ثلاثة عوامل أسهمت أخيراً في دخول كبار النجوم المصريين مجال تقديم البرامج
التلفزيونية. أوّلها زيادة عدد القنوات الخاصة والعمل على تطوير القنوات
الحكومية. وقد أدى ذلك إلى اهتمام المحطات بتدعيم برامجها بمجموعة نجوم
يقومون هذه المرة بدور المقدِّم والمذيع. أما العامل الثاني فيرتبط بالأول،
وهو ارتفاع المبالغ المالية التي يتلقاها النجم، مقابل تقديمه برنامجاً
تلفزيونياً يعوّضه عن بطولة فيلم أو مسلسل قد لا يثق باحتمالات نجاحه
فنياً. أما العامل الثالث فهو تراجع عدد المذيعين أصحاب الجماهيرية،
وتحديداً في مصر، وغياب الوجوه الجديدة القادرة على جذب الجمهور.
صحيح أن ظاهرة تقديم النجوم للبرامج ليست جديدة لكنها لم تكن يوماً بهذه
الكثافة. مثلاً لم يتوقّع أحد أن يقتنع فنان بحجم عادل إمام، بإدارة برنامج
«الأكاديمية»، ولا أن يزور «الزعيم» عواصم عربية عدّة للترويج له. طبعاً ما
سهّل ذلك كان انخفاض وتيرة عمل إمام بسبب الأزمة المالية التي أثّرت على
شركات الإنتاج.
الأمر نفسه ينطبق على يسرا التي قدّمت سابقاً إعلانات تجارية، لكن موافقتها
على تقديم برنامج «مرايا الشرق» مثّل مفاجأةً، خفف من وطأتها وجود
السينمائي مروان حامد على رأس فريق العمل. إضافة إلى تصوير حلقات البرنامج
في عواصم عربية وأجنبية. ولعلّ هذه التفاصيل تؤكّد أن النجوم يرفضون غالباً
تقديم برامج عادية المضمون ومنخفضة الكلفة.
كذلك يتردّد أن سامي العدل وافق على تقديم برنامج «الخال» وهو لقبه في
الوسط الفني. إضافة إلى المفاوضات الجارية مع النجم الأول في مصر حالياً،
أحمد حلمي، لتقديم برنامج «بعد الرجوع من الإجازة». وإذا وافق حلمي، سيكون
البرنامج الثالث في رصيده، بعد «لعب عيال» الذي قدّمه قبل احتراف التمثيل
وحقّق نجاحاً كاسحاً في منتصف العقد الماضي، وبرنامج «من سيربح البونبون»
الذي كان موجهاً للأطفال.
هكذا يتبيّن أن نجوم مصر يتلقون غالباً عروضاً لتقديم برامج تلفزيونية،
وخصوصاً قبل شهر رمضان، لكن بعضهم يتراجع لسبب أو لآخر. مثلاً اعتذر هشام
سليم عن عدم تقديم برنامج المسابقات «الفائز أبي». كما أن بعضهم يفضل عدم
تكرار التجربة سريعاً مثل التونسية هند صبري التي قدمت برنامجها الشهير
«الشقة». بينما استغل رامز جلال إطلالته المميزة على الشاشة الصغيرة لتقديم
برنامج هو الأول من نوعه بعنوان «رامز حول العالم» على شاشة «الحياة». أما
المنتج طارق الجنايني فيصوّر حالياً الجزء الثاني من برنامج «التجربة» الذي
يحوّل النجم إلى مذيع لكن من خلال حلقة واحدة فقط.
الحصان الرابح
أصبح الممثل المصري أشرف عبد الباقي (الصورة) حصان البرامج الناجح والرابح.
رغم انتشاره الفني في مجال التمثيل، لا يجد عبد الباقي مشكلة في الاستمرار
في عمله على الشاشة الصغيرة مقدّماً للبرامج. بعد تصويره أكثر من خمسين
حلقة من برنامج «دارك» لمصلحة شاشة «أبو ظبي الأولى»، وقد استقبل فيه
مجموعة كبيرة من نجوم العالم العربي وتطرّق فيه إلى مواضيع اجتماعية
وسياسية وشخصية مع الضيوف، ها هو يبدأ تصوير برنامج جديد بعنوان «جيل
التحدي»، سيعرض حصرياً على قناة «الحياة» مطلع العام المقبل.
الأخبار اللبنانية في
14/12/2009
أهل الدراما السورية: «الرقابة» كنز لا يفنى
وسام كنعان
للمرة الأولى، نظّمت الجهات الرسمية لقاءً جمع العاملين في الدراما السورية
والعربية. بعد ثلاثة أيام من الاجتماع، خرج هؤلاء بتوصيات تبدو حتى الساعة
غير قابلة للتطبيق
فجأة، انتفضت الجهات الرسمية المعنية بصناعة الدراما السورية، وقرّرت عقد
«ملتقى الدراما السورية الأول» في محاولة لمواكبة النجاح الذي حققه هذا
القطاع. هكذا تعاونت وزارة الإعلام، و«الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون»
و«المؤسسة العربية للإعلان» و«لجنة صناعة السينما» وجمعت أخيراً في دمشق
العاملين في القطاع الدرامي السوري والعربي.
«الملتقى مقدمة كي يُصبح بمثابة مهرجان حقيقي للدراما السورية» يقول الناقد
سعد القاسم، وهو أحد منسّقي الملتقى.
بدأ الملتقى بجلسات عن الإنتاج العربي المشترك، تحدّث فيها المخرج السوري
هيثم حقّي. وتطوّر النقاش ليضيء على التجارب الناجحة والفاشلة في هذا
الإطار. وقاد الحديث المخرج السعودي عبد الله المحيسن ومدير البرامج في
قناة «أبو ظبي» مفيد الرفاعي، والمخرج السوري مظهر الحكيم. كما تناولت جلسة
أخرى الرقابة العربية بمشاركة الكاتب نجيب نصير، فيما غاب الكاتب فؤاد
حميرة.
في اليوم الثاني، ناقش المؤتمرون التأسيس الأكاديمي والصناعة الدرامية.
وتحدّث المخرج باسل الخطيب والفنان غسان مسعود، بينما طرح الفنان أيمن
زيدان ومروان ناصح ورقة عمل عن الخطة التي ينبغي اعتمادها لتحقيق صناعة
درامية متطورة.
هكذا تمخّضت جلسات الملتقى، التي طبخت على عجل، عن اجتماع ختامي خرج بـ13
توصية دعت إلى إعادة تقييم دور الدراما وإنشاء مركز سمعي ــــ بصري يسهم في
دعم الإنتاج. كما لحظت أهمية دعم مشروع «اتحاد المنتجين السوريين» كخطوة
جدية لتنظيم عملية الإنتاج. وأكّدت الدور المهم للمؤسسات الحكومية، من دون
إهمال القطاع الخاص، إلى جانب تشجيع رؤوس الأموال الوطنية والمصارف في
عملية تمويل الدراما.
لم يطرح المؤتمرون التمويل الخليجي وارتباط المنتجين بأجندات عمل
وفي موضوع الإنتاج المشترك، اتُّفق على العمل لإنشاء كيان مؤسساتي ينسّق
بين الدول العربية، وإنشاء مؤسسة حكومية متخصصة في الإنتاج الدرامي ومستقلة
عن «هيئة الإذاعة والتلفزيون».
أما البند الأخير الذي طالب بتأليف لجان رقابة مشاهدة «على سوية عالية
فكرياً ومهنياً»، فقد أدّى إلى خيبة كبيرة عند متابعي الملتقى. وخصوصاً أنّ
ندوة كاملة خُصِّصت في الملتقى لمناقشة كيفية مواجهة الرقيب، والحلول
المثلى للتذاكي عليه. وكان لافتاً تأليف لجنة من منظّمي الملتقى والمشاركين
فيه للعمل على هذه التوصيات بهدف أخذ موافقة الجهات الرسمية اللازمة للشروع
في تطبيقها.
من جهة أخرى، يبدو أنّ المؤسسات الحكومية كانت غائبة عن صياغة المقترحات
النهائية للملتقى، التي هي أصلاً بعيدة المنال. إذ كيف يمكن تشجيع المنتجين
على بناء استديوهات وقد وصل بعض هؤلاء أخيراً إلى طريق مسدود، بعد مواجهتهم
قوانين المؤسسات الحكومية، والعراقيل البيروقراطية؟ ثم ألم يكن جديراً
بالمؤسسات الراعية للملتقى أن تتعاون في ما بينها، وخصوصاً لجهة منح رخص
التصوير للأعمال الدرامية والبرامج العربية التي تدخل للعمل في سوريا،
وخصوصاً بعد المعارك التي دارت بين «لجنة صناعة السينما» ووزارة الإعلام في
السنة الماضية بغية الاستئثار بإعطاء الترخيص للجهات العربية التي تريد أن
تصوّر في سوريا؟ ولو سلّمنا أنّ تلك المقترحات ستسير بجدية نحو الإنجاز ولن
تقبع في أدراج المسؤولين لسنوات، فإنّ سؤالاً مهمّاً لم يطرحه المشاركون.
إّنه سؤال يتعلّق بالمشاكل التي تواجه الدراما السورية في ما يخص التمويل
الخليجي، والغياب شبه الكامل لمنتجين لا يتلقّون أجندات عمل جاهزة من
المحطات التي تَعرِض أعمالهم.
الأخبار اللبنانية في
14/12/2009 |