مهرجان دبي السينمائي الدولي

 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

يناقش القضايا النسائية المسكوت عنها

"بلد البنات" صراع بين الحلم والواقع

عرض قبل يومين، الفيلم المصري “بلد البنات” المشارك في مسابقة الأفلام الروائية بمهرجان دبي السينمائي الدولي الحالي، سيناريو علا الشافعي، وبطولة ريم حجاب، وفرح يوسف، وفريدا، وسمية الجويني، وإخراج عمرو بيومي، وذلك في سينما “سيني ستار 2” بمول الإمارات، وهو دراما نسائية تفضح المسكوت عنه اجتماعياً، عبر حكاية أربع بنات ينتمين لأربع محافظات مختلفة، يلتقين بالمدينة الجامعية في القاهرة، ويتشاركن الحلم والطموح بتحقيق أنفسهن، ثم يجتمعن في شقة مفروشة فور تخرجهن، على أمل التحرر من سلطة الأهل وسيطرتهم، فيبحثن عن فرصة للعمل، مدفوعات بنظرة مثالية للحياة، ورغبة في العيش بحرية، لكن خطواتهن تتعثر بين التقاليد والعادات ونظرة المجتمع السلبية للمرأة، وأضواء ومغريات الحياة، وبين الحب والحرية والأحلام والواقع، الذي لا يعترف بلغة الرومانسية لتنتهي بهن الحياة في القاهرة إلى سلسلة من الخيبات في العمل، فيدفعن ثمن أحلامهن الصغيرة، لتتحول بهجة الوجود بالقاهرة إلى كابوس مزعج.

والفيلم يأتي خارج اطار الأفلام الشبابية في مصر، التي تعتمد على التهريج والضحك، حيث يسلط الضوء على عدد من القضايا النسائية بأدق تفاصيلها، حيث المرأة العاملة في مجتمعاتنا ضحية لنظرة ذكورية سلبية جاهزة مسبقاً، دون أي تمييز بين حالة وأخرى، كما يناقش مدى استطاعتنا الإفلات من ماضينا وعاداتنا وتقاليدنا، التي تظل تطاردنا مهما حاولنا الاندماج في مجتمعات وبيئات مختلفة وجديدة كالتي تفرزها في الفيلم مدينة القاهرة، الطاحنة والمتسارعة الإيقاع، كما يتطرق إلى هذا التناقض الذي يسكننا ويجعل لكل منا حياتين إحداهما معلنة تتفق مع المظهر الاجتماعي والعادات والتقاليد، والأخرى سرية تتناقص وترفض الواقع الاجتماعي، كما يناقش عالم الصحافة في مصر بما فيه من فساد مع هذا فالفيلم لم يطرح أي جديد سواء على صعيد الفكرة أو الموضوع أو المعالجة مما جعلنا نستنتج أحداث الفيلم مسبقاً، خاصة وأنها تدور في ذات أطر الأفلام المصرية من تغرير بالفتيات، وحمل واجهاض، مما جعله ذا إيقاع بطيء بعث على الملل في عدد من أجزائه، كما كان يمكن ان تعتمد مؤلفته على الخيال والتحليق، بدلاً من استخدام مادة تم استهلاكها سينمائياً ليأخذ الفيلم مداه الدرامي الكامل.

نجح المخرج عمرو بيومي في التقاط أدق تفاصيل مشاهدة بشكل واقعي للغاية، إلا انه وقع كضحية للحيرة في اختيار شكل ومضمون بصري واضح يصوغ في تناغم خيوط الفيلم، وحكايات بطلاته الأربع بخيط مشدود ومتين يجعل المشاهد متماسكة، وذات بناء درامي واضح، ومتين كما غاب عنه فكرة تلاحق المشاهد. ولعبت الأغنية في الفيلم دور البطولة، حيث عبرت وصاغت بدقة الحالة الشعورية التي تعيشها الشخصية، ومهدت لعدد من الأحداث في لغة فنية راقية، ومنها أغنية “بلد البنات” لمحمد منير.

الفيلم ذو انتاج فقير ويعتمد بشكل رئيسي على وجوه شابة جديدة، ما عدا ظهور محدود لطارق التلمساني، ومها أبو عوف.

في أعقاب عرض الفيلم، دار حوار بين الجمهور والصحافة، وعدد من أبطال العمل، وهم المؤلفة علا الشافعي، والممثلة سمية الجويني، والمنتجة عفاف فوزي، والمخرج عمرو بيومي، حيث أشارت علا إلى ان قصة الفيلم عبارة عن مشروع تخرجها في معهد السينما، وأنها استلهمت أحداثها من قصص واقعية لفتيات المدينة الجامعية بالقاهرة، رغبة منها في إلقاء الضوء على قضايا نسائية شديدة الدقة،أما سمية الجويني فأكدت أن تجربتها الأولى بالتمثيل لم تكن بالسهولة لولا مساعدة وتوجيهات عمرو بيومي، الذي أوضح بأن حجم تدخله في السيناريو، كان بسيطاً للغاية لاقتناعه بموهبة مؤلفته ولرغبته في أن تكون الرؤية نسائية بحكم أن العمل نسائي، ويناقش القضايا المسكوت عنها اجتماعياً، وتمس الجميع وبخاصة المرأة.

وعن الجديد الذي يطرحه الفيلم على صعيد الفكرة أو الموضوعات التي يناقشها قال مخرجه عمرو بيومي ل”الخليج”: يناقش الفيلم المشكلات والأزمات التي تعترض طريق الفتيات الحالمات بالحرية والحب في ظل حياة طاحنة في القاهرة، ووسط الصراع ما بين الحلم والواقع بعاداته وتقاليده، حيث وضع كل هذا في الإطار الزمني والمكاني العصري الحالي، مما يعد جديداً.ونفى أن يكون هناك مبالغة في المشاهد العاطفية المعروضة بالفيلم، مشيراً إلى اقتصاده في استخدام المشاهد الموظفة درامياً، والتي لا بد منها، خاصة وأن الهاجس الجسدي عند بطلاته موجود بالعمل بصورة واضحة._

الخليج الإماراتية في 16 ديسمبر 2007