تقرير حقوقي يرصد تطورا في افلام صيف 2009 على صعيد عرض
القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية الحساسة.
أكد تقرير لمؤسسة "عالم
واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدني" على أن الأزمات السياسية والاقتصادية
والاجتماعية التي تعصف بالمجتمع المصري، أدت الى إحداث تطوير
على صعيد السينما
المصرية.
وأشار التقرير الى أن صيف 2009 شهد العديد من الأفلام الروائية الطويلة
التي
رصدت حال المجتمع بصيغ إبداعية جديدة اتسمت بالتجديد في طرح
بعض القضايا الشائكة في
المجتمع وخاصة فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان وتوعيته بها.
وقال "تحولت السينما التي كان يغلب عليها الطابع الكوميدي، إلى سينما تعكس
الواقع بجميع تفاصيله، فقد غلب على سينما صيف 2009 طابع شديد الواقعية لما
تمثله من
المشكلات الاقتصادية التي يتعرض لها المجتمع والتأثيرات
الاجتماعية والأوضاع
السياسية وحالة الترقب والخوف علي مستقبل النظام السياسي المصري".
وحلل التقرير أفلاما من بينها إبراهيم الأبيض، الفرح، دكان شحاته، واحكي يا
شهرزاد، لـ"تكون هذه الأفلام مرآة تعكس أوضاع المجتمع الحالية".
وأوضح التقرير الذي سلط الضوء على أفلام صيف 2009 الأبرز، متوقفا عند
القضايا
الأساسية التي عالجتها هذه الأفلام وأهميتها بالنسبة لوعي
المواطن المصري، ان هذا
الصيف شهد العديد من الأفلام التي تناولت عدداً من قضايا حقوق الإنسان
والتي تنوعت
ما بين مشكلات المواطنين في المناطق العشوائية والمهمشة من المجتمع، كما
جاء في قصة
فيلم "إبراهيم الأبيض".
وتطرق فيلم "دكان شحاته" الى قضية ممارسة الديمقراطية وتأثيرها على السلام
المجتمعي، بالإضافة إلى بعض الأفلام التي تناولت صورة من صور التكافل
الاجتماعي
والمشكلات الاقتصادية في المناطق الفقيرة والتى صورها فيلم
"الفرح".
وحازت قضايا المرأة على نصيب أيضا كما في فيلم "احكي يا شهر زاد" وما يتعلق
بانتهاك حقوقها الإنسانية، وقد تناول فيلم "بوبوس" ظاهرة الفساد التي
انتشرت في
المجتمع المصري والتى أضرت بمصالح المواطنين.
ورأى التقرير أن قصة إبراهيم الأبيض صورة لشاب يعاني العديد من المشكلات،
وهي
تجسيد لبعض المشكلات في قطاع عريض من الشباب الذي يقطن تلك
المناطق العشوائية.
ومشكلة العشوائيات لا تنحصر فقط في كونها ظاهرة جغرافية أو ديموغرافية، بل
تشمل
أسلوبا للحياة والمعيشة، فقد أصبحت ثقافة يمارسها العديد من
المواطنين، حيث ينشغل
الفرد في تلك المناطق بإشباع الحاجات الأساسية فيهدر الكثير من الطاقات
البشرية
التي تساهم في تطور الحياة الإنسانية وهو ما يتمثل في حق الإنسان في
التنمية.
واتساع الفجوات بين الفئات الاجتماعية يؤدي الى التركيز على إشباع الحاجات
الفردية على حساب قيم العمل الجماعي.
ورصد الفيلم صورة لمواطن يعيش في منطقة عشوائية بما تحمله من مشكلات ولكن
ليس
بهدف التعاطف معه، بل لكشف بعض أنماط الحياة العشوائية
والتوعية بما يجرى في تلك
المجتمعات وذلك لوضع حد لهذه المشكلة.
ويعد التصدي لمشكلة العشوائيات من منظور حقوقي أكثر من التزام أخلاقي بل
يقع على
عاتق المجتمع ككل ليس فقط على المستوى المحلي بل على المستوى
الدولي ايضا، وذلك
بموجب الاتفاقيات الدولية ذات الصلة.
وفيما يتعلق بفيلم "دكان شحاته"، يرى التقرير أنه يدخل منطقة شائكة لم يسبق
للسينما المصرية أن طرحتها بمثل هذا الوضوح، حيث ناقش فترة حكم الرئيس حسني
مبارك
منذ استلامه الحكم بعد اغتيال الرئيس انور السادات.
ولا يكتفي الفيلم بذلك وإنما يتساءل عن مصير مصر بعد حكم مبارك حيث تنتهي
الأحداث في العام 2013.
وكشف التقرير عن أن الفيلم يظهر العلاقة بين ممارسة الديمقراطية وتحقيق
السلام
المجتمعي، اذ تتجسد تلك العلاقة من خلال عرض بعض الصور من غياب
الشفافية والمحاسبة
وتفشي الفساد وسيطرة بعض الجماعات على كافة المجالات التي تنعدم معها
التعددية خاصة
السياسية منها وتغييب القوى الوطنية عن الساحة السياسية واستغلال السلطة
والنفوذ.
يضاف الى ذلك اتساع رقعة المناطق العشوائية والترويج لثقافتها القائمة بشكل
أساسي على استخدام العنف كأسلوب للحياة، واستغلال بعض الجماعات
ذلك من خلال استخدام
العنف كأسلوب للتعبير عن أفكارها والتي تبدأ من تغيير الهويات الاجتماعية
والثقافية
للمواطنين والتي تغير بالتالي في المكون الثقافي للمجتمع ليصل إلى التأثير
في
العملية السياسية وهو ما يهدد السلام الاجتماعي ويتعارض مع قيم
المواطنة في
المجتمع.
ميدل إيست أنلاين في
25/08/2009 |