مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

مهرجان القاهرة السينمائي

متى تتغير الإدارة التنظيمية للمهرجان

محمد عبد العزيز من القاهرة

فاض الكيل بالجميع، فكلنا كنا نفضل الوقوف بجانب مهرجان دولي عربي يقام على أرض عربية، ولكن مهرجان القاهرة لهذا العام يزداد توحشا، وتزداد الأخطاء من عام لآخر، ويكثر التساؤل حول المدى الذي قد نصل إليه من سوء، حتى يتم تغيير هذه الإدارة التنظيمية للمهرجان، والتي تثبت فشلها أكثر عام بعد عام. فأمانة العمل الصحفي كانت تحتم علينا جميعا نقل الصورة بشكل كامل وحقيقي، ولكن النزعة الوطنية بداخل كل صحفي كانت تمنعه عن كشف كل ما يحدث، ويشير بعبارات قصيرة إلى نقاط قد تكون سيئة من أجل تفاديها قريبا، ولكن الإدارة وكأنها لا تسمع، وتقع كل يوم وكل ساعة في نفس الأخطاء.

مشكلة المهرجان في الغالب تنظيمية، فبعيدا عن مستوى الأفلام السيئة التي يتم اختيارها، والتي قد يرجعها البعض إلى وجهات النظر المختلفة، وإلى موعد المهرجان المتأخر والذي يضعه في مأزق اختيار أفلام محدودة نظرا لعرض واشتراك معظم الأفلام المهمة في المهرجانات الأخرى التي تغقد مبكرا، ولكن المشكلة الأكبر كانت تنظيمية، والتي تنقل صورة غير جيدة للتفكير المصري والعربي بشكل عام، وما حدث يوم الثلاثاء الماضي كان خير دليل على ذلك، فقد كان من المقرر أن يعرض في ذلك اليوم فيلم الغابة في حفلة الساعة التاسعة، وهو العرض الأول للفيلم، واعتقد معظم الصحفيين أن الفيلم ستتاح رؤيته للصحفيين، ولكن فوجئنا في صباح هذا اليوم بأن إدارة المهرجان حددت هذا العرض للجمهور، وليس للصحفيين، وهو أمر غريب أن يعرض الفيلم في البداية للجمهور وليس للصحفيين كما اعتدنا، وهو الأمر الذي يتنافى مع حوار نشر في نفس اليوم في جريدة البديل اليومية لمخرج الفيلم أحمد عاطف، والذي ذكر فيه أن العرض اليوم مخصص للصحفيين ومتاح لهم، وستعقد بعدها ندوة للصحفيين مع المخرج وأبطال العمل، وعندما سألت السيدة نعمة الله حسين التي أعلنت هذا الخبر قالت إن أحمد عاطف أخطأ عند تصريحه بذلك، وأنه دعى صحفيين وأجانب لحضور الفيلم دون أن يرجع لإدارة المهرجان، وردت على كلامه بأنه استنكر وضع الفيلم في المسابقة العربية فقط دون أن يدخل في المسابقة الدولية للمهرجان، بأن الفيلم لأن مستواه الضعيف لم يرقى للدخول في المسابقة الدولية، وتسأل عن ذلك لجنة اختيار الأفلام، فسألت في وقتها "وهل فيلم على الهوا لإيهاب لمعي يرقى لذلك؟" فقالت أنا لا علاقة لي باختيار الأفلام.

وقد قررت إدارة المهرجان زيادة عدد مرات عرض الفيلم إلى أربعة مرات، وندوة الفيلم ستعقد يوم الخميس بعد حفلة الساعة الثامنة، وهو ما يؤدي إلى خلل في الجدول لم يعالج إلى كتابة هذا التقرير، حيث سيؤدي ذلك إلى إلغاء عرض الفيلم اللبناني "فلافل" الذي كان من المقرر عرضه في نفس التوقيت، وأمر آخر أن فيلم بلد البنات، وهو الفيلم المصري الرابع، سيعرض في نفس التوقيت مع عقد ندوة له، وهو ما سيجعل الغالبية العظمى من الصحفيين والضيوف المهتمين برؤية الأفلام المصرية، لا يستطيعون حضور الفيلمين أو الندوتين، ولم يتوقف الأمر على ذلك، ولكن طلب من الصحفيين والذين يحملون كارنيهات المهرجان أن يذهبوا إلى المركز الصحفي من أجل الحصول على دعوة لحضور الفيلم في الحفلات المخصصة للصحفيين، وهو أمر أثار استغراب الحضور، فلماذا الدعوات وهم يحملون الكارنيهات التي تتيح لهم الدخول في هذه الحفلات.

أمر آخر أثاره هذا الأمر، وهو التفرقة بين الأفلام وبعضها، فلماذا يعرض الغابة أربع مرات، وهو الأمر الذي تكرر مع فيلم "ألوان السما السبعة" الذي عرض ثلاث مرات أخرى غير المرة التي عرض فيها في المسابقة الدولية، وكذلك الجور على فيلم "بلد البنات" والذي يتعرض لظلم كبير بعدم مساواته بالأفلام المصرية.

الرؤية الروسية الكاملة

عرض في هذا اليوم ضمن مسابقة الأفلام الدولية الفيلم الروسي "رؤية كاملة" والذي تدور قصته حول سيدة أعمال في الثلاثينيات من عمرها، تذهب مع صديقها الشاب الذي كان يعمل لديها في الشركة لقضاء إجازة في إحدى القرى الساحلية، وهناك تنقلب حياتهما بسبب علاقة الشاب بإحدى فتيات القرية المرتبطة بأحد الصيادين، والفيلم يتسم بإيقاع جيد ومختلف، وكل التفاصيل التي فيه ولو كانت صغيرة فهي مهمة ولا تأت من فراغ، كما أن الصورة وحركة الكاميرا كانت في منتهى الدقة والوضوح، وأطتنا الصورة مساحة جيدة لرؤية كاملة لمناظر خلابة، فكانت الصورة لوحات جميلة يتحرك فيها الممثلون، كما أن السيناريو الذي كتبنه زوجة المخرج "أنا فاليري" كان منطقيا ويمتاز بانسيابية حواره وأحداثه.

وفي ندوة الفيلم التي عقدت بعد عرضه واجهنا مشكلة أخرى، فمريم زكي التي تدير الندوة لا تعرف اللغة الروسية، وكانت هناك مترجمة روسية لا تعرف العربية، تترجم كلام المخرج الروسي إلى الإنجليزية، وتترجمه مريم إلى العربية، وهو ما استقطع وقتا طويلا للغاية في هذه الدائرة مع كل سؤال يوجه وكل كلمة تقال من المخرج، وفاليري كان يعمل مديرا لمهرجان أوكرانيا السينمائي لمدة ست سنوات، ولكنه قرر ترك أوكرانيا والهجرة إلى روسيا، وذكر أن هذا الفيلم هو قصة حياته هو، وزوجته أنا هي التي كتبت السيناريو الذي يعتبر السيناريو الثاني لها بعد أن أعطاها ملامح القصة الأصلية، وذكر المخرج الروسي في حديثه عن السينما الروسية بشكل عام أن روسيا تاريخها السينمائي كبير، وتنتج السينما الروسية سنويا ما يقارب المائتي فيلم، ولكن كالعادة فهي بها الأفلام قليلة القيمة هي الأكثر، وأربعة أو خمسة أفلام فقط هي التي تكون ذات قيمة عالية، وذكرت زوجته أيضا والتي تعمل مديرة لدور العرض الحكومية في روسيا أن الأموال المستثمرة في السينما كثيرة، ولكن هؤلاء المنتجين لا يفهمون في السينما، ولذلك فإن أهم ما يشغلهم هو عمل أفلام قادرة على جلب إيرادات أكبر.

يوم المعاق العالمي، وحضور معاق لرئيس المهرجان

وفي نفس اليوم من المهرجان والذي يتوافق مع الاحتفال بيوم المعاق العالمي الثالث من ديسمبر، تم عقد ندوة يتم فيها مناقشة هذا الأمر، وقد حضرت هذه الندوة الممثلة الأمريكية "إيمي مولينز" وذلك في إطار تكريمها من قبل المهرجان، وإيمي فقدت ساقيها، وركبت ساقا صناعيا بديلة، ولكنها مارست الرساضة وفازت في دورة الألعاب الأوليمية عام 1996 بميداليا تذهبية في مسابقات الجري والوثب الطويل، كما عملت في مجال عروض الأزياء وتصدرت صورها أغلفة مجلات الموضة، وشاركت أيضا كممثلة في فيلم "برج التجارة العالمي" للمخرج الأمريكي أوليفر ستون، وحضر الندوة في أولها رئيس المهرجان الدكتور عزت أبو عوف، والذي جلس لدقائق معدودة، قدم فيها الممثلة الأمريكية، وأعلن أن اليوم هام جدا، وستتعرفون فيه على الكثير عن حياة هذه الفنانة، التي تمثل تحديا كبيرا، ثم استأذن في الانصراف لأنه مرتبط بموعد في منطقة العاشر من رمضان، وهو ما يفتح المجال أمام سؤال عن رئيس المهرجان الذي لا يحضر حتى عروض الأفلام المشتركة في المسابقة الدولية، او الندوات ، ففي كل الندوات التي يحضرها يكون لديه ارتباط ما يجعله لا يستطيع المكوث أكثر من دقائق لا تعد ثم يستأذن الانصراف.

ظلال الصمت

قبل الفيلم المصري الغابة عرض الفيلم السعودي "ظلال الصمت" للمخرج عبد الله المحيسن، وهو من بطولة السوري غسان مسعود والسورية فرح بسيسو والكويتي محمد المنصور، والفيلم يحكي في إطار فانتازي تخيلي عن معهد مقام في دولة عربية دون تحديد أسماء، يقومون فيها بعمل غسيل للدماغ لعدد من المثقفين والكتاب والفاعلين في المجتمع، من أجل إعادة توجيههم لخدمة السلطة الحاكمة، وقد عقد بعد الفيلم ندوة مع المخرج والممثلة فرح بسيسو، وعلق المخرج على أنه استخدم اللغة العربية فقط دون أن تكون هناك لهجة من أجل محاولة الوصول إلى لهجة مشتركة بين العرب جميعا، حتى يستطيع العرب من المشرق إلى المغرب فهمها، وتكون هناك سينما عربية موحدة، وأكد على أنه استخدم كل الفنانين والفنيين والتقنيين من العرب، بالرغم من أن بعضهم هاجر ويعمل في أوروبا، ولكنه استعان بهم مع العديد من الجنسيات العربية الأخرى، من أجل أن يكون الفيلم عربيا شاملا، يذكر أن الندوة لم تظل أكثر من ربع ساعة وذلك من أجل الاستعداد لعرض الفيلم المصري.

muhammadabdelaziz999@hotmail.com

موقع "إيلاف" في 6 ديسمبر 2007