* بالنيابة عن وزارة الثقافة. وعن كل الجهات المهتمة بالفنون في مصر احتفلت
مكتبة الاسكندرية بمرور نصف قرن علي تأسيس فرقة رضا للفنون الشعبية
الاحتفال أول أمس وينتهي اليوم بمركز الوتمرات بالمكتبة بحفل للفرقة مع
فرقة اسبانية هي فرقة الأندلس ولا أعرف هل تشارك هذه الفرقة فيه تحية
للفرقة المصرية وتاريخها.. أم مساعدة لها بإعتبارها اي فرقة رضا متوقفة عن
العمل منذ سنوات طويلة.. بل اننا لا نعرف هل هي مازالت موجودة ضمن أجندة
الفن المصري أم لا.. وهل الفرقة القومية للفنون الشعبية ثاني الفرق المصرية
التي قدمت الفن والرقص الشعبي. مازالت قيد العمل والإبداع أم لا.. قد لا
تكون الفرقتان موجودتين في الواقع الثقافي. اي الفعالية والعروض والجمهور.
وإنما موجودتان علي الورق فقط. وإلا لماذا لم يعد احد من جمهور الفن في مصر
يشعر بهما وينتظرهما. وبرغم ما يقال من البعض عن تراجع الاقبال علي فنون
الرقص في مصر. فإن الواقع يقول العكس. وحيث حضر احد عشر الفا من المصريين
والمصريات "بينهم بعض الأجانب" عروض مسرح بروواي الأمريكي للرقص الاستعراضي
علي مسارح الأوبرا بالقاهرة والاسكندرية ودفعوا مبلغاً يقترب من المليون
وربع المليون جنيه مصري كما نشرت "الأهرام" يوم الأحد الماضي. ولو كنا في
مصر قد استطعنا الحفاظ علي ما نمتلكه من منجزات ثقافية لكانت فرقتا "رضا"
و"القومية" في الفورمة الآن كما كان يحدث في الماضي. تقدمان الفن الجميل
لملايين من الشباب يقبل علي الاعمال الاستعراضية سواء التي تقدمها فرق
زائرة مثل فرقة "نيران الأناضول" "التركية". وايضا الفرق السورية
واللبنانية التي تحضر للعرض في مصر. خاصة مع اتساع وسائل المشاهدة الآن
مابين قاعات المسارح وعروض التليفزيون. لكن الغريب ان التليفزيون في مصر
تضامن مع وزارة الثقافة في اسدال الستار علي عروض هذه الفرق. وفي اقصاء فن
مصري مهم من الساحة بعد ان حققنا فيه نجاحات فريدة في الماضي القريب.. وفي
حوار في "المصري اليوم" نشر يوم 6 ديسمبر قال الفنان محمود رضا مؤسس الفرقة
والراقص الأول سابقاً "والمدرب المتجول في بلاد الله الآن" ان وزير الثقافة
لا يحب الفنون الشعبية ولا يهتم إلا بالفن التشكيلي. وهذا ليس حقيقياً لأنه
اي الوزير فاروق حسني يهتم أيضا بالآثار. وبعروض الأوبرا الأجنبية ومؤخراً
بدعم محدود للسينما. وان مشاكل قطاع الفنون الشعبية. والسيرك تثار منذ شهور
طويلة علي صفحات الجرائد.. ولا يحدث شيء.. والملاحظ هنا ان هذه الفنون
المهملة هي الأكثر شعبية واقترابا من المواطن العادي.. ولا أتصور ان هذا
مقصود من الوزير والوزارة.. ولهذا تستحق مكتبة الاسكندرية. ومركز الفنون
بها. التحية والتقدير علي احتفالها بذهبية تأسيس فرقة رضا لعل هذا يحرك
أحدا لاستعادة امجادها..
البيه رومانسي
* عندما تري ممثلا واعدا يقدم دورا مهما في أول ظهور له علي الشاشة تصاب
بحالة من الترقب لما يقدمه فيما بعد. فإذا أجاد في دوره الثاني فإن الحكم
عليه يصبح أكثر اقترابا من الصدق. خاصة لكونه في الفيلمين يظهر وسط كوكبة
من كبار الممثلين والممثلات. ودور له ملامح وبناء مؤسس ضمن صلب الدراما.
وهكذا كان وضع الممثل الصاعد محمد إمام أو محمد عادل إمام في فيلمه الأول
"عمارة يعقوبيان" للكاتب وحيد حامد والمخرج مروان حامد وفي فيلمه الثاني
"حسن ومرقص" للكاتب يوسف معاطي والمخرج رامي إمام. أما في فيلمه الثالث
"البيه رومانسي" تأليف سيد السبكي وهيثم وحيد إخراج أحمد البدري. فهو شخص
آخر. قد نعتقد انه يمثل لأول مرة ويتعثر في فراغ السيناريو الذي يدور حول
فكرة "خالدة" حول شاب فاسد يكون هو وصديق له تختوخ "من باب الفكاهة"
ثنائياً للعب مع البنات. الفاسدات أيضا. يتخذ من أحد اماكن السهر مقرا له
وحيث يعمل صديقه اي صديق البطل سليم دي جي مسئول عن الموسيقي والاغنيات
ولأن "من شابه أباه" الذي يقوم بدوره حسن حسني. يزيد في غيه وضياعه فإن
الأم "لبلبة" استاذة الجامعة الشهيرة بأسم سوسن مباديء. تترك المنزل غاضبة
من فساد الزوج والابن. ليظهر علي الشاشة نجم جديد هو الاستاذ جاد المحامي
"باسم سمرة" والمسئول عن تنفيذ وصية عم البطل "الذي لم نره أبداً" بعد
وفاته وحيث أوصي بثروته كلها لأبن أخيه بشرط زواجه من فتاة عندها أخلاق؟..
ولابد ان يجد الفيلم الفتاة طبعاً. وان يحاول الفتي معها حتي ولو كانت
تنتمي لجيل سميحة عبدالحليم حافظ. وان يحبها ويتغير بسرعة. وبسرعة أكبر
نراه يغلق صفحة الفساد والانحلال ويفتح مصنع والده المغلق. يصلحه ويجمع "الشغيلة"
حوله وينهض به في غفلة من الزمن وهو يرتدي البالطو الأبيض.. وبالطبع يلحق
فتاته قبل رحيلها بدقائق وهي في طريقها للمطار فيعيدها.. وتزداد الدنيا
حلاوة حين يكتشف ان حكاية الأرث هذه دبرتها أمه سوسن مباديء مع الاستاذ جاد
المحامي العجيب زوج الفلاحة اللعوب الممسوسة بعفريت يظهر مفاتنها "دومينيك؟"
ويكتشف الأب اخيراً انه كان غلطانا في حق السيدة المصون حرمه استاذة
الجامعة "الجامدة" كما تكتشف هي انها لابد ان تكون أنثي! في حوار بليغ!
ونكتشف نحن المشاهدين اننا اشترينا الترام المنتهي الصلاحية.. فهو فيلم
يحتاج الي فيلم. وممثلوه الكبار لبلبة وحسن حسني وباسم سمرة بائسون هنا.
أما البطل الجديد محمد إمام. فيا ليته استمر في أداء الأدوار الثانية
والثالثة في افلام فيها فن أو حتي جدية واجتهاد. ولم يستعجل البطولة..
خاصة. وهذا وجه الغرابة. انه ابن عادل إمام بكل تاريخه الحافل والذي يستحق
التأمل. ومهما اختلفت مستويات افلام الوالد.. فلن تصل ابداً الي مستوي أول
بطولات الابن.
magdamaurice1@yahoo.com
الجمهورية المصرية في
17/12/2009
ليل ونهار
كارثة
"2012"!!
بقلم: محمد صلاح الدين
صدق الخالق سبحانه وتعالي حين يقول: "إذا وقعت الواقعة ليس لوقعتها
كاذبة خافضة رافعة إذا رجت الأرض رجا وبست الجبال بسا فكانت هباء منبثا".
والواقعة هي صيحة القيامة.. وهي صادقة. وستخفض أقواما وتزلزل الأرض
وتفتت الجبال وتجعلها غباراً متفرقا.. وحين تجيء السينما الأمريكية
وكالعادة وتتنبأ أو تتوقع شكل وهو ل يوم القيامة.. فبالتأكيد هذا ضرب من
ضروب الخيال.. والذي قديكون قطرة من علم بني البشر المحدود.. عما يمكن
تصوره. والذي بالطبع يفوق كل علم وكل خيال.. وهذا ما حاوله فيلم المخرج
الألماني الأصل رونالد إيميرتش في كل أفلامه وآخرها "2012" الذي يعرض حاليا
في جميع أنحاء العالم ويحقق إيرادات مأهولة في شباك التذاكر!!
وإيميرتش بالذات بارع في تقديم الأفلام الخيالية والتي تسخر
التكنولوجيا السينمائية المتقدمة في تقديم الكوارث الطبيعية والأخطار
المحدقة بالأرض علي الشاشة مثل: "ستار جيت" و"يوم الاستقلال" و"قبل
الميلاد" و"جودزيلا" و"يوم بعد غد" وفي كل كارثة يقدمها تفعلها الطبيعة أو
كائنات فضائية غريبة تتسبب في دمار الأرض والبشر. ويكون هناك حل جاهز من
البطل المنقذ للإنسانية. وطبعا يكون هذا البطل أمريكي الصنعة والتوجه علي
طريقة "رامبو" وغيره.. وعادة ينقذ معه قلة منتصرة يري أنها تستحق الإنقاذ
إما لإنسانيتها أو لصلاحيتها للعيش مرة أخري. وإعمار الأرض من جديد.. لا
أريد أن أبالغ وأؤكد نظرية المؤامرة. ولكنها حقيقة بأن هذه الفرقة الناجية
أو الفئة المنقذة للبشرية هي "الشعب المختار" الأمريكاني الذي يستحق أن
يعمر الأرض مع أنهم خربوها وهي نزعة توراتية مازالت للأسف تسيطر علي
العقلية الهليوودية التي تستمريء هذه الحواديت وتقتات عليها.. ولا يجب أن
يغضبنا هذا.. لأننا السبب!
فإما أننا لا نستطيع الرد بنفس الأسلوب الفني الفريع لاندماجنا في
تفاهات الفن لا بقدراته الفائقة الخلاقة في جعله سلاحا مهما ومؤثرا.. وإما
لانشغالنا أيضا بالصراخ والعويل الذي أصبحنا نجيده بصفتنا أصحاب حناجر
صداحة!!
وتبدأ المشاهد البصرية المبهرة والمؤثرات الخاصة المتفوقة في إبراز
شكل الدمار الذي تنشق عنه الأرض وتبتلع المباني والمدن بأثقالها. وتفتت
الجبال الشاهقة. وتهيج المحيطات فتثير أمواجا عاتية وزلازل وحرائق شديدة
العنف والخراب.. ليقوم بطلنا الخايب "جون كوزاك" في ضعف درامي واضح يتخفي
خلف التكوين المبهر. بإنقاذ عائلته رغم أنه مؤلف فاشل ويعمل سائقا لدي
ملياردير روسي أناني. ومعه نتعرف علي نماذج أخري وضعتها الأقدار في طريقه
لانقاذ حتي سفينة الانقاذ من الغرق والهلاك. ليخرج الجميع سالما بعد العديد
من الحوارات الفارغة والعلاقات العائلية والإنسانية التقليدية والتي أصبحت
أكلاشيهات في أفلامهم التجارية.. ولا يبقي سوي إظهار العربي ضمن ركاب
السفينة وهو يسافر مع حريمه بعد دفع المليارات.. أي أن مساهمة العرب
الوحيدة هي في دفع الفلوس فقط.. أما الذكاء والعبقرية والفطنة والعلم
والانقاذ فلهم وحدهم!!
مازال الناس عندنا لا تعير السينما الاهتمام الكافي.. بل وحتي
السينمائيين أنفسهم أحيانا يستهينون بخطورة هذا السلاح.. ويلجأون لمغنيات
الكليبات لطرح قضايانا.. اشربوا بقي!!
Salaheldin-g@hotmail.com
الجمهورية المصرية في
17/12/2009 |