>> تحمست
لأنها عالم قريب من عالمي الذي أعرفه جيدا وأحبه فإبراهيم أصلان من أصول
ريفية مثلي وحياتنا متشابهة ولديه قدرة هائلة علي التقاط التفاصيل فيستطيع
أن يتحدث عن قاع الطبقة الوسطي المصرية والتي أنتمي إليها بالإضافة إلي سحر
الرواية في الحكي والحدث.
>> لا أري
ذلك ،بل الفيلم أقرب إلي الناس وأعتقد أنهم يمكنهم تقبله خاصة أنه يعبر
عنهم.
>> ليس هناك
من لديه تلك التركيبة السحرية للنجاح فهناك فيلم فني وفيلم تجاري والأخير
له مواصفات معينة واهتمامات خاصة مثل أفلام الأكشن والكوميديا وهناك سينما
فنية جدا تضع في اعتبارها كل العناصر السينمائية المهمة.
>> أحاول
الوصول إلي تلك المعادلة ولكني في نفس الوقت لا أبتعد عن الناس بل أحرص علي
حبهم للفيلم بجانب المستوي الفني الجيد ولا أعتقد أنني أستطيع عمل سينما
تجارية وهناك فرق في رأيي بين الفيلم الجماهيري والتجاري فقد نطلق علي
أفلام مثل «الأرض»، «البوسطجي» جماهيرية ولكنها ليست تجارية وأنا أفضل
تقديم أفلام جماهيرية، خاصة أن التجارية بها درجة من درجات التنميط خاصة في
الكوميديا، وإذا حاولت تقديم كوميديا سأقدمها تحترم عقل الناس وهي صعبة
الإيجاد.
الحكي
الشعبي
>> فكرت في
الراوي بعد عمل الفيلم لأنني وجدت مساحات كبيرة من الصمت وكنت أحتاج لوضعها
في إطار شرعي حاولت من خلاله الاقتراب من الناس لأننا كمصريين نميل إلي
السمع فمزجت بين شاعرية الصورة وشعر الصوت خاصة أن الفيلم «تقيل» فالحكي
الشعبي قد يبسطه.
>> لا أري
ما يسمي عشوائيات فهي كلمة تستهين بالناس هل هم عشوائيون؟ هي كلمة أطلقتها
الحكومة نتيجة عجزها عن فهم هذا النوع من البناء والإسكان غير الرسمي ولا
ننكر اتساع حجمه بما يقرب من 60% من مصر فهي مجتمعات تخلق وجودها الذاتي
ليضعوا قيما جديدة يعيشوا عليها ولا أفضل تصور المثقفين الساذج عنهم بل أري
حياتهم بها تفاصيل جميلة.
>> لا لست
معها وأرفض كلمة عشوائيات أيضا.
>> لا أطرحه
كما هو ولا أحاول تجميله وإنما هي وجهة النظر التي أقدمه من خلالها، حتي في
الفيلم التسجيلي يحمل وجهة نظر يقدم من خلالها فعين الكاميرا هي عين المخرج
والفرق أن تنظر بحب فتري أجمل الأشياء وأنبلها وتقدمها والأضعف تحاول أن
تقويه فلا أتعامل مع الناس باعتبارها دودا أو حشرات بل قيمة فالفن هو علم
الجمال وليس علم القبح.
لغة
جديدة
>> الفن
رسالة ولكني ضد الرسائل المباشرة لأنه إذا قدم بهذا الشكل المباشر أصبح
خطابة وليس فنا بالمعني المفروض وأنا أبتعد عن الكلاشيهات والأفكار الجاهزة
وأتمرد علي روح الفن لأبحث عن لغة جديدة وأساليب جديدة وأتضمن داخل الرسالة
ليصل بعمق.
>> الرمزية
هي قصة قديمة ولكني أعتمد علي بساطة الحوار فدلال في الفيلم تخاف من الظلام
واستقبالها للحياة هو استقبال مستمر حتي بعد الموت وأحترم هذا التصور
للحياة ولا أراها رموزا ولكن إذا تم تفسيرها لما هو أبعد فلا مشكة المهم
أنني اقتربت من الناس بشكل أعمق.
>> أعتقد أن
أساس هذا هو نوع الفيلم فالشخصية بعصافير النيل تعبر عن نفسها بالشبق
والرغبة في الحياة وليس لديه أي مناطق اقتحام سوي مناطق النساء بجانب ضعف
اختياراته من ممرضة لامرأة مطلقة بجانب أن رواية إبراهيم أصلان بها الأبعد
من هذا.
>> المشكلة
كانت في صوت الفيلم نتيجة النسخة التي تم تجهيزها للمهرجان بجانب أن الناس
لم تعتد مثل هذه الأفلام ولكني أنصحهم بأن يتركوا أنفسهم للفيلم يعطي ما
يعطي من شحنات عاطفية لهم.
حالة
تراجع
>> أعتقد
أنهما الاثنان معا وعلي مؤسسات الدولة أن تنظر لهذا الاتجاه فنحن في حالة
تراجع عام وشامل يجب بأن ندعم الثقافة الحقيقية فالشعب في حالة تغيب كامل
عن كل ما هو حقيقي.
>> نعم هذا
صحيح وليس سرا فالأفلام الموجودة الآن كلها مسروقة خاصة الأفلام الكوميدية
وقد سمعت أنه تم خصم حقوق المؤلف من المعونة الأمريكية وأعتقد صحة الخبر
والقليل لدينا من يعلن الحقيقة فبعد إعلان «طير انت» لهذا اعتبروها شجاعة.
>> للتسرع
في صناعة الفيلم وهي جريمة في رأيي فهناك فرق ونسبية في المجتمعات فسويسرا
مثلا ستقدم نماذج مرفهة أما لدينا في مصر تراث وعادات وتقاليد واشتراكات
وصراع ديني وسياسي وكثير من الموضوعات ولكنه الكسل والاستسهال لعمل أفلام
معلبة.
>> بالنسبة
لإبراهيم أصلان يبدو للوهلة الأولي سهولة كتاباته ولكنها صعبة وللآخرين أري
أن الأيام القادمة ستشهد تحولا لذلك مع الاتجاه للأدب.
>> فتحي
عبدالوهاب اختياري وأكدت هذا الاختيار بعد خلطة فوزية وعبير صبري أيضا
لأنني قصدت تقديم هذا النوع من البشر والجمال الحزين الذي يحمل نبلا وليس
شعبيا، وقد نجحوا كما تصورت بنسبة 100%.
>> لأننا
نعود للوراء كلما تقدم بنا الزمن والحالة في مصر أصبحت سيئة حتي المعارضة
في حالة تشرذم وهناك انهيار في المجتمع.
كومبارس
يحكم
>> نعم
توقعت أكثر من جائزة لأنه يستحق ذلك ولكن المشكلة في لجان التحكيم أننا نضع
بها شخصيات غير مدربة أو مهيأة بالمعني الثقافي للتحكيم في مهرجان ولا آتي
بكومبارس ليحكم فتحي عبدالوهاب مع احترامي الشديد للجميع.
>> المسلسل
يروي تفاصيل حياته ولن أقدمه بالشكل المعتاد للسيرة الذاتية فالحلقات ستكون
منفصلة ومتصلة في نفس الوقت كل حلقة تحكي موضوعا وسنبدأ قريبا في التحرك
وبطل المسلسل محمد نجاتي، ولن أقدمه ملاكا كما هو معروف عن السير الذاتية.
>> أشعر
بالاستفزاز لما حدث وهي حالة هائلة من الجهل من كلا الطرفين بطبيعة الآخر
وللأسف أنه تم استدراج عدد كبير من المثقفين إلي معركة غوغائية تقودها
أجنحة من النظامين بهدف كسر علاقة تاريخية بين شعبين كبار والإعلام له دور
رئيسي في هذا وللأسف توحدنا حول نظام فاسد وبائس.
>> بالطبع
إلي مدي كبير يظهر الموقف السياسي للمخرج حتي إذا كان الفيلم قصة حب فلا
يوجد مبدع دون موقف ولا يمكنه التعالي علي مشاكل الناس.
>> أحببت
بشدة الموجة الواقعية للسينما الفرنسية وتأثرت بكثير من مخرجيها وفي مصر
عملت مع محمد خان وخيري بشارة ويوسف شاهين وتركوا أعمق الأثر في عملي
وحياتي.
الأهالي المصرية في
09/12/2009 |