مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

مهرجان القاهرة السينمائي:

بذخ واستعراض في الإفتتاح

القاهرة ـ ريما المسمار

روح نجيب الريحاني وعظمة هارفي كايتل وموهبة مات ديلن، عناصر قد تبدو متنافرة لا يجمع بينها ما هو مرئي او ملموس. ولكن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي احتضنها مساء أمس في افتتاح دورته الحادية والثلاثين، حاشداً المكرمين والضيوف ولجان التحكيم على مسرح دار الاوبرا الكبير في صورة تذكارية قد تكون كل ما يتبقى من المهرجان بعد سنوات.

ولكن لسبب ما غامض ومثير، يثير المشهد قشعريرة ربما سببها ذلك الاحساس بأنك أمسكت بشيء من السحر، سحر النجومية والسينما والحياة المشتهاة. لعل أبرز ما يختزل المشهد هو ذلك العبور الغريب للممثلة لورا هايدن على المسرح ساكبة من سحرها ومن سحر القاهرة عليها ما يكفي على الميكروفون لتبدو كأنها خارجة للتو من فيلمها مع دايفيد لينش، مثيرة وغامضة ومحيرة.

ذلك هو سحر القاهرة دائماً وسحر مهرجانها أحياناً. ثمة ما هو مثير في فوضاه واستعراضيته التي ربما يوازنها "صدق" المُستَعرَضين فيه. فكما كان داني غلوفر (هو ايضاً بطل لينش في فيلم مخمل أزرق) العام الماضي مكرماً ومتحدثاً بعمق، يتخطى لحظات الشكر والمجاملة، عن معنى الصورة السينمائية في ظل النقاش الدائر حول السلام والعدالة والارهاب، كذلك أطل أمس ممثل أميركي كبير آخر هو هارفي كايتل حاملاً كلمات تشبه تلك بجديتها وذاتيتها.

لم تكن كلمته التي تلت تكريمه عادية اذ قال: "صحيح انني أزور القاهرة للمرة الاولى، لكنني أعرفكم جميعاً من شعركم وحضارتكم وميثولوجيتكم"، سارداً ما شعر به عندما وقف امام ابي الهول: "ما عدت أعرف الحدود بين ثقافتي وثقافتكم.. أردت أن أعانقه.. تساءلت عن سره وقادني التساؤل الى أسئلة عن حياتي ومصيري". في تلك الكلمات، تقع المفارقة بين القول والمعنى.

على ذلك الايقاع، افتتح المهرجان دورته الحادية والثلاثين أمس، والممتدة الى السابع من كانون الاول (يناير) المقبل.

للعام الثاني على التوالي، يحاول المهرجان أن يجدد في حلته تماشياً مع إدارته الجديدة بقيادة عزت أبو عوف رئيساً وعمر الشريف رئيساً فخرياً. ويبدو ان طرفاً ثالثاً أصبح شريكاً في المهرجان هو راعيه الرسمي نجيب ساويريس، أحد أكبر رجال الاعمال المصريين وصاحب شركات المقاولات والاعلانات والاتصالات، وايضاً محطات التلفزة (أو.تي.في).

مظاهر البذخ كانت واضحة والاستعراض كان سمة حفل الافتتاح. فمن السجادة الحمراء التي افترشت بهو المسرح الكبير في دار الاوبرا الى الالعاب النارية المدوية في سماء القاهرة قبل ساعة وأكثر من موعد الافتتاح، بدا المهرجان وكأنه يستميت في تثبيت مكانته وهو غير غافل عن المنافسة الحادة التي يواجهها في الداخل والخارج. فالدورة الحالية هي الثانية من عهد الرئاسة جديدة لأبي عوف الذي يواجه من ذلك الموقع تحدي اثبات نفسه من خلال تثبيت حضور المهرجان بصورة أفضل مما كانت عليه في السابق.

من جهة ثانية، بات توسط المهرجان لمهرجانات عربية أخرى، كدمشق ودبي وابو ظبي ومراكش، عبئاً اضافياً بما يفسر دخول الممول الجديد على الخط بشكل علني لرفع موازنة المهرجان الرسمية المقدرة بنحو مليون ونصف جنيه مصري. كل هذا لقول ان مهرجان القاهرة لم يعد وحيداً على الساحة، هناك من ينافسه ويشكّل طاقة استقطاب لا يُستهان بها.

أطل المهرجان بحلة جديدة على الأقل شكلاً، مستلهماً نموذج مهرجان "كان" السينمائي بسجادته الحمراء التي تنبسط هنا على منصة وليس على أدراج كما في الأول، وحولها على مستوى منخفض تجمع المصورون والصحافيون وطالبو متعة المشاهدة، مشاهدة النجوم. لم تذهب آمال اولئك هدراً. فمن على المنصة، أطل نجوم المهرجان من أعضاء لجان التحكيم والمكرّمين والمدعوين. خلف المنصة، ظهر بهو المسرح أكثر تنظيماً من السنوات السابقة، وكذلك عملية ادخال الحضور وتوزيعهم على المقاعد. وبخلاف العادة لم يتأخر موعد الافتتاح.

وصلة قصيرة للممثل الكوميدي أحمد حلمي، روى فيها ملابسات النقاش بينه وبين ابو عوف حول تقديمه الحفل باللغة الانكليزية، شكلت فقرة طريفة بالنسبة الى الحضور العربي قبل ان يُرجع سبب موافقته الى الشخص الذي سيقدمه اي عمر الشريف. ألقى الاخير كلمته باللغة الانكليزية، وبخلافها عن العام الماضي، بدت أكثر ثقة وتعبيراً عن مساهمة أكبر في المهرجان. تلت كلمة الشريف كلمة ابو عوف التي أشار فيها الى أن المهرجان هو تكريم لصناع السينما الذين "يجعلون حياتنا أكثر احتمالاً وأكثر جمالاً". وفي ختام الكلمات الرسمية إعلان وزير الثقافة فاروق حسني افتتاح المهرجان.

قدم الممثلان الشابان تامر هجرص وبشرى باقي فقرات الحفل. فكان ترحيب بلجان التحكيم الثلاث الدولية (برئاسة المخرج البريطاني نيكولاس روغ) والعربية (برئاسة المخرج المغربي أحمد المعنوني) والخاصة بمسابقة الديجيتال، ومن ثم بالمكرمين: المؤلف الموسيقي راجح داود، الناقد أحمد صالح، كاتب السيناريو مصطفى محرم، الممثل أحمد رمزي، الممثل نور الشريف، الممثلة نبيلة عبيد، المخرج البريطاني هيو هادسن، الممثلة الاميركية ايمي مولن، الى مات ديلن وهارفي كايتل.

المستقبل اللبنانية في 28 نوفمبر 2007