قلد الرئيس السوري بشار الأسد مؤخراً النجمة السورية منى واصف وسام
الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة، وذلك تقديراً لها على مسيرتها في
الفن التي تمتد قرابة نصف قرن .
ولم يكن التكريم الرفيع لمنى واصف مفاجئاً، فتكريم احد النجوم الكبار
في الفن تقليد في كل عام، حيث تم قبل سنة تكريم النجم رفيق سبيعي وقبله
دريد لحام، وقبل ذلك تم تكريم عدة نجوم دفعة واحدة منهم راحلون ومنهم أحياء
.
حظيت منى واصف في تكريمها بجلسة الى الرئيس السوري استمع خلالها الى
ما يخص الفنانين ومعاناتهم وأهم متطلبات نجاحهم في أداء رسالتهم، كما أشاد
الأسد بالدور الكبير الذي قامت به واصف طوال العقود الماضية في سبيل إنجاح
الدراما السورية وإغنائها ودعم السينما .
وفي تصريح ل”الخليج” اعتبرت واصف ان لقاءها بالرئيس بشار الأسد يعتبر
شرفاً كبيراً لها وجاء تتويجاً لرحلة طويلة من العمل والتعب، شاكرة الرئيس
على وقوفه الى جانب الفنانين ودعمهم بحيث لا يبقى فنان لا يشعر بقيمة ما
قدمه للفن .
وقالت واصف: “جلست الى الرئيس واستمع الى كلماتي حتى شعرت بأنني أعرفه
منذ زمن طويل، كان أباً وأخاً وصديقاً، لدرجة أنك لا تشعر بجواره أنك تجلس
مع رئيس” .
وحول ما تعتز به واصف من كلمات سمعتها من الأسد قالت: قال لي الرئيس
بشار الأسد: أنت ابنتنا، ابنة الشام، وهذا مصدر فخر واعتزاز ليّ . وأكدت
النجمة السورية ان حلمها الطفولي تحقق بلقاء الأسد، إذ قالت: “في طفولتي
كنت أحلم بأنني فراشة أذهب صبيحة كل يوم الى جبل قاسيون فأحقق حلماً ثم
أعود، واليوم ذهبت الى هناك جبل قاسيون حيث قصر الرئيس وحققت ذلك الحلم
الذي مرت عليه عقود” .
وطمأنت واصف الوسط الفني والجمهور الدرامي والسينمائي وحتى المسرحي في
سوريا الى ان المستقبل القريب سيشهد ثورة سورية كبرى في مجال الإنتاج
والتمويل، وستكون الأمور أشبه بمشروع وطني ستتضافر فيه جهود الكل (الدولة
والوسط الفني) لتحقيق أحلام ومتطلبات الجمهور العاشق والمنتظر للتغيير .
ولدت في دمشق عام 1942 لأم مسيحية وأب مسلم كردي .
بدأت حياتها الفنية كعارضة أزياء في دمشق وعمرها 17 عاما ثم انضمت إلى
المسرح العسكري عام 1960 .
لعبت في الدراما منذ بداية الستينات وتجاوزت أعمالها في التلفزيون
المائتي مسلسل وفي أبرزها دور الخنساء في مسلسل من 13 حلقة للمخرج صلاح أبو
الهنود، ومسلسل “الحب والشتاء” لنفس المخرج، فيما كانت نقطة التحول لها في
الدراما من خلال دورين كبيرين أدتهما في مسلسلي (دليلة والزيبق) للمخرج حسن
أبوشعيرة، و(أسعد الوراق) للمخرج علاء الدين كوكش .
وفي فترة التسعينات التي شهدت تحول الدراما السورية إلى النطاق الأوسع
برزت في جميع المسلسلات الخالدة في الدراما السورية، حيث برعت في مسلسل
(نهاية رجل شجاع) للمخرج نجدت اسماعيل أنزور .
وشهدت السنوات الأخيرة حضوراً مؤثراً وكبيرًا لمنى واصف في مختلف
الأنواع الدرامية وبلغ عدد المسلسلات التي تألقت فيها أكثر من .25 مسلسلاً
. أما في السينما فتركت بصمة واضحة في أكثر من 35 فيلما سوريّا وعربيا، وما
ساعد على ذلك أنها كانت زوجة المخرج السينمائي الكبير الراحل محمد شاهين
والذي كان مديرا لمؤسسة السينما في سوريا، ومن أبرز أفلامها “اللص الظريف”
و”الصديقان” و”مقلب من المكسيك” مع دريد ونهاد، و”ذكرى ليلة حب” .
كما كان لها حضور قوي ومؤثر في فيلمين في السنتين الأخيرتين “ظلال
الصمت” عام 2007 و”مناحي” 2008 .
وسبق لمنى واصف أن حصلت على جوائز عدة أهمها ميدالية الفاتح في ليبيا
وجائزة اتحاد المرأة العربية عن دورها في مسلسل “شيء يحترق” . كما كرمت في
دولة الإمارات ولبنان والأردن وليبيا والجزائر وتونس ومصر، وسوريا في
احتفالات وملتقيات أدبية، إلى أن كان وسام الاستحقاق السوري من الدرجة
الممتازة من الرئيس بشار الأسد .
الشرق في
10/12/2009 |