مع المجنى
عليه.. والذى انتزع حقه يتصالح مع من
استولى على هذا الحق.. وتتشابك أقدار
الجميع فى لحظة احتفالية صاخبة تتعالى فيها
أصوات النشوة والفرح بالهدف والفوز.
ولكن الفرحة ليست حقيقية.. والانتصار
أشبه بنشوة كاذبة.. لا تسمن ولا تغنى من
جوع.. والحقيقة الوحيدة التى ستخرج بها هو
أن جميع أبطالك خرجوا من المعركة خاسرين.. لقطات كاميرا «كاملة أبو ذكرى»
كانت
قريبة جدا من الأبطال الذين خلقتهم على الورق «مريم ناعوم».. وجوههم بدت
لنا
واضحة.. عارية.. ومهزومة.
فى معركة «مصر والكاميرون» ربما خرجت مصر وهى
تحمل الكأس عاليا.. وانتصبت رءوس الناس بعد
أن أسكرها الزهو والفخر.. ولكن فى معركة «واحد/
صفر» تدرك المعنى الحقيقى والأصيل لـ«الانتصار» و«الهزيمة».
«واحد /
صفر» هو فيلم فتح باباً للنقاش والتفكير والتساؤل بينه وبين مجتمع يبلغ
تعداده ما
يقارب الثمانين مليونا.. واستحق أن يكون بجدارة فيلم .2009.
روز اليوسف اليومية في
26/12/2009 |