منح جمهور مدينة نانت الذي يواظب على
حضور عروض مهرجان القارات الثلاث للافلام من آسيا وافريقيا
وامريكا اللاتينية،
جائزة الجمهور للفيلم المصري 'احك يا شهرزاد' للمخرج يسري نصرالله الذي
شارك عمله
في المسابقة الرسمية للمهرجان الذي اختتمت فعالياته امس الثلاثاء باعادة
عرض جميع
الافلام الفائزة.
وكان المخرج حضر جانبا من فعاليات المهرجان قبل ان يغادر الاحد
الى باريس. وقد عبر في حديث لوكالة فرانس برس عن رضاه باستقبال جمهور
المدينة للعمل
والنقاش الذي اعقبه.
ويروي الفيلم عددا من الحكايات التي تخص المجتمع المصري
اليوم والمرأة تحديدا من خلال حكاية هبى المذيعة التلفزيونية وزوجها
الصحافي الطامح
لمنصب اكبر في صحافة الحكومة.
والفيلم من تأليف وحيد حامد وبطولة منى زكي وحسن
الرداد وحسين الإمام ومحمود حميدة وسوسن بدر ومحمد رمضان ورحاب الجمل وسناء
عكرود
وناهد السباعي.
وكان 'احك يا شهرزاد' حصل قبل ايام على أرفع جائزة في مهرجان 'فيرونا' الإيطالي المتخصص في السينما
الإفريقية ومنح لقب 'افضل فيلم
افريقي'.
وعلق المخرج على هذا الامر بانه لم يكن على علم بذلك حتى اخبره الموزع
الفرنسي الذي كان ارسل النسخة دون اعلامه مشيرا الى ان فرحته كبيرة.
واكد يسري
نصرالله ان فيلمه وزع في ايطاليا بعد ان كان عرض اول مرة في مهرجان
البندقية
السينمائي في ايلول/سبتمبر الماضي اما جائزة الجمهور فهي عبارة عن تكاليف
ترجمة
نسخة من الفيلم الى الفرنسية مع شركة 'تيترا فيلم' وتمنح للمخرج والموزع.
واذا
كانت الافلام الافريقية تمثلت على نحو هام في مهرجان القارات الثلاث الذي
شهد قراءة
سيناريو من الصومال وحضور افلام من اريتريا واثيوبيا وجنوب افريقيا فان
جوائز
المهرجان الاولى ظلت اسيوية.
ومنحت لجنة التحكيم التي ترأسها المخرج الافغاني
برمك اكرم جائزة المنطاد الذهبي لفيلم 'باندوبي' من كوريا الجنوبية للمخرج
شين دونغ
ايل وهو رابع فيلم للمخرج الذي كان ظريفا جدا وهو يتلقى
الجائزة واضحك الجميع حين
اعتقد لجهله الفرنسية انه تلقى فقط جائزة الجمهور.
وجائزة المنطاد الذهبي هي
الجائزة الكبرى لمدينة نانت وتمنحها قناة 'سيني سينما' وهي
عبارة عن هدية دعائية
ترويجية تمنح لمخرج وموزع الفيلم عند صدوره في فرنسا وذلك للمساعدة على
توزيعه.
وكانت سينما كوريا الجنوبية تألقت في أكثر من مهرجان في السنوات
الاخيرة
حيث سجلت حضورا مشرفا في مهرجان كان السينمائي.
وشارك في المسابقة الرسمية
لمهرجان القارات الثلاث فيلم آخر من كوريا الجنوبية سبقت
مشاركته في مهرجان برلين
السينمائي وحصد ذهبية مهرجان دمشق السينمائي مطلع تشرين الثاني/نوفمبر
الماضي
والفيلم للمخرجة كيم سو يونغ بعنوان 'الجبل الاجرد'.
ونال فيلم من اندونيسيا
جائزة المنطاد الفضي التي يمنحها المهرجان ومجلس بلدية منطقة
اللوار الفرنسية
والفيلم بعنوان 'بليند بيغ هو وانتز تو فلاي' وهو الفيلم الاول للمخرج
ادوين.
ويتناول الفيلم بحساسية فائقة العنصرية السياسية التي تلاقيها الاقلية
الصينية في اندونيسيا ويتشكل من عدة حكايات لكنه يظل متمحورا حول الهوية
الصينية
والاحساس بعدم الامن والخوف وفقدان الجذور عند هؤلاء الماليزيين من اصل
صيني.
وشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان القارات الثلاث الذي منحت جوائزه
مساء
الاثنين 12 فيلما من فيتنام ومالي واليابان واسرائيل وايران والصين
والارجنتين
اضافة الى مصر واندونيسيا.
وتضمن المهرجان عددا من التظاهرات والمعارض بينها
تظاهرة خاصة بالمخرج الياباني كيوشي كيروساوا الذي حضر المهرجان.
القدس العربي في
02/12/2009
تمزج بين الحكايات الايروتيكية
وقصص الواقع:
الفنانة الايرانية ميترا فرحاني تواصل
مقاربة مواضيع حساسة
في انتظار محاكمتها
نانت (فرنسا) - ا ف ب
خصص مهرجان القارات الثلاث السينمائي على
هامش دورته الـ31 التي اختتمت فعالياتها الثلاثاء في نانت
بشمال فرنسا معرضا خاصا
بميترا فرحاني الفنانة الايرانية الشابة التي تحظى بمكانة فنية رفيعة في
فرنسا
والغرب نظرا لجرأتها وتطرقها لمواضيع تعتبر من المحرمات في المجتمع
الايراني.
وهذه الفنانة المولودة عام 1975 كانت محور معرض خاص في 'ليو يونيك' (المكان الفريد) في نانت تحت عنوان 'صور
متعددة'. وكان اطلق سراحها بكفالة بعد ان
قضت اسبوعين في سجن 'ايوين' في طهران الذي اقتيدت اليه عند
عودتها في 27
حزيران/يونيو بعد صدور مذكرة توقيف بحقها بسبب اعمالها الفنية التي تعتبرها
السلطات
الايرانية مسيئة للتقاليد والاعراف في ايران.
وقالت ميترا فرحاني لوكالة فرانس
برس داخل المعرض انها ستعود قريبا جدا الى ايران لتشهد
محاكمتها بعد ان دفعت كفالة
للخروج من السجن واستجوبت لفترة على نحو يومي.
واوضحت 'الامر في غاية
السوريالية. حين عدت الى ايران احتجزت في المطار ليلة نمت خلالها على الارض
وفي
الثالثة صباحا جاءتني الشرطية، قدمت لي كوبا من الشاي، سالتني عن الرجال في
فرنسا
وهل هم افضل منهم في ايران'. وعبرت عن استغرابها لتطرق الشرطية
الى مواضيع جنسية
'فيما
انا اعتقلت بسبب تناولي لمواضيع الجنس في افلامي ورسوماتي' كما قالت.
لكن
استغرابها سرعان ما يتحول الى لامبالاة: 'حين جاء ثمانية رجال واقتادوني
الى سجن
ايوين في طهران بدا لي الامر كله وكانه فصل من مسرحية كنت مستعدة لها لاني
كنت على
علم مسبق بامر ايقافي' تضيف المخرجة.
اما بخصوص عملها الذي يتطرق دائما للممنوع
ويلامس المحرمات ويمزج بين حكايات ايروتيكية وقصص الواقع
فتقول: 'عرض الواقعي ممنوع
في ايران فالمجتمع متزمت ظاهرا اما في المساحة الحميمة فهو مجتمع متفلت'.
وتسعى
ميترا فرحاني حاليا لايجاد تمويل مادي للسيناريو الاول الذي انجزته بعنوان
'الديك'
والذي يتطرق لموضوعات اجتماعية لا تبتعد عن
الجنس الذي يشكل محورا قائما في كل
اعمالها الفنية.
وقالت 'ساصور الفيلم في الخارج لاني احتاج الى مساحة من الحرية
لا تتوفر لي في ايران وان كان ذلك سيحرمني من المناظر الخارجية والجو
الايراني'.
كما تعمل على تصوير فيلم وثائقي يتناول موضوعا حساسا آخر ويتصل
بالحرب العراقية - الايرانية حيث عمدت زوجات مساجين لم يكونوا على سجلات
الصليب
الاحمر واعتقدت عائلاتهم انهم توفوا الى الزواج في حالات عديدة
من اخ الزوج
المختفي.
غير ان عددا كبيرا من هؤلاء عاد بعد غياب سنوات طويلة الى بلده ليجد
ان
زوجته باتت زوجة لاخيه. هذه الدراما العائلية هي ما تسعى المخرجة لتصويره
في شريط
وثائقي تقول عنه 'ابحث عن شهادات لاشخاص عاشوا هذه التجربة،
لكن حتى حين اردت
الابتعاد عن التابوهات وجدت ان الموضوع يزعج كثيرا ونصحت بالابتعاد عنه'.
وتقول
ضاحكة بسخرية:'كنت اعتقد انه موضوع عاقل وبديهي نسبة لما نفذته في السابق
لكني
اكتشفت سريعا انه من الصعب جدا العمل على هذا الموضوع ولا زلت ابحث عن
شهادات. كثير
من العائلات لا يرغب بفتح الموضوع'.
وتكشف الفنانة ان السلطات الايرانية صادرت
لها اشرطة صورت فيها ممثلا شعبيا مشهورا في ايران انجز قبل
الثورة الكثير من
الافلام الشعبية ويحن الى مرحلته الايرانيون في حين ان ناصر ملك مطيعي
'ممنوع من
الصورة' وكانت تود انجاز شريط تسجيلي عنه.
وتعرض ميترا فرحاني في نانت صورا
ورسوما لرجال عراة او هم في حالة استمناء او غارقين تحت مياه
الحمام في اعمال تكتسب
قوتها من تعبيرها عن حالة الاختناق والمنع.
كما يعرض لها 3 افلام وثائقية هي:
'مجرد
امرأة' (2001) اول اعمالها الوثائقية الذي كان عرض في مهرجان برلين وبعده
في
عدد من المهرجانات الدولية ليجلب لمخرجته شهرة عالمية وهو يتناول موضوع
وحياة سنبل
التي اجرت عملية تحويل جنسي ويصورها في فترة التحول كما يرصد طبيعة حياتها
الجنسية
في طهران حيث تعمد الى بيع جسدها.
عام 2002 صورت فرحاني التي تقيم في باريس منذ
العام 1998 فيلمها الثاني 'تابوهات' في طهران وتناولت فيه
الحياة الجنسية
للايرانيات الشابات وايضا الشباب كما تطرقت لموضوع عذرية المرأة وزواج
المتعة.
وعملت على هذا الفيلم نحو سنتين حيث اجرت
مقابلات مع معنيين بينهم رجال دين.
وانجزت المخرجة عام 2006 فيلما وثائقيا عن الرسامة الايرانية الشهيرة
بهجت صدر
التي رحلت الصيف الماضي.
وفي تعليق لها على المستجدات الايرانية ترى فرحاني ان
ما يحدث حاليا في ايران هو بمثابة 'عبور من مرحلة الى مرحلة فنحن دخلنا في
مرحلة
جديدة لم نشهدها منذ الثورة. عشنا شيئا مشتركا كبيرا وكانت
ثورة الشعب نابعة منه
ومن احباطاته. الامر كان تعبيرا هاما عما يحس به الشعب بعد 30 سنة على
الثورة بعيدا
عن النظريات او الثيولوجيا'.
القدس العربي في
02/12/2009 |