أثينا تعرض قناة 'الجزيرة' الفيلم الوثائقي 'غزة.. إننا
قادمون'، والذي يشكل ثمرة تعاون عربي يوناني
في مجال الانتاج الفني. حيث اتفق العرب واليونانيون على إنتاج
فيلم وثائقي لحساب
قناة الجزيرة، يتحدث عن ابطال كسر حصار غزة البحري.
للاطلاع على كل جوانب
الفيلم، التقينا بمنتجه الصحفي بجريدة 'اليفثيروتيبيّا' اليونانية،
الفلسطيني الاصل
نسيم الاطرش.
·
ما الجديد في هذا الفيلم؟
التحضير والتنظيم لكسر الحصار.
لقد كنت اتابع الجهد الذي يبذله اليونانيون تحديدا، والأمريكي بول لارودي،
في فترة
كنت فيها مكبلا ببحث تاريخي للصحيفة عن اسرار واحداث حرب 1973، نشر يوميا
ولثلاثة
اسابيع، شعرت وقتها بضيق كبير عنوانه 'انا اكتب عن التاريخ
وامامي من يصنعه'. عندما
كان يتصل بي فاغيليس بيسياس، ويخبرني بالتفصيل، عن بعض جوانب عملية كسر
حصار غزة،
كنت اشعر انني امام انسان فلسطيني اكثر مني بكثير. وبعد ان تعرفت عليه،
اقتنعت
بأنني امام انسان يمتلك قلبا فلسطينيا صافيا. وعندما تعرفت على
بقية المشتركين،
شعرت ان فلسطين اصبحت فكر عدالة ونضال. وخلال ايام إبحار القاربين الى كريت
ولارنكا، تابعت الرحلة عبر اصدقاء كانوا يطلعونني على الصعوبات والعراقيل
التي كانت
تقابلهم، وكيف كانوا يتخطونها بتصميم وارادة. وقتها وصلت الى
قناعة ان هذه الصعوبات
والعراقيل، كانت بالنسبة لهولاء النشطاء صغيرة امام معاناتهم لشراء واخفاء
واصلاح
القاربين. كما وصلت إلى قناعة بأن أحدا لن يعطي هذا الجانب من القصة ما
يستحقه من
اهتمام. ومن هنا رسخت الفكرة في ذهني. وقد كان يوم كسر الحصار،
ودخول القاربين
ميناء غزة يوم حلم. كان يوما في ألف يوم. وأصبح ميناء غزة اجمل نقطة في
الكون. وقد
اعطت التغطية المباشرة التي كانت تقوم بها الجزيرة للقصة وابطالها ابعادها
الثلاثة،
وسطرت في كتاب تضامن الشعوب اجمل صفحاته.
وعندما رأيت فاغيليس بيسياس وهو ينتقل
من مركب الى مركب، ثم يصعد الى سطح بيت صغير نصبت فوقه كاميرا الجزيرة،
ادركت ان
العقل المفكر في القناة قد أمسك بطرف الخيط. ان هذة القناة العربية قد
ادركت اين
تكمن القصة، وعرفت من يملك اسرار 'المغامرة'.. لقد وصلت
الرسالة.
بعد رجوع
القاربين من غزة، التقيت بابطال بحر ايجة والمتوسط، وسجلت القصة بكافة
ابعادها
بكاميرتي الشخصية. واتصلت بقناة 'الجزيرة' وطرحت الفكرة، فوجدت
اهتماما كبيرا
بالموضوع. واخص بشكري هنا المفاوض الصعب زيدون البدري، ومخرجة النجاحات
روان ضامن.
وقد طلبت لجنة الجزيرة تصورا يتضمن كافة
التفاصيل الفنية والمادية. ولكن اقتراحا
كهذا، كان يتطلب شركة انتاج يونانية، وامكانيات عربية فنية
قادرة على التعاون مع
الشركة. أول إنسان يوناني خطر على ذهني كان يورغوس أفيروبولوس، وهو مخرج ذو
قدرات
عالية، يستطيع ان يصل بفكرة الفيلم الى ذهن المواطن العربي، لأنه يحب غزة
واهل غزة.
ولانني كنت متأكدا من انه قادر على كسب احترام وتقدير كادر الجزيرة.
اما يانيس
كاربيديس الذي يجمع صفات المخرج والفدائي معا، فقد كسب ثقتي عندما ألقى
وراءه بكل
شيء، من اجل ان يكون على متن احد القوارب. ثم زادت ثقتي فيه
عندما اطلعت على بعض
اعماله. وقد تعاون يورغوس ويانيس لاخراج هذه القصة بشكل انساني عالي
المستوى، رغم
انهما من مدرستي اخراج مختلفتين. وطلبت من زميلي نيقولاس زيرغانوس مساعدتي
في هذا
العمل، فلم يتردد لحظة رغم العبء الثقيل الذي يحمله من جراء
عمله في صحيفة 'اليفثيروتيبيّا'.
وكان سعيدا اكثر مني بكثير بأنه سيكتب سيناريو قصة 'غزة.. إننا
قادمون'.
ورغم ان هذا العمل كان خارج البرنامج السنوي لشركة الانتاج، إلا أن
انستاسيا سكوبري استطاعت ان تدير ميزانية برنامج الانتاج
المحدودة جدا بحنكة كاملة.
كما ابرز صديقي شادي الايوبي مراسل 'الجزيرة نت'، والذي اكتسب ثقتي بفضل
الكنز
اللغوي الذي يمتلك ولعمله الصحافي الهادف فهو وفي وقت قصير استطاع ابراز
مسائل
واحداث كانت حتى وقت قريب مخبأة في اليونان. وعليه فقد كنت
متأكدا من ان نجاح تعريب
الفيلم يعتمد عليه. ولم يدخر شادي جهدا في هذا الاتجاه. وهنا احب ان اشكر
السيدة
داناي ليفاذا والصديق اخيلئياس كوريمئنوس لدورهم الممتاز في النسخة
الانكليزية
للفلم وفي ترجمة المقابلات كتابتها، واشكر ايضا الرفيق المناضل
بتروس يوتيس
والصحافيين في جريدة 'كوندرا' لدورهم في نقل وكتابة بعض آخر من المقابلات.
·
هل
واجهتكم صعوبات في الدبلجة العربية للفيلم؟
كانت من اسعد اللحظات. لانها كانت
نقطة اختبار لقدرة الجميع على التعاون رغم الاختلافات الثقافية والفكرية
والدينية،
وهي احدى رسائل الفلم. عندما اتى وقت الدبلجة العربية للفيلم فتحت مفكرتي
وبدأت
الاتصال باصدقاء عرب ورفاق درب لدعوتهم لاعطاء اصواتهم لابطال
كسر الحصار. أتى
الكثير منهم. عج مكتب الشركة والاستديو بأصوات عربية. كانت الفرحة تعم
الجميع عندما
كنا نعثر على صوت ملائم لصوت يوناني او انكليزي. هنا اريد ان اشكر السيدة
انا بروكو
واذنها الموسيقية. اريد ان اشكر الزميل محمود خزام الذي ابدع
في دور فاغليس بيسياس
ومغني فرقة المحبة اليونانية العربية نبيل الصايغ وصوته الاندلسي وشاعرنا
زكري
العزابي مالك صندوق من الاصوات كان يضع يده ويخرج منه جواهر.. لقد تعاون
العرب
واليونانيون بشكل خلاق، رغم انهم قادمون من آفاق حضارية
مختلفة. لقد وضعوا
اختلافاتهم جانبا من اجل غزة وشعبها، ومن اجل ان يكسروا الحصار، وجلب
الابتسامة الى
أهالي غزة الجدعان.
وهكذا استطاعت مجموعة من النشطاء الدوليين كسر الحصار،
وارساء قاربين في ميناء غزة. كما تمكنت مجموعة عربية يونانية من كسر حاجز
الاختلافات، وارساء فيلم 'غزة.. اننا قادمون' في ميناء قناة
'الجزيرة'.
مقابلة المخرج يورغوس افيروبولس
·
ما هو هدف الفيلم
الوثائقي'غزة.. اننا قادمون'..؟
الهدف هو توصيل رسالة إلى أكبر عدد من
المشاهدين، مفادها أن إسرائيل تفرض حصارا ظالما على مئات الآلاف من
الفلسطينيين،
وأنه من الممكن كسره.
·
كيف نشأَت فكرة الفيلم؟
تابعت في شهر آب من عام 2008
هذه المحاولة عِبر التلفزيون. قاربان صغيران يحملان 'مجموعة مجانين' كما
وصفَهُم
الكثيرون، في تحد واضح للآلة الحربية الإسرائيلية وغيرمبالين بها. المشاهد
التي
رأيتها، والفلسطينيون وهم يحتفلون بدخول القاربين إلى الميناء،
ستبقى محفورة في
ذاكرتي ابدا. وبعد شهر تقريبا حضر السيد نسيم الأطرش، واقترح عليّ تنفيذ
المشروع.
كانت فكرة ذكية لتسجيل مهمة لم يعرف بأمرها
سوى القليلين. إذ تم تنظيمها في
اليونان. والمُنظمون الرئيسيون كانوا يونانيّين. فهم الذين
قاموا بالعثور على
المراكب وأصلحوها سرًا في أحواض صغيرة بعيدا عن الأنظار. فوافَقتُ فورا،
أنا وزوجتي
مديرة شركة الإنتاج أناستاسيا سكوبري على فكرته. وقد تقاسمنا العمل، أنا،
ونسيم،
وأناستاسيا، ويانيس كاريبيذيس المخرج، ونيكوس زيرغانوس كاتب
السيناريو، ويانيس
باكسيفانيس الذي وضع الألحان الموسيقية، ويانيس أفغيروبولوس. ثم يورغوس
أليكسوبولوس، وكوستاس كاتاليماتياس اللذان قاما بإدارة الصورة
والصوت. ويانيس
بيليريس، وآنا بروكو اللذان قاما بالمونتاج. كان لقاء سحريا بين أفكار
العديد من
الأشخاص.
وبعد مجهود كبير مع الزملاء انهينا الفيلم، وقمنا بعرض تجريبي له.
كانت فكرتنا بأنه إذا أعجب الفيلم الأشخاص الذين عاشوا البِعثَة، فذلك يعني
أن
الفيلم جيد. وعندما انتهى الفيلم، كانت الدموع واضحة على وجهيهما. فشعرنا
باننا قد
حققنا شيئا لا يقل أهمية عمّا قاموا به هم من عمل.
·
هل زُرتُم غزّة؟
زرتها
ثلاث مرات. كانت آخرها في عام 2006، من أجل إنتاج الفيلم 'شتاء صيفي' الذي
حصل على
جائزة المنارة الذهبية. ولكنني لا أنسى أبدا الجريمة الكبرى
التي تُرتَكَب بحق
الفلسطينيين. وأعتبر بأن المسؤوليات الكبرى تقع على أوروبا. السياسيون
الأوروبيون
لا يقومون بأي شيء سوى التفرج من بعيد. فقد فقدت القارة العجوز صوتها.
·
كيف كانت
تجربتكم في عمل فيلم وثائقي لقناة الجزيرة بالعربية؟
كان تحديا كبيرا.. بالرغم
من أنني وفريق عملي قد قمنا منذ العام 2000 بعمل أكثر من 70 من الافلام
الوثائقية
التي تعرضُ في التلفزيون اليوناني وفي شبكات دولية. غير أن هذه هي المرة
الأولى
التي نقوم فيها بعمل فيلم وثائقي لشبكة عربية. وعندما حان وقت
دبلجة الفيلم إلى
العربية، كنت اتساءل عمّا إذا كانت ترجمة المعاني تتم بالشكل الصحيح..؟
ولكن لحسن
الحظ، كان بجانبي السيد شادي الأيوبي الذي اشرف على المسألة. بعدها كنت
أقعد مكتفيا
بسماع إيقاع ولحن هذه اللغة الجميلة.
وقد كان التعاون مع الجزيرة مِثاليّا.
العاملون فيها كانوا أكثر من مُحترفين. مثل السيدة روان ضامن، وهي مُخرِجَة
ومُنتِجَة، والمسؤولة عن الفيلم الوثائقي من جانب قناة 'الجزيرة'، هذه
السيدة كانت
دائما إلى جانبنا في الأوقات السهلة والصعبة. إذ كانت أول شخص
رأى الفيلم في شكله
النهائي في قرص مدمج ارسلناه إليها. وما لبثت أن وصلتنا ملاحظتها التي قالت
فيها: 'لقد لامَستُم شغاف قَلبي'.
·
ما هو الشيء الذي أردتُم التعريف
به من خلال الفيلم
الوثائقي'غزة.. اننا قادمون'؟
إن ما أردتُهُ.. أنا وجميع من شارك في عَمِلَ هذا
الفيلم الوثائقي، هو أن نقول للناس ببساطة، أن بُسطاء الناس بإمكانهم كتابة
التاريخ
وتحقيق إنجازات عظيمة. وأعتقد بان التاريخ يكتب بيد الذين يعتبرهم
المستسلمون 'غير
واقعيين' أو 'غريبين' عنه. أنا مقتنع تماما إن عملية كسر حصار
غزة من أندَر وأجمل
لحظات النشاط الإجتماعي في التاريخ المعاصِر.
من هو يورغوس
أفغيروبولوس
يبلغ يورغوس أفغيروبولوس 38 عاما من العمر، وهو يوناني الجنسية
ويقوم بصناعة الأفلام الوثائقية في جميع أنحاء العالم. إذ ينتج
أفلاما وثائقية
سياسية واجتماعية وأنثروبولوجية. حصلت أعماله على 19 جائزة دولية في
مهرجانات
دولية. وتم تكريمه في بَلَده، فحصل على جائزة أفضل فيلم وثائقي سبع مرات.
تُعرَض
أفلامه الوثائقية تحت عنوان عام هو (إيكسانداس)، في التلفزيون
اليوناني، وفي شبكات
أوروبية وأمريكية.
مقابلة المخرج يانيس كاريبيدس
·
أنت عضو في مجموعة
كسر الحصار عن غزة، ومخرج للفيلم الذي يسجل للرحلة. ألم تخف بأن يسيطر عليك
البعد
العاطفي و يحول بينك وبين الحياده المهنية؟
لا.. لأن الخوف يتبخر عند النزول
على ارض فلسطين. وأنا هنا أشير إلى الجواب الذي تلقيناه من الشباب
الفلسطينيين الذي
استقبلونا في عرض البحر سابحين حول رفاصات المركبين، غير آبهين بالخطر رغم
تحذيرنا
لهم. فالضرورات التي طرحتها الرحلة امامنا كان لها ثقل يتجاوز
مجرد نقلها على شريط.
فالكائن السياسي في داخلي هو الذي كان مسيطرا وقتها على طبيعتي المهنية،
ولم أشعر
بأي خوف عند التصوير، لأنه بغض النظر عن المشاركة السياسية من جانب الرفاق
اليونانيين، كانت هناك ثقة مهنية وشخصية عمياء في الصحافيين
المحترفين الأربعة
الذين كانوا يشكلون فريق العمل المهني في الفيلم.
·
على أي شيء كان اهتمامك مركزا
خلال التصوير، وما هي المشكلة الرئيسية التي واجهتها؟
لقد عايشت عن قرب اجواء
غزة المشحونة بتساؤل حائر يقول، 'لماذا أنتم الأجانب وليس اخوتنا العرب؟!'.
كما
عايشت الإزعاج الذي تمثل في اسئلة الموساد، واتهامهم لنا بأن
دافعنا هو الربح. ولذا
فإن اهتمامي كان مركزا على توضيح الدوافع الحقيقية لأبطال هذه الرحلة.
·
قمتم
بالتصوير في مدن كثيرة في اليونان، مثل سبتسس واريتريا
وكاسيلوريزو وفولوس
وكوموتيني، فلماذا اخترتم زيارة كل تلك المدن وعدم الاكتفاء بأثينا؟
كان القصد
هو إثبات أن الإبحار في حوض المتوسط لم يعد حرا للمرة الأولى منذ 3000 عام.
وأن
الاتصال بين شعوبه قد أصبح تحت رحمة العربدة الإسرائيلية. وأن
الشعب اليوناني صاحب
التاريخ العريق في ركوب البحر، هو بكامله إلى جانب الشعب الفلسطيني. وأن
المدن التي
زرتها كانت مجرد محطات في رحلتنا البحرية إلى فلسطين، حيث وجدنا دعما بلا
حدود في
تلك الأماكن. كما أن تلك المدن هي التي جاء منها أبطال هذه
الرحلة.
·
كيف كان
المناخ المحيط بالتصوير؟
الجيد في الأمر أن مكتب الإنتاج وجميع الذين تعاونوا
في هذا العمل، قابلوا العمل والبشر الذين قاموا به بما يستحقونه من احترام،
واحترام
خاص لي 'المقاومة الموحدة' للشعب الفلسطيني.
·
ماذا يتبقى بعد الانتهاء من
إنجاز
الفيلم؟
إن ما وصلت إليه من قناعة لا مجال لزعزعتها بعد الانتهاء من الفيلم،
يتمثل في إحساس غمرني على نحو أشبه بالوجد، وقد أصبح الآن
معالجا منطقيا بشكل كامل،
مصدره اتصالي بجميع الأعمار وجميع الطبقات الاجتماعية في غزة، بانهم جميعا
عبارة عن 'مقاومة موحدة'.
(ملاحظة
مهمة: المخرج طلب عدم المس بالجواب الاخير بأي
طريقة).
كاتب السيناريو نيكولاس زيرغانوس
·
كيف علمت بهذه المهمة، خاصة
وأنها كانت سرية في البداية؟
علمت بالأمر قبيل الانطلاق، حيث أن اثنين من
اصدقائي على الأقل كانا ضمن المشاركين. بعد ذلك تابعت مسيرة الرحلة عبر
قناة 'الجزيرة'.
·
كيف بدأ التعاون بينك وبين نسيم
الاطرش وآفيروبولوس؟
نسيم
الاطرش هو من فتح الطريق، إذ كان يزمع إنتاج فلم وثائقي عن الرحلة، وهو
زميلي في
صحيفة إلفثئروتيبيا، حيث طلب مني التعاون في تنفيذ الفيلم، وقد وافقت على
الفور.
فتحدث إلى آفيروبولوس، وهو صديق تعاونت معه لسنوات طويلة، فدعاني هو ايضا
للمشاركة.
·
هل أنت على استعداد لإعادة
الكرّة إذا ما تم تنظيم رحلة مماثلة؟
رغم أنني
لم اكن على المركب، ولكنني مستعد كلما طلبوا إليّ ذلك؟
برأيك.. ما هو العدد
المطلوب من المراكب والرحلات والمتطوعين، لرفع حصار ظالم وغير إنساني عمره
أكثر من 40
عاما؟
المراكب ليست أكثر من وسيلة ضغط، ولتحسيس المجتمع الدولي بما يحدث في
غزة، خاصة وأن هذه المراكب قد تمكنت من كسر الحصار. ولكن
المسألة سياسية بالدرجة
الأولى، ولا تُحل بغير الوسائل السياسية. المراكب يمكن أن تساعد فقط.
·
ولكن هل
تعتقد بوجود إرادة دولية للحل؟
من جانب اسرائيل.. لا. أما بقية الأطر الدولية
بمن فيها العرب، فإن كل طرف يريد حلا مفصلا على مقاسه. اللاعبون كثيرون،
والمصالح
متشابكة.
·
هل لديك من رسالة أخيرة للعالم؟
أعتقد أن الفيلم في حد ذاته رسالة
حول ما يحدث في غزة. رسالة تقول انه بالإمكان كسر الحصار بالرغم من قسوته
ولا
إنسانيته. وأن الوضع قد وصل إلى حد لا يمكن احتماله، بل انه تجاوز كل
الحدود. وأن
الحكومات الأوربية تتحمل مسؤولية كبيرة عن ذلك، والحكومات
العربية كذلك، وأن اقل
قدر من المسؤولية بطبيعة الحال، يقع على الفلسطينيين، وذلك مقارنة بمسؤولية
المجتمع
الدولي.
·
كيف كانت تجربتك مع الفيلم؟
بالنسبة لي كانت التجربة جدّ مؤثرة،
خاصة وأنني لم اشارك شخصيا في الرحلة. كان نوعا من التعويض، وكما لو اننا
قد شاركنا
بالفعل، رغم ذلك فما زلت اشعر بالغيرة تجاه من كانوا في المراكب.
القدس العربي في
06/08/2009 |