مهرجان دبي السينمائي الدولي

 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

يوميات

.. لنستمر

بقلم :محمد حسن أحمد

ستبقى الأمنيات على شكل دوائر مفتوحة تمنحنا حق الاستمرار، ولأن السينما نزوح فني جهة الإنسان ستبقى في ماء الروح عبر التعاطي والأمنيات، اذكر جيدا حديث أحد الإعلاميين قبل سنوات وهو يتحدث عن طرح أحد المسؤولين فكرة وجود مهرجان سينمائي دولي في دبي.

على غرار وجود مهرجان للتسوق لإبراز الجانب الفني والثقافي للمدينة وبعد هذا الحديث بسنة واحدة تم الإعلان عن مهرجان دبي السينمائي الدولي الدورة الأولى، الذي انطلق في توقيت مهم بظهور أفلام إماراتية تتعامل مع الفعل السينمائي بروح إبداعية أكثر، فالحديث عن الفيلم الإماراتي يجب أن يبدأ حيث المبادرة الأولى للسينمائي مسعود أمر الله بتأسيس مسابقة أفلام من الإمارات المظلة الفعلية التي وجدت فيها أفلام تعمل ضمن شروط فنية وتتطور مع كل دورة، ومن خلال هذا النتاج الذي استمر لعدة دورات ناجحة وقدمت أسماء سينمائية كثيرة استمر منهم وبعدد أصابع اليد أسماء تؤمن بالسينما وتتعامل مع الفيلم بروح صادقة وفكر وتعاط يومي بعيداً عن الفكر الاحتفالي. من خلال العروض وجدنا أنفسنا أمام تجارب قيمة وكبيرة، وبأننا في متعة واستفادة كبيرة وكسينمائيين نحلم بالمزيد ونرفق ضمن الواقع نذر البقاء من خلال التثقيف والاستفادة والتواجد.

وما يمكن الانحياز له كليا هو وجود أفلام مستقلة تعمل ضمن منطقة حرّة وذائقة فنية عالية، تستطيع ان تستمر وتبحث وتتفاعل بعيدا عن هاجس الرقابة والتدخل حتى تبقى السينما واحدة من الفنون الأكثر أهمية وخصوصية واستقلال لتقول كل شيء وتشبهنا.

كما رحلة الذهاب جاء موعد الرجوع إلى إمارة رأس الخيمة لأقطع شارع الأمارات وجميع اللافتات والتلال الرملية التي تحاصر بجمالية روح المكان، دون أن تنتهي الهواجس وترتب من جديد عبر أعمال جديدة يتم التحضير لها بشكل مستمر، صوت البيانو قابع في مخيلتي، بينما الغرفة التي تتسع لكل أفكاري ستترك وحيدة لأشخاص آخرين.

وداعاً لكل الوجوه التي قابلتها، لكل الأمنيات البيضاء التي تسللت عبر الأحاديث واللقاءات والتعارف، انتهت الأيام لكنها بقيت بداخلنا وعبر الانتشاء ستستمر لصناعة أعمال جديدة، ولنا لقاء قريب في الدورة الأولى من مهرجان الخليج شهر ابريل المقبل، شكراً لأنكم تابعتم ثرثرتي اليومية وهواجسي والحديث عن أصغر أشيائي، والفرح بلونه الأزرق، والسينما وهي كما لو أنها طفلة تركض في قلبي.

البيان الإماراتية في 16 ديسمبر 2007

 

يوميات

جوائز المُهر

بقلم :محمد حسن أحمد  

مساء هذا اليوم، سيتم توزيع جوائز المهر، ستمنح الأمنيات روح التقدير والتواصل،وستتعاطى لغة التواصل والنجاح لصانعي الأفلام، وهم ينظرون للقادم وترتقي معهم الأفكار جهة السينما، السينما التي لا تترك جسدها دون رقص وجنون وبكاء.

بعض اللقاءات الصحافية السريعة تجاوبت معها، ونحن ننتقل من كرسي إلى آخر، من وجبة صغيرة إلى كوب الشاي، من وجه صديق سينمائي إلى آخر إعلامي، من حديث سريع إلى صمت طويل وتأمل، كل شيء في المحيط يتحرك ينبض.. هي الأيام الأخيرة وهي تتوشح بالحب تترك خلفها بعض الذكريات عبر الملتقيات والعروض، بينما لون الطين الذي يحيط مدينة جميرا يغرق الزوار في تفاصيل حميمة تتجدد كل سنة.

بعد انتهاء الفيلم الألماني التركي (حافة السماء) في قاعة أرينا الذي عرض في افتتاح برنامج الجسر الثقافي بحضور غفير جدا، بقيت في الكرسي أتأمل قيمة الفيلم خاضعاً هدوئي للفعل الإنساني الذي منحه لنا مخرج ومؤلف الفيلم فاتح آكين الذي فرض العمق بتفاعل دراماتيكي ذكي جدا مما منحه جائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان الدولي هذا العام، ومع تداخل القصص والربط بين العلاقات انتهت الـ 122 دقيقة من الفيلم، لكنها استمرت بداخلنا كل الوقت، ولعل جميع البدايات في الفيلم بدأت بعد الموت، كما لو أنها أكثر صدقا وصراحة.

صوت ماكينة الحلاقة يعجن بعض الأفكار في رأسي، حقيبتي الصغيرة مفتوحة على كل شيء..على زاوية المزيد من الصحف المرتبة على الطاولة، سأترك كل هذه التفاصيل للعودة إلى الغرفة رقم 4 في بيتنا، وحتى نظراتي المستمرة التي منحتها لنفسي أمام المرآة الكبيرة، أنهيتها هذه المرة بابتسامة ظلت عالقة لأعود لها السنة المقبلة.

تذكرت (ماما ميسا) المذيعة المتألقة في تلفزيون دبي قبل سنوات، وأنا في جلسة حوار تلفزيوني لصالح قناة (مكتوب) مع ابنتها التي تحمل نصف ملامحها وقلبها بينما النصف الآخر كما الطهارة، ففي حوار تفاعلي وعفوي استمر لنصف ساعة ممزوجة بالفرح والفكر، يبشر بظهور مذيعة ذكية ومتألقة، وهي تبسط حضورها وفكرها وروحها المرحة أمام المشاهدين ، معها فقط تحدثت عن كل شيء من الطفولة إلى الآن بوهج متدفق.

السجادة الحمراء كما استقبلت الضيوف والسينمائيين ، ستودع بالحفاوة ذاتها زوارها ، بينما ستستريح عدسات الكاميرات ، وحدهم فقط الذين يشتغلون في السينما والأفلام سيواصلون النبش والعمل، عازفة البيانو في بهو الفندق ستستخدم كل المفاتيح البيضاء والسوداء لوداعنا، الليلة فقط ستبقى السينما نجمة السهرة، السينما التي تلمسنا من الداخل.

www.alwjh.net

البيان الإماراتية في 15 ديسمبر 2007

 

يوميات

الترشيحات

بقلم :محمد حسن أحمد  

مع اقتراب نهاية أيام مهرجان دبي السينمائي الدولي، تجد نفسك في خضوع لفكرة العمل اليومي المستمر في كل المراكز، اللقاءات السريعة مع الصحف والتلفاز تأتي تباعاً قبل المغادرة من مدينة جميرا إلى مول الإمارات لمشاهدة الأفلام.

الصديق الإعلامي عادل خزام مع خلية نحل في إعداد وتحرير الصحيفة اليومية للمهرجان، كوب شاي مع بعض الجلسات السريعة وتبادل الأحاديث تمنحك بعض الكلام حول الأفلام والحفلات المقامة يوميا، ففي افتتاح كل قسم هناك «السجادة الحمراء» وحفلة تمتزج معها روح اللقاءات والثقافات ما بين العربية والهندية وغيرها في الهواء الطلق.

فيلم «رقصة الحرب» للثنائي الزوجين شون فاين واندريا نكس فاين كانت المحطة الأهم لاختياراتي هذا اليوم وهو فيلم وثائقي حصد العديد من الجوائز، يحكي حكاية ثلاثة أطفال شردتهم الصراعات في معسكر للمهجرين في منطقة باتونجو الواقعة في شمالي أوغندا، يقترب الفيلم للطفولة المرفقة بالألم واليتم ينتقل الفيلم عبر القصص من الحزن إلى الموسيقى.

وفي هذا الثنائي الكثير من التعاطي حيث يتذوق الأطفال طعم النصر للمرة الأولى من خلال مسابقة للموسيقى، وما يمكن أن يؤكد أهمية الفيلم تلك الصورة السينمائية الجميلة التي رافقت جميع مشاهد الفيلم، بقيت معها صالة العرض في صمت مستمر ومتداخل، حتى الفتاة الأجنبية التي جلست بقربي بكت أكثر من مرّة بخجل، ودفعت ضحكتها أكثر من مرة بخجل أكبر كما ثنائية الفرح والحزن.

واجهت المحلات تمنحك رغبة غريبة بالتسوق، بينما وجبة «الأيس كريم» أقل تكلفة وأكثر سرعة شعور أكثر ألفة بداخلي بالتوجه إلى الأعمال الوثائقية وهي رغبة قديمة ومستمرة، ربما ستتحقق قريبا، ففي السينما نستطيع أن نحكي كل الحكايات التي تحدث الآن أو بعد قليل أوهي حدثت أصلاً وهي الوحيدة التي تعجن بكل الفنون والآداب بالدين والسياسة والاقتصاد وحتى التاريخ والتضاريس والمخلوقات، لذا كيف لنا ألا ننتبه لكل هذا، ونتعامل مع السينما كما لو أنها ورطة أو مسألة حياة، تسكنك كي لا تنجو أبداً.

بقى الليل كما قطعة الشوكولاته التي تترك على السرير في الغرف الفندقية وفي ساعات الفجر الأخيرة راقبت بحر جميرا، عدت للفندق لكتابة اليوميات بعض عمال النظافة يعملون بصمت، عائلة ستغادر الفندق إلى المطار أخذت معها الكثير من الحقائب والذكريات عن دبي، هي نفسها الانطباعات التي ستبقى عند ضيوف المهرجان، ليس فقط بالحفاوة بل بوجود مهرجان متطور قادر على العمل بفكر ووعي فني.

بعض الهمسات بدأت الآن بين السينمائيين حول الترشيحات مع اقتراب حفل توزيع الجوائز، وهذا ما يشكل قيمة للتنافس بوجود مسابقة عربية ذات أهمية.

www.alwjh.net

البيان الإماراتية في 14 ديسمبر 2007