توشك احتفالية السينما الأوروبية في بيروت على اختتام فعالياتها في
سينما متروبوليس أمبيرـ صوفيل حيث انطلقت قبل اسبوع. الأجواء عينها تتكرر
كل عام. جمهور شبه ثابت، يؤم العروض على اختلاف أنواعها وجنسياتها. جمهور
أكبر يقصد الأفلام التي سبقتها سمعة طيبة، لاسيما تلك التي جالت المهرجانات
المعروفة وحازت الجوائز أو تلك التي تذيلها أسماء مخرجين معروفين، بعضها
سبق لمهرجان السينما الأوروبية استضافته. في الغالب، تنفد بطاقات تلك
الأفلام سريعاً، فتسري حالة من الخيبة وأحياناً الغضب بين رواد المهرجان
ويروحون يبحثون عن طريقة للحصول على بطاقة دعوة او ينتظرون عند الباب
لاقتناص مكان أحد الدبلوماسيين الذي قرر عدم الحضور. لا تنفع "تهدئة"
المعنيين لهؤلاء وتأكيداتهم ان هذا الفيلم تحديداً سيخرج في الصالات
التجارية في غضون اسابيع قليلة. إحدى الحاضرات تبرمت قائلة "لا عذراً لن
أشاهد الفيلم في الصالات" وكأن عرضه خلال مهرجان السينما الأوروبية يجري في
مكان آخر سحري. انها مفارقة تستحق التوقف عندها. لماذا لا يلقى الفيلم
الاوروبي اهتماماً مماثلاً خارج إطار المهرجان؟
غالب الظن ان المسألة تتعلق إما ببعض الاحكام المسبقة وأما بحسبة
منطقية او الاثنين معاً. يفترض المشاهد المواظب على حضور المهرجان ان
الكلام على اطلاق الفيلم في الصالات التجارية ليس جدياً او غير مؤكد.
ولعلّه يخشى إمكانية عرضه لوقت قصير قبل ان تتسنى له مشاهدته. وهنا لا بد
من الإشارة الى ان المهرجان يخلق روتيناً ما، يذهب بعض الجمهور المخلص
للمهرجان الى برمجة حياته اليومية على أساسه خلال عشرة ايام هي مدة
المهرجان، الأمر الذي لا يتكرر خلال الأوقات العادية. وهنا ربما يسجل
المهرجان أبرز إنجازاته على صعيد تعزيز مكانته ومد جسور التواصل والحوار مع
الجمهور المحلي. على صعيد آخر، ربما يكون من اسباب تفضيل العرض المهرجاني
على العرض الجماهيري العادي فكرة مواكبة "الحدث" والتحول جزءاً من
احتفاليته التي من طقوسها تقديم الفيلم ومشاركة المخرج في بعض الأحيان. في
المقلب الآخر، هناك الجمهور الذي يفترض من خلال تجربته ان الفيلم لن يُعرض
كاملاً في الصالات التجارية بسبب مروره على الرقابة (وهو محق بالطبع حيث ان
فيلم "نبي" لجاك أوديار فقد ثلاثة أو أربعة مشاهد في طريقه من الرقابة الى
العرض التجاري) وتالياً يصبح المهرجان المكان الأكثر أماناً لمشاهدة نسخته
الكاملة. او لعل المشاهد يدرك ان مواعيد اطلاق الأفلام محلياً ليست "مقدسة"
بل هي خاضعة لمزاج اصحاب الصالات والرقابة وغيرها من العناصر الخارجية،
فيصر على اغتنام فرصة المهرجان لمشاهدة اختياراته.
بالطبع لا تطاول تلك الحسابات كل الأفلام حيث يطفو نوع آخر من
المعايير. فالافلام الايطالية تعج بالجمهور النسائي لارتباطها عن طريق
الخطأ الشائع بشيء من الرومنسية. والأفلام اليونانية والتشيكية والقبرصية
والفنلندية والهنغارية والسويسرية هي حصة الجمهور، الشاب بمعظمه، الباحث عن
الاكتشاف. بينما تحظى الافلام الفرنسية والبريطانية والبلجيكية بجمهور اوسع
لأنها بالمقارنة مع غيرها مألوفة أكثر وان على صعيد اللغة بالدرجة الأولى.
هذا بالطبع تشريح عام للجمهور، تخترقه استثناءات كثيرة، تلعب الصدفة فيها
دوراً كبيراً. ففي أحيانٍ كثيرة، يدخل المشاهد فيلماً استناداً الى ملخص
الحكاية أو لأنه لم يجد بطاقة لخياره الأول.
مشاهدات
نقول ان ملامح المهرجان هي هي من عام الى آخر ولكن لا تفوتنا ملاحظة
بعض الفوارق الذي طبع الدورة السادسة عشرة.
[ عروض الخامسة والنصف من بعد الظهر لم تستقطب الجمهور لأن التوقيت
يتعارض مع دوام العمل، لاسيما ان حضور ذلك العرض يستلزم رصد أكثر من نصف
ساعة لاجتياز زحمة السير التي تصل الى أوجها في تلك الفترة من النهار. لذلك
ربما يكون من المفيد تخصيص ذلك العرض في السنوات المقبلة للإعادات فقط.
[ فتح شباك التذاكر لكل الأفلام منذ اليوم الأول ألحق الظلم بكثيرين
لم يتمكنوا من حجز أماكنهم لآخر أفلام المهرجان قبل اسبوع. وتلك مسألة
يعالجها بعض المهرجانات الأوروبي بفتح باب شراء البطاقات للفيلم، لاسيما
المرتقب، قبل يوم واحد او اثنين على أبعد تقدير.
[ آلات العرض الخاصة بالفيديو والـ"دي.في.دي" بلغت رقماً قياسياً هذا
العام داخل صالات العرض الأمر الذي يستوجب توضيحاً من منظمي المهرجان
وإعلاناً للجمهور عن ان هذا الفيلم او ذاك سيُعرض بنظام غير السينما. على
صعيد آخر، يحتاج هذا التفصيل المهم الى نقاش داخلي، يتجاوز مسألة الترويج
للسينما الأوروبية الى طرح سؤال "بأي ثمن؟". صحيح ان هدف المهرجان الاساسي
المعلن هو الترويج للأفلام الاوروبية ولكن ذلك يجب ان يتم في الأطر الفنية
المهرجانية المتعارف عليها. فلا يجوز عرض فيلم سينمائي بنسخة الفيديو او
الـ"دي.في.دي" فقط لأنها المتوفرة ولأن السفارة المعنية ترغب في الترويج
له. ولكن يمكن القيام باستثناء اذا كان الفيلم يستحق بالفعل المشاهدة وإذا
كان عرضه غير السينمائي لا ينتقص من قيمته الفنية. في كل الاحوال، لا يمكن
ذلك ان يتحول عرفاً والا فلتنظم كل سفارة او مركز ثقافي احتفاليتها الصغيرة
من دون التورط في شكل مهرجان يستلزم جهداً حقيقياً للحفاظ على معايير
اساسية.
[ الجدية التي تتعامل بها سفارات الدول الأعضاء في الاتحاد الاوروبي
مع المهرجان متفاوتة. فعرض الفيلم الاسباني "الحياة السرية للكلمات"
The Secret Life of Words الناطق اساساً بالانكليزية في نسخته المدبلجة الى
الاسبانية (!) ومن دون ترجمة، وفوق ذلك من انتاج 2005، خطأ يدلل على خفة في
التعاطي مع المهرجان وقصور عن فهم مكانته محلياً من قبل السفارة المعنية.
ولعله أبعد من ذلك يشير الى الحاجة الى خلق هيكلية للمهرجان تتابع تفاصيله
بدلاً من أن تُلقى على عاتق شخص واحد كل المهام التنظيمية والفنية.
[ للأسباب الترويجية عينها، عرض المهرجان في دورته الحالية أكبر
مجموعة من الأفلام القديمة (التشيكي
Zelary
ويعود انتاجه الى خمس سنوات خلت؛ الروماني
Ryna (2005)؛ النمسوي
Lapislazuli. In the Eye of the Bear (2005)؛ اليوناني
Douce Memoire (2005) الأمر الذي يجعل المعايير مطاطة ويطرح السؤال حول أهمية عرض
فيلم متوفر على "دي.في.دي"، يأخذ مكان فيلم آخر حديث وأقل تداولاً.
[ اسوأ افتتاح له منذ سنوات طويلة سجله المهرجان هذا العام باختياره
الفيلم الاسباني "كلمة واحدة منك"
One Word
from You
وفقاً للعرف السائد باختيار فيلم الافتتاح من الدولة الأوروبية التي ترئس
الاتحاد الأوروبي خلال فترة انعقاد المهرجان (مع العلم ان السويد هي رئيسة
الاتحاد الآن ولكن لعدم وجود سفارة سويدية في لبنان، اخذت اسبانيا مكانها
بوصفها الرئيس المقبل بما هي عملية أدل على التعقيدات البروتوكولية التي
تكبّل المهرجان). وإذا كان لا بد لهذا العرف من أن يكمّل، ولأن رديف
الدبلوماسية هي المرونة، فلتسعَ الدولة الرئيسة الى اختيار فيلم يليق
بالافتتاح على الاقل، واجهة المهرجان.
[ العرض الوحيد لفيلم ايليا سليمان "الزمن الباقي" الذي شارك في
المهرجان بوصفه ضيفاً ـ ولأن انتاجه موزع على عدد من الدول الأوروبية
الأعضاء ـ اقتصر على الدعوات الخاصة على اعتبار ان الفيلم سيخرج في الصالات
المحلية (متروبوليس وأمبير) في السابع عشر من كانون الأول/ديسمبر الجاري.
ولكن اللافت ان الصالة بالكاد امتلأت لتخلف عدد كبير من المدعوين الرسميين
فيما لم يحتشد الجمهور العادي كعادته في الباحة الخارجية لالتزامه بشكل
الدعوة الرسمية.
[ اعتماد نسخ مع ترجمة انكليزية في معظم الأفلام (باستثناء اليونانية
والفيلم البلجيكي
Formidable
الناطق بالفرنسية من دون ترجمة) خطوة جيدة تجذب جمهوراً أوسع مع ضرورة
الاشارة من جديد الى اهمية الترجمة العربية التي ستجذب للمهرجان جمهوراً
مختلفاً.
[ أفلام الطلاب العشرين في المسابقة تتبارى على مشاركتها في مهرجانات
أجنبية بدلاً من القيمة المالية التي كانت تُخصص للجائزة في السنوات
السابقة. ولكن السؤال: اي مهرجانات؟ وهل يملك الاتحاد الاوروبي أو بعثة
المفوضية الاوروبية في لبنان ـ من خلال ضمانه تلك المشاركة ـ فرض فيلم على
مهرجان؟! الى ذلك، يبدو ان هذه المسابقة باتت تشكل عبئاً على البعثة لجهة
تشكيل لجنة تحكيم كل عام لتقويم الافلام واختيار الفائز منها بدليل عدم
اكتمال اللجنة حتى مرور أربعة ايام من المهرجان. فإلى ممثلي السفارات الذين
يشاركون في لجنة التحكيم، من دون ان تكون لديهم بالضرورة خلفية سينمائية،
عدد قليل من الصحافيين والنقاد يجد الوقت للاضطلاع بتلك المهمة خلال فترة
المهرجان المزدحمة بالعروض.
أفلام
لم يقصِ الافتتاح المخيب الجمهور عن الافلام الأخرى وكأن هناك تواطؤاً
بين الجمهور والمهرجان على تخطي الرسميات والبروتوكالات. الفيلم الذي من
أبرز ملامحه انه من اخراج وزيرة الثقافة الاسبانية الحالية أنغيليس
غونزاليس ـ سيند، يتناول حياة امرأتين شابتين كانتا فيما مضى صديقتين في
المدرسة. تبدأ الأحداث بلقائهما بعد سنوات طويلة، فقدت خلالها "روزاريو"
والدتها بينما لم تحقق "ميلاغروس" شيئاً سوى الانتهاء عاملة تنظيف في مصرف
والاعتناء بوالدتها في آخر ايامها. معاً، تعيدان اكتشاف المباهج الصغرى
ولكن مرارات الماضي والحاضر تعيق صداقتهما ورحلة الخلاص حتمية لكل منهما
انما من خلال طريقين مختلفين اختلاف الحياة والموت. بخلافه، يستثمر الفيلم
الايطالي
Mid-August Lunch حكايته الصغيرة ليقول اشياء كثيرة عن الشيخوخة والوحدة والعائلة.
جياني دي غريغوريو هو مخرج الفيلم والممثل الرئيسي فيه والشخصية التي
يلعبها وتحمل اسمه الحقيقي. يعيش "جياني" الخمسيني مع والدته المسنة في
روما حيث يعتني بكل شيء: والدته، المنزل، التنظيف، الطهي. ولكن الديون
تراكمت عليه الى حد بات يهدد بطرده من المبنى. يستغل صاحب المبنى ذلك
طالباً منه الاعتناء بوالدته خلال عطلة نهاية الاسبوع التي تصادف في منتصف
شهر آب/أغسطس، عيد "انتقال السيدة العذراء"، مقابل الغاء بعض ديونه. ولكن
"مارينا" لن تأتي وحدها بل صحبت عمة المالك "ماريا" وستنضم اليهما "غرازيا"
والدة طبيب العائلة التي هربت الخادمة التي تعتني بها. تكمن سلاسة الفيلم
وذكاؤه ايضاً في لعبه على الحد الفاصل بين "الانسانية" و"الاستغلال". فمن
جهة، يدب اجتماع السيدات الروح في حياة والدته الفارغة كما في حياتهن، ومن
جهة ثانية، يجد "جياني" في الاعتناء بهما فرصة لسد عجزه المالي والصرف على
مساحة الحرية الوحيدة المتاحة له: التسكع في الحانة المجاورة. لا يدخل
الشريط في التفاصيل ولا التحليلات النفسية للشخصيات، ولكن مساحته الضيقة
وأحداثه المكثفة خلال يومين، تكشف عن الكثير: الام المتطلبة والمهيمنة،
المجد الزائل، ذل الشيخوخة، اهمال الأولاد، العاطفة التي تتحول واجباً
صارماً، القدرة على الاستمتاع بالحياة على الرغم من تقدم العمر... كل ذلك
وغيره في فيلم لا يزيد عن ساعة وربع الساعة يتركك في عطش الى المزيد.
محطة سينمائية أخرى متميزة بشروطها الخاصة كانت مع فيلم
Fish tank للبريطانية أندريا أرنولد التي قدمت قبل أعوام قليلة باكورتها
Red
Road . كلا الفيلمين حاز جائزة السيناريو في مهرجان كان السينمائي معلنين
ولادة سينمائية متميزة، يعتبر كثيرون انها خارجة من عباءة كين لوتش
وواقعيته الاجتماعية. بعيداً من التصنيفات والتشبيهات، تخوض أرنولد تجربة
متميزة ثانية في
Fish tank
مع وجه جديد هي كايتي جارفيس ابنة السبعة عشر ربيعاً التي التقتها المخرجة
صدفة في إحدى محطات القطار. يتطلب الدور جهداً جسدياً كبيراً والماماً
بالرقص وتطوراً نفسياً كبيراً. لذلك ارتأت المخرجة عدم اطلاع الممثلة
الوافدة على السيناريو وتصوير الفيلم بالتسلسل الزمني للأحداث بحيث تتطور
الشخصية تدريجياً وتكتسب مهاراتها مع تطور الممثلة في الواقع. مما لا شك
فيه ان هذا الاسلوب أعطى ثماره على الشاشة وان لم يفطن اليه المشاهد. ولكن
التحول الذي تختبره الشخصية يصل الى درجة من العمق لا بد من ان تكون نتاج
أحد أمرين: خبرة عالية وها ما لم تمتلكه الشابة أو تجربة حياتية موازية
لتجربة الشخصية وهو ما حققته المخرجة بخياراتها. المهم ان أرنولد في
تجربتها الثانية تحتفظ بعالمها السينمائي الخاص المبني على مبدأ "المراقِب"
و"المراقَب" وتبادل السلطة بينهما الذي اختبرته بشكل مباشر في تجربتها
الأولى من خلال حكاية المراقبة وعلاقتها بالبعد او القرب العاطفي. "ميا"
فتاة تحيا في الضواحي وتحاول باستمرار الفرار من محيطها الخانق. ومن هنا
تأتي تسمية الفيلم التي هي استعارة لحالة "ميا" الأشبه بسمكة تدور داخل حوض
كأنها تبحث عن شيء. الرقص هو وسيلتها للهروب من عالمها. وغير بعيد من ذلك،
تلقي المخرجة بنظرة ناقدة على ثقافة الشهرة التي يعتنقها الجيل الشاب
وتتسبب بالجزء الاكبر من احباطه وضياعه. فكرة ان بمقدوره الحصول على ما
يريد كما تسوق البرامج التلفزيونية في حين انه لا يستطيع عملياً وفكرة
ارتباط الشهرة بالسعادة. ولكن "ميا" لا تنتمي كلياً الى تلك الطينة من
الشباب من دون أن يعني ذلك تجنيبها المرارة ومخاض البحث عن طريقها من خلال
نسج علاقة مع عشيق امها "كونور" (المميز والمتبدل باستمرار مايكل فاسبندر)
و"بيلي" (هاري تريداواي) الاقرب الى عالمها المهمش.
الفيلم الفرنسي ذائع الصيت "نبي"
Un
prophete لجاك أوديار شكل أقوى نقاط الجذب في المهرجان لاسيما بحضور نجمه
الجزائري الاصل طاهر رحيم العرض الثاني. شريط أوديار الذي ستكون لنا عودة
مفصلة اليه الاسبوع المقبل مع خروجه في الصالات المحلية (يوم العاشر من
كانون الاول/ديسمبر) الجاري شريط يتخفى خلف النوع
genre لينسج حكاية فرد ومكان، تختلط فيها خصوصية النظرة بعمومية الموضوعات
المطروقة (السجن، الفساد، التطرف الديني، العنصرية، الهوية...). الفيلم
الثاني الذي حاز الاهتمام الكبير هو "الزمن الباقي" لايليا سليمان الذي
سيخرج بدوره في الصالات المحلية (16 كانون الاول/ديسمبر الجاري). الفيلم
تجربة روائية ثالثة بعد "سجل اختفاء" و"يد الهية" لسليمان، يترجم من خلاله
توقاً الى استعادة الرواية الفلسطينية التاريخية من دون ان يحيد عن خصوصية
اسلوبه ونظرته. من فلسطين 1948 الى ناصرة 1970 وصولاً الى الحاضر، يعيد
سليمان تركيب حكايات أسرته وطفولته ومحيطه كأنه يبحث عن ذلك الخيط الجوهري
السري، صانعاً من عقده المتتالية سيرة تحمل أسرار الحاضر وغموضه وغربته قبل
ان يولي "الزمن الباقي".
المستقبل اللبنانية في
04/12/2009 |