|
أعتبر هذه المقالة احتفالية خاصة بمؤلف جديد نجح أن يعلن عن نفسه من عنوان
المسلسل الذي أثار الفضول والتخمين.. هو اسم يظهر علي الشاشة لأول مرة
كمؤلف للدراما التليفزيونية ولكن اسلوبه في تناول الموضوع والربط بين
الشخصيات.. يؤكد بأنه ضليع في قواعد اللعبة.. وكم من المواهب وأصحاب
الأقلام النابغة أراها أمامي تحترق بحثا عن فرصة وهي جادة وموهوبة.. بينما
أقلام كبيرة في السن والمقام تعمل بنظرية التاجر اليهودي بضاعتها بملاليم
ودعايتها بملايين.. تعتمد علي تواريخ قديمة وتقدم العمل الناجح في سنة
لتعيش علي "قفاه" سنوات.
** وكارثة الدراما التليفزيونية في بلادنا ومع ضخامة الانتاج وارتفاع أجور
ما يسمي بالنجوم.. غياب المؤلف الحقيقي.. الذي يستطيع أن يكتب "رواية
تليفزيونية" يمتزج فيها ما هو أدبي بما هو درامي في ابداع متوهج.. وقبل
الموهبة والخبرة هو مؤلف له ضمير ويعرف جيدا ان ما يكتبه ويدخل كل بيت
ويتلاعب من خلاله بعقول الناس بكامل إرادتهم.. إما أن يكون روضة من رياض
المفهومية والنفع.. وإما حفرة من حفر الهلس وتفريغ العقول وتسطيحها وفي ظل
انتشار وتكرار موضوعات المخدرات والصياعة والعوالم واللصوص.. يبزغ لنا
مسلسل "خاتم سليمان" كنقطة ضوء مبهرة تعلن عن نفسها من أول مشهد وقد اشتعل
حماسي علي وجه الخصوص لمؤلف العمل وهو الكاتب محمد الحناوي وقد قصدت أن
أكتب عنه بدون البحث عن معلومة واحدة تخص شخصه لأن ما يهمني البناء الدرامي
المتماسك الذي يحول العمل إلي معزوفة بارعة.. لكاتب يعرف جيدا كيف يبني
شخصياته وهو يغوص في تفاصيل ومنمنمات دقيقة.. ثم كيف يربطها بغيرها من
الشخصيات الأخري التي تحيط بها.. وهو أمر يحقق التواجد الضروري والفاعل
لكافة الشخصيات حتي ولو كانت تظهر في مشهدين لا أكثر وهو ما يعني المحافظة
علي إيقاع العمل بين مشاهد الغليان ومشاهد العذوبة.. وبهذا التناقض رسم
صورة بطل العمل سليمان العريني الطبيب الشهير الذي يفيض بالنبل والفروسية
في أيام نجومها الأكابر هم اللصوص والأندال والمنافقون.. إما بالمنصب أو
بالمال أو بالبروباجندا وفي ظل تهافت غالبية مؤلفي الدراما علي الجري خلف
النماذج الساقطة.. يأتي سليمان لكي يعيد التوازن.. ويقول من خلال شخصيته ان
المال والأبهة والموقع الاجتماعي.. لا تصنع الانسان.. لكن تصنعه انسانيته
وعدالته وفروسيته حتي وهو يتعامل مع خصومه.
يضع المؤلف الحناوي يده علي تناقضات عديدة ويغوص في عالم الطب والتجارة
بأوجاع الناس بدون كلام مباشر ومعاد.. فهو يعرف كيف يغزل نسيجه الدرامي
بمهارة.. عقدة بعد عقدة.. بدأ بالجريمة التي تورطت فيها شهد ابنة الدكتور
سليمان ولما حل اللغز في العشر حلقات الأولي فتح ملف الاعلامية "ملك" التي
أنقذها سليمان من الموت.. ولو اننا أمام مؤلف يريد الاستسهال لاكتفي بما
جري لشهد واستغرق فيه وكفي.. لكن الموهوب يفتح صفحة وقبل أن يطويها يفتح
أخري في تتابع رقيق ومنسجم وقد قال بعض المتفرجين عند ظهور ملك واطلاق
الرصاص عليها ومال هذا.. وما علاقته بما جري مع الصحفية "عبير"؟.. وأيضا
بموضوع ابنته؟! بل وزوجته الحادة الشرسة؟.. لكن المؤلف الشاطر مثل الصياد
الماهر يعرف كيف يرمي الشباك وكيف يجمعها في الوقت المناسب وفيها الكثير من
الخيرات.
** وأغلب المؤلفين عندما يريدون تقديم أنفسهم.. يلعبون في المضمون ويعيدون
تقديم ما سبق تقديمه بنجاح لكن في عبوات جديدة.. لكن المؤلف الحقيقي
المتمكن لا يعرف إلا المغامرة ولا يرتاح إلا إذا سبح عكس التيار وأستطيع أن
أقولها وأنا مرتاح الضمير اننا بعد رحيل الكاتب أسامة غازي صاحب مسلسل
"عايدة".. لم نجد موهبة ملفتة للأنظار إلا مع عبدالرحيم كمال في "شيخ
العرب".. وها نحن نحتفل بقلم رشيق ومثقف وفاهم هو محمد الحناوي.
** وقد يقول قائل انني تسرعت في الاحتفال بالمؤلف قبل أن يكتمل المسلسل
ونحكم عليه بنظرة شاملة.. ولكن الجواب يبان من العنوان كما يقولون..
والخاتم الذي اشتراه سليمان من امرأة بسيطة تجلس علي الرصيف وربطه مع اسم
البطل ومسيرة حياته يعني دراميا الكثير ويكشف عن معجزة علي أرض الواقع في
زمن غابت فيه المعجزات.. لكنها هنا تتلخص في الانسانية الغائبة والتي
نفتقدها في تعاملاتنا مع بعضنا البعض.. وحتي وان بالغ المؤلف في رسم صورة
سليمان لكنه قدمه لنا مثل أبطال الدراما الاغريقية شامخا متمردا حنونا.
وأتمني للحناوي بعد هذا المستوي في أول عمل يظهر له أن يفكر ألف مرة قبل
العمل القادم حتي لو احتفظ في رصيده "بخاتم" سليمان فقط.. فهذا يكفيه..
وأظن انه كان محظوظا بأن لعب بطولة العمل أمير التمثيل في العصر الحالي
"خالد الصاوي" الفنان الثوري المستنير الذي رفض التجارة بالثورة.. وأمامه
الفنانة الراسخة رانيا فريد شوقي بأداء متمكن وإخراج هادئ بلا فذلكة للمخرج
أحمد عبدالحميد.. وبالتأكيد يحسب له هذه الوجوه الطبيعية النضرة التي ظهرت
في العمل ويحتاجون إلي وقفة خاصة يستحقونها.
وأنا أعترف بانحيازي للمؤلف لأن تجربتي في تأسيس مركز الجمهورية للسيناريو
والمواهب التي نتعامل معها بشكل يومي تجعلنا نقول لمنتجي الدراما حججكم
باطلة وكاذبة.. لأن المؤلف الجيد موجود.. لكن كل عين تري حسب قدرتها وبعضها
وان فقد البصر يري بالبصيرة!
الجمهورية المصرية في
21/08/2011
إنذار من جمال بخيت إلي ثماني قنوات: أوقفوا "شارع
عبدالعزيز"
المنتج والموزع يرفضان الاعتراف بحقوقي في تتر البداية
والنهاية
كتب فكري كمون :
وجه الشاعر جمال بخيت إنذاراً إلي ممدوح شاهين منتج مسلسل "شارع عبدالعزيز"
يحذره فيه من استمرار إذاعة المسلسل دون أن يعطيه حقوقه علي إذاعة تتراتپالبداية
والنهاية التي كتب أشعارها ويغنيها أحمد سعدپومن ألحانه.. كما جه الشاعر
جمال بخيت انذاراً مماثلاً إلي عمرو الفقي الذي اشتري المسلسل ويسوقه إلي
باقي القنوات لعرضه وهي قنواتپأون تي في المحور دريم "1" ودريم "2" وإم بي
سي والتحرير والمستقبل وروتانا.
يقول الشاعر الكبير جمال بخيت انه أوكل إلي محاميه المستشار القانوني
الدكتور حسام لطفي أكبر متخصص في حقوق الملكية الفكرية توجيه هذه الانذارات
إلي هذه القنوات لوقف عرض هذا العمل فوراً وقبل انتهاء رمضان خاصة بعد أن
استنفذ كل الوسائل الودية لأخذ حقه من المنتج ممدوح شاهين الذي لم يعد يرد
علي اتصالاته التليفونية أو يعره اهتماماً.
روي جمال بخيت حكاية هذا التتر الذي يغنيه أحمد سعد من ألحانه وقال أن هذا
التتر كان مقرراً أن يذاع كتتر لبداية ونهاية مسلسل "احنا الطلبة" خاصة وأن
أحمد سعد يشترك في بطولته ويغني فيه إحدي عشرة أغنية من تأليف جمال بخيت
أيضاً وكانت مفاجأة أن أحمد سعد نفسه أبلغ جمال بخيت برغبة المنتج ممدوح
شاهين في أن يكون تتر "احنا الطلبة" هو تتر "شارع عبدالعزيز" كما تحمس
شقيقه عمرو سعد بطل مسلسل "شارع عبدالعزيز" لهذا التتر بعد أن سمعه سعد وظل
يتصل بي عدة أيام وأخبرته بموافقتي في حالة موافقة أحمد سعد وموافقة شركة
بانوراما منتجة "احنا الطلبة" وهكذا انتقل تتر "احنا الطلبة" إلي "شارع
عبدالعزيز" وبعد أن أذيع التتر في شارع عبدالعزيز اتصل جمال بخيت بالمنتج
ممدوح شاهين يطلب حقه خاصة وأنه عرضه دون أن يوقع عقداً معه أو يحصل علي
تنازل موثق من الشهر العقاري بخصوصه طبقاً لحقوق الملكية الفكرية.
يقول جمال بخيت إنه فوجئ بأن أحمد سعد يخبره في البداية أن ممدوح شاهين
أعطاه حقه وهو ما لم يحدث كما فوجئ بأن الموزع عمرو الفقي يخبره بأن ممدوح
شاهين ورطه عندما باع إليه العمل دون أن يتأكد من حصولي علي حقوقي ثم وعد
بحل هذه المشكلة مع المنتج واستمرت هذه المماطلات عشرة أيام ثم انتهت إلي
أن كل هذه الأطراف لم تعد ترد علي تليفوناتي وهو ما دعاني إلي توجيه
انذارات عاجلة إليهم كما وجهت شكوي إلي نقابة السينمائيين اشكو المنتج
ممدوح شاهين الحاصل علي تصريح منها بالعمل منتجاً كي يضمن حصولي علي حقوقي
مع احتفاظي أيضاً بحقي في اللجوء إلي القضاء وأخذ التفويض اللازم لما
أصابني من ضرر نفسي ومادي.
الشاعر الكبير جمال بخيت يبدي تعجبه من سلوك أحمد سعد معه حيث يقول إنه هو
الذيل قدمه ورشحه لخالد يوسف في فيلم "دكان شحاتة" بأغنية "مش باقي مني"
وكان خالد يوسف في البداية يرفضه كما قدمه في "مسحراتي يا مصراوية" في 30
حلقة في رمضان قبل الماضي وهو صوت جيد يستحق وأقنع به رئيس القناة الأولي
وقتها عزة مصطفي ولكن يبدو أنه الجحود أو أن هناك خلفيات لا أعرفها ولكني
لن اسكت حتي أحصل علي حقوقي كاملة.
الجمهورية المصرية في
21/08/2011
ايهاب فهمي يؤكد شخصية المحامي "في نونة المأذونة" كوميدية
إتقاني للعزف علي العود ساعدني كثيراً في
القيام بدور فريد الأطرش في "الشحرورة"
حوار جمال حمزة
الفنان ايهاب فهمي الذي يشارك في الماراثون الرمضاني بعملين هما "نونة
المأذونة" و"الشحرورة" يؤكد أنه من خلال مشاهدته لما يعرض من دراما رمضانية
معجب بالفنان محمد هنيدي والشخصية التي يؤديها في مسلسل "مسيو رمضان مبروك
أبو العلمين".. مشيراً إلي أن عودة هنيدي للشاشة الصغيرة إضافة قوية.
أبدي اعجابه بالفنان خالد الصاوي والدور الذي يؤديه في مسلسل "خاتم
سليمان".. وأيضاً بالفنان خالد صالح في مسلسل "الريان".. وأخيراً العمل
الذي يشارك في بطولته "الشحرورة" وما يضمه من خليط فني بين نجوم مصر
ولبنان..قال ايهاب فهمي إن اسوأ ما يعرض هذا العام علي الشاشة الصغيرة هو
مسلسل "الحسن والحسين" نظراً لأنه لم ير أي ابداع في هذا العمل وأن "الحسن
والحسين" وهما خيرة شباب أهل الجنة في أي عمل فني يخرج من وجههما نوراً
وللأسف لم أر أي نور في هذا المسلسل.
وبالنسبة للدور الذي يؤديه ايهاب فهمي في "نونة المأذونة" قال إنه يجسد
شخصية محام اسمه "حسين فهمي" وهي شخصية كوميدية يشتهر بمقولة "حدث ولا حرج"
وهذه المقولة تعني أن لدي هذا المحامي الكثير والكثير بالرغم من أنه لا
يعرف أي شيء عن أي شيء.. مشيراً إلي أن سبب قبوله لهذا الدور هو احتياج
المشاهد للأعمال الكوميدية خاصة بعد أحداث ثورة 25 يناير.. كما أن هذا
العمل يناقش قضية عمل المرأة.. قال إنه يجسد من خلال مشاركته في مسلسل
"الشحرورة" دور الفنان فريد الأطرش منذ شبابه في الثلاثين من عمره وحتي
وفاته.. ومدي علاقته بالفنانة صباح علي المستوي الفني والشخصي ومدي
اهتمامها بعرض أعمالها عليه كصديق شخصي لها وذلك لأخذ رأيه في هذه الأعمال.
أشار إلي أن ما ساعده علي القيام بشخصية فريد الأطرش كونه من القلائل في
الوسط الفني الذين يتقنون العزف علي العود في مصر وكوني أقدم ألحان فريد
علي العود بطريقة صحيحة.
وعن معاناته في التصوير قال: بصراحة واجهتنا الكثير من المشاكل أثناء تصوير
"الشحرورة" خاصة وأننا كنا نقوم بالتصوير أثناء أحداث ثورة 25 يناير وعندما
ذهبنا إلي سوريا واجهنا نفس المشكلة.. ولذلك أنا اشكر مخرج العمل الأستاذ
أحمد شفيق الذي بذل قصاري جهده وعصارة فكره لنجاح المسلسل والانتهاء من
التصوير في ظل هذه الأحداث.
الجمهورية المصرية في
21/08/2011
أحمد ماهر:
أكثر مسلسلات رمضان.. دون المستوي
الفنان أحمد ماهر.. مشغول حالياً في بطولة مسرحية "عد إلينا يا محمد"
تأليف
الشاعر سراج الدين عبدالقادر ورؤية واخراج د. أحمد الكحلاوي الذي يشاركه
البطولة كل
من الفنان صبري عبدالمنعم وسمير حسني ووفاء الحكيم ورندا حيث يقوم بتجسيد
شخصية
الاستاذ الجامعي د. محمود الذي يشارك في احداث ثورة شباب 25
يناير.
وفي نفس
الوقت يذاع له حالياً علي قناة الحياة مسلسل "أنا القدس" تأليف واخراج باسل
الخطيب
ويشاركه البطولة فاروق الفيشاوي وعبير صبري ويقوم فيه بتمثيل شخصية اللورد
الانجليزي ويسكوب الذي يسلم أرض فلسطين لليهود ومسلسل "الطارق"
للمؤلف يسري الجندي
واخراج أحمد صقر أمام ممدوح عبدالعليم ويقوم فيه بتجسيد شخصية
معلم طارق ابن زياد.
المسلسل يذاع علي القناة الثانية الأرضية.
وعن رأيه في المسلسلات الرمضانية التي
تعرض حالياً علي مختلف القنوات الفضائية والأرضية يقول أحمد ماهر: هناك
الكثير من
المسلسلات الرمضانية دون المستوي سواء علي مستوي كتابة النص أو الاخراج
وأداء
الممثلين كما لو أن العملية الفنية تمت في غيبة وبعيداً عن
الاتقان
والإجادة.
وبالنسبة لرغبته في عدم دخول نقابة المهن التمثيلية ونادي النقابة
بالجيزة يقول: صرحت بذلك الكلام منذ انتهاء انتخابات مجلس
إدارة النقابة الأخيرة
ومازلت متمسكا بعدم دخولي النقابة والنادي بسبب اصابتي بالاحباط من نتيجة
الانتخابات التي رشحت من خلالها علي منصب النقيب وجاءت بأسلوب غير مرض.
وبالنسبة
للافطار في شهر رمضان يقول: أفطر دائماً في المنزل مع اسرتي وأولادي وهناك
دعوات
للإفطار موجهة لي من الزملاء مثل دعوة حسن راتب صاحب قناة
المحور ودعوة الأب بطرس
دانيال مدير قاعة النيل بالمركز الكاثوليكي.
وعن نوعية الطعام المفضل في وجبة
الافطار يقول: اتناول في وجبة الافطار شوربة لسان العصفور والملوخية
بالارانب
والبامية باللحمة والحمام المحشي والديوك الرومي والحلو الفاكهة الطازجة
أما في
وجبة السحور اتناول الفول المدمس بالليمون والزيت والكمون والزبادي والبيض
ومختلف
أنواع الجبن البيضاء.
وبالنسبة لذكريات رمضان يقول: رمضان دائماً يحمل الذكريات
الجميلة سواء في صلاتي التراويح والسحور وصلاة الفجر بجانب الاستعداد للعيد
المبارك
والسهر حتي الصباح لصلاة العيد ثم أخذ العيدية من الوالد والأقارب المحيطين
بالاسرة
في حي بولاق أبو العلا والنزهة في الحدائق وزيارة مسجد الحسين.
المساء المصرية في
21/08/2011
شريهان ونيللي.. طبعات فريدة لم تتكرر غياب
الفنون
الاستعراضية عن الخريطة الرمضانية!!
خيرية البشلاوي
العودة بالذاكرة إلي رمضان الثمانينيات من القرن الماضي ستجد أن
العلاقة البارزة
في برامج هذا الشهر كانت الفوازير التي شاركت فيها نيللي وشريهان وسمير
غانم وهالة
فؤاد كان فارسها المخرج المبدع فهمي عبدالحميد "1939-1990".
عندما أشاهد أجزاء
من هذه الفوازير أتأمل طويلا موهبة مثل شريهان الفنانة الاستعراضية الفذة
التي لم
تتكرر رغم مرور ما يقرب من ربع قرن علي اختفائها من الساحة.
لم تأخذ الفوازير
التي يعاد حلقات منها علي شاشة نايل سينما حقها من الدراسة باعتباره منتجا
فنيا
استعراضيا يمثل نوعا فنيا فريدا الفضل فيه للمخرج الذي رحل عن
عالمنا سريعا ولم
يظهر من يملأ مكانه بنفس الطموح والقدرة علي الابتكار وكأستاذ في فنون
التحريك علي
مستوي الرسوم وأيضا علي مستوي البشر.
الحركة
الحركة عند الممثلة الفنانة
شريهان تطول كل بوصة في تكوينها الجسماني بل كل سنتيمتر علي صفحة وجهها حتي
رموشها
وجفونها وشفاهها.. الحركة هذه الدقيقة التي تطول التفاصيل تبدو وكأنها
عفوية في حين
أنها محسوبة بدقة ومنسقة ومتناغمة كمعزوفة أوركسترالية ولو دققت النظر في
هذه
الحركة العفوية شكلا ستجد أنها نتاج مجهود وتدريب وقوة تحكم
وكفاءة فنية بالإضافة
إلي حساسية مفرطة إزاء القيمة الفنية والجمالية التي تنطوي عليها.
شريهان تمثل
حالة خاصة حباها الله بتكوين بديع وليونة مفرطة وطاعة وذكاء لاقط يمكنها من
تطبيق
دقيق لتعاليم الأستاذ المخرج ورؤيته لمعاني اللغة الصادرة عن
الجسد والإيحاءات التي
تمثلها النظرة وحركة الذراعين وإيقاع الخطوة والوثبة والسرعة الخاطفة
والرشاقة
المتناهية أيضا الحركة الداخلية للمشاعر وروح البهجة والشقاوة الأمر الذي
يشيع
أجواء من البشر والمرح.
إنها راقصة سريعة واثقة دافئة الحضور مبهجة ومرحة فيها
نضارة تبعث علي التفاؤل فهي استعراضية بالفطرة معجونة شقاوة. جريئة فنيا
عندها قبول
شافط يشدك علي الفور ويجلسك أمامها مفتونا بإمكانياتها المتنوعة.
الفوازير نفسها
كنوع فني مصري خالص مكتمل العناصر.. بدءا من المادة الموضوعية المستوحاة من
الميراث
الثقافي الشرقي لفنون الحي وسحره "ألف ليلة وليلة" وأجوائه
الاسطورية المصاحبة له
فضلا عن عوامل الإثارة والتشويق وطرافة الشخصيات وخصالها البشرية المثيرة
للتفكه "فاطيما
وحاليما وكاريما" وقدرة شريهان المدهشة علي تجسيدها ومنحها سمات تميز كل
واحدة عن الأخري.
فالخيال المنطلق في الفوازير مساحة يتألق فيها الجميع وتنفرد
فيها موهبة الممثلة بوجه خاص والتصميمات الراقصة لفريق
الراقصين والراقصات
المحترفين المدربين تولد بيئة جذابة متجانسة تمنع الناظرين وتغذي حاسة
التذوق
لديهم.
كذلك عنصر الملابس في هذه الفوازير.. التصميمات والألوان وأشكال التطريز
يضاعف الإحساس بالبهجة ويشبع فضول المتفرج ويعلي من مستوي
الفرجة.
ولست متأكدة
ما إذا كانت كل ملابس شريهان صناعة محلية أو هي بالفعل من تصميم كريمة سعد
وياتري
أين هذه الفنانة الآن؟
تأملوا القبعات والاكسسوارات في فوازير الثمانينيات
وتأملوا مستوي الاستعراضات والروح الفاتنة التي تغلف كل الحكايات إنها
عناصر تستحق
أن نتوقف عندها ونتساءل لماذا حدث تراجع في مستوي الفنون البصرية والمستوي
المرئي
عموما في الدراما التليفزيونية كالديكور والملابس والمكياج
وباتت عناصر مجرد تحصيل
حاصل أشياء بلا لمسة فنية ودون ابتكار.
الديكور يضع الممثل في البيئة المناسبة
والمناخ الحسي الملهم والأرض التي يستحضر فوقها الحالة المزاجية والنفسية
المعادلة
لحالة الشخصية التي يؤديها.. فالديكور من العناصر التي تؤجج الخيال وتشحن
أداء
الممثل بالروح وتضعه علي النغمة المضبوطه أيضا عنصري المكياج
والملابس.
تأملوا
مكياج شريهان ورأيي أنه من عناصر التميز الفني وأنه ضبط في نسيج متكامل من
صنع
كفاءات نراها وقد توارت الآن وكان المفروض أن تتطور وأن يكون
لدينا ورش لتطوير فنون
الاستعراض ولكن بعد غياب فهمي عبدالحميد المبكر أغلقت هذه "الورشة" التي
كانت
الفوازيز من بين إنتاجها كما ذكرت "ماركة" محلية بمعايير عالمية تجلت في
تكامل
عناصرها الفنية في جمها بين أكثر من وسيط بين الرسوم المتحركة وتوظيفها في
عمل
تمثيلي حي يضج بالحركة والحياة ويتفاعل مع العنصر البشري وكأن
شريهان عروسة كرتونية
تحركها أيدي فنان متمرس أو كأن الرسوم عنصر بشري حي
.
لقد أثبتت الفوازير التي
تعيد قناة "نايل سينما.. عرضها أن فنون الاستعراض عندنا يمكن أن تضاهي
مثيلتها في
أمريكا وأوروبا إذا نمت وطورت من أساليبها واستعانت بالكمبيوتر التي لا تكف
عن
التطور في كل يوم.
ولكن واقع الحال وكما يظهر في المسلسلات المعروضة أو معظمها
التخلف الواضح في المكياج والملابس وفي عناصر الديكور والإدارة
الفنية لزمن ومكان
الأحداث.
والمحزن أن أجواء الدراما غابت عنها حالة اللمعان واللماحية وسمة
الإبداع عموما وكأنها معلبات من مصنع قديم.
لا شك أن هناك تراجعا في مستوي
الدراما التليفزيونية وفي فنون الدراما الاستعراضية التي غابت وحلها
النجمات
الصالحات لهذا المجال باستثناء دنيا سمير غانم التي يمكن أن تكون خامة قوية
إذا ما
تحقق لها الإعداد الفني الجيد حتي تصبح فنانة استعراضية متطورة.
حتي الآن استطيع
القول إن شريهان حتي الآن فنانة من نوع فريد ليس لها امتداد.. تشكل مع
نيللي التي
تمتلك كثيرا جدا من صفات التميز والتفرد طبعة لم تتكرر هي
الأخري.
والسؤال الذي
يتوارد في كل مرة أشاهد فيها فوازير شريهان ونيللي لماذا توقفت الصناعة عن
إنتاج
مثل هؤلاء الفنانات الاستعراضيات ولماذا توقفت فنون الاستعراض
المرئي حتي توارت
وأصبحت ماضي؟
المساء المصرية في
21/08/2011 |
