لقد
حدث التغيير، وانقشعت الغمامة السوداء وأنهال المطر من خيرات السماء على
الأرض الجرداء، فأينعت الأوراق الخضراء، وكسر السينمائيون القيود وتنفسوا
الصعداء، واستبشروا خيرا بالانفتاح الفكري والثقافي وبحرية الرأي في
التعبير عن طموحاتهم السينمائية وقالوا الحمد لله اليوم نحن سعداء، ومرت ست
سنوات ولكن.. اكل اغلب السينمائيين المقلب، أصبحوا محبطين، فلم يقدم لهم
السادة المعنيون سوى الأقوال والوعود، وياليت الوعود تسود.
وبعد انتظار وترقب ممل، وبعد ان يئسوا من دعم الدولة لهم، ومن أجل
تحريك ودفع عجلة السينما الى الأمام حتى لا تصدأ، بادر بعض السينمائيين
الشباب الى صناعة بعض الأفلام وعلى حسابهم الخاص سميت أفلام ذات التكلفة
المتواضعة، وقدمت لهم دائرة السينما والمسرح مشكورة المساعدةمن اجهزة
ومعدات فنية سينمائية، كما فعل مثلاً المخرج الشاب علي هاشم الذي أنتج
فيلما روائيا قصيرا بتكلفة انتاج بسيطة ولحسابه الخاص.
أنه ليحزنني ويحزن السينمائيين عندما لا يشارك العراق في المهرجانات
السينمائية العربية والعالمية، ففي هذه السنة 2009 انطلقت فعاليات مهرجان
دمشق والقاهرة وقرطاج في تونس على سبيل المثال، ولم يستطع العراق ان يشارك
بأفلامه السينمائية ولا بأشخاصه من السينمائيين، والسبب هو أنه لا توجد
أفلام سينمائية من الداخل منتخبة تستحق المشاركة، أن الذين يشاركون في هذه
المهرجانات هم سينمائيو المهجر من العراقيين بأفلام منتجة بجهود ذاتية
وبتمويل أشخاص أو شركات خارجية، أما سينمائيو الداخل فهم مهمشون مركونون
معزولون في غرف ثلاث في بناية تقع على ضفة نهر دجلة تسمى منتدى المسرح بعد
أن كان المسرح الوطني مقراً لهم، وبذلك انعزلوا عن زملائهم المسرحيين
والفنيين والصحفيين والإعلاميين الذين يتوافدون على بناية المسرح الوطني
لأجل تغطية الفعاليات الفنية واللقاءات الأدبية والشعرية التي تقام على
المسرح، ولو عمرت ورممت دائرة السينما والمسرح القديمة ذات التسعة طوابق
والتي خربت ونهبت وحرقت بعد السقوط والتي تحوي على مسرح كبير يتسع لمئات
الأشخاص لاستطاع المسرح الوطني على الأقل ان يخفف الزخم والضغط الواقع عليه
من الفعاليات والأنشطة السينمائية أو يحرك الراكد فيها وكذلك لاستطاع
السينمائيون من مزاولة نشاطاتهم الأبداعية الفنية بما يفيد الدولة
والمجتمع، أن العالم اليوم يتطور وبسرعة هائلة في مختلف المجالات العلمية
ومنها صناعة السينما التي دخلت عالم الكومبيوتر، وسينمائيوننا ما زالوا
يتباكون ويتحسرون على أفلام أيام زمان من اربعينيات وخمسينيات القرن
الماضي، هذه الأفلام وعلى بساطة موضوعاتها الفكرية وتواضع أجهزتها ومعداتها
الفنية السينمائية، ومخرجيها الذين أغلبهم لم يدرسوا السينما في معاهد
وكليات فنية، إلا أنهم انتجوا في الأقل أفلاما سينمائية روائية وبرأسمال
وجهود ذاتية شخصية هذه الأفلام شغلت دور السينما في حينها لفترة من الزمن،
وأصبحت مثالاً في أغلب كتاباتنا الأدبية والسينمائية، لذلك أقول : أذا لم
يكن القطاع العام وأقصد قطاع الدولة مهتماً لانتاج أفلام سينمائية روائية،
فأنا أقترح ان يفسح المجال أمام القطاع الخاص والمستثمرين الذين يملكون
رؤوس أموال كافية للأنتاج، بعد أن تخفف الدولة عنهم الضرائب وتسمح لهم
باستيراد المعدات والأجهزة الفنية السينمائية ومن ضمنها المختبر الملون حتى
تتمكن من تحميض وطبع الأفلام السينمائية داخل العراق وليس خارجه، فعندئذ
ومع التفكير جدياً بتطوير وصناعة الفيلم فإن السينما العراقية ستنتعش كما
كانت أيام زمان وتتحرك عجلة السينما التي باستطاعتها من احتواء اغلب
السينمائيين العاطلين عن العمل.. وإلا فأن السينما لن تزدهر في ظل عدم
اهتمام السادة المعنيين وفي ظل غياب رأسمال الدولة.
الإتحاد العراقية في
12/12/2009
اختتام مهرجان الفيلم الكردي في
لندن
وكالات/
متابعة الأتحاد
اختتم مهرجان الفيلم الكردي في دورته
السادسة أعماله في العاصمة البريطانية لندن بإعلان نتائج
المسابقة النهائية لأفضل
ثلاثة أفلام شاركت في المسابقة الثانية للأفلام القصيرة ( يلماز غوناي)
والتي كانت
جزءا من المهرجان وسميت بأسم المخرج الكردي الشهير، من مجموع 127 فيلما
توزعت بين
17
فيلما طويلا، وأكثر من 50 فيلما قصيرا إلى جانب 55 فيلما وثائقيا.
وفاز فيلم «أحلام
ثلجية» للمخرج سلام صلواتي بجائزة المهرجان الذهبية الرسمية وتسلم الجائزة
نيابة عنه المخرج السينمائي الكردي ستار جمني غل.
فيما نال الفيلم القصير «الصياد» للمخرج جعفر نور محمدي الجائزة
الثانية، وتسلمها نيابة عنه الفنان ناصر رزازي، وحل الفيلم القصير «خمس
ليرات» من إخراج سرحد كارا أسلان من كردستان تركيا في المركز الثالث
وتسلمها نيابة عنه المخرج الكردي كاظم أوز. وذهبت جائزة لجنة التحكيم إلى
الفيلم الكردي «الحمام الأبيض» من إخراج فيان مائي من إقليم كردستان،
وتسلمها نيابة عنها المخرج الكردي أحمد محمود
وكان المهرجان قد افتتح عروضه للفترة من 20 ـ 30 تشرين الثاني المنصرم
في ست مناطق متفرقة من العاصمة البريطانية. واللافت في مهرجان هذه السنة هو
الحضور المكثف للسينمائيين والفنانين الكرد وغيرهم، واتساع رقعة مشاركة
الأفلام التي تنافست في المهرجان، مما أنعش آمال القائمين على المهرجان
بتواصله وتنويع عروضه في الدورات القادمة للتعريف بالفن السينمائي الناهض
في كردستان.
وشارك في مراسم اختتام المهرجان التي جرت في موقع استوديو «سبيرنغ
هاوس» بلندن مساء الاثنين الماضي الفنــــــان الكـــردي المعــروف ناصر
رزازي إلى جانب أعضاء لجنة التحكيم وعدد كبير من المخرجين والفنانين الكرد
والأجانب.
وألقت الفنانة والعازفة الكردية تارا جاف كلمة المهرجان، وأشارت فيها
إلى أهمية تواصل المهرجان لدعم الحركة الفنية في كردستان، خاصة تشجيع
السينمائيين الكرد، وتوفير فرص مشاركتهم في المهرجانات العالمية.
وألقى رئيس الوفد الكوردي بكر معروف كلمة وزير الثقافة والشباب في
إقليم كردستان د. كاوه محمود، وأشاد فيها بالمستوى الفني والتنظيمي
للمهرجان، مشددا على اهتمام حكومة الإقليم بدعم جهود السينمائيين الكرد
للوصول إلى المحافل الدولية. وأضاف: «أحييكم باسمي وباسم كل منتسبي وزارة
الثقافة بحكومــة إقليـــم كردستان العراق ونتمنى لهذا المهرجان المزيد من
التألق والنجاح في دوراته القادمة خدمة للفن والثقافة الكردية ضمن المجتمع
الدولي».
ثم بدأت لجنة التحكيم، التي تألفت من السينمائي الكردي شوكت أمين
كوركي من إقليم كردستان، الذي تعذر عليه الوصول إلى المهرجان بسبب عقبات
تأشيرة الدخول، والمحلل السينمائي تيم كينيدي من بريطانيا، والفنانة
الكردية بيري شلماشي من هولندا، والممثل الكردي المعروف ناظمي كريك من
كردستان تركيا، والفنان الكردي هيفي إبراهيم من إقليم كردســـــتان، بإعلان
نتائج المسابقة الرسمية والتي حصد المخرج سلام صلواتي ذهبيتها بفيلمه
القصير «أحلام ثلجية»، ، فيما نال الفيلم القصير «الصياد» للمخرج جعفر نور
محمدي الجائزة الثانية، وحل الفيلم القصير «خمس ليرات» من إخراج سرحد كارا
أسلان من كردستان تركيا في المركز الثالث. بينما ذهبت جائزة لجنة التحكيم
إلى الفيلم الكردي «الحمام الأبيض» من إخراج فيان مائي من إقليم كردستان،
وتسلمها نيابة عنها المخرج الكردي أحمد محمود.
وذكرت شونم عادل المتحدثة الرسمية باسم المهرجان أن دورة هذا العام
كانت ناجحة. وكان المهرجان مهدى لأطفال كردستان هذا العام. وقـــــــد
افتتــــح المهرجـان بفيلم «أطفــــــال ديار بكر» بينما نظمت حملة لجمع
التبرعــــات في الليلة الختامية لملاعب أطفال حلبجة بحضور المنظمات
الراعية للمشـــــــــــروع.
يذكر أن مهرجان الفيلم الكردي الذي يعقد سنويا في العاصمة البريطانية
لندن وينظمه عدد من الفنانين والسينمائيين الكرد الموجودين في أوروبا،
ويعتبر أحد أهم المهرجانات الثقافية الكردية، إلى جانب كونه نافذة يطل من
خلالها السينمائيون الكرد على العالم الخارجي للتعريف بالفن السينمائي
الناهض في كردستان والذي شهد طفرة نوعية في السنوات الأخيرة، حيث حصد عدد
من المخرجين الكرد العديد من الجوائز التقديرية في المهرجانات الدولية.
الإتحاد العراقية في
12/12/2009 |