|
اسدل
الستار على مهرجان الفلم النمساوي الحادي عشرلعام 2008 والذي يعد من
المهرجانات السنوية والتي تقام في ربيع شتامايارك حيث تغدو مدينة غراتس في
ايام المهرجان ابهى واجمل من الربيع نفسه وتزين اعلام المهرجان الشوارع
والابنية الكبيرة ،توزعت عروض المهرجان السينمائية مابين سبع صالات
سينمائية واختصت بعض الصالات بعرض الافلام الطويلة والاخرى بالوثائقية لان
الافلام تنوعت الى افلام قصصية ،افلام تجريبية ،افلام قصيرة ،افلام
وثائقية ومن الافلام القصصية : عزرا ، موزارت في الصين، الابنة، المزيف،الاسد
الاسود،الانتقام ،في انتظار القمر ، ... وكماعرضت عددا كبيرا من الافلام
الوثائقية منها :الطريق الى مكة ،نصف حياة،ولادة في الغربة ، العودة الى
افريقيا ،انتباه حدود الدولة، ومن افلام متحف الافلام النمساوي :الضيف
،صندوق النمسا رقم 2،صندوق النمسا رقم 1،ابن الجندي، وافلام اخرى ..
كالعادة
فقد كان المهرجان برئاسة اوليفر تستوت وادارة بريجيت فلوس وقد عقدا مؤتمرا
صحفياً حول المهرجان والافلام والضيوف وكل الظروف المتاحة لاقامة هذا
المهرجان في مدينة غراتس وقد ساعدت جهات كثيرة على اقامته وكان مقر
المهرجان قصر الفن في غراتس ..افتتح المهرجان يوم الاول من الشهر
الرابع ولغاية السادس منه وافتتح في قاعة هلموت ليس بفلم العودة الى
افريقيا للمخرج اوتمار شميدر ،بحضور كبار الفنانين والساسة والصحفيين وضيوف
النمسا من الخارج ..وتوزعت الصالات السينمائية كالاتي : كايدورف ( صالتان
)، اوكاردن ، شوبارت (صالتان )،اوسي انن هوف (صالتان ).
تنوعت
افلام المهرجان بين الاسلام والارهاب والغربة والانتقام وافريقيا وقوة
الارادة والموسيقى بين الوطن الام والوطن الثاني والنمسا في التاريخ القديم
عبر الافلام الوثائقية ، وكذلك للنجاح الكبير الذي حققه في فلم المزيف تم
عرضه ثانية في المهرجان ...وشهد البرنامج حفل توزيع الجوائز على الافلام
الفائزة والفنانين وقد قام السيد د.كورت فليكر (نائب حاكم مقاطعة شتايامارك)
بتوزيع الجوائز...حيث كانت جائزة المهرجان الكبيرة للمخرج كوتز شبيلمان عن
فلمه القصصي (الانتقام)وكذلك جائزة المهرجان الكبيرة الثانية لاحسن فلم
وثائقي للمخرج ماركو دورينكرعن فلمه نصف حياة وكذلك تم توزيع جوائزا اخرى
على الممثلين والمخرجين والفنانين .
الطريق
الى مكة ...محمد اسد ...فكر يفتخر به الاسلام وتاريخ مؤرخ ، من اخراج جورج
ميليش واستغرق 92 دقيقة .
محمد اسد
(1900ـ1992) ـ ليوبولد فايس اليهودي النمساوي والمولود في بولونيا خريج
جامعة فيننا ،قسم الصحافة ،اليهودي الكاهن الذي عشق الدين الاسلامي ووجد
فيه مالم يكتشفة المسلمون وبذلك اعتنق الاسلام وعاش في الجزيرة العربية
وصار من اصدقاء الاسرة المالكة واعتبر الجزيرةبانها موطنه ،ناضل من اجل
الاسلام ،شارك في الجهاد وسافر الى الباكستان من اجله حيث حصل على جنسيتها
وعمل مندوبا لها في الامم المتحدة ،نشر الراحل محمد اسد كتبا كثيرة حول
الاسلام واخيرا يدفن في مقبرة للمسلمين في غرناطة في الاندلس.
المخرج
الشاب النمساوي يتنقل في دول كثيرة في العالم من اجل طرح قضية من خدم
الاسلام وعشقه لهذه الديانة التي كرس لها الراحل حياته من اجلها وانطلق الى
اوكرانيا حيث مناظرة تلفزيونية مابين يهودي ومسلم حول محمد اسد والتطرف
اليهودي حوله وبعدها الى النمسا حيث يدشن احدى شوارع فيننا باسمه ويتحدث
السيد الراوي احد نواب النمسا بالدور الكبير الذي لعبه اسد في خدمة الاسلام
وفي السعودية حيث شهادة المختصين من الادباء والصحفيين ورجال الدين بالراحل
وبعدها الى فلسطين والمغرب واسبانيا والى نيويورك حيث يروي ابن الراحل
طلال اسد حول والده والى باكستان حيث شعبية اسد تطغو على كل السياسيين هناك
واخر المطاف ذلك الموقف الحزين والمؤثر مقبرة المسلمين المهملة والتي يدخل
اليها عبر ثقوب في السياج لتنظيف قبر ذلك الاسد في تاريخ الاسلام ...فلم
يستحق مشاهدته عدة مرات وفي نهاية ظهر كادر الفلم كله لتحية الجمهور الذي
صفق له كثيرا.
العودة
الى افريقيا ...اغني لافريقيا اليوم ،هكذا تغنوا بها ،فلم للمخرج اوتمار
شميدر وهو من انتاج نمساوي ـ الماني واستغرق 98 دقيقة
تمتع
الجمهور النمساوي بفلم العودة الى افريقيا بالتعرف على موسيقى وحضارة
القارة السمراء الفنية من خلال مرافقة المخرج لمجموعة من الفنانين
الافريقين والذين يعملون في اوربا في اشهر السيركات الاوربية والفرق
المشهورة بغية التعرف عليهم في اوطانهم وهناك يتلقى المخرج الكرم الكبير
والحياة الاجتماعية البسيطة التي يعيشها الفنانون والفلم وثائقي عبارة عن
سيرة حياة فنانين من افريقيا وقد تمكن المخرج ان يخرج فلمه في هذه الدول
:غانا،غامبيا،ساحل العاج،السنغال، الكونغو...اغني لافريقيا هكذا كانوا
يرددونها. الفلم النمساوي عبر الحدود من النمسا واوربا الى افريقيا واسيا
والى كل القارات كي يبين بان لا حواجز تسد طريق الفن .
ولادة في
الغربة ...من اخراج كنعان كليج ومن انتاج النمسا واستغرق الفلم 98 دقيقة.
يعرض المخرج كنعان كليج التركي الاصل والمولود في اسطنبول
عام 1962 ويعيش في النمسا منذ عام 1981 ،يعمل في هذه المجالات ممثل وموسيقي
وكاتب ومخرج ،فكرة تتمحور في مرافقة اوائل الاتراك الذين قدموا الى النمسا
بداية الستينيات وسرد حكاياتهم لكونهم الجيل الاول الذي غادر تركيا الى
النمسا بعد الحرب العالمية الثانية لبناء ما دمرته الحرب ،يرافق الفلم هذه
الذكريات من الماضي ولغاية الحاضر ...فالكثير من الذين قدموا الى النمسا لم
يتمكنوا من الاندماج في ثقافة وحضارة هذه الدولة وفقط كان هدفهم جمع المال
وبناء مستقبل لهم ولاولادهم في الوطن الام وبالرغم فقد صاروا جزءًمن
المجتمع النمساوي،لكنهم كانوا بعيدين عن الاضواء والاعلام للسياسة .
فلم فرانس
فوكس ـ وطني ...اخراج اليزابيث شارانك ، تمثيل الفنان كارل ماركوفيج ،
انتاج النمسا عام 2007 ،مدته 90 دقيقة
فرانس
فوكس... اسم فجر قنبلة في هز عرش السياسة والدولة النمساية عام 1993
بارساله رسائل مليئة بالمتفجرات واوقعت الكثير من الضحايا ...خلال ايام في
النمسا عاش الشعب النمساوي والحكومة في رعب شديد واول ضحية سقطت كانت عام
1993 ،ولقد قتلت رسائلة 4 اشخاص و 15 جريحا وكانت هذه الضربة اقسى الضربات
تلقتها الجمهورية الثانية في تاريخ النمسا ... اربع سنوات من الرعب
والارهاب والجري للبوليس السري وراء مرسل الرسائل لحين القبض عليه ومازال
مركز النقد لحين هذه اللحظة ، فقد تم القبض عليه ولكنه ينتحر في سجنه
ليسجل سابقة خطيرة في تاريخ النمسا ... الفنان كارل ماركوفيج ابدع في دوره
كما تعود عليه الجمهور النمساوي ،يعتبر الفلم قطعة درامية من تاريخ النمسا
وكانت اخبار فوكس محل اهتمام الاعلام ويبقى السؤال مفتوحا من السبب في
انتحار فوكس ومن يتحمل المسؤولية؟
فلم
المزيف...من اخراج شتيفان روزوفيتسكي ، تمثيل كارل ماركوفيج ،انتاج نمساوي
والماني
حاز هذا
الفلم على جوائز كثيرة وعرض الفلم في المهرجان السابق ولقوة الفلم واهميته
عرض في هذا العام ايضا ويعرض الفلم حياة اكبر مزور في التاريخ وعلى مر
الزمان سالومون سوروفيتش فقد زوّر وطبع اكثر من 130 مليون باون بريطاني
ويعتبر سالومون ملك التزوير لزمن مضى
وقد نال جوائزا كثيرة .
فلم
عزرا... اخراج النيجيري نيوتو نادواكا ،من انتاج نمساوي ونيجيري وفرنسي
،استغرق 106 دقيقة
فلم ادهش
الجمهور النمساوي الكثيف والذي شاهدت علامات الاندهاش على وجوههم بعد
انتهاء الفلم ...قصة الفلم تحدث يوميا ليس في افريقيا فقط بل في دول
العالم الثالث...قصة الشاب عزرا وهو يحكي قصته كدفاع عن النفس امام القاضي
في احدى محاكم افريقيا متهما بارتكاب جرائم في حق المدنيين وهجومه على ثلاث
قرى ومن ضمنها قريته ويقتل والديه وتغتصب اخته وتقطع لسانها كي لا تشهد
امام المحاكم ،فالقصة هي بان الشاب عزرا يختطف مع مجموعة من الاطفال من
المدرسة من قبل العصابات بحجة انهم بحاجة الى خدماتهم في سبيل حرية وطنهم
وتبدا المجموعة بتدريب الاطفال على السلاح وغسل ادمغتهم وحين يكبرون
تعطيهم العصابة المخدرات ليتناولونها وكي لا يتذكرون الجرائم التي يقومون
بها.
ونتيجة
الضغط الشديد والنفسي من قبل المحكمة يقع عزرا متاثرا ومصابا بالصرع.
مهرجان
الفلم النمساوي لم يقتصر فقط على الفلم النمساوي بل طرق هذه المرة ابواب
العالم من خلال المخرجين والافلام والكتاب وليبرز من جديد صورة السينما
النمساوية وكذلك مدينة الامبراطورية النمساوية وعاصمة اوربا الثقافية لعام
2003غراتس وجمالها .
بدل رفو
مزوري.. من مهرجان الفلم النمساوي في غراتس
badalravo@hotmail.com
سينماتك في 30
أبريل 2008
|
