أهمية فيلم الكارتون يعترف به الكثيرون، لكننا مازلنا نبحث عن فيلم
جيد يتوفر له إنتاج ضخم، ويتحمس له فريق عمل متميز، وهو الأمر الذى تبدو
مؤشرات حدوثه بعيدة المنال، وربما يحتاج الأمر لسنوات طويلة حتى يغامر
أحدهم بإنتاج فيلم كارتون يحقق نجاح مادى لهم.
ولكن لماذا يبدو الأمل بعيدا؟ ولماذا لا يتحمس المنتجون وصناع السينما
ومسئولو الإنتاج التليفزيوني؟
اليوم السابع توجه بالسؤال للنقاد والمخرجين الذين حصروا الإجابة فى
عدة نقاط، حيث ترى المخرجة منال الصيفى أن ذلك يرجع لعدة أسباب منها غياب
الخبرات الفنية الإنتاجية التى باتت تضم عقولاً تجارية تشبه الآلات الحاسبة
التى تفتقر الى الذوق الفنى الخالص، والبرمجة الإبداعية.
بالإضافة إلى رضوخ الفنانين والمخرجين المحترفين لتوجهات هؤلاء
المنتجين حفاظا على "لقمة العيش"، والعثور على فرصة عمل، حصد المزيد من
المكاسب وعدم التركيز فى تقديم عمل مهم يخدم الطفل العربى.
الناقدة ماجدة موريس تقول "أفلام الكرتون يجب أن تنال القدر الأعظم من
الاهتمام والعناية من قبل القائمين على تنفيذها لأهميتها البالغة فى تكوين
وتشكيل الفكر الخاص بالأجيال القادمة"، موضحة أنه للأسف القائمين عليها
تعمدوا إهمالها حتى وصلت إلى مستوى شديد من السذاجة لا يكاد يصل إلى أدنى
مستوى للتفكير البشرى.
الناقدة خيرية البشلاوى ترى أن برامج الأطفال بصفة عامة وأفلام
الكارتون بصفة خاصة تحتاج إلى أكبر قدر ممكن من الإبداع الذى يجب أن يكون
سهلا وبسيطا ويصل لعقل الطفل دون عقبات، وأهم دليل على ذلك السهولة التى
تمكن منها برنامج "لعب عيال" الذى قدمه الفنان الكوميدى أحمد حلمى من جذب
جمهور كبير من الأطفال، وذلك بالتجديد فى الشكل والأسلوب المتبع فى برامج
الأطفال، كما أن أفلام الكرتون فى كل دول العالم تعد من أهم عوامل تشكيل
فكر الأجيال الجديدة ، ولكننا هنا لا ننظر لها من هذا المنظور، وهذه هى
الكارثة التى لم يدركها البعض.
الناقد عصام زكريا يشير إلى عدم وجود جمهور لهذه النوعية من الأفلام
يحترم الرسالة التى يقدمها سيناريو الفيلم، كما أن ظهور بعض القنوات
التليفزيونية العربية المتخصصة غير المصرية لعرض أفلام الكرتون بكل اللغات
وأفلام الكرتون المدبلجة باستمرار، أدى ذلك إلى عدم تحمس المنتجين المصريين
لإنتاج أفلام كرتون خاصة أنها مكلفة جدا، وتحتاج لمنتجين متخصصين.
الناقدة ماجدة خيرالله ترى أن فن الرسوم المتحركة مكلف جدا ويحتاج إلى
دقة فى العمل، ويعانى من ندرة الكوادر، حيث تحتاج هذه الأفلام إلى الكثير
من المتخصصين، لكى تخرج بصورة جيدة مثل الأفلام الأجنبية التى تضم كما
هائلا من الفنانين الذين يعملون فى رسم الشخصيات، فهذه الأفلام لها هدف
محدد، وتتناسب مع طبيعة الأسرة، وليس كما يعتقد البعض ويراها سطحية، فهى
أفلام متنوعة ولها مضمون متميز وفكرة تدور حولها.
وحول عزوف المنتجين عن خوض التجربة تشير ماجدة إلى أن مفهوم الإنتاج
فى مصر مختلف ومحدود، ولا تجرؤ شركات الإنتاج المصرية على هذه الخطوة،
لأنهم يهتمون بالربح فقط و"يلعبون على المضمون العبيط.
معلومة
فيلم الكارتون الأمريكى "كونج فو باندا" تصدر قائمة الإيرادات فى
السينما الأمريكية، حيث حقق ما يقرب من 60 مليون دولار فى دور العرض
الأمريكية والكندية، الفيلم من إنتاج شركة دريم وركس ويحمل أصوات كبار نجوم
هوليود منهم إنجلينا جولى وجاك بلاك وداستين هوفمان والنجم الصينى جاكى
شان.
اليوم السابع المصرية في
20/12/2009
محمود حميدة: التمثيل من أكثر المهن احتقاراً
كتبت هدى
زكريا
"التمثيل من أكثر المهن احتقارا فى المجتمعات العربية" بهذه الكلمات
وصف الفنان محمود حميدة حال مهنة التمثيل فى المجتع العربى، مشيرا إلى أن
سر احتقارها هذا يرجع إلى أنها لا تحتاج لدراسة شاقة ومعاناة كباقى
المجالات كالطب والهندسة، وأن الدليل على ذلك أنه دائما فى أى حوار يدور
بين ممثل أو راقص وطبيب أو مهندس تجد دائما الأخير يضع نفسه موضع القوة.
وأضاف خلال اللقاء الذى عقد مساء أمس السبت، بأتيليه القاهرة، وحضره
عدد من المثقفين والأدباء، أنه رغم احتقار مهنته كممثل وراقص، إلا أنه
يفتخر بها، كما أرجع الفضل فى نجاحه هذا لنشأته الريفية وانبهاره بعروض
الجماعات الغجرية الرحالة، وما تركته فى نفسه من آثار فنية منذ الصغر، وقال
"أكون عدائى مع من يقلل من شأنى، ومستعد أن أعلن أن مهنتى الأساسية هى
تسلية الجمهور وأنا أفتخر بهذا".
وأشار "حميدة" إلى الضغوط التى تعرضت لها أفلامه من قبل الرقابة،
مؤكدا أنها لم تحدث معه إلا مرة واحدة من خلال فيلم "جنة الشياطين" بحجة
ورود بعض الألفاظ الخارجة فيه، قائلا إن هذا دور طبيعى للرقابة للحفاظ على
الموروث والتقاليد وقوامنا الاجتماعى.
وأضاف الروائى خضير ميرى أن "حميدة" من الفاعلين والمساهمين فى صناعة
الخطاب السينمائى، فاستطاع من خلال اتقانه لسمات الشخصية التى يقدمها،
وتميزه بالتلقائية والبساطة أن يجعلنا أمام بطل صنع من أجله الدور ومتفرد
عن أبناء جيله، لذلك استحق أن يقبع فى ذاكرة التيار السينمائى. وقال "حميدة
مهما اختفى سيظل فى بالنا فهو فنان بمعنى الكلمة متقن لأدواره والشخصيات
التى يرسمها، وحتى الصمت عنده يكون موظفا وله دور".
هذا أيضا ما اتفق عليه الناقد محمود الغيطانى قائلا "إن تجربة حميدة
كانت ثرية جدا فهو فنان يتمتع بحضور قوى أمام عدسة الكاميرا، وله قدرة
رائعة على الأداء حتى لو كان صامتا، بالإضافة لبدايته السينمائية التى
مكنته من إثبات نفسه والوقوف أمام عمالقة الشاشة العربية، وهو أيضا واحد من
الفنانين القلائل المحبين للسينما والعامل على النهوض بها ومساعدة الوجوه
الشابة على الظهور وإثبات أنفسهم".
اليوم السابع المصرية في
20/12/2009
تنطلق فعالياته الاثنين المقبل..
مهرجان القدس السينمائى محاولة للحفاظ على القدس إسلامية
كتب محمود التركى
تنطلق فى الفترة من 21 إلى 23 ديسمبر الجارى فعاليات الدورة الأولى
لمهرجان القدس السينمائى الدولى، الذى تنظمه جامعة فلسطين بالتعاون مع
ملتقى الفيلم الفلسطينى فى قطاع غزة، من أجل إبقاء القدس رمزاً من رموز
السيادة الفلسطينية والإسلامية، ومحاربة لفكر الصهيونى الذى يسعى لترسيخ
القدس عاصمة لإسرائيل، حيث يعرض فى حفل الافتتاح فيلم "تذكرة إلى القدس"
للمخرج رشيد مشهراوى إنتاج عام 2002، وسبق أن عرض فى مهرجان القاهرة
السينمائى الدولى.
ويتناول الفيلم قضية الاستيطان فى القدس الشرقية، ويكشف المعاناة
الفلسطينية اليومية، حى يتنقل بطل الفيلم جبر "غسان عباس" مع آلة عرض
سينمائية قديمة بين المخيمات الفلسطينية فى القدس وبيت لحم ورام الله ليعرض
أفلام كرتون لأطفال المخيمات المحرومين من الطعام والفن والحياة.
ويرأس الدورة الأولى للمهرجان أ.د. حسين أبو شنب الذى يعد من أوائل
المذيعين الفلسطينيين والمتخصصين فى مجال الإعلام أكاديمياً وميدانياً،
ويتولى الناقد السينمائى عز الدين شلح منسق عام المهرجان ويرأس لجان
التحكيم المخرج السينمائى سعود مهنا، وتركز لجنة اختيار الأفلام المشاركة
على معايير محددة فبالإضافة إلى ضرورة تميز الفيلم وجودته يجب أن تخدم
فكرته القضية الفلسطينية وتعالجها بشكل يبرز المعاناة التى يواجهها
الفلسطينيون فى ظل الاحتلال الإسرائيلى، حيث يعد ذلك الشرط أحد لوائح
المهرجان الأساسية، خصوصاً أن المهرجان يهدف إلى لفت نظر العالم والمجتمع
الدولى إلى أهمية القدس للشعب الفلسطينى كعاصمة للدولة الفلسطينية، كما
يأمل منظمو المهرجان فى أن تساهم هذه التظاهرة الفنية فى تبادل الخبرات
وبين السينمائيين الفلسطينيين ونظرائهم من شتى أنحاء العالم.
وتتفرع أقسام المسابقة الرسمية للمهرجان إلى مسابقة لأفلام القدس،
ومسابقة الأفلام الروائية، ومسابقة الأفلام الوثائقية، وتتنافس الأفلام
للفوز بجائزة الزيتونة الذهبية لأفضل فيلم عن القدس، والزيتونة الذهبية
لأفضل فيلم روائى، والزيتونة الذهبية لأفضل فيلم وثائقى.
ويشارك فى المهرجان أفلام الفيلم "مصطفى بن بولعيد" من الجزائر
سيناريو الصادق بخوش، وإخراج أحمد راشدى، وتشارك مصر بأفلام "على أجسادهم"
إخراج عرب لطفى وإنتاج مستقل و"ميت على قيد الحياة" فكرة وإخراج محمد خالد
الدالى، و"عيد ميلاد ليلى" و"ملح هذا البحر" و"القدس فى يوم آخر" من
فلسطين، و"رؤى حالمة" من سوريا، والفيلم البحرينى "غياب"، وغيرها من
الأفلام.
اليوم السابع المصرية في
19/12/2009 |