حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2011

يعود إليه بعد 15 عاماً ويمزج بين التمثيل والإخراج هذا الموسم

أيمن زيدان: لا فرق بين جزأي "يوميات مدير عام"

دمشق - علاء محمد

يمزج الفنان الكبير أيمن زيدان بين التمثيل والإخراج في موسمه الدرامي الحالي، فيعود من بوابة أهم عمل كوميدي ناقد في تاريخ الدراما السورية “يوميات مدير عام”، ومن بوابة مسلسل يقف فيه وراء الكاميرا مخرجاً وذلك في “ملح الحياة” . حديث شيق ولطيف مع أيمن زيدان يكشف فيه الكثير من الأخبار المتعلقة بالدراما، وبه، في الحوار التالي .

·         عدت إلى الإخراج بعد سنوات من الابتعاد عنه . . ماذا عن تجربتك الجديدة “ملح الحياة”؟

- عدت إلى الإخراج هذا العام بعد أن أقنعني نص رائع جداً كتبه حسن م . يوسف مأخوذ عن رواية قيّمة للكاتب الكبير حنا مينة، وبعد أن رأيت أن مؤسسة الإنتاج التلفزيوني المنشأة قبل عام واحد، ستقوم بدفع الدراما المنتجة محليا قدما إلى الأمام، إضافة إلى شوقي للوقوف وراء الكاميرا بعد سنوات انقطاع، وافقت على إخراج المسلسل الذي أراه من نوعية الأعمال النخبوية التي تراجع فترة مهمة من تاريخ بلادنا، فترة هي من أهم فترات ومراحل سورية سياسياً واجتماعياً وثقافياً .

·         ماذا عن الفكرة الرئيسية للعمل؟

- الفكرة تدور حول سوريا في فترة الأربعينات وحتى نهاية الخمسينات، وقد كتبها الأديب الكبير حنا مينة بقلم أدبي رفيع استطاع من خلاله ضرب أكثر من هدف بحجر واحد، فمن جهة وصف المرحلة بشكل دقيق، ومن جهة أخرى استطاع أن يقدم رؤية خاصة عن مستقبل البلاد للعقود المقبلة .

وفي المسلسل سنرى أن كل شيء في تلك المرحلة  كان مختلفاً عما نراه اليوم . . العلاقات مختلفة، التعاطي مع أي قضية مختلف، وأيضاً هناك واقع الصحافة التي تؤكد القصة أنها لم تكن مولودة حديثا في فترة الخمسينات بل كانت صحافة دقيقة في تناولها أوضاع البلاد من كافة النواحي وعلى أعلى المستويات .

·     لك تصريح سابق عبرت فيه عن ارتياحك لأن العمل سيعرض بغض النظر عن مقاطعة الفضائيات للدراما السورية هل من تفسير حول ذلك؟

- أولاً أنا على ثقة مسبقة بأن الدراما السورية لن يتم مقاطعتها من قبل أية جهة كانت، فهي دراما استطاعت أن تنأى بنفسها عن أية تجاذبات سياسية ولنا في ذلك تجربة بل تجارب سابقة برهنا فيها على عمق التفكير وبعد النظر لدى الخطاب الدرامي السوري .

لكن، عندما اشتد وطيس الكلام عن مقاطعة الدراما السورية من قبل قنوات عربية أخرى وشركات إنتاج، كثر السؤال عن ذلك، وكنت أتعرض له بشكل يومي، سواء عبر الهاتف أم في لقاءات وجاهية، فكان أن خرجت بذلك التصريح الذي قلت فيه: مسلسلي من إنتاج مؤسسة الإنتاج التلفزيوني السورية سيعرض ولو على محطات محلية، لكنني لم أقل إنني مرتاح لذلك، بل فسر الكلام على أنني مرتاح .

·         وفي العموم . . ألم تر أن الدراما السورية لم تنتشر بتلك المساحة عبر المحطات العربية خلال شهر العرض؟

- لا أعتقد ذلك، وكل عام كانت المحطات الخليجية مثلا تشتري وتعرض لخمسة أعمال تقريبا، واليوم نشاهد أن هناك خمسة أعمال سورية تعرض على محطات الخليج، أي أن الأمور عادية وطبيعية، إذ لم تشتر، في أي عام، القنوات الخليجية كل الإنتاجات السورية، بل كنا نبيع قسما للخليج وآخر للبنان وثالثاً قليلاً لمصر، وهذا ما نشاهده اليوم في شهر رمضان، ففي منطقة الخليج تعرض بعض المسلسلات، وفي لبنان بعضها الآخر، ومصر يعرض مسلسل “في حضرة الغياب” أي لا مشكلة في هذا الجانب .

·         نأتي إلى مسلسل “يوميات مدير عام” . . كيف ترى العودة إليه بعد 15 عاما من التوقف عند الجزء الأول؟

- لا أرى أي فرق بين ما نقوم به اليوم في المسلسل وما كنا نقوم به قبل 15 عاماً . . نفس المجتمع ونفس العقلية الإدارية في الدوائر الحكومية، ونفس الأخطاء، ونفس الفساد، ونفس الوجوه تقريبا، ونفس الحالة المزرية التي يصل إليها المواطن جراء سوء معاملته من قبل موظفي الدوائر .

لا شيء تغير على الإطلاق سوى العصر وأدواته وارتفاع قيمة الرشوة التي تقدم للموظف من يد المواطن، فما كان يحل بمبلغ 200 ليرة سورية قبل 15 عاما يحتاج اليوم إلى ألف أو 1500 ليرة، هذا على أبسط قضية أو معاملة، وكذلك بالنسبة للمستويات الأعلى، فما كان يتم تجاوزه بمبلغ 20 ألف ليرة سورية، اليوم يحتاج إلى 100 ألف ليرة .

لم أر أنني أشتغل جزءاً ثانياً في “يوميات مدير عام”، بل أشعر بأني أتابع ما بدأته في المسلسل الذي عرض قبل 15 عاماً .

·     هل ترى أن تقديم المسلسل يأتي كتكريس لمحاولة الدراما معالجة فساد إداري أم لمجرد تقديم مسلسل كوميدي يضحك الناس؟

- بل لمحاولة وسعي من قبل الفن والدراما والمنتجين والمخرج والكاتب والممثلين، لأن يلعبوا دوراً إيجابياً في تسليط الضوء على مكامن الفساد في دوائر الدولة .

ونحن عندما قدمنا الجزء الأول قبل 15 عاماً لم يكن المسموح في تلكم الأثناء يعادل 10% من المسموح اليوم، لذا فعندما أقدمنا على إنتاج وتنفيذ ذلك الجزء، لم نكن نرغب في صنع كوميديا فقط، بل المساهمة في كشف الفساد ما أمكننا، فكيف واليوم توجد مساحات لا بأس بها من حرية تناول القضايا وطرح الأسئلة على الحكومة؟

·         تعتبر شخصياً من أكثر الممثلين إقلالا في الظهور في الدراما . . ما السبب في ذلك؟

- السبب بسيط، وكل من في الوسط الفني يعرفه، فأنا ومنذ دخلت الوسط الفني قبل 25 عاماً، آليت على نفسي ألا أظهر في أكثر من مسلسل أو اثنين في العام الواحد مهما ارتفع عدد العروض التي أتلقاها، وبالتالي فإنني مع هذا العام لم أصل بعدد المسلسلات التي ظهرت فيها في الدراما إلى حدود خمسين مسلسلاً، وهذا رقم يصل إليه بعض الممثلين في ظرف 7 أو 8 سنوات .

·         إذاً أنت تعتمد النوعية وليس غيرها؟

- بالطبع فبإمكاني مثلا أن أظهر في عشرة مسلسلات في العام الواحد، والأعمال متوافرة والعروض والاتصالات لا تنقطع مع أحد من المنتجين أو المخرجين، لكنني دائماً وبمجرد الوصول إلى موافقة على عملين أعتذر عن قبول أي عرض ثالث، فأرتاح في التمثيل وفي المراجعة، وفي متابعة شؤوني الأخرى في الفن وغير الفن .

·         كيف تنظر إلى نهضة البلاد مستقبلاً؟

- ما يهمني هنا أن أتحدث بما أحلم برؤيته . . أحلم بأن أرى الإصلاح وقد تحقق عمليا وأصبح واقعا نعيشه على الأرض، وأحلم بألا نرى أية جهة بعد اليوم تقصى أو تستثنى من العمل على النهوض بهذا البلد .

الخليج الإماراتية في

29/08/2011

 

ممثلة عادت إلى بلدها لتواصل عملها

نسرين عبدالرحمن: الدراما العراقية ستأخذ حقها

بغداد - زيدان الربيعي:  

نسرين عبد الرحمن ممثلة عراقية متميزة تألقت في المسرح وفي التلفزيون واضطرت إلى مغادرة العراق بعد الاحتلال، حيث عملت في الكثير من الأعمال العراقية والعربية ونجحت فيها بامتياز، إلا إنها ترفض تصوير الأعمال الدرامية العراقية في خارج بيئتها، وقد عادت إلى بغداد لكي ترى مدى إمكانية عودتها إلى ممارسة العمل فيها، إلا أن الخوف كان ملازماً لها نتيجة عدم استتباب الوضع الأمني . “الخليج” سجلت معها الحوار الآتي :

·         كيف وجدتِ الأعمال الدرامية العراقية  العربية المشتركة؟

- بداية أنا أقف مع حالة التلاقح بين الدراما العراقية والدراما العربية وأشجعها كثيراً، لأن التلاقح الثقافي يجعل الناس تتطلع إلى ثقافات الآخرين في مختلف المجالات . لذلك عندما عملنا مع المخرجين والممثلين السوريين تعرَّفنا إلى قدراتهم وفي الوقت نفسه أيضاً تعرَّفوا هم إلى أعمالنا . فضلاً عن ذلك فإن الأعمال المشتركة تسهم في خلق روح المنافسة، لأن الممثل العراقي عندما يشترك في عمل ما يتواجد فيه ممثلون عرب وكذلك مخرج عربي يحاول أن يجتهد كثيراً من أجل أن يبرز قدراته الفنية في التمثيل وهذا الاجتهاد يعود بالفائدة على عموم الدراما العراقية .

·         كيف تنظرين إلى إسناد مهمة إخراج بعض الأعمال الدرامية إلى مخرجين سوريين؟

- رغم أن هذه العملية أسهمت في تعطيل عمل بعض المخرجين العراقيين، أشير هنا إلى نقطة مهمة جداً وهي أنه ليس كل المخرجين السوريين الذين تولوا مهمة إخراج بعض الأعمال الدرامية هم من المخرجين المحترفين، بل إن بعضهم كان يعمل مونتيراً أو مصوراً “فوتوغرافياً” وأصبح لدينا مخرجون، بينما المخرجون العراقيون عاطلون عن العمل ومنهم زوجي المخرج أركان جهاد . لذلك أتمنى على القائمين على شركات الإنتاج مراعاة تاريخ وإبداع المخرج العراقي وعدم شطبه من أعمالهم المستقبلية، علماً أن بعض المخرجين السوريين كانوا جيدين خصوصاً في مسألة التقنيات الحديثة في التصوير أو الإخراج .

·         هل لدى المخرج السوري القدرة على تحليل النص العراقي؟

- كلا . . لأن المخرج السوري لا يستطيع تقديم الصورة بحذافيرها من حيث المكان أو المفردات التي تتحدث باللهجة العراقية المحلية البحتة، فضلاً عن الحيثيات الحياتية الأخرى التي يعرفها العراقيون لأن المخرج السوري غير مطلع عليها . لذلك فإن العمل العراقي الذي يقوم بإخراجه مخرج سوري تتخلله العديد من الأخطاء من حيث اللهجة، والبيئة، والمكان وحتى السيارات التي يقودها الممثلون لا تتماشى مع مرحلة الحدث التي يتكلم عنها النص العراقي .

·         خلال عملكِ مع الممثلات السوريات هل وجدت فوارق كبيرة ما بين الممثلة العراقية ونظيرتها السورية؟

- بداية لابد من القول إن كل مجتمع يتحرك حسب طبيعته وتقاليده المجتمعية، لذلك أقول إن الممثلات السوريات مبدعات ولديهن الحرية الكافية للتعبير عن هذا الإبداع لأن المجتمع السوري من المجتمعات المنفتحة، فضلاً عن ذلك باتت الدراما السورية منتشرة عربياً على عكس الدراما العراقية التي لم تستطع تجاوز الحدود وهذا الأمر يحز بأنفسنا كثيراً .

·         لكن هناك من يقول إن الدراما العراقية في أعمالها الأخيرة استطاعت أن تصل إلى المشاهد العربي؟

- في الآونة الأخيرة بدأت الدراما العراقية تتحرك نحو المشاهد العربي وهذا الحراك يعود إلى مشاركة بعض الممثلين العرب في الأعمال العراقية وكذلك مشاركة بعض الممثلين العراقيين في الأعمال العربية . لأنني شخصياً شاركت في أربعة أعمال سورية تاريخية وهي “أبو زيد الهلالي” من إخراج باسل الخطيب و”نزار قباني” كنت ضيفة شرف فيه و”عذراء الجبل” من إخراج سامي جنادي و”أسد الجزيرة” من إخراج باسل الخطيب . وهذه الأعمال المشتركة جعلت الممثل العراقي يشعر بأنه يستطيع منافسة أشقائه العرب وأنه لا يقل عنهم شيئاً .

·         كيف ترين الدراما العراقية اليوم؟

- أشعر أنها تطورت قليلاً ولكنها ستتطور أكثر لو قامت بتصوير أعمالها داخل العراق حتى تحصل على نسبة نجاح، لأن المشاهد العراقي ذكي جداً ويستطيع تشخيص الأخطاء والنواقص التي تحدث في العمل، فكيف يمكن إقناعه بعمل عراقي يدور حول قضية عراقية ويفتقد هذا العمل لبيئته الحقيقية .

·         خلال مدة غيابك الطويلة عن العراق ماذا وجدت من فوارق داخل العراق بعد عودتك الأخيرة إليه؟

- وجدت الكثير من الفوارق المؤسفة جداً، حيث كنت أنتظر منذ زمن طويل أن يتحسن الوضع الأمني داخل العراق حتى نستطيع العودة إلى بلدنا لكي نمارس عملنا فيه من جديد، لذلك أطمح وأتمنى أن تعود صورة المكان إلى أفضل من السابق وكذلك يتحسن الوضع الأمني حتى عندما نتحرك في الشارع نكون في حالة من الاطمئنان التام .

·         هل أنتِ خائفة من الشارع العراقي الآن؟

- نعم . . الخوف مايزال يلازمني وهذا الخوف يمثل ردة فعل طبيعية لما يحدث في الشارع العراقي من أعمال عنف تكاد تكون يومية .

·         ما هي الشخصية الأبرز التي قمتِ بتجسيدها خلال مسيرتك الفنية؟

- أنا بطبيعتي أميل إلى الأدوار المركبة، حيث قبل الاحتلال شاركت في مسلسل “يا حب أيها الوجه الغريب” للمخرج محمد شكري جميل وجسدت فيها شخصية مركبة وكذلك الحال في مسلسل “كبرياء وهوى” وحتى العمل الأخير الذي عملته مع زوجي المخرج أركان جهاد وهو “حكاية أخرى” كانت شخصيتي فيه جميلة جداً، إذ جسدت شخصية امرأة مضطهدة من قبل زوجها وبعد ذلك تتحول المشاكل والصدمات التي تعرضت لها إلى حد الجنون .

·         هل هناك شخصية ندمتِ على تجسيدها؟

- لم أندم على شخصية جسدتها، لكن هذا لا يمنع من القول إنه في حياة كل ممثل توجد شخصيات جيدة وأخرى سهلة جداً ولا يوجد فيها تنقلات أو تحتاج إلى إبداع أو جهد كبير .

·         ما حل بالعراق من مآسٍ كبيرة بعد الاحتلال، ألا يجعل العمل العراقي ذا قيمة كبيرة عند المشاهد العربي؟

- بالتأكيد حيث سمعت الكثير من الكلام الصادر من قبل ممثلين سوريين أكدوا فيه أن الدراما السورية وكذلك المصرية هما الأبرز الآن في الوطن العربي، بينما سيكون المستقبل للدراما العراقية وسوف تأخذ حيزاً كبيراً من اهتمامات المشاهد العربي وهذا الأمر ناجم من الموضوعة العراقية التي تم تركيز الأضواء عليها بسبب الأحداث الجسام التي مرت على العراق بعد الاحتلال . لذلك فإن الدراما العراقية تستطيع أن تعكس الواقع الحياتي .

·         بدأت الدراما العراقية تتوجه نحو الأعمال الرومانسية فهل أنتِ مع هذا التوجه؟

- نعم . . أنا من أشد المساندين لهذا التوجه، وقد بدأنا قبل عامين السير في هذا المسار من خلال مسلسل “أماني للسيدات” وظهرت به كعازفة كمان وصديقاتي كن جميلات .، لأن هذا الاتجاه بات ضرورياً بعد أن سئم المشاهد العراقي من واقعه المرير، لذلك يريد فسحة للابتعاد عن هذا الواقع من خلال مشاهدة الأعمال الرومانسية الجيدة .

الخليج الإماراتية في

29/08/2011

 

على الوتر

"المواطن إكس" أسقط الكبار

محمود حسونة 

“المواطن إكس” حالة مختلفة حطمت القواعد الكلاسيكية والمألوفة في صناعة الدراما، وأسفرت عن تجربة مهمة على مستوى الموضوع والتمثيل والصورة والتكنيك، لنجد أنفسنا أمام حالة ثورية في عالم الدراما، ناقشت بحرفية عالية إرهاصات ثورة 25 يناير وحتى اندلاعها وسقوط النظام، وبأداء لا يخلو من روح الثوار، ويجسد غضبهم وإرادتهم وعزيمتهم وإصرارهم على التغيير .

لم يقحم “المواطن إكس” نفسه في قلب الثورة كي يتمحك بها ويشتهر على حسابها، ولم يقحمها بين سطوره وأوراقه لأنه ببساطة هو حكاية الثورة، وحكاية إرادة الشباب المصري، وحكاية مولد التغيير . لم نتوقع أن ينجح أي من كتّاب الدراما في أن يبدع عملاً عن الثورة بحرفية عالية خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة، ولم نتخيل إمكان أن يغطي العمل أحداث العام الأخير من عمر مصر ما قبل الثورة، منذ مقتل خالد سعيد واحتجاجات العمال المتتالية وغضب العديد من الفئات، وحتى اندلاع مظاهرات 25 يناير وجمعة الغضب وموقعة الجمل وحتى التنحي، في رواية مسلسلة ومكتوبة بعمق وموضوعية وبكثير من الحقائق، إلا أن مبدعاً شاباً يمارس الكتابة الدرامية أول مرة هو محمد ناير حقق ما لم نتوقعه، ونفذ ما لم يتخيله الكثيرون ليقدم واحداً من أروع الأعمال الدرامية هذا العام، وعن حدث الساعة في مصر وغيرها من البلاد العربية، ليبرز للعالم أن الثورات التي تجتاح الشوارع والمدن العربية لم تأت من فراغ، ولكنها نتيجة حتمية لفساد أنظمة وحكومات ومعاناة أجيال وشعوب . ولأنه كاتب يملك أدواته جيداً، نجح في أن يقدم أحداثاً شغلت الناس وملأت الإنترنت في إطار درامي مشوق ومن دون أن يقع في فخ الوثائقية الذي وقع فيه مسلسل “إيد واحدة” والذي يعرض أيضاً حالياً عن الثورة المصرية، كما أنه لم يسع لركوب الموجة من خلال مشاهد عن الثورة يقحمها على عمل لا علاقة له بها مثل كثير من الأعمال، ولعله أكثر وضوحاً في مسلسل “آدم” .

ورغم أن الخط الدرامي الرئيس في المسلسل مستوحى من حادث مقتل خالد سعيد، نفى صناع “المواطن إكس” أي علاقة له بخالد سعيد، وقد يكون ذلك خوفاً من شبح الوثائقية وحرصاً على أن يشاهد الناس المسلسل ثم يحكمون عليه، لثقتهم بأن الحكم بعد المشاهدة سيكون لمصلحتهم، حتى وإن كانت حكاية خالد سعيد تطل في معظم المشاهد بشكل مباشر وغير مباشر .

المسلسل يدور حول مجموعة من الشباب يرتبطون بعلاقة صداقة، لديهم طموحاتهم وأحلامهم، وعندما يسعون لتحقيقها يصطدمون بواقع يعشش فيه الفساد والمحسوبية، لتتحول الطموحات إلى إحباطات، وتتخلص السلطة من أبرزهم ويدعى أحمد قاسم، ويلقبه أصدقاؤه ب “إكس”، بالقتل، وتحيك له قصة وهمية بأنه قتل في حادث وقع له وهو يقود دراجته النارية، وأنه كان يتاجر بالمخدرات، وهي الرواية التي لا يصدقها أي من أصدقائه، ويبدأون رحلة البحث عن الحقيقة وسط عالم من الضياع والغموض والتآمر والخوف، حتى يعثروا على مقطع فيديو يبين قتله على أيدي عناصر من الشرطة، فينشرونه على الإنترنت، وينشئون له صفحة على الفيس بوك لتتفاعل قضيته مع الناس وتتحول إلى قضية رأي عام، ومن خلال صفحته الإلكترونية تبدأ الدعوة للثورة، باعتبار أن إكس ليس فقط أحمد قاسم أو قل خالد سعيد، ولكنه كل مواطن مصري تعرض للظلم على أيدي عناصر النظام السابق، وكان ضحية فساد أجهزته .

ما أنقذ المسلسل من براثن الوثائقية أنه لم يغرق في قضية مقتل أحمد قاسم ولكنه قدمها مغلفة بمجموعة من العلاقات الاجتماعية والتشابكات الإنسانية التي تعبر عن ضياع جيل الشباب، وتعبر عن غضبه لما آل إليه وضع بلاده، وما أسفر عنه من امتهان لكرامته واعتداء على آدميته وسلب لحقوقه، ولم يجد أمامه سوى الثورة وسيلة لاستعادة البلد والكرامة والحقوق الضائعة .

ولأن صناع المسلسل كانت لديهم إرادة تقديمه في رمضان، وتحدي عنصر الوقت، اضطر مخرجه عثمان أبولبن بعد وضع الإطار الفني له من الاستعانة بمخرجين آخرين ليساعداه في إنجاز المهمة، حيث تم تكليف كل مخرج بعدد من المشاهد، وجاءت الصورة وكأنها رؤية مخرج واحد فقط، فضلاً عن استخدام التكنيك السينمائي وتحريك الممثلين بأسلوب السينما لنجد أنفسنا أمام عمل تلفزيوني يتفوق على أفلام سينمائية في جاذبية الصورة التي تضافرت مع ثراء النص ودراميته وتباري الممثلين في الأداء، لتكون النتيجة عملاً متميزاً متفرداً يثور على كل المألوف .

ولعدم وجود عناصر جاذبة بين أبطاله، واجه “المواطن إكس” صعوبات في التسويق، ولم تعرضه سوى قناتين، في حين اشترت حق عرض أعمال أخرى عشرات القنوات، ولكن بعد مرور أيام من رمضان بدأ الناس يحدثون بعضهم بعضاً عنه، ليلتف حوله جمهور لا يتوافر للمسلسلات التي تتصدر أفيشاتها أسماء النجوم الكبار، وتعرضها أيضاً العديد من “القنوات الكبرى”، ليسقط “المواطن إكس” الكبار عن عروشهم بعد أن اغتالوه تسويقاً، وليؤكد أن البقاء ليس لاسم النجم ولا لجماهيرية القناة ولكنه للعمل المتميز المتكامل الذي يجبر الناس أن يعملوا مروجين له حتى تصل رسالته إلى أكبر قدر منهم .

mhassoona15@yahoo.com

الخليج الإماراتية في

29/08/2011

 

مشهد النهاية فى دراما رمضان..

قضبان وثورة وقتل ونص إكليل 

اقتربت مسلسلات رمضان من مشهد النهاية، وأخذت الأزمات تطل برأسها وترفع درجة حرارة الأحداث، وبدأت الحلقات فى تأهل المشاهد للوصول لنقطة الذروة، ففى مسلسل «خاتم سليمان» يكتشف الدكتور «سليمان» جرائم زوجته الدكتورة «شاهيناز»، والتى تتاجر فى الخلايا العصبية، وتستغل المستشفى الخيرى، الذى يملكه فى إجراء عمليات الإجهاض وبيع الأجنة لدول غربية، وفى مسلسل «الريان» بدأت الصدام يتكشف بين الريان وإخوته ورجال النظام، وفى شارع عبدالعزيز اقترب «زيزو» من القمة وأصبح عليه أن يحارب للبقاء فى موقعه، ومع «المواطن أكس» تكشفت الكثير من الخيوط، التى ستدين كل من وقفوا خلف حادث مقتل المواطن «أحمد قاسيم»، و....، وبهذا أخذت الدراما فى تهيئة الجمهور لتلقى المفاجأة الأخيرة، ومشهد النهاية الذى نرسم ملامحه فى السطور التالية.

ليلة القبض على «عابد كرمان»

فى مسلسل «عابد كرمان» لم يشأ السيناريست بشير الديك أن يغلق القوس فى الحلقة الأخيرة على أحداث مسلسله «عابد كرمان» دون أن يضع مشهدا يؤكد مواصلة بطله لرحلة العطاء والتضحية فبعد أن ينجح عابد كرمان فى مهمته داخل الأراضى المحتلة، ويحقق النتائج المرجوة منه، يسند له جهاز المخابرات المصرى مهمة أخرى، ورغم علمه بأنه قد يتعرض لإلقاء القبض عليه بسبب هذه المهمة، والتى يصفها بشير الديك بالورقة الأخيرة، التى قد تسقط عابد فى يد الأعداء، إلا أنه يوافق على أداء المهمة لإيمانه بقضيته وبالدور الذى يلعبه.

ويقول الديك: «المسلسل يحكى قصة بطل عربى ضحى من أجل القضية العربية وطوال الحلقات كنا نسرد الأخطار التى يواجهها، وتأتى الحلقة الأخيرة، لتحمل لنا نتيجة جهوده لكنى أردت أن أؤكد على العديد من الحقائق أن رحلة العطاء لا تنتهى وأن الشخص الوطنى والفدائى دوما يسعى لمنح المزيد مهما كان الثمن الذى يدفعه.

مسلسل «عابد كرمان» بطولة تيم الحسن وسلاف فواخرجى وإبراهيم يسرى وأحمد حلاوة، وإخراج نادر جلال.

ثورة الشباب فى خاتم سليمان

تفشل محاولات الدكتور «سليمان» خالد الصاوى فى التصدى لفساد زوجته الدكتورة «شاهيناز» رانيا فريد شوقى، ويستسلم لسلبيته، وتكون المفاجأة حينما تخرج ابنتهما «شهد» الطالبة بالجامعة الأمريكية عن هدوئها، الذى التزمت به منذ بداية أحداث العمل، وتعلن ثورتها على كل الأوضاع، وعلى ظلم وجبروت والدتها وترفض الانصياع لأوامرها، التى تأتى على حساب حياتها، وتقلب حياة الأسرة رأسا على عقب فى محاولة لإعادة الحقوق المهدرة لوالدها، وتكون بداية لثورة جيل كامل من الشباب على الظلم والفساد، فى إشارة إلى الثورة المصرية، كذلك يطل عبير ثورة الياسمين من خلال شخصية صديقتها التونسية، التى تكون معها دائما عبر الإنترنت.

المسلسل تأليف محمد الحناوى وإخراج أحمد عبدالحميد وبطولة خالد الصاوى وفريال يوسف ورانيا فريد شوقى.

لغز المواطن إكس

ينتهى مسلسل «المواطن إكس» بمشهد تم تصويره فى أستوديو مصر يضم كلا من محمود عبدالمغنى وأروى جودة وشيرى عادل وعمرو يوسف ومحمد فراج لتصل أحداث المسلسل إلى ذروتها الأخيرة وتكشف عن مؤامرة اغتيال إكس، والتى كانت بمثابة لغز كبير انطلق مع بداية الحلقة الأولى. المسلسل كتبه محمد ناير ويخرجه كل من محمد بكير وعثمان أبولبن.

وادى الملوك ينتظر قرار اللحظة الأخيرة

«الكلاب تقتل «دياب» فى منزله بعد اغتصابه «عائشة»، هكذا رسمت الرواية، التى كتبها محمد المنسى قنديل نهاية شخصية دياب بطل روايته «يوم غائم فى البر الغربى»، حسنى صالح مخرج مسلسل «وادى الملوك» المأخوذ عن الرواية، يؤكد أنه لم يلتزم بنص الرواية فى كل التفاصيل، وأن النهاية عنده ستكون قدرية، حيث يأخذ فيها كل شخص جزاء عمله، مشيرا إلى أنه حتى اللحظات الأخيرة كان مشاهد هذه الحلقة ولم يضع تصورا نهائيا لمشهد النهاية، وإن كان يميل إلى النهايات التراجيدية.

كتب المعالجة الدرامية للمسلسل محمد الحفناوى، بينما كتب الحوار الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى، ويشارك فى بطولته صابرين وريهام عبدالغفور وسمية الخشاب ومجدى كامل.

الريان خلف القضبان

القبض على أسرة الريان فى قضية توظيف الأموال، واتهامهم بالتلاعب بأموال المودعين، هو أول المواقف، التى تمثل النهاية المأساوية للمسلسل، وتشهد الحلقة مجموعة من الأحداث المتلاحقة، ومنها الحكم بالمؤبد على «أحمد الريان» خالد صالح، الإفراج عن والدة صلاح عبدالله وشقيقه الأصغر «محمد» أحمد صفوت، كما تشهد حياة الشقيق الأكبر «فتحى» باسم سمرة تطورات خطيرة منها العودة لزوجته «بدرية» ريهام عبدالغفور، ولكنه سيتعرض لأزمة صحية حادة بسبب إدمانه للمخدرات والتى ستتسبب فى وفاته.

المسلسل من تأليف حازم الحديدى ومحمود البزاوى، وإخراج شيرين عادل.

«دوران شبرا» إيد واحدة

تتصاعد أحداث المسلسل لتصل لنقطة الصراع، التى تنتهى بزفاف «سامى» هانى عادل على «هند» رانيا شاهين، وخطبة «أشرف» أحمد عزمى و«ماجدة» نرمين ماهر فى نصف إكليل بالكنيسة، وذلك بعد أن يتمكن أشرف من انتزاع موافقة والدته «لولا» دلال عبدالعزيز على زواجه، ويؤكد السيناريست عمرو الدالى أن الحلقة الأخيرة ستشهد إلى جانب النهايات السعيدة عدة مفاجآت، ومنها تطورات خطيرة فى قصة «ناصر»، الذى يلعبه هيثم أحمد زكى و«عزة»، التى تجسدها حورية فرغلى، وتبقى الروح السائدة فى حى شبرا وطبيعة سكانها هى السمة السائدة للنهاية، التى تؤكد أن الحياة ستستمر فى الحى العريق، ولن تتأثر بالعوارض التى تظهر من آن لآخر.

صباح مفاجأة «الشحرورة»

فى مسلسل «الشحرورة» تعيش المطربة صباح أحداثا عصيبة، منها طلاقها من زوجها فادى لبنان، وأزمة مالية تضطرها لبيع العمارة التى تملكها، بعد أن وضعت فيها كل مدخراتها، وتكتفى بالاحتفاظ بشقتين فقط منها، وعلى الجانب الآخر يتمكن منها شعورها بعقدة الذنب تجاه ابنيها هويدا وصباح، فتكتب الشقتين باسميهما وتتركهما وتعيش فى فندق صغير فى بيروت، وهو الفندق الذى تعيش فيه حتى الآن، وبرغم رفض أسرة العمل الكشف عن مفاجأة الحلقة الأخيرة إلا أن البعض يؤكد أنها ستكون ظهور صباح نفسها مع كارول سماحة.

المسلسل كتبه فداء الشندويلى وأخرجه أحمد شفيق وبطولة كارول سماحة.

اغتيال آدم

تصل الأحداث فى مسلسل «آدم» إلى قمة المأساة بعد أن يلقى بطل العمل مصرعه، لتصبح بذلك فكرة الثورة هى نقطة الذروة، التى يبحث عنها العمل، وكانت الحلقات الأخيرة قد بدأت تؤهل المشاهد لتلقى مشهد «آدم» بطل المسلسل، الذى يلعب دوره المغنى الشاب تامر حسنى فى أولى تجاربه مع الدراما التليفزيونية، وذلك من خلال مشاهد التعذيب، التى كان بطلها الفنان ماجد المصرى ضابط أمن الدولة أثناء التحقيق مع آدم فى المعتقل.

مسلسل «آدم» تأليف أحمد أبوزيد وإخراج محمد سامى وبطولة تامر حسنى ومى عز الدين ودرة وأحمد زاهر وماجد المصرى.

الطلبة بين السجن والثورة

تنتهى أحداث مسلسل «إحنا الطلبة» مع قيام ثورة 25 يناير، فبعد أن يتم القبض على جميع أبطاله المسلسل أحمد سعد ومحمد رمضان وأحمد فلوكس ودنيا عبدالعزيز ومحمد نجاتى أثناء قيامهم بعملية سرقة، تظهر فى محور الأحداث صديقتهم ألفت عمر، التى تشارك فى الإعداد للثورة، والتى ستكون المشهد الأخير للمسلسل، الذى كتبه أحمد عيسى، وأخرجه أيمن مكرم ويشارك فى بطولته ريم البارودى ونرمين ماهر ونجلاء بدر ومادلين طبر.

الشروق المصرية في

29/08/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)