يعيش الفنان جاسم النبهان أصداء النجاح الكبير الذي حققه في رمضان الماضي
من خلال مشاركته في بطولة ثلاثة أعمال درامية هي “للأسرار خيوط” و”رسائل من
صدف” و”سوق واقف”، وأكد انه تلقى ردود أفعال طيبة من داخل الكويت وخارجها،
ويرى أن الدراما الكويتية حققت قفزات نوعية، وأن القادم أفضل، مطالبا
تلفزيون الكويت بالعودة إلى الإنتاج الذاتي، وأشار في حوار مع “الخليج” إلى
أنه ليس ضد ربح الفضائيات، ولكن يجب أن يكون الربح على أسس ومعايير فنية،
منتقدا إصرار الكتاب والمخرجين والنقاد على تقديم 30 حلقة في موضوعات لا
تستحق هذا الكم.
·
تواجدت في رمضان في ثلاثة
مسلسلات، فكيف تصف ردود الأفعال التي تلقيتها عنها، وكيف تنظر إليها بعد
العرض؟
قدمت هذا العام ثلاثة أعمال هي: “للأسرار خيوط” و”رسائل من صدف” و”سوق
واقف”، والحمد لله كانت جميعها جيدة ومتميزة، وتلقيت ردود أفعال طيبة، سواء
عبر الرسائل القصيرة أو الاتصال المباشر أو من خلال لقاءاتي مع الجماهير في
الشارع أو المجمعات، وهذه الردود أثلجت صدري.
·
حدثنا عن عملك “للأسرار خيوط”
تحديدا؟
المسلسل إنتاج إماراتي وعرض على ست قنوات عربية، وقدمت فيه شخصية أعتز بها
عن الإنسان المرتبط بأرضه والذي لا يفرط فيها مهما كانت الضغوط أو
الإغراءات، ولا يقايض عليها لأي سبب كان، وفوجئت باتصالات من ليبيا
وبريطانيا ورسائل
SMS
أسعدتني، وأشكر القنوات التي عرضت هذا العمل، لأنها أوصلت قضيتنا كمجتمع
عربي متكامل، فالعمل يحمل رسالة ولا يخدش الحياء، وما كنا نقدمه في السابق
في تلفزيون الكويت مثل “مدينة الرياح” و”علي بابا والأربعين حرامي” و”علاء
الدين” أعمال لفتت الأنظار لارتباطها بالتراث العربي، وفي الوقت ذاته فيها
إسقاط على الحاضر، فأعتقد أن “للأسرار خيوط” على شاكلة هذه الأعمال التي
تعيش طويلا وترتبط بها الجماهير، وهذا هو ما نريده.
·
وماذا تقول عن “رسائل من صدف”
الذي عرض على شاشة “الراي” هذا العام؟
“رسائل من صدف” عمل اجتماعي متميز، ودراما رومانسية اجتماعية، ويرصد
العلاقات الطيبة بين الجيران، وطرح العمل مقولة مهمة هي: هل يستطيع مجتمعنا
أن يعود للرومانسية وان طغت الماديات واقتحمت حياتنا أفكار غيرت النمط
الاجتماعي والتواصل بين الناس؟
·
هل نجح مؤلف العمل عبدالعزيز
الحشاش في تحريك الحنين إلى هذا الزمن الجميل؟
الحشاش كاتب واعد وله مستقبل مشرق، وكتب عملاً متميزاً وطرح مقولاته بعفوية
وتلقائية وبساطة، وتضم قضايا خطيرة طرحت بذكاء ومن دون إسفاف أو خدش
للحياء.
·
كيف تنظر إلى الكتّاب الجدد
أمثال هبة مشاري حمادة، وعبدالعزيز الحشاش وقبلهما فاطمة الصولة وضيف الله
زيد؟
ننظر إليهم بكل تقدير وفرح بكتاباتهم، كما أن المرأة الكاتبة حققت نجاحات
كثيرة في مجال الدراما الكويتية، وهذه الطفرة ليست غريبة أو وليدة
المصادفة، بل نتاج للمكتسبات التي تحققت في فترات سابقة، بعد أن عايشت
قضايا مجتمعها واستطاعت التعبير عن مشكلات هذا المجتمع وقضاياه فقدمت
أعمالا قريبة من المجتمع الذي تعيش فيه، وهذه القضايا تنعكس على المجتمع
العربي.
·
وما رأيك فيمن يقول إن بعض هذه
الأعمال مقتبس؟
ولنفرض أن هناك أعمالا مقتبسة، فكما قلت المجتمع العربي متشابه القضايا،
وأذكر أنني شاركت في عمل مقتبس للكاتبة فاطمة الصولة وهو “رجال يبيعون
الوهم”، وكانت جمله الحوارية ومفرداته مرتبطة بالبيئة المحلية والخليجية،
فأنا لا أرى أن هناك مشكلة في ذلك.
·
هل يؤثر موسم العرض الرمضاني في
تقييم الأعمال؟
الكل يريد العرض الرمضاني، وكل قناة تعرض ما يزيد على أربعة أعمال درامية
دفعة واحدة، فكيف يتابعها المشاهد؟ الذي لو قضى يومه كاملا أمامها لن
يستطيع رصدها ما يتسبب في تشتيته، خصوصا إذا لم يكن هناك تنوع في الشخصيات.
والمسألة مستمرة للأسف الشديد، بل باتت صراعات بين الفضائيات على اجتذاب
أكبر كم من المشاهدين.
·
معظم هذه القنوات خاصة وتعتمد
على الربح؟
أنا لست ضد الربح، ولكن لا بد أن تكون هناك معايير وضوابط وقواعد تحكم
السوق الدرامية والفضائية، فمثلا هناك إصرار على تقديم المسلسل من ثلاثين
حلقة، لماذا كان في السابق 13 حلقة فقط، أو على الأكثر 15 حلقة؟ الآن تكاد
تكون جميع المسلسلات 30 حلقة، لماذا؟ لأن الحساب يتم على الحلقة، سواء
للممثل أو المخرج أو الكاتب، فاليوم لا بد من أن نعترف بأن الممثل يركز على
المادة ومن قبله المنتج الذي يسعى بكل قوته إلى تحقيق أعلى عائد من
الأرباح، فلن نضحك على أنفسنا ونقول: إن العملية مبادئ والتزامات، المادة
سيطرت على كل شيء في الدراما وفي الفضائيات التي تسعى إلى جلب الإعلانات،
وهذا من حقها، ولكن ليس على حساب القيمة الفنية أو الدراما.
·
العمل الثالث الذي قدمته “سوق
واقف” ألا ترى أنه ظلم بعرضه في رمضان؟
لا أقول ظلم، ولكنه عرض على قنوات لم تكن تقدم الدراما، فقلت نسبة مشاهدته،
لكنه سيعرض مرة أخرى وتتاح الفرصة للجميع لمشاهدته، خصوصا أنه عمل متميز،
يرصد هموم رجل الشارع، ومعنا نجوم كبار أمثال انتصار الشراح وإبراهيم
الصلال وغانم الصالح وغيرهم، والجميع يقدمون شخصيات مختلفة.
·
تلفزيون الكويت اتخذ قراراً هذا
العام بعدم عرض أي أعمال عربية، واكتفى بالعروض المحلية، كيف تقيّم هذه
التجربة؟
الناس تابعوا تلفزيون الكويت هذا العام بشكل جيد، وكانت نسبة المشاهدة
مرتفعة جداً، بفضل ما قدمه من أعمال محلية، لذا فالفكرة حققت نجاحاً طيباً.
·
ألا ترى أن بعض الفنانين لا
يملكون هذه الحماسة أو الحب الكبير لتلفزيون الكويت؟
أنا مع تلفزيون الكويت قلباً وقالباً، لأنه يهمني بالدرجة الأولى و”كلنا
عياله”، وخرجنا منه، وأعتقد أن من واجبنا أن نكون أوفياء لهذا الصرح
الإعلامي.
·
كيف ترى مستقبل الدراما
الكويتية؟
أتمنى على تلفزيون الكويت أن يعود لسابق عهده من خلال الإنتاج الذاتي،
وينتج الأعمال الدرامية ويدخل الدعاية والإعلان ضمن أعماله لتدعمه، لأنه
بوصفه تلفزيون الدولة سيركز على الكيف لا الكم وهدفه الأساسي لن يكون
الربح، بل تقديم أعمال تفخر الكويت بها، ولدينا موضوعات كثيرة يمكن إنتاجها
منها التراثية والتاريخية أو دراما اجتماعية آنية.
وبشكل عام أرى أن الدراما الكويتية تتطور، وفرضت وجودها على الساحة، وهي في
صعود، وأن المستقبل القريب سيشهد طفرات درامية أخرى.
الخليج الإماراتية في
13/11/2009
يأمل في اهتمام أكبر بالفن السابع
في العراق
عمر حافظ: طموحاتي السينمائية
كبيرة
بغداد زيدان الربيعي:
عمر حافظ شاب عراقي يعد أصغر مخرج سينمائي عراقي، حيث لايزال يدرس في الصف
الخامس الثانوي، لكنه عشق السينما وتولع بها وأراد من خلال هذا الولع أن
يسلط الضوء على معاناة أطفال العراق الذين يتعرضون للاختطاف وتتعرض
عائلاتهم إلى الابتزاز المالي والضغط النفسي من خلال انجازه فيلما حمل
عنوان “المهمة الصعبة”.
ورغم أنه عمل هذا الفيلم بأدوات بسيطة إلا أن فيلمه أعطاه دفعة معنوية قوية
لإنجاز أفلام أخرى رغم أنه لم يتلق دعماً مادياً من أية جهة تذكر، لكنه حصل
على دفعات معنوية كثيرة من أهل منطقته ومن بعض وسائل الإعلام. هنا حوار
معه يتحدث فيه عن فيلمه:
·
كيف بدأت لديك موهبة السينما؟
منذ الصغر كنت اعشق مشاهدة الافلام السينمائية العالمية، وقد ولدت لدي فكرة
بأن أقوم بإخراج فيلم يدور حول اختطاف الأطفال العراقيين على يد عصابات
الجريمة التي انتشرت في العراق بعد الاحتلال.
·
وهل نفذت هذه الفكرة؟
في العام الماضي واثناء العطلة الدراسية في منتصف السنة قررت أن أقوم
بإخراج الفيلم الذي اخترت له عنوان “المهمة الصعبة” وقد نفذته بكاميرا
بسيطة جدا في منطقة سكني ببغداد.
·
كيف اتفقت مع الممثلين؟
حقيقة ان الممثلين هم أحد الاسباب الرئيسية التي شجعتني على إنجاز الفيلم
لأنهم من أصدقائي، وبعد أن أخبرتهم بالفكرة تحمسوا لها وشجعوني على
تنفيذها. والممثلون هم أحمد عزيز، وطارق عزيز، ماهر غانم، وأنا أيضا شاركت
كممثل معهم.والحمد لله كانت التجربة ناجحة ومشجعة.
·
ما هي الأصداء التي حصل عليها؟
حقيقة ان أصداء الفيلم اقتصرت على المنطقة أولا التي شجعني سكانها كثيرا
ومن ثم قامت الفضائيات العراقية وبعض وسائل الإعلام الأخرى بإجراء لقاءات
معي أو الكتابة عن الفيلم. كما تم إجراء لقاءات مع الممثلين. وقد رأيت
اهتماما جيدا من الشارع العراقي بعد ان عرضت لقطات من الفيلم في إحدى
الفضائيات التي لديها جمهورا واسعا. لكن كل هذا لا يتناسب مع طموحاتي.
·
إذا ما هي طموحاتك؟
أتمنى أن أكون مخرجا ذا قيمة فنية عالية وان اجد الدعم اللازم لتطوير وصقل
موهبتي، كما أطمح لأن يكون الاهتمام اكبر بالسينما العراقية، لأنها توقفت
عن الإنتاج منذ عام 1990 بسبب ظروف الحصار الاقتصادي على العراق.
·
هل لديك تجربة ثانية؟
نعم. قمت بإكمال تصوير الجزء الثاني من فيلم “مهمة صعبة”، يتحدث عن
التفجيرات التي كانت تهز الشارع العراقي وتخلف وراءها الدمار، حيث ركزت على
فكرة التهديد الكبير الذي تسببه “القنبلة أو العبوة الناسفة” للناس قبل
انفجارها والتضحيات التي يبذلها الخيرون من أجل إبطال مفعولها وحماية الناس
من الموت المحدق بهم.
·
سمعنا أنك قمت بتأسيس شركة
سينمائية؟
ليست شركة بالمعنى الحرفي لأننا لا نمتلك الإمكانات اللازمة لتأسيس مثل هذه
الشركة، لكننا اقتربنا من هذا الهدف عندما قمنا بتأسيس مجموعة أطلقنا عليها
اسم “السماء الحمراء” وهذه المجموعة تتألف من اربعة اشخاص وهؤلاء الاشخاص
انفسهم الذين قاموا بإخراج وتمثيل فيلم “مهمة صعبة”.
·
هل تفكر في التعامل مع ممثلين
كبار الآن أو في المستقبل؟
نعم... هذا من طموحاتي، لكن انشغال الممثلين الكبار بعملهم ولقصر تجربتي في
مجال السينما وكذلك في العمر لا يشجعهم على التعامل معي الآن، خصوصا إذا
عرفنا أن الفنان أو الممثل في العراق لا يحصل على الأموال إلا إذا شارك في
أعمال فنية مع جهات إنتاجية كبيرة لكن هذه الفكرة تبقى قائمة في ذهني.
·
هل تعتزم الانضمام إلى أكاديمية
الفنون الجميلة؟
نعم، هذا من طموحاتي، لانني أريد ان أصقل موهبتي أكاديمياً.
·
هل هناك فكرة جديدة بدأت تختمر
في ذهنك لتكون الفيلم الثالث لك؟
نعم، أفكر في أن اسلط الضوء على ظاهرة انتشار تسول الاطفال في شوارع
العراق، حيث علمت ان هؤلاء الاطفال ضحايا ل”مافيا” كبيرة. وقد بدأت في
معرفة أسرار هذه المهنة وكيفية سيطرة “المافيا” على هؤلاء الأطفال
المغلوبين على أمرهم.
الخليج الإماراتية في
13/11/2009 |