رؤيتها علي الشاشة تختلف كثيرا عن مقابلتها وجها لوجه، فعلي الشاشة هي
تلك المرأة الجميلة المبتسمة كثيرا والباكية أحيانا والمتقمصة إلي حد كبير
لدورها لتنضج في تأديته بتميز، فنجد أنفسنا نتعاطف معها ونردد «انت اللي
قتلت بابايا.. آه يا بابايا»، أما مقابلتها وجها لوجه تكتشف سيدة أخري ليست
جميلة الشكل فقط بل الروح أيضا فهي متصالحة مع نفسها إلي أقصي درجة
ومتواضعة فتري نفسها مثل أي سيدة مصرية عادية وتحب الجيل الجديد علي اختلاف
الكثيرات من أصحاب الزمن الجميل، إنها سيدتي الجميلة «شويكار» صاحبة
الأدوار الخاصة الجادة أحيانا والكوميدية مرات، تلك الجوهرة التي آمن بها
فؤاد المهندس فأشركها في رحلته الفنية والحياتية ليكونا ثنائيا مازلنا
نستمتع بمشاهدته إلي الآن، وها هي تفاجئنا كعادتها لتعود مرة أخري علي شاشة
السينما المصرية مع خالد يوسف في فيلمه الجديد القريب نزوله «كلمني شكرا»
لتستسلم لجيل الشباب الذي تحبه وتذهب لرؤيته علي شاشة السينما بشكل خاص،
وتحمل داخلها ضوءا من الأمل والحب هو سر ابتسامتها في الغالب، وتعدنا
بشويكار أخري لم نشاهدها من قبل وبعد وقوفها مؤخرا علي خشبة المسرح الكبير
بدار الأوبرا المصرية في تكريم خاص استقبلته هي بتمايل مع نغمات الموسيقي
في ختام مهرجان القاهرة السينمائي.. شويكار كان لـ «الأهالي» معها هذا
الحوار.
·
التنشئة الأسرية وسط أب يهتم
بالأدب والشعر وأم تجيد العزف علي البيانو.. إلي أي مدي أثر في شويكار
الفنانة؟
- بيتنا كان بيتا هادئا يحمل داخله ملامح الفن فوالدتي بالفعل كانت
تحب البيانو وتجيد العزف عليه ووالدي كان يكتب شعرا أو خواطر كما يمكن أن
أسميها وتقديرهما للفن ساعدني كثيرا في رحلة عملي خاصة أن والدي تربيته
«أجنبية» فكان دائما يردد «الفن واجهة البلد»، وعندما بدأت التمثيل لم يقفا
ضدي بل ساعداني كثيرا واحترما عملي.
·
من كان يساعدك في رسم ملامح
شخصياتك في الأفلام خاصة مع اختلاف أدائك في كل فيلم عن الآخر؟
- لم يساعدني أحد في ملامح الشخصيات ولكنه اجتهاد حسب الشخصية نفسها
فمثلا في فيلمي القادم «كلمني شكرا» لن تعرفيني حتي أنا لم أعرف نفسي لدرجة
أن ملامح وجهي مختلفة وهذا بفضل تعليمات خالد يوسف أيضا فهو مخرج رائع.
طفل صغير
·
أول فيلم قدمته شويكار «حبي
الوحيد» مع نادية لطفي وكمال الشناوي.. وتبعته مجموعة من الأفلام الجادة..
انتقالك من تلك النوعية إلي شكل جديد كوميدي مع فؤاد المهندس كيف حدث؟
- حدث هذا التغيير بعد المسرح فبعد أن قدمت أعمالا كوميدية مثل
«السكرتير الفني» و«أنا وهو وهي» اكتشفت الجانب الكوميدي في خلال 12 عاما
من المسرح وعادة أنا شخصية مرحة أحب الضحك.
·
إلي أي مدي بالرغم من مشوار فني
طويل تضع شويكار الجمهور في حساباتها الفنية؟
- إلي آخر مدي طول الوقت أضع حسابا خاصا للجمهور بدرجة 100% وأرغب في
نيل إعجابه ولا يمكنني أن أخسر إعجاب طفل صغير حتي.
·
صرحت من قبل أنك حزينة لأن العمل
بالفن أصحب من أجل المال.. صفي لنا العمل بالفن في الماضي..؟
- العمل بالفن تغير كثيرا عن الماضي قد يكون ذلك نتيجة الظروف والوقت
فالمال أصبح مهما جدا ونمرة واحد عند الفنانين الحاليين وأنا شخصيا لا أضع
له اعتبارا فلو «الدور» كان جيدا والفلوس قليلة لا يهمني فالفن نمرة واحد
عندي، وأنا عمري «ما اشتغلت» أي حاجة ولا كل حاجة بدليل أني أجلس في البيت
أكثر من سنة دون عمل، ولكن في وقتنا المال أصبح المسيطر والفلوس هي مهمة
فنان «اليومين دول» فلو نجح كويس وإذا لم ينجح «يعيش مرتاح» أما زمننا لم
نفكر بهذا الشكل وده غباء في رأيي لأن في فنانين كثير ومخرجين ينتظرون
الدولة علشان تعالجهم ولو كونوا فلوس لما حدث ذلك.
·
وانت الأقرب له.. ما هي مميزات
فؤاد المهندس الإنسان والفنان من وجهة نظرك؟
- لا يتجزأ فؤاد الفنان والإنسان الاثنين واحد فهو محترم ومخلص في
عمله وفي بيته يعامل الناس بضمير لا يحب «الهزار» خارج عند الحدود ومنظم في
بيته لا يخرج من البيت في حالة عدم وجود عمل.
السينما تجاهلت نفسها
·
علي الرغم أن المسرح قد يحرض
الممثل أحيانا علي الخروج عن النص ولكن فؤاد المهندس وانت معه كنتما حريصين
علي النص مقدسا.. لماذا؟
- لم نكن في حاجة إلي الخروج عن النص ففي رأيي من يخرج يفعل ذلك ليضحك
الجمهور لضعف النص أحيانا ولكن أعمال الأستاذ كانت من القوة لتجعله مقدسا
وبالتالي التزمنا بالنص ونجحت أعمالنا ولم يكن هناك نقاط ضعف لنملأها.
·
هل تجاهلت السينما النجوم الكبار
في فترة وعادت لتبحث عنهم الآن؟
- السينما لم تتجاهل النجوم الكبار فقط بل تجاهلت نفسها فقبل 5 سنوات
لم يكن هناك سينما أصلا، ولولا الشباب الذي تحمس لتقديم ما هو أفضل وهم
يفكرونني بنفسي عندما بدأت العمل في السينما أراهم ممثلين ومخرجين قديرين
وكأنهم أصحاب خبرة قديمة «ما شاء الله عليهم».
·
ما أكثر عمل فني لفت نظرك في
الفترة الأخيرة؟
- شاهدت فيلم «ولاد العم» إيه الجمال ده، الفيلم هايل وشريف منير فعلا
«صبر ونال» ومني زكي كانت رائعة فعلا وإحساسها عال وكريم عبدالعزيز بريق
عينيه في مشاهد الوطنية صادق جدا وطبعا العبقري شريف عرفة أبهرني أنا
بعتبرهم «مني وكريم وشريف» ملكي، أولادي وفرحانة جدا بهم.
فنانة فقط
·
لماذا ترفضين الألقاب؟
- الفنان ليس ألقابا فهذه الأشياء «بتروح وتيجي» وما يبقي هو العمل
الجيد، لن أستفيد مثلا بلقب الإمبراطورة ولكني سأصبح سعيدة بلقب «فنانة»
فقط.
·
كيف أقنعك خالد يوسف بالعودة إلي
السينما؟
- أتابع خالد يوسف منذ فيلمه الأول «العاصفة» وأعجب به جدا فهو فنان
فاهم وشاطر جدا وتمنيت ألا أموت حتي أعمل معه وإذا طلب مني أي شيء لن أتردد
وعندما عرض علي الدور وشرح القصة أعجبتني جدا ووثقت به.
·
لماذا ترفضين كتابة مذاكراتك..
ألا ترين أنها تجربة ناجحة يجب توثيقها؟
- من يريد معرفة حياتي يراها علي شاشة السينما من خلال أعمالي
فمذكراتي هي «شغلي» وأنا لم أقم بأشياء خارقة لأكتبها فكنت سيدة محترمة
وربيت أولادي الثلاثة كويس وجعلتهم يحبون بعض وفي البيت أنا زي أي ست مصرية
عادية.
·
آخر أعمالك «أمريكا شيكا بيكا»
مع خيري بشارة والآن تعودي في 2009 مع خالد يوسف و«كلمني شكرا» ما وجه
الاختلاف بين سينما بشارة وسينما خالد يوسف في رأيك؟
- أكيد في اختلاف بينهما وأنا من بعد خيري بشارة كنت قلقانة من عملي
مع حد بعظمة بشارة كمخرج خاصة مع نجاح الفيلم في التسعينيات فكان صعب أدخل
حاجة تانية ولم يكن هناك أفلام جيدة حتي تعاملت مع خالد يوسف، كل منهما له
عين مختلفة وطريقة مختلفة.
أين الرواية
·
هل أصبحت الممثلة الآن سنيدة
للبطل عكس ما كان في الماضي حيث كانت هي البطلة الأولي والبطل سنيد لها؟
- ليس في كل الأوقات قد يكون في كثير من الأفلام يحدث هذا ولكن في
الروايات الجيدة فقط تري المرأة هي البطل أو البطولة جماعية ومتساوية بينها
وبين البطل مثل فيلم «تيمور وشفيقة»، و«ولاد العم» و«أحلي الأوقات» و«سهر
الليالي» كلهم أبطال وكمان الفيلم الرائع «حب البنات» و«45 يوم» وحكاية
الولد الذي قتل أمه وأبيه هل يمكن أن تقول أيا منهم بطل واحد الثلاثة كانوا
أبطالا، هذا نجده في الروايات والأفلام الجيدة فقط وهي قليلة من الأساس.
·
ضربت مقاييس الجمال في شخصية
«الكوميديانة» فكنت أجمل كوميديانة تراها السينما.. ما رأيك في صورتها
الآن؟
- تضحك متسائلة: إحنا عندنا كوميديانة أصلا؟ وتستطرد قائلة: أين
الرواية التي تلعب بطولتها كوميديانة فمثلا هالة فاخر شربات ولكن لا توجد
نصوص جيدة وأري أن مني زكي كمان كوميديانة رائعة فبعد أن شاهدتها في «خالتي
فرنسا» و«كده أوكيه» عجبتني جدا وكنت «واقعة علي روحي» من الضحك وكانت زي
القمر في «أبوعلي» ولكن أين النص الجيد.
·
تذكرين أسماء الأعمال والفنانين
والمخرجين بشكل جيد.. إذن أنت تتابعين الشباب بشكل جيد؟
- طبعا أتابعهم وأحبهم جدا وأذهب لرؤيتهم، أنا أحب الفن وأتابعه مصريا
وأجنبيا وأتابع أيضا الأدوار الثانية وأعبر لهم عن إعجابي لو قابلتهم صدفة
حتي الكومبارس ففي فيلم «كلمني شكرا» كنت أذهب للكومبارس أقوله إنت أجدت
المشهد.
·
أنت ترفضين جملة «زمن الفن
الجميل» هل زمننا هذا تراه شويكار أيضا جميلا؟
- يعني إيه زمن الفن الجميل، نعم هذا الزمن أيضا جميل وبه أعمال فنية
رائعة، أنا شخصيا مستمتعة وسعيدة به، لماذا نشعر هؤلاء الشباب أن زمنهم
سيء؟.
·
اختلاف كواليس التصوير عن الماضي
كيف شعرت بها في استديو 2009 عن استديو الستينيات؟
- في سرعة شوية، ولا توجد حميمية داخل لاستديو فبمجرد انتهاء المشهد
«يجروا» ولا يجلسوا مع بعض للحديث، زمان كنا نتغدي مع بعض ونقول آخر نكتة
كل حاجة كنا بنعملها بحميمية، ودائما نضحك فمثلا كنا نلاقي رشدي أباظة داخل
علينا «بجاتوه» علشان يبارك لنا الفيلم ويشرب معانا الشاي دلوقتي «محدش
فاضي».
المسرح
·
كنت من جيل شهد نهضة المسرح
المصري في الستينيات ما سبب تراجع المسرح الآن في رأيك؟
- لا يوجد مسرح الآن وما نراه لا أعتبره مسرحا وطبعا لم أكن أتمني ذلك
أذكر أن فؤاد المهندس كان يعشق المسرح ولم يبخل عليه بشيء ولا أعلم ماذا
حدث وما سبب هذا التراجع.
·
صرحت بأنه لا أحد يحب المسرح
لصعوبته.. ما هي هذه الصعوبة في رأيك؟
- أولا ليس أي فنان يستطيع الوقوف علي خشبة المسرح كل يوم ليقول نفس
الكلام، فحياته بتضيع منه لذلك لابد أن يحبه بشدة حتي يمكنه العطاء علي
خشبته فهو بالفعل عمل صعب ولا يوجد الآن من يضحي والسينما أسرع وأسهل
وبتجيب فلوس.
·
هل الإذاعة فقدت رونقها؟ أم
أبتعد عنها الجمهور؟
- الإذاعة دي حكاية، قد تكون لم تعد مهمة لكثيرين نتيجة الوقت والحياة
ولكني أتصور «الراديو» حاجة مهمة جدا في حياتي وحياة ناس كثيرة أيضا أنا
أسمعه علي طول لا أسمع مسلسلات ولكن الأخبار والأغاني أحب الشرق الأوسط
والبرنامج العام وتضحك قائلة أنا شخصيا بسمعها «أنا جديد علي قديم».
توليفة
·
كلامك السابق عن السينما قد يلمح
لعدم وجود أزمة داخلها؟
- مفيش أزمة سينما أراها تتقدم بخطوات ثابتة والموضوعات التي تتناولها
أقوي من زمان وفي منتجين فنانين بيفهموا فن.
·
بماذا تحتفظ شويكار بداخلها
يجعلها ممثلة تراجيدية جيدة وكوميديانة رائعة؟
- هي «توليفة» رباني أنا أحب الضحك ويمكن دمي خفيف ولا أكذب وصادقة
وصريحة وموهوبة وأنا حساسة أقل شيء يبكيني وأي مكان أدخله أفضل عمل شيء
يبسط من فيه ويبتسموا.
·
كيف ترين العدد الكبير من
المسلسلات الذي يعرض في شهر رمضان من كل عام.. وما رأيك في هذا الكم؟
- لا يمكنني بالطبع مشاهدة كل المسلسلات لأنها كثيرة جدا وهذا نتيجة
كثرة عدد المحطات الفضائية ولكن أنا معجبة بالدراما المصرية فهي عكس ما
يقال عنها أثبتت جدارتها بل هي أقوي دراما.
·
الجيل الحالي من الفنانين.. ما
عيوبه في رأيك؟
- التسرع أحيانا بجانب أنهم دائما علي القنوات وفي البرامج وهذا يجعل
المشاهد «يشبع» منهم ولا يذهب لرؤيتهم فأنا كنت أقدم 3 أفلام في السنة ولا
خروجة أو مقابلة أو تواجد في الشارع حتي من أجل أن يشتاق الجمهور لي.
·
رحل الكثير من الفنانين الكبار..
من ارتبطت به أكثر ولا تصدقين رحيله؟
- عبدالحليم حافظ «مش قادرة أصدق» إنه مش موجود فهو أول حب في حياتي
صوته وأغانيه عاشت جوانا، وطبعا فؤاد المهندس مفيش كلام.
الأهالي المصرية في
22/12/2009 |