«مهرجان
السينما
الأوروبية» في بيروت يُفتتح اليوم بالفيلم الإسباني «كلمة منك»
الأفلام السجالية
قليلة.. والموجود أفضل الممكن
نديم جرجورة
قبل عام واحد فقط،
احتفلت «بعثة المفوضية الأوروبية في لبنان» بذكرى مرور خمسة عشر عاماً على
إطلاقمهرجانها السينمائي الخاصّ بالأفلام الأوروبية. أقيمت الدورة
الأولى، حينها، في
إحدى صالات سينما «لا سيتيه» في جونيه. تبدّلت أحوالٌ كثيرة، منذ ذلك
الحين. عاش
لبنان تحوّلات وانقلابات عدّة، في شؤون الحياة والثقافة والسياسة والأمن
والاقتصادوالإعلام والإبداع. اختفت صالات لعبت دوراً مهمّاً في الحركة
السينمائية المحلية.
بهت بريق صالات أخرى، شكّل حضورها القديم إضاءة حقيقية في نشاطها. نشأت
صالات
حديثة. برزت مدن وأحياء جديدة. انتقل المهرجان السينمائي الأوروبي إلى
بيروت. أثناءتلك الفترة، نضجت صناعة الأفلام اللبنانية. تكاثرت المعاهد
الأكاديمية والمدارس
المهنية. تخرّج طلابٌ كثيرون. لكنّ قلّة قليلة جداً منهم تمسّكت بالسينما
أداة
تعبير وعمل. وجد المهرجان الأوروبي نفسه أمام «أجيال» متعاقبة من الطلاب.
أتاح لهم
فرصة تنافس متواضع أثناء انعقاد دوراته السنوية. جائزتان ماليتان مُنحتا
لأفلامعديدة في الأعوام الفائتة. ارتأت البعثة نفسها تبديل الجائزة.
لم يعد المال نافعاً.
مَنْحُ طالبين فائزين فرصة مشاهدة أفلام حديثة الإنتاج في مهرجانات
سينمائية
أوروبية، خطوة جديدة أرادتها البعثة تفعيلاً للعلاقة بين الطلاّب الشباب
والحركةالإنتاجية الأوروبية. مع أن الأفضل كامنٌ في تحويل المبلغ
المالي (وهو رمزي) إلى
مساعدات إنتاجية، «تفرض» على الطالب الفائز مسؤولية الاستمرار في الانشغال
الثقافي
والإنساني والأخلاقي والمهني بالسينما. تجعله منجذباً إلى إنجاز فيلم آخر
له، بدلاً
من التقوقع في مجد عابر، أو القيام بزيارات خارجية تميل، غالباً، إلى
الجانبالسياحي البحت.
إنتاج أوروبي
الحركة الإنتاجية الأوروبية عرفت، بدورها،
تطوّرات متفرّقة في الآونة الأخيرة أيضاً. مع هذا، ظلّ رواجها محدوداً،
غالباً. في
بيروت، حافظ «مهرجان السينما الأوروبية» على تقليد لا يحيد عنه: تقديم
أفلامأوروبية إلى جمهور سينمائي محلي، شهد ارتفاعاً ملحوظاً في عدد
مشاهديه، مؤخّراً.
السينما الأوروبية عالم مستقلّ بحدّ ذاته. النجاحات التي حصدتها أفلام
مصنوعة في
دول تحتلّ المرتبة الثانية أو الثالثة في لائحة الصناعة السينمائية
الأوروبية أو
الدولية، عكست تقدّماً واضحاً في آلية الاشتغال الدرامي والمستوى الجمالي
والمضامينالإنسانية والحكائية. وعلى الرغم من أن المهرجان المذكور لم
يستطع الحصول على نسخ
من الأفلام الأوروبية الناجحة تلك، نقدياً وجماهيرياً، إلاّ نادراً؛ فإن
النماذج
المختارة تعكس شيئاً من العمل «المحلي»، إلى جانب روائع مستلّة من الإنتاج
الحديثلأفلام موقّعة بأسماء مخرجين كبار. بتواضعه هذا في تحديد الهدف
والهوية، نجح «مهرجان
السينما الأوروبية» في أن يكون حلقة تواصل ثقافي بين نتاج أوروبي متنوّع،
بغلبة واضحة للأفلام العادية، والمشاهدين المهتمّين.
إحدى مشاكل «مهرجان
السينما الأوروبية»، الذي تُفتتح دورته السادسة عشرة مساء اليوم الخميس
بعرض الفيلم
الإسباني «كلمة منك» لآنجيلس غونزاليس ـ سيندي (يُعرض ثانية عند الخامسة
والنصف بعد
ظهر الأربعاء في الثاني من كانون الأول المقبل)، في صالة سينما «متروبوليس/
أمبيرصوفيل» (الأشرفية)، كامنةٌ في غياب إدارة «سينمائية» فنية،
تُخَوَّل اختيار أنماط
سينمائية حديثة، وتعمل على «تحريض» المخرج أو المنتج أو الموزّع على
الموافقة على
المشاركة في دوراته السنوية. العلاقة بهؤلاء محصورة بالسفارات. هناك أفلام
ذات شهرة
كبيرة، تسعى السفارات أو مندوبوها إلى الحصول عليها. هناك أفلام «تمثّل»
هذا البلدالأوروبي أو ذاك، لا أكثر. الدور الذي تلعبه بشرى شاهين،
المسؤولة الإعلامية في
البعثة، لا يوصف. تكاد تكون وحيدة في تنظيم «كل شيء». لا مبالغة في ذلك.
تكاد تكون
هي المهرجان، لشدّة تفانيها في إنجاحه، أو العمل على إنجاحه، على الأقلّ.
أصابتمراراً، على الرغم من ظروف معاكسة، أحياناً. اتصالات ومتابعات
وعلاقات شخصية
بمعنيين بالهمّ السينمائي، لاستشارة أو رأي أو سؤال... أمورٌ تقوم بها
لتأمين «أفضل» العناوين الممكنة. نجحت مراراً في
تحقيق هذا الأمر. السفارات، وحدها، لاتنفع. الطريق الديبلوماسية تُسهِّل أموراً لوجستية. لكن
البرنامج محتاجٌ إلى عناوين
حديثة الإنتاج، ومثيرة للجدل. محتاجٌ إلى رؤية سينمائية وجهد تقني للحصول
على
الأفضل. عناوين عدّة عُرضت في الدورات السابقة كلّها بدت منقوصة الجماليات.
ومعأنها عكست شيئاً محلياً ما، إلاّ أنها لم تكن ذات أهمية
إبداعية تُذكر. لكن، في
مقابل هذا كلّه، يُمكن القول إن المهرجان لا يبغي أكثر من تقديم نماذج
متفرّقة من
سينمات أوروبية. لا مسابقة رسمية ولا تنافس. لا جوائز مالية/ معنوية ولا
سوقسينمائية. إنه مهرجان ثقافي، فقط. بهذا، حقّق قدراً كبيراً من
متطلّبات المعادلة
المطلوبة: أفلام سينمائية جيّدة (وإن كانت قليلة، قياساً بالعدد المختار في
كل
دورة) وجمهور. بهذا، أسّس المهرجان جمهوراً وفياً له.
روائع قليلة
الجميل
والمهمّ موجودان دائماً، وإن بنسبة قليلة. في الدورة السادسة عشرة هذه،
هناك أربعةأفلام شاركت في المسابقة الرسمية للدورة الثانية والستين (13 ـ
24 أيار 2009)
لمهرجان «كان» السينمائي. أحدها، «نبي» للفرنسي جاك أوديار، فاز بالجائزة
الكبرى (السابعة والنصف مساء بعد غد السبت في
الصالة الأولى، والعاشرة ليل الأربعاء فيالثاني من كانون الأول المقبل في الصالة الثانية). هناك
«الفيلم العربي» الوحيد
المنتقى في لائحة «كان» تلك: «الزمن الباقي» للفلسطيني إيليا سليمان (يُعرض
مرّة
واحدة فقط، بناء على بطاقات دعوة، السابعة والنصف مساء الثلاثاء في الأول
من الشهر
المقبل في الصالة الأولى). بالإضافة إليهما، اختير فيلمان إنكليزيان هما:
«البحث عنإيريك» لكن لوتش (العاشرة والنصف ليل الأربعاء في الثاني من
كانون الأول المقبل في
الصالة الأولى، والسابعة والنصف مساء الأحد في السادس من الشهر المقبل في
الصالة
الأولى أيضاً) و«حوض الأسماك» لأندريا أرنولد (الثامنة مساء الأحد في
التاسعوالعشرين من تشرين الثاني الجاري في الصالة الأولى، والعاشرة
والنصف ليل الجمعة في
الرابع من كانون الأول المقبل في الصالة الثانية). التنويع مقبول. براعة
أوديار في
رسم ملامح العيش في الخطّ الواهي بين الحياة والموت، من خلال شخصية سجين
عربي،بعيداً عن أحكام مسبقة أو كليشيهات ساذجة، مثيرة للنقاش. حيوية
النصّ الإنساني
المؤثّر والعميق في «الزمن الباقي»، المكتوب بتحرّر واضح من خطابية
البكائيات
العربيات، تضع المرء أمام أسئلة الحرية والهوية والوجود والعيش، المطروحة
بشفافيةومصداقية جميلتين في الفيلم الروائي الطويل الثالث لإيليا
سليمان. النَفَس اليساري
المتمثّل بقراءة النزاع الطبقي في الحياة البريطانية، بشكل عابر وواضح
وعميق في آن
واحد، جزءٌ أساسي من السيرة السينمائية لكن لوتش، الذي أوجد لهذا النَفَس
مكاناً في
جديده الكوميدي الساخر والجميل والبسيط (بعمق وجمالية) «البحث عن إيريك».
قسوةالحياة في الضواحي اللندنية، وتداعيات الفقر والفقدان والوحدة
والبحث عن أفق لخلاص
ملتبس، صُورٌ حيّة في «حوض الأسماك». بدا الفيلمان الإنكليزيان متشابهين في
تحليلهما السينمائي الجانب البائس من الحياة اليومية. لكن «البحث عن إيريك»
مال،أكثر، نحو الضحك. بينما غاص «حوض الأسماك» في الشقاء.
طلاب
عنوان فيلم
الافتتاح هو «كلمة منك». فيلم إسباني، أنجزته وزيرة للثقافة تُدعى آنجيلس
غونزاليسـ سيندي (مواليد مدريد، 7 نيسان 1965). كتبت سيناريوهات عدّة،
وعملت في الإخراج. في
الشقّ الثاني، أنجزت فيلمين اثنين، أولهما «الحظّ النائم» (2003)، استندت
كاتبته (بالتعاون مع بيلين غوباغي) على وقائع
حقيقية: توافق المحامية آنجلينا (أدرياناأوزوريس)، التي فقدت عائلتها مؤخّراً، على تولّي دعوى قضائية
خاصّة بالتعويضات ضد
شركة بناء سبّبت مقتل أحد عمّالها. أما «كلمة منك»، المستلّ من رواية
لإلفيرا
ليندو، فيسرد حكاية صديقتين قديمتين، هما روزاريو (مالينا ألتيريو)
وميلاغروس
(إيسبيرانزا
بيدرينو)، باتتا عاملتي تنظيفات، بعد مرورهما بمآزق شتّى.
هذه
نماذج لا تختصر لائحة أساسية تضمّ أربعة وثلاثين فيلماً، بالإضافة إلى
عشرين فيلماً
طالبياً، من الجامعات المعروفة: «الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة
(ألبا)»
و«الجامعة اللبنانية الأميركية» و«معهد الفنون الجميلة» في «الجامعة
اللبنانية» و«جامعة الروح القدس، كسليك» و«جامعة
القديس يوسف» و«جامعة الكفاءات» و«جامعة سيّدةاللويزة». كلامٌ كثيرٌ قيل بخصوص عناوين أوروبية عدّة. كلامٌ
كثيرٌ يُمكن أن يُقال
بخصوص الأفلام الطالبية ومستوياتها الفنية والتقنية والجمالية، وآلية
التعليم
الجامعي، وتكاثر المعاهد الخاصّة بالدراسات السمعية البصرية. لكن المُشاهدة
وحدهاكفيلةٌ بإثارة نقاش ما.
السفير اللبنانية في
26/11/2009
كلاكيت
الناقد خلف
الكاميرا
نديم
جرجوره
إحدى اللحظات الجميلة
والقليلة جداً، بالنسبة إليّ، تلك التي تتيح لي إمكانية زيارة موقع تصوير
فيلمسينمائي. الزيارة، بحدّ ذاتها، مفيدة. الجلوس إلى جانب المخرج
أثناء وضعه لمسات
أخيرة. الدردشات السريعة مع الممثلين. تبادل التحيات وبعض النكات مثلاً مع
تقنيين
وفنيين. ثم الصمت. تليه المراقبة الدقيقة لآلية العمل. لتحرّك الكاميرا.
لكيفيةتصوير لقطة. الاستماع إلى المفردات المستخدمة. تسجيل الصوت.
الإضاءة. إيقاف حركة
السير. الطلب إلى الجيران هدوءاً تاماً لدقائق قليلة. إعادة التمثيل. أي
ممارسة
التفاصيل كلّها مرّة أخرى. دورة كاملة تعكس نبض الصناعة، قبل أن يبلغ العمل
مرحلته
الروحية والثقافية المعروضة، في ما بعد، على الشاشة الكبيرة.
هذه أمور مرهِقة. لكنها جزء أساسي في عملية إنجاز الفيلم.
هذه مسائل تثير توتراً. لكنها أدوات جوهريةلتنفيذ المشروع. الزيارة جميلة. المراقبة الدقيقة تتيح للزائر
فرصة مشاركة خفرة
وغير مباشرة في مشاهدة التنفيذ. المراقبة الدقيقة تدرّب العين والأذن
والانفعال
والعقل على معاينة مواجهة تحديات متأتية من قسوة الظروف المؤدّية إلى
اكتمالالفيلم. تجعل الزائر أقرب إلى المسار المعتمَد في تحقيق عمل،
يُعرض لاحقاً في
الصالة السينمائية. لكن هذا كلّه لا يعني التأثير "الإيجابي" في الزائر
الناقد في
قراءته السجالية الناشئة من المُشاهدة. الزيارة والمراقبة عاملان مُسَاعدان
على فهمالمعالم الأساسية للمخرج في لحظة اشتغاله. القراءة النقدية
استكمال ثقافي ونظري
للصنيع، ولموقعه في سيرة المخرج والعاملين معه، ولمكانته في المشهد
الإبداعي.
على الرغم من هذا كلّه، فإن الزيارات قليلة. تتيحها علاقات شخصية. وأخرى
ممنوعةبسبب عداوات واقعة بين طرفين يُفترض بنتاجهما معاً أن يتكاملا.
يرفض مخرجٌ زيارة
ناقد، لأن الأخير شرّح عملاً سابقاً للأول بطريقة لم يرضَ صاحب الصنيع
البصري عنها. يُرحّب مخرج آخر بزيارة الناقد، رغبةً من
الأول في إطلاق نقاش ما بينه وبين الثاني،أو اقتناعاً منه بأن الزيارة جزءٌ من المهنتين: الإخراج
والنقد. هناك مخرجون
يتجاوزون قراءة نقدية لا ترضيهم، لأنهم ثابتون في قناعاتهم الثقافية
والسينمائية،
وقادرون على السجال الجدّي الدائم، ومنتبهون إلى أن الثقة بالنفس ركيزة
جوهريةلنقاش سليم لا يهدأ. هنا، تُشكّل الزيارة مفتاحاً آخر لمرحلة
جديدة. الطرفان
محتاجان بعضهما إلى البعض الآخر، بالمعنى الثقافي البحت. الزيارة جزء من
هذه الحاجة
الثقافية، لأنها تساهم في توطيد العلاقة بينهما، وتمنح الناقد فرصة التواصلالميداني مع اللعبة الفنية. تمنح المخرج أيضاً فرصة معاينة
مباشرة لانفعال الناقد
أثناء الاشتغال.
هذا ما شعرتُ به مراراً. غير أن أكثر اللحظات تأثيراً جميلاً
فيّ كانت عندما أتاح لي يسري نصر الله فرصة الجلوس على مقعد المصوّر، ووضع
عيني على
عدسة الكاميرا، والنظر إلى مخيم تل الزعتر (باب الشمس). عندها، شعرتُ
بمتعتينمتكاملتين: استعادة حقبة لم أعشها، والإطلالة على العالم من
أجمل العيون الممكنة:
عدسة السينما.
السفير اللبنانية في
26/11/2009
كتــاب
جان بافان: «مارلين
ديتريش»
لا تزال الممثلة
الألمانية مارلين ديتريش مثيرة للجدل والكتابة والخيال. جمالها لا ينضب.
حضورها فيالذاكرة فاعل. سيرتها مدار جدل وكلام كثير. الكاتب الفرنسي جان
بافان عاد إليها في
كتابه "مارلين ديتريش: سيرة ذاتية"، الصادر عن منشورات "فوليو"، في سلسلة
"السير
الذاتية"، محاولاً إعادة تحديد ملامح المرأة التي رسمت مجدّداً دوائر
النسوية في
القرن العشرين. في الكتاب نفسه، يقرأ المهتمّ حكايات مارلين المتناقضة
والغامضة،
التي قال جان كوكتو إن "اسمها يبدأ كمداعبة ويكتمل كضربة سوط".
بالإضافة إلى
التفاصيل الجمّة المتعلّقة بحياتها وأفلامها ونشاطاتها والتباساتها، يتوقّف
الكتاب
عند الحادثة الشهيرة التي جرت فصولها في العام 1942، عندما طلبت الحكومة
الأميركية
منها المساعدة على جمع أموال خاصّة بـ "مجهود الحرب". لكنها وقعت في ما
يشبه
المحظور، عندما زارت الملاهي الليلية، والتقت أناساً توّاقين إلى المتع
الروحيةوالجسدية، ما دفع الرئيس الأميركي حينها روزفلت إلى توجيه كلمة
قاسية إليها، لمنعها
كلّيا من الخلط بين المساعي المطلوبة لدعم الجهود الحربية و... الدعارة.
إطلاق مبادرتي «صندوق
الأفلام» و«أكاديميا الشاشة»
مؤسّسة سينمائية جديدة
في لبنان. محاولة إضافية لدعم الإنتاج المحلي والعربي. اختبار آخر لدفع
عجلة العملالبصري إلى الأمام. هذا ما يُمكن قوله، لوهلة أولى، إزاء إطلاق
«مؤسّسة الشاشة في
بيروت» مبادرتين اثنتين هما «صندوق الأفلام» و«أكاديميا الشاشة»، اللتين
تهدفان،
بحسب بيان رسمي صادر عن المؤسّسة، إلى «تعزيز صناعة الأفلام المستقلّة في
العالمالعربي». والمؤسّسة، كما ذكر البيان نفسه، «جمعية لا تتوخى
الربح، ونطاق عملها
إقليمي، وهدفها الرئيس تعزيز صناعة الأفلام المستقلّة في العالم العربي،
والمساهمة
من خلال ذلك في بناء بنية تحتية مستدامة للإنتاجات السينمائية الطموحة».
ورأىالبيان أن
«صندوق
الأفلام» يوفّر «هبات ومنحاً تمويلية لمنتجي الأفلام الوثائقية،
ويتيح لهم استخدام مرافق وتجهيزات تقنية»، علماً بأن الصندوق اتّخذ مقرّاً
له فيشارع مونو في بيروت، وبدأ استقبال الطلبات. أما «أكاديميا
الشاشة» فتُقدّم «تدريباً
محترفاً متقدّماً في الاختصاصات الأساسية في صناعة الأفلام»، وتسعى إلى
إطلاق
دروسها الأولى في نهاية العام المقبل. وشدّد البيان على أن «التوقيت
النهائي يبقىرهن الحصول على التمويل الذي يؤمّن استدامة البرنامج مدّة
طويلة».
إلى ذلك، فإن
النشاطات الأولى للمؤسّسة تمّ تمويلها بواسطة هبات من «منظّمة الدعم الدولي
لوسائل
الإعلام» الدانماركية. وتسعى المؤسّسة « إلى مزيد من التمويل لتأمين
استمراريتها».
وذكرت المعلومات أن هذه الأخيرة تُشجّع على تناول قصص ومواضيع تتعلّق
بالعالم
العربي، بالإضافة إلى مواضيع عالمية من وجهة نظر عربية، «ومنها ما يتعلّق
بالأقليات
والمجموعات المهمّشة». كما أنها تشجّع التحليل النقدي لإنتاجات الشاشة،
وتسعى إلىإتاحة فرص تدريب متساوية للنساء في الإعلام، وإلى تشجيع إنتاج
وتوزيع برامج تعكس
وجهات نظر النساء وقضاياهنّ ودورهنّ في المجتمع».
يُذكر أن رئاسة مجلس إدارة
المؤسّسة معقودة على الدانماركي هينيننغ كامري، وأن أعضاء المجلس هم
المخرجون فيليب
عرقتنجي وباسم كريستو وميرنا خيّاط والزميل بيار أبي صعب والخبير الإعلامي
نبيلقازان والأستاذ الجامعي جورج طربيه، علماً بأن المؤسّسة تعقد
مؤتمراً صحافياً
السادسة مساء غد الجمعة، في «مركز بيروت للفن» (جسر الواطي) للإعلان عن
إطلاق هاتين
المبادرتين.
السفير اللبنانية في
26/11/2009
مهرجان السينما
الأوروبية
عرض أول لفيلم إيليا
سليمان «الزمن الباقي»
نديم جرجورة
قبل ثلاثة أيام على
افتتاح الدورة السادسة عشرة لـ«مهرجان السينما الأوروبية» مساء الخميس
المقبل، عقدت
«بعثة
المفوضية الأوروبية في لبنان» مؤتمراً صحافياً ظهر أمس الاثنين في
مقرّها
الرسمي في منطقة الصيفي، للإعلان عن عناوين هذه الدورة المُقامة لغاية
السادس منكانون الأول المقبل، في صالتي «سينما متروبوليس/ أمبير صوفيل»
في الأشرفية.
وكعادتها في كل عام، اقتصر المؤتمر الصحافي على تقديم مكثّف لأبرز هذه
العناوينوالتفاصيل، التي يُمكن اختزالها بالقول إن برنامج دورة هذا
العام مرتكز على عروض
أساسية لثلاثة وثلاثين فيلماً روائياً طويلاً منتجاً في الأعوام الثلاثة
الفائتة،
بالإضافة إلى أفلام منتجة قبل ذلك، وإن كان عددها قليلاً؛ وإن الافتتاح
معقود على
الدولة المترئسة حالياً الاتحاد الأوروبي، أي إسبانيا، وهو «كلمة منك»
للمخرجةآنجيلس غونزاليس سندي؛ وإن الجائزتين السنويتين الخاصّتين
بالأفلام الطالبية
تحوّلتا، للعام الثاني على التوالي، من مبلغ مالي إلى تمويل رحلة للفائزَين
إلى
مهرجان سينمائي يُقام في إحدى دول الاتحاد الأوروبي؛ وإن البعثة اختارت
«الزمنالباقي»، الفيلم الأخير للمخرج الفلسطيني إيليا سليمان في «عرض
أول» له في لبنان،
بحضور مخرجه.
إلى هذا، تُعرض أفلام مختارة من برنامج الدورة الحالية هذه في
«ستارغايت»
(زحله) و«مدرسة رفيق الحريري» (صيدا) و«سيتي كومبلاكس» (طرابلس). علماً
أن البعثة دعت ثلاثة ضيوف هم: المخرج البولندي كريستوف زانوسّي (له في
المهرجانالحالي «القلب الدافئ») وإيليا سليمان والممثل طاهر رحيم
(الدور الأول في الفيلم
الفرنسي «نبي» لجاك أوديار، الفائز بالجائزة الكبرى في الدورة الأخيرة
لمهرجان «كان»). هناك أيضاً الورشة الثانية لكتابة
السيناريو، التي يُشرف عليها الألمانيكايث كونينغهام واللبناني غسان سلهب.
في البرنامج المختار لدورة العام 2009،
هناك أربعة أفلام عُرضت في المسابقة الرسمية لمهرجان «كان» في أيار الفائت،
بالإضافة إلى فيلمي سليمان وأوديار، وهما الفيلمان الإنكليزيان «البحث عن
إيريك»
لكن لوتش و«حوض الأسماك» لأندريا أرنولد. وأيضاً: «ويسكي وفودكا» لأندرياس
دريسن
و«نجم أفغانستان» لهافانا مركينغ و«الحياة السرّية للكلمات» لإيزابيل
كويكست و«ريكي
رابير» لماري رانتازيلا و«تسعة مواعيد ونصف الموعد» لتاماس ساس و«رينا»
لروكساندرازينيدي وغيرها.