سينماتك

 

أثارتها رواية الفرنسي ميشال شنايدر

هل قتل التحليل النفسي مارلين مونرو؟ 

بوجمعة أشفري

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

"حين يصيب المرء حظا من الشهرة، تصبح صلاته بالطبيعة البشرية أقرب إلى القسوة. ذلك أن الشهرة توقظ الحسد، وهذه حقيقة. يعتقد الناس أنك لمجرد أن تكون مشهورا، يصبح من حقهم المبرم عليك أن يقتربوا منك، وأن يقولوا لك أي كلام، من دون أن يسبب لك هذا الكلام أي ضيق..." هذه الكلمات هي للممثلة الأمريكية العالمية مارلين مونرو (1926/1962)، التي أحاطت بحياتها ومماتها الكثير من الأسرار والألغاز.

مارلين مونرو النمرة الشقراء ألهبت الملايين من المولعين بالسينما، كما ألهمت العديد من الشعراء والفنانين، وأذهلت العالم بجمالها وأنوثتها الطاغية. كانت حينما تمر بأحد، إلا ووجد هذا الأحد نفسه فاغرا فمه وصارخا: "يا لها من فتاة شقراء.. تبا، إنها مارلين..." حياتها الفنية مثيرة للانتباه ومليئة بالمفارقات: جمال مفرط، خجولة، موديل في الإعلانات (عارية وشبه عارية)، أسلمت جسدها لكل من سهل لها الوصول إلى السينما، تم استعمال صورها لتسويق الإغراء والأنوثة (التركيز هنا على الجسد فقط ليعطي صورة الجميلة البلهاء أو التافهة)، تزوجت مرتين (أو ربما عدة مرات): من لاعب البيسبول جو ديماجيو الذي قالت عنه: "إن زواجي منه أشبه بزيارة طبيب الأسنان، ذلك لأنه يمتلك أسنانا رائعة"، ومن الكاتب آرثير ميللر الذي قال عنها: "لقد صارت حالة دراسية في الجنس، وأصبحت لعبة الرجل المفضلة، ويجب عدم الاقتراب من هذه الصورة (الجسدية المحضة)، ولو منها هي..."  قيل إن مارلين مونرو كانت ترتدي لباسا مثيرا، وتخرج لتتصيد الرجال... وقيل أن لها عشاق كثر بعدد أدوارها في الأفلام والإعلانات الإشهارية. غير أن أشهر علاقاتها العشقية والملغزة كانت مع الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي، وهناك من يقول إن العلاقة كانت مع أخيه روبرت كينيدي. "مارلين مونرو عاشت حياة الأضواء والسهرات والملاهي والعلب الليلية"، هذا ما قيل وما كتب عنها. لكنها هي تقول عن نفسها في مذكراتها التي اعتمد عليها نورمان ميللر في كتابه "يا لها من فتاة شقراء.. تبا، إنها مارلين": "كنت أوحي ببعض الغموض في الوسط الفني. إذ لا يشاهدني أحد بصحبة مشاهير هوليود. وفي عالم السينما كان عدد كبير من الناس يعتبر أنني طائر غريب. لابد أنهم كانوا يحسبون أنني أقف أمام المرآة وأنعق منفردة. باستثناء جو ديماجيو، وفي أوقات قليلة السيد فرانك سيناترا الذي كان صديقا لجو ديماجيو، لم يكن يراني أحد لا في السهرات ولا في زيارات أهل الوسط الفني..."

كانت مارلين مونرو تضع الناظرين إليها في حيرة من أمرهم، خاصة الفوتوغرافيين ومصممي الأزياء وبعض الأصدقاء والصديقات، فهي تبدو في نظرهم شقراء فاتنة بدون ماكياج، سيما إذا كانت شبه عارية أو عارية تماما. الإعجاب بجسدها في الأفلام وفي الواقع هو ما كان يثير هؤلاء ويلفت انتباههم: "أجل إن جسمها بديع، غير أنها ليست من هذا الزمن"، يقول نورمان نوريل (مصمم ملابس مارلين). "لابد أنها تنتمي إلى العصر الفيكتوري: ثديان باهران، خصر دقيق، وردفان ثقيلان" أجابته آمي (صديقة مارلين وزوجة المصور الفوتوغرافي ميلتون غرين).

موتها كان غامضا أيضا، إذ يقال إن التحليل النفسي هو الذي عجل موتها أو انتحارها.. لقد كانت في السنتين الأخيرتين من حياتها (1960/1962) تستلقي يوميا على منضدة التحليل النفسي الفرويدي في عيادة الطبيب النفساني رالف غرينسون بهوليود لمدة أربع ساعات. لكن هذا الطبيب لم يكن يتبع مع مارلين قواعد التحليل النفسي الفرويدي الكلاسيكي.. فقد كان يستقبلها في منزله، ويساوم في أغلفتها المالية مع هوليود، ويسمح لها بتناول بعض الحبوب المخدرة... هذا ما أورده المحلل النفساني والكاتب الفرنسي ميشال شنايدر في روايته الصادرة هذا العام "مارلين: الجلسات الأخيرة" من خلال بعض الأسئلة: "ما هو الدور الذي لعبه رالف غرينسون في موت مارلين؟ لماذا كانت هذه الممثلة المشهورة تحب أن تختفي عن الأنظار؟ ما هي العلاقة الحقيقية بين مارلين وغرينسون؟ وكيف كانت؟"

يقول ميشال شنايدر: "لا يمكن أن نعرف حقيقة علاقة الطبيب بالممثلة، ذلك لأنهما لم يعودا موجودين.. لقد حملا معهما سر هذه العلاقة إلى القبر..." لكن يمكن أن ننسج بعض مظاهر حالاتها من خلال المذكرات والمراسلات، ففي رسالتها إلى غرينسون كتبت مارلين: "لم أنم الليل كله.. أحيانا أتساءل بماذا يفيد الليل الإنسان. بالنسبة لي الليل ليس فظيع، وليس إلا يوما طويلا بلا نهاية...

وأخيرا، ها إني أستغل هذا الأرق، وأقرأ مراسلات سيغموند فرويد... وأنا أفتح الكتاب شهقت لرؤية صورة فرويد: إنه يبدو مكتئبا (أعتقد أن الصورة التقطت قبل وفاته)، كأنه يشكو من حزن عميق ومكشوف..." كثيرة هي الأسرار والأقاويل التي نسجت حول مارلين. فقد قيل أنها حبلت من الرئيس الأمريكي جون كينيدي، وتحت الضغط أسقطت الجنين. وقيل كان انتحارها مخططا له: تم قتلها من طرف المخابرات الأمريكية، وأعيدت إلى شقتها، وتم حقنها بحقنة شرجية. وقيل إن آخر من شوهد في شقتها (ليلة موتها أو قتلها أو انتحارها) كان هو طبيبها النفساني رالف غرينسون...

في حوار مع ميشال شنايدر مؤلف رواية "مارلين: الجلسات الأخيرة" يقول هذا الأخير: "لأني قرأت الكثير من الكتب عن موت مارلين، ووجدت أن كل واحد منها يسرد حكاية مخالفة للأخرى، فإني لن أستطيع أن أؤكد هل مارلين انتحرت، أو أنها قتلت، أو أنها تناولت جرعات زيادة عن المعتاد، أو أن الطبيب غرينسون له يد في ذلك، أو أن موتها كان وراءه آل كينيدي أو المافيا أو المخابرات الأمريكية...؟ لا أعرف بالضبط من.. ولا أحد يمكنه أن يعرف ذلك... من يستطيع أن يؤكد قائلا: "آه، إني أعرف... أعرف من هي مدام بوفاري أو جوليان سوريل؟" مضيعة للوقت. إنهم كائنات ملغزة.. ألغاز لن نستطيع فك طلاسمها..."

* شاعر وناقد فني مغربي

موقع "شريط" في 01 أبريل 2007