مهرجان
الشرق الأوسط السينمائي الدولي في أبو ظبي
تساؤلاتٍ, وشبهات
خلال العام الفائت 2007 احتفت مدنٌ عربية كثيرةٌ بمهرجاناتها
السينمائية, وقد تخير الأبرز منها الشهور الأخيرة لانعقادها, بدأها
مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في أبو ظبي بدورته الأولى خلال
الفترة من 14 وحتى 19 أكتوبر, وكانت انطلاقته مثار تساؤلاتٍ كثيرة
تتعلق بموعده, والشبهات التي تحوم حول توجهاته الحقيقية, والمُضمرة,
والتي جعلته يختار (الشرق الأوسط) عنواناً له, وازدواجيته مع (الصفة
الدولية).
هل يرغب المهرجان بأن يكون الأهمّ في (الشرق الأوسط), ويفتح
المجال لمُنافساتٍ خفية مع غيره, وخاصةً جاره الأقرب في (دبيّ), أم
هناك أفكارٌ أخرى لترسيخ ما لم تستطع السياسة فعله عن (شرق أوسطٍ
جديد), وكيف يمكن الجمع ما بين خصوصيةٍ سينمائية تنطلق من جغرافيا
محددة سلفاً, وطموحاتٍ دولية .
ويبدو بأنّ مهرجان أبو ظبي لم يستوعب درس مهرجان دبيّ
السينمائي الذي بدأ بمدير, وطاقم أجنبيّ, حالما صحّح مساره مع دورته
الثالثة عام 2006, وخاصةً مع إضافة مُسابقة للأفلام العربية(جوائز
المهر) منحته تحولاً إيجابياً مهماً.
وخلال الفترة من 18 وحتى 27 أكتوبر 2007, احتفت مدينة طنجه
بالدورة التاسعة للمهرجان الوطني للفيلم, ويعتبر أكبر تظاهرةٍ للسينما
المغربية, حيث كان من نصيب المُسابقة 25 فيلماً روائياً طويلاً, و28
قصيراً (منتقاة من حوالي مائة فيلم).
وفيما يتعلق بالسينما العربية خارج حدودها, فقد انعقدت خلال
الفترة من 13 وحتى 21 أكتوبر 207الدورة الثانية لمهرجان السينمات
العربية في جنيف, وبعد أيامٍ, وبالتحديد خلال الفترة من 24 وحتى 30
أكتوبر2007, انعقدت الدورة الثانية لمهرجان الفيلم العربي في بروكسل,
تبعهما مباشرةً المهرجان العالمي للسينما الأوروبية/العربية, والذي
انعقدت دورته السادسة في سانتياغو دي كومبوستيلا/إسبانيا خلال الفترة
من 22 وحتى 31 أكتوبر2007, ولا أدري أيضاً لماذا يطمس هذا المهرجان
خصوصيّته مع الرغبة (العالمية/ أو الدولية) المُعلنة.
مهرجان
دمشق السينمائي الدولي
زخم
السينما, وكرم الضيافة
ويأتي مهرجان دمشق السينمائي الدوليّ خلال الفترة من 1 وحتى 10
نوفمبر 2007على مقاسات طموحات منظميه, وإدارته (محمد الأحمد) مديراً,
و(رأفت شركس) سكرتيراً عاما.ً
هذا المهرجان الذي بدأ في عام 1979, ووضع لنفسه أهداف تطوير
السينما العربية, والنهوض بها، ودعم السينما الشابة, والاتجاهات الجادة
في السينما الآسيوية, والأمريكية اللاتينية، والعالم الثالث، والتعريف
بها, وخلق علاقة متجددة بين السينما, والسينمائيين، والجمهور, وتنفيذ
مهمات ثقافية, فنية, والإسهام في نشر الثقافة السينمائية.
تاريخياً, لم يكن مهرجان دمشق السينمائي الأول من نوعه في
سوريا, ففي عام 1955 أقيم في دمشق واحدٌ مصغرٌ ضمن فعاليات (معرض دمشق
الدولي) شاركت فيه أفلامٌ أمريكية, فرنسية, إيطالية, ومصرية, . .
وفي العام التالي, أقيمت دورة أخرى، وكانت الأفلام المُشاركة
من نوعيةٍ مختلفة, فكرياً, وفنياً, ولكنه لم يستمر أيضاً بسبب خلافات
بين منظميه, وإدارة (المعرض) الذي كان يقام على أرضه.
وفي عام 1972 أقامت (المؤسّسة العامة للسينما) مهرجاناً
سينمائياً أطلقت عليه (مهرجان دمشق الدولي الأول لسينما الشباب), وكان
بداية لمرحلة انعطافٍ هامة في تاريخ السينما العربية، وتجديد نظرتها
إلى الفن السينمائي, ومرةً أخرى, تعطل المهرجان, وتحتمّ على المؤسسة
الانتظار سبع سنواتٍ لتشهد قيام مهرجان دمشق السينمائي الذي تواصل حتى
الآن مرةً كلّ عامين, ولكنه تحول في دورته الثانية عشرة عام 2001 من
مهرجان إقليميّ مخصص لآسيا, وأمريكا اللاتينية, والبلدان العربية إلى
دوليّ, ومع دورته الجديدة, تقرر بأن يصبح سنوياً, وهي بادرةٌ إيجابية
تُحسب لمدير المهرجان (محمد الأحمد).
وتضمنت نشاطات الدورة ال15 مسابقةً للأفلام الروائية
الطويلة(20 فيلماً)، وأخرى للأفلام القصيرة بأنواعها، وعروضاً إعلامية،
وتظاهراتٍ سينمائية أخرى مكرسة لتيارات, ومدارس سينمائية معينة:
ـ أفلام للأطفال, أنغمار برغمان, السينما الجزائرية, دريد
لحام, ونهاد قلعي, لويّ مال, مارلين ديتريش, أنطونيوني, مختارات من
السينما العالمية, مختارات من أفلام المؤسّسة المصرية العامة للسينما,
مهرجان المهرجانات, مختارات من الأفلام الفرنسية, وسوق الفيلم.
واشتركت سوريا بفيلمين, (خارج التغطية) للمخرج عبد اللطيف عبد
الحميد, و(الهوية) للمخرج غسان شميط, بالإضافة لبعض الأفلام القصيرة,
والتسجيلية.
وكما حدث في الدورة السابقة, لم يغيب اسم المخرج السوري (مصطفى
العقاد) عن فعاليات المهرجان, حيث تمّ تخصيص جائزةٍ باسمه تُمنح لأفضل
مخرج يُشارك فيلمه في المسابقة الرسمية, وتضمنت برمجة المهرجان تظاهرةً
خاصة لأفلامٍ أخرجها العقاد(الرسالة, عمر المختار), وأخرى أنتجها(سلسلة
هالوين) .
مهرجان
القاهرة السينمائي الدولي
رؤوس الأموال الخاصة تنعش مسيرته
وخلال الفترة من 27 نوفمبر وحتى 7 ديسمبر2007, احتفت القاهرة
بمهرجانها السينمائي الدولي, وهو الوحيد من المهرجانات العربية الحريص
على اعتراف الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام(FIAPF),
رغبةً من إداراته المُتعاقبة بأن يكون حدثاً سينمائياً يُماثل
مهرجاناتٍ عالمية كبرى مثل كان, برلين, فينيسا, تورنتو, ولوكارنو....
وعلى الرغم من الدعم الحكومي الذي يحصل عليه المهرجان من
وزارات مختلفة, وخاصةً الثقافة, وعلى رأسها الفنان (فاروق حسني), إلا
أنّ حدثاً كبيراً مثل مهرجان القاهرة لا يمكن أن يكون على مقاس طموحاته
بدون دعم المؤسّسات الخاصة, وهو بالضبط ما حدث في دورته السابقة مع
تولي رئيسه الجديد الفنان (عزت أبو عوف), عندما ساهم رجل الأعمال
المصري (نجيب سويرس) بجزءٍ معتبر من ميزانية المهرجان.
ومن المعروف بأن مهرجان القاهرة يستقطب أحدث الأفلام, وأهمها,
ويستضيف نجوماً من كل أنحاء العالم, ويسلط الأضواء على سينماتٍ بعينها,
وهي أمور فنية تتولاها اللجنة الفنية بتوجهات من (د.سهير عبد القادر),
و(يوسف شريف رزق الله), وقد تمّ اختيار السينما البريطانية ضيف شرف
الدورة ال31 وشاركت بأكثر من 20 فيلماً
جديداً تمثل أحدث ما أنتجته خلال عاميّ 2006 و2007 .
مهرجان
دبيّ السينمائي الدولي
تحولات إيجابية متواصلة
وفي العام 2004، تأسّس مهرجان دبيّ السينمائي الدولي تحت شعار
(ملتقى الثقافات, والإبداعات), وأقيمت دورته الرابعة خلال الفترة من 9
وحتى 16ديسمبر2007, ويعتبر المهرجان حدثاً ثقافياً تتولى مسؤولية
تنظيمه سلطة منطقة دبيّ الحرة للتكنولوجيا, والإعلام, يقدم المهرجان
باقة من الأفلام الطويلة, والقصيرة, والتسجيلية من جميع أنحاء العالم،
محتفياً بالأعمال المتميزة, وتطمح دبي بأن تكون المُلتقى الأمثل لصُناع
السينما من كافة أرجاء المعمورة, وتساهم الندوات التي يتم تنظيمها في
إطار فعاليات المهرجان في خلق مناخٍ ثقافي يشجع على تبادل الأفكار بين
نخبة من كبار متخصصي السينما, كما توفر الفعاليات الاحتفالية التي تنظم
على هامش المهرجان فرصةً رائعة للمُشاركين, والضيوف لإبرام اتفاقيات
تعاون ناجحة.
مهرجان
مراكش السينمائي الدولي
للتقارب ما بين الضفتين
لم ينتظر مهرجان مراكش السينمائي الدولي كثيراً كي تنعقد دورته
السابعة خلال الفترة من 7 إلى 15 ديسمبر, هذا المهرجان الذي حقق شهرة
عالمية معتبرة باختياراته الدقيقة للأفلام المتسابقة, وأقسامه
المختلفة, والأسماء الكبيرة التي شاركت في لجان التحكيم المتعاقبة,
وأيضاً, نجوم السينما العالمية, والعربية.
واحتفلت الدورة الأخيرة بالسينما المصرية, وعرضت حوالي 40
فيلماً روائياً طويلاً,. ويبدو بأن محاولات (عبد الحميد جمعة) رئيس
مهرجان دبي السينمائي, وجولته في المهرجانات العربية الكبرى, واتفاقاته
لم تثمر كثيراً, حيث نلاحظ بأنّ مراكش, ودبيّ ينعقدان في نفس الفترة
تقريباً.
أيام
قرطاج السينمائية في تونس
موعد لقاء مع السينما العربية, والأفريقية والعالمية
وينبغي علينا الانتظار حتى أكتوبر من عام 2008 لنكتشف الدورة
القادمة لأيام قرطاج السينمائية في تونس, وهو أقدم مهرجانٍ سينمائيّ في
دول الجنوب (تأسّس عام 1966), ولا يزال يعقد دوراته بانتظام, ويحتوي
البرنامج الرسمي, بالإضافة إلى المسابقة الرسمية على بانوراما مفتوحة
للأفلام العربية, والأفريقية، وأقساماً أخرى تقدم أحدث الأفلام مهما
كان مصدرها، وقسم "تكريم" لسينما إحدى الدول المُشاركة, أو لإحدى
الشخصيات السينمائية الشهيرة, هناك أيضا "ورشة المشاريع", وترمي إلى
تنمية مشاريع الأفلام الإفريقية, والعربية بتمكينها من "دعم
للسيناريو"، وقسم مسابقة فيديو للأشرطة الطويلة, والقصيرة, مع المحافظة
على الطابع الإفريقي, والعربي.
وفي عام 2006, احتفلت أيام قرطاج السينمائية بذكرى تأسيسها
الأربعين مع حصيلتها الإيجابية إجمالاً, ذلك أن السينمائيين الذين
أبرزتهم هذه التظاهرة مثل: يوسف شاهين, وسيسي, ومفيدة التلاتلي, ونوري
بوزيد, وإي ودراغو.........، أصبحوا يتمتعون بشهرة واسعة على الصعيد
العالمي, وما تزال أعمالهم تبرمج في صدارة العديد من كبريات التظاهرات
السينمائية عبر العالم.
مسيرة المهرجانات متواصلة
وفي الوقت الذي نأسف لإلغاء (بينالي السينما العربية) في
باريس, نتمنى بأن يواصل مهرجان الفيلم العربي في روتردام دوره
المُعتاد, وأن يستمر مهرجان مسقط السينمائي, وأيام مجان السينمائية
المُخصصة للأفلام القصيرة, ومهرجان الأردن للفيلم القصير, وتطوان
لسينما البحر المتوسط, والجزيرة للأفلام التسجيلية, وأن يتجدد اللقاء
مرةً ثانية مع المهرجان الدولي للفيلم العربي في وهران, وأن تنجح
المحاولات لتأسيس مهرجان صنعاء السينمائي.
سينماتك
في 16 يناير 2008
