جديد حداد

 
 
 
 
 

من ذاكرة السينما..

أهل القمة ( 2 )

 
 
 
 

جريدة

أخبار الخليج

 
 
 
 
 
 

فيلم (أهل القمة ـ 1981) هو الخامس للمخرج علي بدرخان، بعد أفلامه (الحب الذي كان ـ 73، الكرنك ـ 75، شيلني وأشيلك ـ 77، شفيقة ومتولي ـ 1978). ويأتي هذا الفيلم ليكون إضافة كبيرة وهامة لرصيد بدرخان الفني. حيث قفز به إلى الصفوف الأولى في دنيا الإخراج في مصر. كما يعتبر (أهل القمة) من أهم الأفلام المصرية التي تناولت مرحلة الانفتاح الاقتصادي، بل وأنضجها، حيث يشكل إدانة مباشرة لهذا الانفتاح المشوه.

ولكن بالرغم من كل ما حمله الفيلم من أفكار إيجابية، إلا أنه قد احتوى على سلبيات، أهمها تلك العجلة في تنفيذ بعض المشاهد، والذي يبدو واضحاً في تنفيذ ديكور مقهى النشالين، الذي تم بناءه على عجل ودون دراسة متأنية، مما أعطى الإحساس بزيفه وعدم واقعيته. وإلا ما تفسير أن نجد ديكور وإكسسوارات شقة الضابط تعبر تماماً ـ ببساطتها ـ عن الوضع المعيشي لموظف متوسط الدخل. كذلك نلاحظ ذلك الأداء المبالغ فيه لعايدة رياض في مشهد زيارة الضابط لبوتيك زعتر، وفي مشاهد أخرى عديدة. أما الموسيقى التصويرية، فنجد بأن بدرخان لم يستطع توظيفها للتعبير والتعليق على بعض أحداث الفيلم.

إن لجوء بدرخان ـ أحياناً ـ لمغريات السوق التجارية، قد أوقعه في أخطاء ألحقت الضرر بالفيلم، أكثر من الإضافة إليه. وقد دفعنا لقول ذلك، هو حشر شخصية »سمعان« الذي لا يسمع أثناء مطاردة المهربين. صحيح بأنه قد أضحك المتفرج، إلا أنه لم يضف شيئاً لموضوع الفيلم. بعكس المشهد الذي ينتفض فيه »محمد زغلول« ـ وبشكل لا إرادي ـ لمجرد أنه سمع الناس يرددون كلمة حرامي، إثناء مطاردتهم لأحد الحرامية.. إنه حقاً موقف كوميدي، ولكنه في نفس الوقت، ذا دلالة قوية تدخل في صلب الموضوع وتغنيه.. فنحن نقبل هذا الموقف، ولا نقبل ذاك. 

وبالرغم من هذه الملاحظات، إلا أن (أهل القمة) يبقى فيلماً هاماً وناجحاً، على صعيد النقاد والجماهير على حد سواء. وقد ساهم في نجاحه هذا، تركيزه على سلبية واحدة من سلبيات الانفتاح (التهريب)، بدل الضياع والتشتت في مواضيع كثيرة.

يتحدث بدرخان عن هذا النجاح الذي حققه في أهل القمة، ومن قبله في الكرنك، فيقول: (...إنهما قد عبرا عن حقيقة داخل الناس فأقبلوا عليهما، وكان فيهما صدق للواقع وتحليل للناس لما يرونه في أنفسهم. فما معنى أن تخرج فيلماً تعرض للفراخ الفاسدة والبيض الفاسد، دون تحليل يعرف أكثر مما يعرضه الفيلم، ولكنه لا يحلل للجمهور أي شيء.. فالجمهور يرى أنه تعرض عليه حوادث الفراخ الفاسدة وغيرها في السوق دون تحليل، فإنه يتهم الفنان بأنه يتاجر عليه بالفراخ الفاسدة لترويج فيلمه، وبالتالي يقول له أنت تخرج له أفلاماً فاسدة. وبالتالي هناك فرق بين مجرد عرض القضية وبين تحليلها للجمهور).

 

أخبار الخليج في

15.03.2015

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)