حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2011

أكد أنه لا يقلد أحداً في "الزناتي مجاهد"

سامح حسين: لا أشاهد غير مسلسلي

القاهرة - المعتصم بالله حمدي

نجح الفنان سامح حسين في لفت الأنظار إليه من خلال الكوميديا التي يقدمها في مسلسل “الزناتي مجاهد”، والتي أضفت بهجة مع غيره من المسلسلات الكوميدية على دراما رمضان التي يراها بعض النقاد مغلفة بالكآبة فيما يغلب الجانب السياسي على البرامج، إلا أن سامح لم يسلم من بعض الانتقادات حول مسلسله الجديد وهو يرد عليها ويشرح طبيعة عمله في هذا الحوار:

·         كيف ترى ردود الفعل حول الحلقات الأولى من مسلسل “الزناتي مجاهد” الذي نشاهده حالياً؟

- ردود إيجابية للغاية وأنا سعيد بها وأتمنى أن يستمر هذا النجاح خاصة أن الحلقات المقبلة بها جرعة كوميدية كبيرة تعتمد على العديد من المواقف الضاحكة .

·         ألا ترى أن سذاجة مجاهد زادت على الحد ما أثر على مصداقية العمل؟

- المسلسل “لايت كوميدي” يطرح العديد من الأفكار الحياتية بشكل بسيط، فهو يقدم قضايا جادة مثل الروتين والثأر والمرور والبطالة وغيرها بشكل مميز، والجمهور يتواصل مع العمل لبساطته الشديدة، ومجاهد إنسان طيب ولكن طريقة تفكيره تضعه في العديد من المشكلات .

·         هل ترى أن الجمهور كان في حاجة لمثل هذا المسلسل؟

- طبعاً لأن الشهور الأخيرة شهدت الكثير من الأحداث المتلاحقة وغابت الابتسامة عنا بسبب الظروف التي مرت بها البلد بعد ثورة يناير والتي غيرت العديد من ملامح الحياة المصرية، وأتوقع أنها ستقضي على سلبيات نناقشها في المسلسل، وقد كانت سبباً في تدهور حياتنا المعيشية كما أن الصعيد كان يعاني من إهمال شديد ولا بد للنظام القادم أن يهتم به ويعوضه عن إهمال السنوات الماضية .

·         ألا ترى أن “مجاهد” قريب الروح من “عبودة”؟

- تشابه “عبودة” و”مجاهد” يكمن في طيبتهما الشديدة فهما لا يعرفان معنى الشر .

·         هناك من ينتقدك ويتهمك باستنساخ مواقف قدمها من قبل نجوم الكوميديا وعلى رأسهم الفنان عادل إمام؟

- أنا أقدم موهبتي ولا أقلد أحداً وأركز دائماً على ابتكار كل ما يصنع الابتسامة، وأعتقد أن “الزناتي مجاهد” عمل مختلف في كل شيء .

·         قدمت شخصية “الزناتي مجاهد” في مسلسل إذاعي، فلماذا قمت بتحويله لمسلسل تلفزيوني؟

- لأن المسلسل به مساحة درامية للتحدث بحرية عن سلبيات المجتمع، ولأن المسلسل أثناء إذاعته، على إذاعة “نجوم إف إم” من قبل اعترض أمن الدولة على حلقات منه نظراً لجرأته في تناول العديد من الأزمات، كما أن جمهور الإذاعة جمهور مختلف تماما عن التلفزيون .

·         ماذا عن المنافسة بين مسلسلك “الكبير قوي” للفنان أحمد مكي؟

- أحمد مكي فنان متميز ويمتلك قدرات كبيرة وأنا أثق في نجاحه والمنافسة بين كل نجوم الفن إيجابية طالما ستخدم الجمهور .

·         عرض مسلسلك حصرياً على قناة “الحياة” هل قلل من حجم انتشاره؟

- بالعكس شبكة تلفزيون “الحياة” تتمتع بنسب مشاهدة عالية في جميع أنحاء الوطن العربي وأنا سعيد بعرضها الحصري للمسلسل، والجمهور طالما انجذب للعمل فإنه من الطبيعي أن يبحث عنه في أي مكان .

·         من الملاحظ أن غالبية جمهورك من الأطفال؟

- هذا أمر إيجابي لأنني أثق في ذوقهم وطالما أنهم يحبون أعمالي فهذا يحسب لي، كما أرى أنني ناجح بين أفراد الأسرة العربية .

·         ما سر هذه الثقة؟

- أقدم كوميديا بعيدة عن الإساءة للذوق أو الأخلاق وهي تعتمد على الموقف ولا ترتبط بافتعال أشياء خاصة لإجبار الجمهور على الضحك .

·         هناك تعاون مكرر بينك وبين المؤلف محسن رزق، ما السبب؟

- كلامك صحيح وثقتي في رزق مرتبطة بموهبته الشديدة، ونحن أصدقاء منذ سنوات طويلة وأعرف جيداً قدرته كمؤلف متميز وهناك تفاهم بيننا ولذلك أتمنى أن يستمر تعاوننا طويلاً .

·         هل أنت راضٍ عن الجزء الثالث من مسلسلك الكارتوني “القبطان عزوز”؟

- نناقش بشكل كوميدي مواقف حدثت خلال العام الماضي مثل ظهور “سمك القرش” في شرم الشيخ، والهجرة وأحداث به وأنا أراهن على نجاح الجزء الجديد .

·         ما تأثير الظروف الإنتاجية الصعبة على أجرك في المسلسل؟

- أجري يتناسب مع موهبتي، وأنا أعتبره رزقاً أياً كان الرقم وراضٍ به لأنني أخذت الأهم وهو حب الناس .

·         ماذا تقول عن الأعمال المعروضة حالياً في شهر رمضان؟

- لا أشاهد المسلسلات التي تعرض، لكنني أركز في مسلسلي وأتابع آراء جمهوري وأدون ملاحظاتهم حتى أتلافاها في الأعمال المقبلة .

·         هل غيرت النجومية من شخصيتك؟

- النجومية جعلتني أكثر تواضعاً وأنا نجم من خلال حب الناس ولا يمكن أن أتغير لحظة فالغرور ليس له مكان في حياتي .

·         لكنك نادراً ما تظهر في المناسبات الفنية أو وسائل الإعلام وهو ما يراه البعض نوعاً من الغرور؟

- أنا إنسان بسيط و”بيتوتي”، أحب عملي وأسرتي وكل المقربين مني يعرفون أنني لا أحب الظهور كثيراً في وسائل الإعلام أو المناسبات إلا للضرورة وأرفض أن يملني الناس .

·         وماذا تغير فيك بعدما أصبحت أباً؟

- أصبحت أكثر سعادة وشعرت بمعنى الحياة الحقيقي وابنتي مريم هي نور عيني .

الخليج الإماراتية في

22/08/2011

 

ترى أن تاريخ الدراما اللبنانية لن ينسى

سميرة بارودي: أحلم بتوحيد الفنانين في نقابة واحدة

بيروت - محمد حجازي

سميرة بارودي نقيبة الفنانين في لبنان تضع نصب عينيها هدفاً نبيلاً لن تتخلى عنه ألا وهو توحيد الفنانين على اختلافهم في نقابة واحدة تمثلهم وتدافع عن حقوقهم . ولما كانت فترة رئاستها الأولى للنقابة سوف تنتهي في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، ولما كان من حقها الترشح مرة ثانية فإن السؤال المطروح هو هل ستقرر “بارودي” خوض هذه المنافسة مجدداً أم أنها ستفضل الراحة بعد مشوار طويل من الجهد والعناء فرضه عليها منصبها .

أسئلة تجيب عليها نقيبة الفنانين عبر حوارنا معها . .

·         هل لنا أن نتعرف سريعاً إلى ملامح نقابة الفنانين التي ترأسينها؟

- عدد أعضاء النقابة اليوم يبلغ 675 منتسباً في جميع الاختصاصات ولكن الممثلين والموسيقيين هم الأكثر عدداً في النقابة خاصة أنهم يشكلون النصف تقريباً .

·         أعتقد أنك هنا واجهت مشكلة الأجور؟

- بالطبع هي دائماً المشكلة والعلاقة مع المنتجين هي المحور الذي نعانيه على الدوام خاصة أن لائحة الأجور ليست موحدة ومن ثم يبرز التعامل الحر، ونحن لدينا من يعمل باليوم فقط، وآخرون بالحلقة، لكن لليوم اليواحد شروطه بحيث لا تزيد المشاهد على أربعة وأي تأخير له حساب منفصل يتم الاتفاق عليه .

·         لماذا لا يتم توحيد النقابات في نقابة فنية واحدة .؟

- التوحيد طرحناه عام 2004 لكن جميع النقابات الأخرى رفضته، لأننا طلبنا أن تعمد جميع النقابات إلى حل نفسها، ونجري انتخابات جديدة، لنقابة فنانين، مع التزامنا بعدم الترشح للنقابة الجديدة لإثبات أن نيتنا طيبة وصافية .

·         ولماذا الرفض من قبل الباقين؟

- لأنهم مع التخصصية، مع النقابات التخصصية، هذا كل ما في الأمر .

·         لكنك والنقيب جان قسيس وجدتما قاسماً مشتركاً تعملان عليه؟

- صحيح . فنحن نوقع مذكرات تتعلق بالممثلين معاً . وهي محاولة لطمأنة هذا القطاع على واقعه لأن المشاكل فيه متعددة خاصة مع المنتجين، نحن نريد جعل الأمور على ما يرام حتى لا تستغل أي جهة الممثلين في هذا المجال .

·         أنتِ من جيل الزمن الجميل والذهبي عندما كانت الدراما اللبنانية حاضرة بقوة عربياً . هل أنت راضية عن واقعها اليوم؟

- اليوم، نحن بدأنا المنافسة، ونكثف في التجارب ونقدم نماذج متميزة

·         انتقدت وبقسوة في فترات سابقة ما يُنفذ من إنتاجات؟

- لأن المستوى لم يكن ليليق بدراما عرفت الصدارة طوال سنوات عديدة، فلماذا نرضى بتقهقرها اليوم، نعم ظروف بلدنا حكمت لفترة لكن هذا لا يعني الاستسلام وعدم التحرك في اتجاه تقديم الأفضل .

·         وأين هو الرهان؟

عند شباب اليوم . أنا واثقة من بأن هؤلاء أمل رائع لأعمالنا المتميزة، وقد شاهدت عدداً منها وأقول إننا بدأنا ننافس، لأن هناك روح عمل جديدة . أنا أحبها وأجدها فرصة ذهبية لمثل هذا التعاطي النموذجي، وقد جاءني أخيراً شاب يحمل فكرة لفيلم جديد استقبلته وناقشت معه العمل بقلب مفتوح، وكنت راغبة في دعمه والتعاون معه، لكننا لم نصل إلى نتيجة .

·         لكنك ورغم وجود إنتاجات محلية عديدة لم تشاركي في أي منها؟

- صحيح . فقد عرض عليّ عدد من الأدوار لم أجدها مناسبة لي وهذا طبيعي لأنني أريد ما يليق، فليس جيداً أن أوافق على ما لا ينسجم مع وضعي الحالي .

·         عربياً أنت حاضرة أكثر؟

- عندي معدل عمل واحد في العام أختاره من بين المعروضين عليّ، وأُحاول الأَ أخذ سوى المميز جداً، وإلا فإنني أفضل الاحتفاظ بصورتي السابقة عند الناس .

·         لكن جيل اليوم له حق؟

- تلفزيون لبنان يخوض مهمة رائعة حين يسترجع كامل هذا الإرث الماضي، ويعيد وضعنا مجدداً على الخريطة المتميزة لجيل اليوم، وحتى هو يُذكِّر الجيل المخضرم بما كنا نقدمه في حقبة ماضية من تاريخ الدراما اللبنانية الحقيقية والناجحة والتي لن تنتهي من الأذهان .

·         أي سر كان في الماضي؟

- حب العمل . الاندفاع أكثر، راحة البال . . كل هذا كان يريحنا ويجعلنا في وضع أقدر على الإبداع أمام وخلف الكاميرا .

·         كم تجدين في جيل اليوم من الممثلات قادرات على الحضور القوي عربياً؟

- عندنا طاقات نسائية على الشاشة من أروع ما يكون بدليل أن العديد من الإنتاجات العربية استعانت بهن . لكن ماذا نفعل وعدد الأعمال المنفذة عندنا قليل، لذا وكما قلت قبلاً إن التكثيف في الإنتاج يجعل تجاربنا أكثر غنى .

·         هناك من يقول إن الممثلين اللبنانيين يبدون أفضل في أعمال المخرجين العرب؟

- ربما تكون هناك تجارب معينة تؤدي الى هذا الاستنتاج، لكنني أجد أن الفنان اللبناني قادر على التكيف مع أي ظروف عمل مهما كانت، وأنا أعتبره صاحب صرخة . وله مكانة على الدوام .

·         شكلت مع الفنان إحسان صادق ثنائياً على مدى سنوات طويلة، كيف أنتما معاً؟

- إنه رفيقي وزوجي وصديقي وابني وأبي . . هو كل الرجال في حياتي، لا يعني ذلك أننا لا نختلف أو لا نصرخ . بلى، لكننا واحدنا يكمل الآخر .

الخليج الإماراتية في

22/08/2011

 

شاركت في "ابن نعناعة" و"أبو طبر"

عبير فريد: الدراما العراقية تتطور

بغداد - زيدان الربيعي

نجحت الممثلة عبير فريد في تجسيد شخصيتين مختلفتين عن بعضهما بنسبة كبيرة جداً في مسلسل “ابن نعناعة” وفي مسلسل آخر يحمل عنوان “أبو طبر” وهذا الاختلاف في تجسيد الشخصيات يمثل دلالة كبيرة على براعتها وقدرتها على تجسيد كل الأدوار التي تسند لها . ورغم كل الانتقادات التي وجهت للأعمال الدرامية العراقية التي عرضت في الدورة الرمضانية الحالية، إلا أن عبير فريد لها رأي آخر مخالف، حيث ترى أن الدراما العراقية تطورت كثيراً وقدمت وجوهاً جديدة .

“الخليج” ناقشت معها بعض المواضيع الخاصة بها وبالدراما العراقية عبر الحوار الآتي:

·         ماذا يعرض لك حالياً من أعمال في الدورة الرمضانية؟

- يعرض حالياً مسلسل “أبن نعناعة” وهو من تأليف لؤي أحمد وإخراج أركان جهاد وأجسد فيه شخصية جديدة، حيث لم يسبق لي أن جسدت مثل هذه الشخصية من قبل، إذ أستغل أحد الأشخاص الذين يمتلكون أموالاً كثيرة ورغم أنه يحاول أن يرضيني عبر تقديمه لي كل ما أطلبه منه، إلا أن جشع هذه الشخصية ليجعلها نتنكر لكل ما قدمه هذا الشخص الثري لها، لذلك أقوم بخطف ابنه من أجل الحصول على أموال أخرى . كذلك شاركت في مسلسل “أبو طبر” الذي كتبه حامد المالكي وهو من إخراج المخرج السوري سامي الجنادي، إذ أجسد فيه شخصية إيجابية نالت استحسان المخرج وبقية طاقم المسلسل وكذلك الجمهور رغم أن هذه الشخصية تعيش في بيئة سيئة جداً .

·         ما الهدف من هذه الشخصية؟

- إن هذه الشخصية تحمل رسالة أخلاقية كبيرة، إذ من النادر أن تعمل امرأة مع امرأة أخرى في السمسرة والدعارة ولا تقع في الخطأ، لذلك جعلت هذه الشخصية أشبه ب”المجنونة” حتى لا تثير رغبة زبائن هذه السمسارة . علماً أن هذه الشخصية لم تكتب في السيناريو إلا بشكل بسيط جداً، إلا أن المخرج السوري سامي الجنادي كانت لديه ثقة مفرطة بقدراتي، لذلك طلب مني توسيع مساحة الشخصية وقد فعلت ذلك .

·         كيف وجدت الأعمال الدرامية العراقية التي عرضت في شهر رمضان؟

- حقيقة ومن دون مجاملة كان أغلب الأعمال العراقية جيداً، هي تتحدث عن الواقع العراقي الحالي من الصميم، فضلاً عن ذلك كانت هذه الأعمال قد مثلت فرصة جيدة للكثير من الوجوه الجديدة في الدراما العراقية وهذا أمر إيجابي، لأن التجديد بات مطلوباً .

·         لكن هناك من يقول إن هذه الأعمال تمثل تراجعاً خطيراً في الدراما العراقية؟

- حقيقة أنا لم أحصل على الوقت الكافي لمشاهدة كل الأعمال الدرامية العراقية التي عرضت في الدورة الرمضانية، لكني أستطيع القول إنها كانت جيدة وفيها طاقات جميلة . كما أرى أن النقاد هم الأعرف بتشخيص نقاط القوة والضعف في الأعمال الدرامية .

·         ما هو أبرز عمل لفت انتباهك؟

- مسلسل “أبو طبر” وكذلك مسلسل “وكر الذيب” وأيضاً مسلسل “الباب الشرقي” . إذ إنه سنحت لي فرصة متابعة هذه المسلسلات بشكل جيد، كذلك المسلسل الكوميدي “سامبا” الذي تم تصويره في البرازيل لفت انتباهي .

·         ما هو الشيء الذي ينقص الدراما العراقية الآن؟

- تنقصها أشياء كثيرة، لكن هذه الأشياء لا أستطيع البوح بها الآن، لأنني أشعر أن الدراما العراقية بدأت تتطور وتنمو .

·         ما هي الأسباب التي جعلت الجمهور يتابع مسلسل “ابن نعناعة” رغم بساطته؟

- لأنه يتكلم عن موضوعة بسيطة ولا يوجد فيه تعقيدات فضلاً عن النفس الكوميدي الجميل الموجود فيه، كذلك أن فكرة المسلسل تمثل عملية تلاقح ما بين الريف والمدينة، يضاف إلى ذلك أن كل العاملين فيه كانوا متفاهمين ويهدفون إلى إنجاح المسلسل .

·         ما هو جديدك؟

- لديَّ مسرحية كوميدية اسمها “الأيام السبعة” ويشاركني في تجسيد شخصياتها نبراس خضر، وعمر القيسي وجاسم محمد ومن المؤمل أن تعرض قريباً في بغداد، كذلك لديَّ مسرحية أخرى سأشرع في التمارين عليها بعد عطلة عيد الفطر المبارك . فضلاً عن ذلك عرض عليَّ الكثير من النصوص الخاصة بأعمال تلفزيونية سأختار منها ما يناسبني فقط، حيث لا أستطيع الإعلان عن أسماء هذه الأعمال، إلا بعد أن تحصل الموافقات النهائية . علماً بأن لديَّ عملاً تلفزيونياً مهماً أنهيت تصويره قبل شهر رمضان المبارك ويحمل عنوان “إيدز” ومن المؤمل أن يتم عرضه بعد دورة شهر رمضان على شاشة قناة السومرية الفضائية وهذا المسلسل سيكون من الأعمال المهمة نظراً لمعاناة بعض المواطنين العراقيين الإصابة بهذا المرض قبل الاحتلال وبعده .

الخليج الإماراتية في

22/08/2011

 

عين على الفضائيات

الولادة من الخاصرة

مارلين سلوم 

تسرع إلى لقائه في الموعد وتخاف أن يفوتك أصغر مشهد منه . لا تعرف كيف استطاع أن يشدك إليه، لكنك مع كل حلقة تتأكد بأنك تتابع عملاً تتكامل فيه كل عناصر البطولة والتشويق والحبكة والإخراج .

كاسمه جاء مسلسل “الولادة من الخاصرة” حاسماً حاداً مؤلماً رغم أنه كان محيّراً، إذ عند الإعلان عنه احتار المشاهد هل يقبل عليه أم يهرب منه، فالاسم يوحي بالألم وبعمق قد يجنح في الدراما إلى الفلسفة والسوداوية كما يحصل في بعض المسلسلات . لكن المخرجة رشا شربتجي عرفت كيف تقطع علينا حبل الحيرة لتحسم الأمر بأخذنا إلى هذا العالم المليء بالحكايات المولودة من رحم الحياة لا من خيال الكاتب سامر رضوان الذي أبدع في رسم شخصياته على الورق كما نصادفها في الواقع . أما الشخصيات، فبعضها تشعر بأنه إنسان عربي بلا هوية محددة، يمكن أن يكون أنت أو جارك أو أحد معارفك، وبعضها الآخر يجسد المجتمع السوري والأحياء الشعبية التي يقال عنها “عشوائيات” وعلاقة المواطن بالسلطة .

كلنا تساءلنا في البداية ما معنى “الولادة من الخاصرة”؟ ومع كل حلقة كان الجواب يأتينا من مشهد أو حوار أو قصة إحدى الشخصيات، حتى اكتملت الصورة وشعرنا بأن كل ما في المسلسل هو ولادة من الخاصرة، ولادة قيصرية مؤلمة ترمز إلى انتزاع الحقوق التي لا يحصل عليها المواطن بسهولة، وانتزاع الحياة من قلب المعاناة والصراع وما يشبه الموت . كما يرمز إلى رغبة الرجل المتسلط في إنجاب ذكر يحمل اسمه ويتواصل نسله من بعده، ولو بالغصب وبإرغام زوجته الأولى على الإجهاض 6 مرات لأن الجنين أنثى .

قد يأخذ البعض على المسلسل جرعة الكآبة العالية فيه، لكن من يتابعه يتواصل مع الأبطال في مشاعرهم ويشعر بنفس ألمهم، وهنا يعود الفضل إلى المخرجة التي عرفت كيف تحافظ على الخيط الرفيع الذي يفصل بين بكاء النحيب غير المبرر والمبالغ فيه في مسلسلات أخرى، وبين بكاء القلب الممزق، خذ مثلاً “جابر” (قصي خولي) الذي لم يبك مرة إلا وأبكى المشاهد . والخيط الرفيع يفصل أيضاً بين صراخ العصبية المزعج، وصراخ الألم الذي تشعر أنه يخرج من صدرك لا من صدر “واصل” (سلوم حداد) .

يبدو أن رشا شربتجي التحمت مع أفكار وشخصيات الكاتب سامر رضوان، لذا ألبست كل ممثل الدور الذي يليق به، وأدخلتنا إلى عمق فقر البيوت العشوائية، وإلى الزنزانة المكتظة بالمساجين حيث يختلط البريء بالمجرم، وينامون فوق بعضهم بعضاً كالأسماك العالقة في شباك صياد ماهر، ويتبادل المصطفون على جدران الزنزانة الأدوار مع الممددين أرضاً في الوسط، والكل مرغم على أخذ الوضعية التي يأمر بها السجّان .

الخوف سيد الموقف، تراه في العيون وتسمعه في نبرة الأصوات وفي الكلمات وتلمسه من حركة الجسد. خوف من الأب، ومن الابن، ومن الأخ، وخوف من سلطة الفاسدين وبعض رجال الأمن، وخوف وحيرة من قول لا أم نعم، وخوف من الزوج الجبار المتكبر، وخوف من الفضائح . وكأن الكاتب أراد أن يظهر كم “التابوهات” أو الهواجس التي تتحكم بالناس وخصوصاً بالفقراء الذين لا حول لهم ولا قوة، تجني عليهم الحياة فيجنون على أنفسهم وعلى أحبائهم رغماً عنهم .

تبحث عن البطل في “الولادة من الخاصرة” فتجد أنك أمام عمل يكاد يخلو من الكومبارس والكل بطل في دوره، حتى الكاتب تعتبره بطلاً في حسن حياكته لمجموعة القصص المتناثرة والتي عرف كيف يربطها ببعضها بلا خلل أو ملل، كما عرفت رشا شربتجي كيف تخرج من الممثلين أفضل ما عندهم .

من مميزات المسلسل أنه يقدم الشخصيات المتناقضة كأنه يرينا وجهي الأبيض والأسود، القوي والضعيف، المسالم والمتسلط . وهذا التناقض نلمسه بشدة بين شخصيتي زوجتي رؤوف (عابد فهد) سماهر (سلاف فواخرجي) العنيدة المتمردة صاحبة الإرادة، وشيرين (كندة علوش) المستسلمة والمترددة وضعيفة الشخصية . كذلك التناقض بين رؤوف المتسلط المخادع والذي يستغل نفوذه ومنصبه للبطش وتهديد الناس وإجبارهم على طاعته، وبين جابر (قصي خولي) الإنسان المسالم الذي يهرب من المشاكل ويحاول معالجتها بهدوء بعيداً عن الضوضاء والفضائح . والتناقض أيضاً في تناول شخصية زوجة الأب الحنون التي تحب زوجها وتخاف عليه بينما الشر يتجسد في ابن زوجها الذي يسرق والده ويحاول التخلص من زوجة أبيه، وهي صورة موجودة في الواقع لكننا نرى عكسها غالباً على الشاشة .

وهنا لا بد من التوقف عند قصي خولي الذي قدم أجمل أدواره في هذا المسلسل وتفوق على الباقين وهو يمشي مشية المكسور والمخمور، في قلبه غضب لا يفجره إلا بينه وبين نفسه وفي بيته، في ركضه خوف وفي بكائه شجن وفي غضبه بركان يتفجر بعد طول كبت . يوصل إليك إحساساً بأن الكلام عالق في حلقه كما يعلق العلقم في الفم .

“الولادة من الخاصرة” مسلسل ارتقى بأبطاله وبمشاهديه ليحاكي الواقع الذي لم يعد يقبل بالخداع .

smarlyn@hotmail.com

الخليج الإماراتية في

22/08/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)