مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

فعاليات مهرجان القاهرة

بازوليني يعيد الثقة بالسينما المغربية

محمد عبد العزيز من القاهرة

في إطار فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، عرض يوم الأحد فيلمان ضمن المسابقة الدولية للأفلام الروائية الطويلة، وهما الفيلم المكسيكي "أوبرا" والفيلم المغربي "في انتظار بازوليني"، وعقد بعد الفيلمين ندوتين مع مخرجي الفيلمين، وكذلك عقد في نفس اليوم ندوة عن الفنان الراحل العظيم "نجيب الريحاني" في إطار إهداء دورة المهرجان الحادية والثلاثين التي تعقد حاليا في الفترة من السابع والعشرين من نوفمبر إلى السابع من ديسمبر الحالي.

وفي الفيلم الأول وهو المكسيكي "أوبرا" والذي أخرجه الشاب "خوان باتريشيو ريفيرول"، والفيلم يحكي عن علاقة بين طالبة جامعية، وأديب توقف عن كتابة القصص بعد أن وجد أن الكتابة في الصحف تربح بشكل أكبر، ويبدأ في كتابة دليل سياحي لإحدى الشركات، ومن أجله يتنقل عبر أكثر من مكان، ويقنع الفتاة بالانضمام إليه، وتمضي الكاميرا في إطار شبه تسجيلي لتستعرض رحلتهما، والتي تنتهي بافتراقهما.

الفيلم يتسم بإيقاع شبه معدوم، فالكاميرا في الغالب تستعرض المشاهد الخلابة والطبيعية الموجودة في الخلفية، دون أن تكون هناك حركة للممثلين، والمشاهد طويلة وليس لها معنى محدد، وهو ما دفع أحد النقاد للقول بأن الفيلم لا يقدم أي وجهة نظر، حتى أنه استشار وتناقش مع أصدقائه النقاد بعد الفيلم، وحاولوا أن يجدوا معنى لما قدم في هذا الفيلم، ولكنهم فشلوا في ذلك، والفيلم هو التجربة الإخراجية الأولى لخوان باتريشيو، وهو من قام بكتابة السيناريو، وأنتج الفيلم أيضا، وقال إن سيناريو الفيلم كان عبارة عن عشرة ورقات فقط، وترك الحوار دون تحديد، فقط الارتجال من الممثلين، وأنه أراد خوض هذه المغامرة لحبه لهذه الفكرة الجديدة، وأضاف بأنه لم يفكر في البداية في نهاية علاقة الفتاة بالرجل الكبير في السن، وتركها للرحلة التي خاضوها، ومن خلالها تأكد من وجهة نظره المبدئية، بأنهم يجب أن يفترقا، وعموما فالفيلم كان غير جيد على الإطلاق، وأثار العديد من علامات الاستفهام حول لجنة المشاهدة بالمهرجان، والتي وافقت على دخول هذا الفيلم ضمن المسابقة الدولية لمهرجان دولي.

تفوق مغربي مع بازوليني

وفي نفس اليوم عرض الفيلم المغربي "في انتظار بازوليني" من إخراج داود أولاد السيد، والفيلم فكرة لعلي الصافي والسيناريو ليوسف فاضل، والبطولة لمحمد مجد ومحمد بسطاوي ومصطفى تاهتاه، وتدور قصة الفيلم في الجنوب المغربي، وبالتحديد في قرية "وازارزات" حيث يأتي فريق تصوير إيطالي إلى القرية من أجل تصوير فيلم تاريخي، وتستعد القرية بأكملها لهذا الفيلم الذي يأتي بعد غياب التصوير في قريتهم لمدة عامين، والتصوير بالنسبة لهذه القرية يمثل عودة الحياة لهم، لأن الاقتصاد فيها ينتعش عند عملهم في السينما، وينتظر الجميع أن يتم اختياره ككومبارس في الفيلم من أجل العمل أكبر فترة ممكنة كي يحصل على أعلى أجر مادي، ومن ضمن هؤلاء شخص يدعى تهامي وهو كان قد اشترك مع بازوليني المخرج الإيطالي الشهير في فيلم منذ أربعين عاما، وكان قد أنشأ معه علاقة صداقة قوية، ويعرف من خلال صديق له يعمل في الفيلم أن بازوليني قتل بسبب شذوذه الجنسي أو إلحاده، ولكنه يكذب على أهل قريته الذين يضعون عليه أملا كبيرا في تسجيلهم ضمن كومبارس الفيلم، ويقول لهم إن المخرج الذي سيأتي هو بازوليني نفسه، وهناك أيضا العديد من الشخصيات الأخرى المحورية التي تشترك في الأحداث، مثل علال الذي يعول على الفيلم الكثير من أجل استكمال بناء بيته وتوفير المصاريف الدراسية لأولاده، وكذلك شيخ القرية فقيه الذي يخطب في المسجد ولكنه مستغل وانتهازي، ولكن الفيلم في النهاية يتوقف تصويره ويرحل الفريق الإيطالي بعد حدوث مشاكل إنتاجية.

من فيلم أنتظار بازوليني

الفيلم نجح في شد جمهوره القليل الذي حضر العرض، خاصة للأفكار القوية والجريئة التي يطرحها الفيلم، وأيضا للإيقاع الجيد والمتوازن للفيلم، وخاصة أنه جاء بعد الفيلم المكسيكي، وإن كان ذلك لا ينكر الصورة الرائعة التي قدمها المخرج داود أولاد السيد، والحوار الانسيابي الطبيعي، وكذلك الآداء التمثيلي الجيد للممثلين، وخاصة محمد مجد، والذي ذكر الكثيرين بعمر الشريف، الفيلم بشكل عام قدم صورة جيدة للسينما المغربية من خلال فيلم يتحدث عن المغاربة أنفسهم، وليس نظرة من الخارج مثل الكثير من الأفلام التي رأيناها من قبل، وكذلك لعرض شريحة كبيرة من المغاربة الذين قد يكونوا مهمشين، وفكرة الفيلم التي تتعرض لانتظار العرب للإنقاذ ولكنهم ينتظرونه من الخارج وليس من الداخل.

وعقد بعد الفيلم ندوة مع المخرج داود أولاد السيد، والذي تحدث عن فيلمه وقال إن الفيلم صور بالفعل في أحد الاستديوهات التي بناها الأميريكيون في قرية "وازارزات" التي تدور فيها الأحداث، وقال إن فكرة الفيلم جاءته من خلال فيلم تسجيلي عن العاملين بمهنة الكومبارس في هذه القرية، وأضاف أن المخرج الإيطالي بازوليني جاء بالفعل إلى المغرب عام 1970 وصور هناك فيلم "أوديب ملكا"، وكان أحد الممثلين بالقيلم، والذي قام بدور المقدم قد عقد صداقة قوية بالفعل مع بازوليني عند قدومه، وذكر المخرج أن هناك بالفعل قرى في المغرب تعتمد على تصوير الأفلام الأجنبية، وينتعش الاقتصاد فيها لمدة تزيد عن الستة أشهر مدة التصوير، وأضاف أنه كان يريد من هذا الفيلم العمل بطريقة الأفلام التسجيلية، من حيث الإضاءة وحركة الكاميرا البسيطة.

ندوة نجيب الريحاني

وعقدت اليوم أيضا ضمن فعاليات المهرجان ندوة حول الفنان المصري الراحل "نجيب الريحاني"، والتي اهديت الدورة الحادية والثلاثين له، وحضرها المخرج المصري الدكتور محمد كامل القليوبي بالإضافة إلى الدكتور زغلول الصيفي، والذي  شارك في الكتاب الذي أصدره المهرجان عن نجيب الريحاني بقصة من جزئين حول الحياة الشخصية للفنان نجيب الريحاني، وكذلك اشترك في الندوة محمد عبلة والذي أنشأ جمعية باسم "محبي الريحاني"، وحصل على العديد من الوثائق التاريخية.

وبدأت الندوة مع المخرج محمد القليوبي الذي أشرف على الكتاب وشارك في جمع مادته، وقال إن الكتاب لم يقوموا بإعداده من أجل التكريم أو الاحتفاء بالريحاني فقط، ولكنه حافز من أجل بدأ مشروع دراسة عن حياة الراحل الكبير، والذي يعد من أعظم الممثلين على مدار التاريخ المصري، أما زغلول الصيفي فقد حكى أكثر عن الحياة الشخصية للريحاني وابنته التي كانت قصتها غامضة، ولكنها حكت له قصتها بالكامل، وقصة زواجه من أمها الفررنسية الألمانية لوسي ديفرناي، والتي كانت راقصة باليرينا شهيرة، وتقدم عروضها في فرنسا وألمانيا وأوروبا بالكامل، أما محمد عبلة رئيس جمعية محبي الريحاني ن الجمعية ونشاطاتها، وذكر أن وزير الثقافة وافق على أن يكون مقر الجمعية هو قصر ثقافة الريحاني، كما أعلن عن وجود العديد من الوثائق والصور التي جمعها، وذكر أن الجمعية تستهدف التعريف ودراسة تاريخ الفنان الراحل الذي كتب عنه العقاد أنه معلم يلقي دروسه التعليمية والخلقية على المصريين منذ ربع قرن، فليعرف المصريون حق قدره، ولكنهم لا يفعلون، وذلك في إشارة إلى الفترة التي قضاها الريحاني في المرض، والريحاني من مواليد عام 1891 وتوفي 1949، وقد أنشأ فرقة الريحاني المسرحية، والتي قدم من خلالها العيد من المسرحيات الهامة في التاريخ الفني المصري ومنها "لعبة الست، كشكش بيه، وغيرها من المسرحيات"، كما أنه أنتج لسيد درويش العديد من الأوبريتات الغنائية، ومنها العشرة الطيبة، وقدم في السينما العديد من الأفلام ومنها "سي عمر، سلامة في خير، ياقوت أفندي، صاحب السعادة كشكش بيه، وغزل البنات".

muhammadabdelaziz999@hotmail.com

موقع "إيلاف" في 4 ديسمبر 2007