لم تمر ايام علي بدء عرض الفيلم السينمائي الجديد "بالألوان الطبيعية"
حتي ظهرت ردود الأفعال الغاضبة علي تصوير ما يحدث في الفيلم علي انه محاكاة
لواقع كلية الفنون الجميلة. فقد ظهر علي "الفيس بوك" موقع لطلبة كلية
الفنون يعبرون فيه عن ضيقهم واستيائهم من اظهار ما يجري داخلها وكأنها مكان
للعلاقات العاطفية الساخنة وقد دخل علي الموقع في يوم واحد ما يقرب من 3800
مشارك.
بداية يقول الاستاذ الدكتور محمد مكاوي عميد كلية الفنون الجميلة: رغم
أننا استأنا من الفيلم خلال لقاءي بعميدي كليتي الفنون في الإسكندرية
وحلوان لكننا قررنا الا نقدم دعاية مجانية لعمل كان يمكن ان نفق الملايين
لحصل علي نصف الدعاية التي سيحققها الحديث عن الفيلم حتي الطلبة الذين
كونوا الموقع علي الفيس بوك بدأوا يفكرون في الغائه ولاني اقدر شعور الطلبة
واحساسهم بالغضب للاساءة لكليتهم الجميلة فقد تجمعنا كلنا في شكل وقفة
احتجاجية صامتة لم نهتف ضد الفيلم ولم نكتب حتي يافطات تشير الي اسمه بل
كتبنا "فنون جميلة للابد" الفن هو المشعل الذي يبني حضارات الناس وغيرها من
هذه الجمل التي تعبر عن إحساسنا بشكل راق يتناسب مع كليتنا.
اضاف د. مكاوي: الفن بشكل عام في كل مجالاته لابد ان يكون حرا لكنها
حرية تقف عند حدود حرية الآخر ولابد ان يعبر الفن عن المجتمع واري ان الفن
الذي لايصنع جمالا لا يعد فنا والفن الذي لايعبر عن آلام الناس ليس فنا
والفن له اخلاقيات وقد رفضنا تماما ان يتم تصوير الفيلم داخل الكلية لان
السيناريو لا يعبر عنا وعن اولادنا الطلبة وتعلق د. الهام الشربيني قائلة:
مسألة وجود الموديل العارية التي يرسمها الطلبة الغيت منذ سنة 70 لان عميد
الكلية في تلك الفترة كان يري انها لا تتفق مع طبيعة مجتمعنا وتقاليده
وعندما كنا نضطر لرسم الموديل نلجأ ل "الدادات" الموجودات في الكلية وطبعا
هن كبيرات في السن ويرتدين الايشارب وكنا احيانا نرسم بعضنا لاننا لابد ان
نتدرب علي رسم الموديل واري ان الفيلم يتحدث عن كلية للفنون الجميلة في
أوروبا لكن ليس في القاهرة.
المهندسة غادة أحمد - فنون جميلة: لا علاقة بين الفيلم باحداثه
الملفقة وبين الواقع في كليات الفنون الجميلة والتطبيقية هناك لخبطة في
الاحداث المفروض ان رسم الموديلات العارية الغي من الكلية اواخر الستينيات
لكن ما تضمنه الفيلم انه في السنة الاولي من الدراسة كانت هذه المادة
موجودة ثم الغيت في السنة التالية والديكورات والملابس تدل علي ان احداثه
تدور الآن وطبقا هذا خطأ كان لابد ان يقوم صناع الفيلم بزيارة الكلية
والالتقاء بالاساتذة والطلبة قبل التصوير.
د.فيروز عبدالباقي - مدرس بقسم التصوير - بالكلية: لا استطيع ان اقول
رأيا محددا في الفيلم لاني لم اشاهده وانما هو انطباع عن اصدقاء شاهدوه
والاعلان الذي نراه يوميا علي شاشات التليفزيون واقول ان هذا ليس الجو ولا
المناخ الذي نعيشه في كلية الفنون الجميلة مسألة رسم الموديلات العاريات
انتهت تماما منذ عهد عبدالناصر تعالوا الكلية وعيشوا معنا يوما لتعرفوا كيف
نتعامل مع بعضنا فأعضاء هيئة تدريس والطلاب حتي الموديلات التي نرسمها هي
الدادات كل واحدة ترتدي الطرحة والجلابية ولهذا انا اطالب بأن تشاهدوا
الكلية لتحكموا عليها فما نراه من خلال الاعلان يتحدث عن كلية اخري غير
كلية الفنون الجميلة التي تعلمت فيها وادرس فيها.
المهندس اكرم شقير - فنون جميلة: ارفض تماما المشاهد الخارجة التي
امتلأ بها الفيلم والعلاقات الغريبة بين الطلبة والطالبات حتي الطريقة التي
يتحدث بها احد الممثلين مخاطبا الذات الإلهية مجردة تماما من الاحساس
بالهيبة فهل يجرؤ ان يخاطب احد رئيسه بهذه الطريقة؟! لماذا لم يفكر
المسئولون عن صناعة الفيلم في زيارة الكلية والالتقاء بالاساتذة والطلبة
قبل ان يصوروا فيلما تدور احداثه حولها. ومن اسرة الفيلم تعلق الممثلة
الشابة فرح يوسف: رغم ان هذا الفيلم هو سابع عمل لي لكن لم يسبق ان تعرضت
للهجوم باعتباري احدي بطلات "بالألوان الطبيعية" قبل عرض الفيلم بعض
الشركات المنتجة تفتعل هذا النوع من الهجوم المسبق كنوع من الدعاية لها لكن
في حالتنا لم حدث ان قصدنا هذا الهجوم الحالي فيه المنطق فالبديهي ان تشاهد
الفيلم اولا قبل ان نهاجمه لكن الفيلم تعرض للهجوم قبل العرض.
اضافت فرح: افهم ان الناس لابد ان تختلف وتتناقض في وجهات نظرها لكن
بعد ان يشاهدوا العمل الفني وربما قد يعتبره البعض صادما لبعض الآراء التي
قيلت علي لسان ابطاله وقد سبق العرض الخاص للفيلم في نفس اليوم عرضا للناقد
وعلي قد حال فاعتبر ما يحدث شيئا صحيا لان الفيلم عندما يثير كل هذا الجدل
والنقاش معناه انه موجود وله تأثير.
يقول المخرج والمنتج هاني جرجس فوزي تعرض الفيلم لنفس ما اتعرض له في
افلامي غالبية النقاد تهاجم الفيلم قبل ان تراه وعن نفسي فقد رأيت الفيلم
واراه مختلفا في موضوعه وجريئا في تناوله ويعكس شكلا مباشر وصريح الحالة
التي نعيشها من المتناقضات واثارته لهذا الجدل شيء صحي واعتبره نجاحا له
حتي قبل ان يبدأ عرضه.
المساء المصرية في
25/12/2009 |